التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف النيجر

في مواجهة “الانتصارات” الدبلوماسية المغربية: آن للجزائر أن تراجع استراتيجيتها وتحرّر القرار الصحراوي

تناقلت وسائل الإعلام الدولية خلال الأيام الأخيرة ما وصفته بـ”انتصار” دبلوماسي جديد للمغرب، بعد أن غيّرت المملكة المتحدة لهجتها بشأن قضية الصحراء الغربية، مبديةً دعمًا ضمنيًا لمقترح الحكم الذاتي الذي يروج له المغرب. هذا التطور لا يأتي في فراغ، بل يُضاف إلى سلسلة من المواقف المتغيرة في بعض العواصم الغربية. غير أن ما يُقدَّم على أنه نجاحات دبلوماسية مغربية، ليس في الحقيقة سوى تنازلات اقتصادية واستراتيجية كبيرة قايض بها المغرب قراره السيادي مقابل اعترافات سياسية شكلية. المغرب يبيع السيادة مقابل التأييد علينا أن نكون واضحين: ما يسميه المغرب “انتصارات دبلوماسية” ما هو إلا نتيجة مباشرة لصفقات سياسية واقتصادية أبرمها مع القوى الغربية. ما الذي وعد به المغرب بريطانيا؟ هل منحها امتيازات لاستغلال الثروات البحرية والمعدنية في الصحراء الغربية؟ هل فتح لها أبواب الصفقات الأمنية والعسكرية؟ نفس الأسئلة تُطرح بشأن المواقف الصادرة من إسبانيا وألمانيا وحتى الولايات المتحدة. إنها سياسة مقايضة مكشوفة: مقابل دعم لفظي لمبادرة الحكم الذاتي، يمنح المغرب لهذه الدول موطئ قدم في منطقة غنية استراتيجيًا. إنها ليست ان...

الساحل: العودة المفاجئة لدول الساحل والصحراء إلى فرنسا بوساطة المغرب الخاضع للنفوذ الفرنسي

الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر — المتحدة في تحالف دول الساحل (AES) — فرضت نفسها على الساحة الإفريقية كرموز للقطيعة مع فرنسا الإفريقية. طرد القوات الفرنسية، إلغاء الاتفاقات العسكرية، خطابات بان-إفريقية هجومية: كل شيء كان يشير إلى تحرر واضح. ومع ذلك، بعد عام واحد، بدأت هذه الدول نفسها تقاربًا خفيًا مع فرنسا، من خلال قناة غير متوقعة: المغرب. لكن بعيدًا عن تجسيد وسيط محايد حقيقي، يظهر المغرب في هذا السياق كوسيلة غير مباشرة للنفوذ الفرنسي — دولة تابعة، منسجمة مع مصالح باريس، تلعب دور ناقل الرسائل. 1. التحول الدبلوماسي للانقلابات: بين البراغماتية والإكراه منذ أسابيع عدة، تم رصد مبعوثين من دول الساحل في الرباط، حيث سمحت محادثات غير رسمية بالنظر في إعادة إطلاق تدريجية للعلاقات مع فرنسا. هذا التحرك، رغم أنه لا يزال خجولًا، إلا أنه واقعي، وقد تم ذكره في مقال بجريدة Aujourd’hui au Faso البوركينابية، التي تحدثت عن “بداية مصالحة” بين دول AES وباريس، بوساطة مغربية. هذه الاتصالات لا تتم في إطار إفريقي متعدد الأطراف، ولا من خلال قنوات سيادية، بل عبر حليف استراتيجي للإليزيه. 2. المغرب: ...

تحالف دول الساحل مع المغرب: خيارٌ كارثي يُغرق الساحل في العزلة والضياع

بعيدًا عن مظاهر المجاملات الدبلوماسية، يشكّل التقارب الأخير بين الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر – المنضوية تحت ما يُعرف بـ”تحالف دول الساحل” (AES) – والنظام الملكي في المغرب، انحرافًا استراتيجيًا خطيرًا يحمل في طياته نتائج كارثية على مستقبل شعوب هذه الدول. فبدلًا من تحقيق الانفكاك الحقيقي عن التبعية، تسير هذه الأنظمة نحو استبدال التبعية الفرنسية المباشرة بوليٍّ إقليمي تابع لباريس، في إعادة إنتاج مُقنّعة لمنظومة “فرنسا الإفريقية”. زيارة جوفاء وواجهة إعلامية الزيارة الأخيرة لوزراء خارجية دول “AES” إلى الرباط لم تكن سوى عرض مسرحي دبلوماسي صُمِّم بعناية للاستهلاك الإعلامي، حيث تولّت الأجهزة المغربية إعداد البيان المشترك ونشره بشكل مفرط على وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، في محاولة لإظهار تحوّل استراتيجي مزعوم في توجهات الدول الثلاث. غير أن هذا الحراك لا يعكس واقعا استراتيجيا حقيقيا، بقدر ما يُعبّر عن أزمة عزلة حادّة دفعت بهذه الأنظمة العسكرية للبحث عن أي غطاء خارجي، ولو كان من نظام لا يملك شيئًا ليقدّمه سوى الوعود الكاذبة والدين الخارجي المتضخم. المغرب: حليف هشّ وامتداد ا...

مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء: تقدم ملموس مقابل الأوهام المغربية

 وقعت الجزائر ونيجيريا والنيجر مؤخرًا عدة اتفاقيات لتسريع تنفيذ مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء (TSGP) ، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى نقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر الجزائر. في المقابل، يحاول المغرب يائسًا الترويج لمشروعه أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب ، وهو مشروع يفتقر إلى المصداقية المالية والتقنية، ويبدو أنه مجرد دعاية إعلامية أكثر من كونه مشروعًا واقعيًا. أنبوب الغاز العابر للصحراء: مشروع موثوق ومتقدم يمتد أنبوب الغاز العابر للصحراء على مسافة 4,128 كيلومترًا ، ومن المتوقع أن ينقل 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا من نيجيريا إلى الجزائر، حيث سيتم تصديره إلى أوروبا عبر أنبوب "ترانسميد" (Transmed) الرابط بين الجزائر وإيطاليا عبر تونس، أو عن طريق الغاز الطبيعي المسال (GNL) . تشمل الاتفاقيات الموقعة بين الجزائر والنيجر ونيجيريا: ✔ تحديث دراسة الجدوى لضمان تنفيذ المشروع بتكاليف تنافسية وفي إطار زمني معقول، ✔ اتفاقية تعويض ، ✔ اتفاقية سرية (NDA) بين الشركات النفطية للدول الثلاث. على عكس أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب ، فإن المشروع الجزائري النيجيري يتمتع بمصداقية كبيرة م...