التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الولايات المتحدة

هشاشة الأمم التي تفوض أمنها لقوى أجنبية: دروس من مواجهة ترامب مع زيلينسكي والمقارنة المغربية

 تكشف التحولات الأخيرة على الساحة الدولية عن هشاشة الدول التي تبني أمنها القومي على تحالفات خارجية. فقد شكّل الحدث الذي طرد فيه دونالد ترامب، العائد بقوة إلى المشهد السياسي الأمريكي، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من البيت الأبيض، مهددًا بقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا في صراعها ضد روسيا ، دليلًا صارخًا على هذه الحقيقة القاسية. هذا المشهد، الذي يتجاوز أبعاده الحرب الروسية الأوكرانية، يطرح تساؤلًا جوهريًا: هل يمكن لأي دولة أن تؤسس استراتيجيتها الدفاعية على الحماية الأجنبية دون أن تواجه عاجلًا أم آجلًا عواقب هذا الارتهان؟ هذا السؤال لا ينطبق فقط على أوكرانيا، بل ينسحب أيضًا على المشهد الإقليمي، حيث يبدو أن المغرب يسير على خطى كييف في مواجهة الجزائر، معتمدًا بشكل أساسي على دعم حلفائه الغربيين والإسرائيليين . لكن هذه الاستراتيجية قد تصبح رهانًا خاسرًا إذا تخلى هؤلاء الحلفاء عن المغرب في اللحظة الحاسمة ، مما قد يتركه مكشوفًا أمام التحديات التي تفوق قدراته الذاتية. درس قاسٍ من زيلينسكي: لا حليف أبدي في السياسة الدولية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، اعتمدت كييف بشكل شبه كامل على ا...

المغرب في مأزق دبلوماسي بعد عودة ترامب: بين الضغوط الأمريكية والمقامرة بالصحراء الغربية

 يعيش النظام المغربي حالة من الارتباك منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حاملاً معه أجندة غير متوقعة حتى بالنسبة لأكثر المتشائمين في الرباط. فبعدما راهن القصر الملكي على استمرار دعم واشنطن لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وجد نفسه اليوم أمام ضغوط أمريكية قاهرة، تتصدرها خطة مثيرة للجدل تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المغربية، وفق ما أوردته مصادر متطابقة، صهيونية وغربية. من الاحتفاء إلى التخبط: موقف الرباط المتأرجح في عام 2020، اعتبر المغرب نفسه فائزًا دبلوماسيًا عندما أعلن ترامب، آنذاك، دعمه لمطالب الرباط في الصحراء الغربية، مقابل توقيع اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني. غير أن عودة الرئيس الأمريكي إلى السلطة هذه المرة لم تحمل معها نفس المكاسب، بل فرضت تحديات جديدة، وعلى رأسها الضغط لقبول ترحيل الفلسطينيين المهجرين من غزة. لم يكن القصر الملكي متحمسًا لمطالبة واشنطن بإعادة تأكيد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، بعدما وجد نفسه متورطًا في فضيحة سياسية كبرى تتعلق بالقضية الفلسطينية. فالمقابل الذي يطلبه ترامب هذه المرة، حسب الصحفي الإسباني إغناسيو سامبري...

الاتفاق بين الجزائر والولايات المتحدة في مجال الدفاع: إعادة ترتيب الأوراق الاستراتيجية التي تقلق موسكو

  يمثل الاتفاق الموقّع مؤخرًا بين الجزائر والولايات المتحدة في مجال الدفاع خطوة مهمة في العلاقات بين البلدين. وعلى الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل هذا الاتفاق بشكل دقيق، إلا أنه من الواضح أنه يهدف إلى وضع آليات تعاون لتعزيز الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات في شمال إفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن هذا التقارب قد يثير مخاوف موسكو، التي كانت تقليديًا شريكًا رئيسيًا للجزائر، وقد تجد نفسها في مواجهة تغير في أولويات الجزائر الاستراتيجية. السياق الاستراتيجي: تعاون عسكري متزايد لطالما اعتمدت الجزائر، كقوة إقليمية رئيسية وفاعل محوري في مكافحة انعدام الأمن في الساحل، على شراكات عسكرية متنوعة للحفاظ على استقلالها الاستراتيجي. ويأتي الاتفاق مع واشنطن في هذا الإطار، حيث يعكس رغبة الجزائر في تنويع شراكاتها الدولية والتعاون بشكل أوسع مع الولايات المتحدة، بما يتجاوز العلاقات التقليدية التي تربطها بروسيا، المزود الرئيسي لها بالأسلحة. من المحتمل أن يشمل هذا التعاون مجالات متعددة مثل التدريب العسكري، تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتنسيق في مكافحة التهديدات ال...

العلاقات بين الولايات المتحدة والجزائر: آفاق إدارة ترامب واستراتيجيات للحد من النفوذ الروسي

يحلل هذا المقال آفاق إدارة ترامب تجاه الجزائر، مع التركيز على دور المصالح الاقتصادية الأمريكية وتوصيات مراكز الفكر الأمريكية لتوثيق العلاقات الاستراتيجية مع الجزائر. وفي ظل تصاعد المنافسة الجيوسياسية، تشجع عدة مؤسسات بحثية أمريكية على تعزيز الروابط مع الجزائر للحد من النفوذ الروسي في شمال إفريقيا. يستكشف المقال التأثيرات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية لمثل هذا التقارب المحتمل وتأثيره على السياسة الخارجية للولايات المتحدة. تحتل الجزائر موقعًا استراتيجيًا هامًا في شمال إفريقيا بفضل مواردها الطبيعية الوفيرة وعلاقاتها التاريخية مع قوى عالمية عديدة، بما في ذلك روسيا. وقد أثارت هذه العلاقات اهتمام مراكز الفكر الأمريكية، التي توصي بسياسة انخراط أكثر فعالية تجاه الجزائر للحد من النفوذ الروسي في المنطقة. يدرس هذا المقال تداعيات هذه التوصيات وكيف يمكن لإدارة ترامب، المعروفة بنهجها البراغماتي والاقتصادي، أن تستجيب لها. 1. السياق الجيوسياسي: الجزائر بين الولايات المتحدة وروسيا 1.1. النفوذ التاريخي لروسيا في الجزائر تعود العلاقات بين الجزائر وروسيا إلى حقبة الحرب الباردة، عندما كانت الجزائر تحا...