التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف البوليساريو

صفعة دبلوماسية للمخزن: الحقيقة الصحراوية تفرض نفسها في الأمم المتحدة رغم مناورات الرباط

رغم الضجيج الإعلامي والمسرحيات الدبلوماسية التي يتقنها نظام المخزن، ها هي القضية الصحراوية تنتصر مجددًا على الساحة الدولية، مؤكدة صلابة الحق أمام أوهام التوسع والاحتلال. التقرير الإعلامي السنوي الأخير لمجلس الأمن، المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 2024، كشف مجددًا زيف الرواية المغربية ودفن فعليًا ما يسمى بـ«مخطط الحكم الذاتي». فقد جاء ردّ ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، على شكل احتجاج هستيري، لم يُفلح في إخفاء مرارة الهزيمة الدبلوماسية التي تلقاها المخزن في عقر دار الشرعية الدولية. فالغضب الذي أبداه هذا الدبلوماسي، والذي لبسه ثوب “الاحتجاج الرسمي”، لم يكن سوى اعتراف ضمني بفشل سياسة المخزن القائمة على التضليل، وتزوير الوقائع، وشراء المواقف. خرافة الحكم الذاتي تتهاوى أمام القانون الدولي رغم الوعود الكاذبة التي أغدق بها على الرباط كل من دونالد ترامب، إيمانويل ماكرون، كير ستارمر، وبيدرو سانشيز، تبيّن أن موقف الأمم المتحدة من القضية الصحراوية لم يتغير قيد أنملة. فلا تغريدة من رئيس، ولا خطاب دبلوماسي مشوّه، قادر على طمس الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير مصيره. عم...

في مواجهة “الانتصارات” الدبلوماسية المغربية: آن للجزائر أن تراجع استراتيجيتها وتحرّر القرار الصحراوي

تناقلت وسائل الإعلام الدولية خلال الأيام الأخيرة ما وصفته بـ”انتصار” دبلوماسي جديد للمغرب، بعد أن غيّرت المملكة المتحدة لهجتها بشأن قضية الصحراء الغربية، مبديةً دعمًا ضمنيًا لمقترح الحكم الذاتي الذي يروج له المغرب. هذا التطور لا يأتي في فراغ، بل يُضاف إلى سلسلة من المواقف المتغيرة في بعض العواصم الغربية. غير أن ما يُقدَّم على أنه نجاحات دبلوماسية مغربية، ليس في الحقيقة سوى تنازلات اقتصادية واستراتيجية كبيرة قايض بها المغرب قراره السيادي مقابل اعترافات سياسية شكلية. المغرب يبيع السيادة مقابل التأييد علينا أن نكون واضحين: ما يسميه المغرب “انتصارات دبلوماسية” ما هو إلا نتيجة مباشرة لصفقات سياسية واقتصادية أبرمها مع القوى الغربية. ما الذي وعد به المغرب بريطانيا؟ هل منحها امتيازات لاستغلال الثروات البحرية والمعدنية في الصحراء الغربية؟ هل فتح لها أبواب الصفقات الأمنية والعسكرية؟ نفس الأسئلة تُطرح بشأن المواقف الصادرة من إسبانيا وألمانيا وحتى الولايات المتحدة. إنها سياسة مقايضة مكشوفة: مقابل دعم لفظي لمبادرة الحكم الذاتي، يمنح المغرب لهذه الدول موطئ قدم في منطقة غنية استراتيجيًا. إنها ليست ان...

رد على مقال كاذب في هسبريس بشأن مخيمات تندوف: الحقائق في مواجهة الأكاذيب

تشهد الساحة الإعلامية المغربية، كما هو متوقع، موجة جديدة من الأكاذيب الممنهجة، تستهدف تشويه صورة الجزائر والنيل من مواقفها الثابتة تجاه قضية الصحراء الغربية وحقوق الشعب الصحراوي. آخر هذه الحملات ما نشرته جريدة هسبريس المغربية، نقلاً عن تقارير تزعم أن الجيش الجزائري نفذ “غارات جوية” على مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، في محاولة مكشوفة لترويج سردية كاذبة تهدف إلى تقويض مصداقية الجزائر دوليًا، وتبرير الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية. أولًا: كذب فاضح وتضليل ممنهج إنّ الزعم بأن الجيش الجزائري نفّذ هجمات بطائرات مسيّرة على مناطق مدنية في تندوف لا يستند إلى أي دليل ميداني موثوق. ولا يمكن اعتبار نقل تقارير صحفية بدون تحقيقات مستقلة أو شهادات حيّة من المنظمات المحايدة مرجعية ذات مصداقية. فصحيفة إلباييس التي تم الاستناد إليها لم تصدر أي تقرير رسمي موثق بهذه المزاعم، بل نقلت أقاويل ومصادر مجهولة، وهو ما يكشف هشاشة هذا البناء الإعلامي المسيس.  والأدهى من ذلك، أن هسبريس تجعل من هذه الأكاذيب منصة لاتهام الجزائر بانتهاك حقوق الإنسان، متناسية أن المخيمات في تندوف تقع تحت إشراف مباشر من مفوض...

جبهة البوليساريو: الممثل الشرعي للشعب الصحراوي وليست حركة إرهابية

في سياق النزاع حول الصحراء الغربية، ظهرت محاولات تهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو كـ”حركة إرهابية”. غير أن هذا التصنيف لا يستند إلى أي أساس قانوني أو واقعي، بل يتعارض مع الشرعية الدولية ومع تاريخ النزاع. فجبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي كما تعترف بها الأمم المتحدة، ولم تُعرف قط بانخراطها في أعمال إرهابية أو نشاطات غير قانونية. في المقابل، يواجه النظام المغربي اتهامات متزايدة بانتهاك حقوق الإنسان، والتورط في شبكات تهريب المخدرات. تهدف هذه الدراسة إلى توضيح الأسباب القانونية والسياسية التي تمنع تصنيف البوليساريو كحركة إرهابية، وتُبرز مفارقات الخطاب المغربي. 1. الاعتراف الدولي بشرعية جبهة البوليساريو تأسست جبهة البوليساريو سنة 1973، ومنذ السبعينيات تُعترف بها الأمم المتحدة كممثل شرعي للشعب الصحراوي. وتؤكد قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن على أن الصحراء الغربية تظل إقليماً غير متمتع بالحكم الذاتي، يخضع لعملية تصفية استعمار. وفي رأيها الاستشاري الصادر سنة 1975، رفضت محكمة العدل الدولية مطالب المغرب بالسيادة على الصحراء، وأكدت على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصي...

قراءة تحليلية في حوار السفير أبي بشرايا البشير: لماذا يخيم التشاؤم على جبهة البوليساريو؟ ولماذا تفتقد الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية؟

يُعدّ الحوار الذي أجرته صحيفة "نيوز الجزائر" مع السفير أبي بشرايا البشير ، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، مرآة صادقة تعكس حجم القلق والتشاؤم الذي يسيطر على قيادة الجبهة إزاء المسار السياسي لقضية الصحراء الغربية. ولعلّ أبرز ما يسترعي الانتباه في هذا اللقاء هو الجمع بين وضوح الرؤية، وحدة النبرة، ومرارة التجربة الطويلة التي عاشها الصحراويون مع المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنظر إليها الجبهة بعين الريبة والخذلان. أولاً: تشاؤم يعكس انسداد الأفق السياسي والخذلان الأممي من خلال كلمات السفير، يتبدى أن حالة الإحباط التي تعيشها الجبهة ليست وليدة الساعة، بل هي ثمرة تراكمات تاريخية، ومواقف دولية متقلبة، وتصريحات من قادة دول عظمى، كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تُناقض جوهر الشرعية الدولية ومبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. تصريحات ترامب: شرعنة للاحتلال وتكريس لشريعة الغاب يرى السفير أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، كما ورد في تصريح ترامب نهاية ولايته الأولى، لم يكن مجرد موقف سياسي عابر، بل شكّل منعطفاً خطيراً في مسار القضية. فه...

الصحراء الغربية: منعطف تاريخي يُعيد قضية الصحراء الغربية إلى الواجهة ويقلب موازين النزاع

  نيويورك، 16 أبريل 2025. في قاعة مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وقف ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، وألقى خطابًا استثنائيًا، تميز بالرصانة والعمق، ورسم من خلاله صورة دقيقة لوضع معقّدٍ يتقاطع فيه الجمود السياسي مع تحولات دولية بدأت تُعيد تشكيل خريطة المواقف الإقليمية والدولية بشأن هذا الملف المزمن. في لحظة تبدو حاسمة بعد أكثر من خمسة عقود على اندلاع النزاع، سلّط دي ميستورا الضوء على ثلاثة محاور محورية تشكل، بحسب رأيه، الملامح الراهنة للموقف الأمريكي، وعلى الأرجح مستقبل العملية السياسية برمتها. أولاً: "حكم ذاتي حقيقي"… مطلب لتوضيح المبادرة المغربية منذ 2007، طرح المغرب مبادرة لمنح الصحراء الغربية "حكمًا ذاتيًا موسّعًا" تحت السيادة المغربية، واعتُبرت في حينها "واقعية وذات مصداقية" من قبل بعض العواصم الغربية. لكن دي ميستورا، في تقريره، أثار تساؤلات جوهرية بقيت بدون إجابة: ما طبيعة الصلاحيات التي ستُمنح فعليًا للسكان الصحراويين؟ هل هناك ضمانات لاستقلال السلطات المحلية؟ ما مدى حرية الشعب الصحراوي في تسي...

أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس: خلافًا لما تروّجه الصحافة المغربية، الجزائر تُصعّد موقفها في مواجهة الدعم الفرنسي للمغرب

تشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا عاصفة دبلوماسية جديدة، تفاقمت بعد اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في يوليو 2024 . هذا القرار، الذي يندرج في سياق دعم مستمر للرباط، اعتبرته الجزائر اعتداءً مباشراً على مصالحها الاستراتيجية وتشكيكاً في مواقفها التاريخية تجاه القضية الصحراوية. رداً على هذا التطور الخطير، استدعت الجزائر سفيرها في فرنسا ، في خطوة تعكس قطيعة واضحة مع باريس. هذه الخطوة الدبلوماسية الحاسمة تعكس استياءً متزايداً إزاء ما يُعتبر انحيازاً فرنسياً متزايداً لمواقف المغرب . . موقف جزائري أكثر صلابة من أي وقت مضى في الوقت الذي حاول فيه بعض المراقبين، خاصة في المغرب، تفسير التصريحات الأخيرة للرئيس عبد المجيد تبون على أنها إشارة إلى تليين الموقف الجزائري بشأن قضية الصحراء الغربية، فإن الواقع مغاير تماماً. على العكس، هذه التصريحات تؤكد تشديد الموقف الجزائري بشكل حازم ومدروس . أكد الرئيس تبون بوضوح أن الجزائر لم تكن يوماً غافلة عن الدور الفرنسي في دعم الأطماع المغربية ، مشدداً على أن مشروع الحكم الذاتي ليس سوى مبادرة فرنسية بالأساس . ومن خلال هذه الرسالة القوية، تعل...

مناورات شرقي 2025: كان على الجزائر أن ترد بالفعل، وليس برد الفعل

إعلان مناورات شرقي 2025 العسكرية، المقرر إجراؤها في سبتمبر المقبل، يمثل نقطة تحول في العلاقات بين الجزائر وفرنسا. فمع تصاعد التوترات بين البلدين، أثار تنظيم هذه التدريبات العسكرية في منطقة استراتيجية رد فعل قوي من قبل الحكومة الجزائرية. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن التعبير عن الاستياء من جانب الجزائر كان متوقعًا، إلا أن اتباع نهج أكثر استباقية كان من شأنه أن يعزز موقعها على الساحة الدولية والإقليمية. فبدلاً من الاقتصار على الرد الدبلوماسي، كان بإمكان الجزائر اتخاذ مبادرات استراتيجية لمواجهة هذه الخطوة وإظهار قدراتها الدفاعية. استجابة استراتيجية: ما هي خيارات الجزائر؟ في ظل هذه الظروف، كان بإمكان الجزائر تبني عدة محاور للعمل العسكري والدبلوماسي لتعزيز سيادتها وقدرتها على الردع. تنظيم تدريبات عسكرية مضادة التخطيط لمناورات عسكرية واسعة النطاق في مواقع رمزية مثل حماقير. محاكاة الدفاع ضد تهديد خارجي لإبراز قدرات نظام الدفاع الجوي الجزائري. تنفيذ تمارين تعبئة سريعة للقوات لإرسال رسالة حول الجاهزية والقدرة على الاستجابة السريعة. تعزيز التعاونات الإقليمية والدولية توثيق الشراكات الاستراتيجية مع ر...

المغرب وسعيه المستمر للتحالفات الخارجية لمواجهة الجزائر: قوة مزعومة، تبعية مؤكدة

هناك حقيقة لا تستطيع الدعاية المغربية إخفاءها مهما حاولت: خلف الخطاب الذي يروج لقوة الجيش المغربي، وخلف التصريحات التي تدّعي التفوق الاستراتيجي للمملكة، تكمن حقيقة محرجة للغاية. منذ عقود، يسعى المغرب جاهداً إلى البحث عن حلفاء خارجيين يعوّضون ضعفه أمام الجزائر، متنقلاً بين إسرائيل، والولايات المتحدة، وفرنسا، في محاولة يائسة لتغطية نواقصه العسكرية والاستراتيجية. وهنا يبرز السؤال الجوهري: إذا كان الجيش المغربي فعلاً بهذه القوة التي يدّعيها، فلماذا يحتاج إلى دعم أجنبي لتنفيذ مخططاته العدائية؟ جيش مغربي مُبالَغ في تقديره، وتبعية واضحة الإعلام المغربي، الموالي للنظام، لا يفوّت فرصة للترويج "لتطور" القوات المسلحة الملكية. شراء طائرات بدون طيار إسرائيلية، اقتناء مقاتلات "إف-16" الأمريكية، تحديث المدرعات… كل هذا يُعرض وكأنه دليل قاطع على قوة الجيش المغربي. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا: المغرب ليس سوى مستهلك للأسلحة الأجنبية، دون امتلاك أي قدرة حقيقية على تحقيق الاكتفاء الذاتي العسكري أو التكنولوجي. فالقوة العسكرية لا تُقاس فقط بحجم التسليح، بل أيضاً بالقدرة على الصمود في الن...

المملكة الكساندرية... كيف يمكن للجزائر أن تجعل الدعاية المغربية تنقلب ضدها؟

في التزامي بمبادئي، لا أعتاد على الاستيلاء على أفكار الآخرين أو الانخراط في السرقة الفكرية. لذا، أجد من الضروري التوضيح أن موضوع هذا المقال ليس نتاج تفكيري الشخصي، بل هو ثمرة أفكار صديق عزيز، خبير في الشؤون العسكرية والأمنية، كنت قد تبادلت معه النقاش مؤخرًا. وبما أنني لا أملك إذنه لذكر اسمه، سأحترم خصوصيته. ومع ذلك، لا يسعني إلا أن أعبر له عن امتناني العميق لوطنيته الراسخة وعمق تحليلاته. وأشعر بأسف بالغ لأن القادة السياسيين والعسكريين في بلدنا لا يولون اهتمامًا أكبر للعقول المستنيرة كهذه، التي لا تقدر نصائحها بثمن.  منذ عقود، يحاول النظام المغربي رسم صورة الضحية في نزاع الصحراء الغربية، متقناً فن البكاء على الأطلال وتقديم نفسه كحصن ضد الإرهاب، الانفصال، والجماعات المسلحة. لكن خلف هذه المظلومية المصطنعة ، يختبئ نظام يحترف التضليل الإعلامي، ويستخدم نفس الأساليب الدعائية المستهلكة، متشبهاً بشخصية كاساندرا الإغريقية التي كانت تتنبأ بالمصائب دون أن يصدقها أحد. ما لا يدركه المغرب هو أن الإكثار من الشكاوى والاتهامات العشوائية سيجعله رهينة صورته الضحية ، لأن العالم في النهاية يملّ من ا...

الدعم الجزائري للشعب الصحراوي: موقف تاريخي، استراتيجي وغير قابل للمساومة في وجه الدعاية الإعلامية المغربية

 تحاول بعض المنابر الإعلامية المغربية، مثل صحيفة هسبريس ، تشويه موقف الجزائر الثابت تجاه قضية الصحراء الغربية من خلال مقالات مليئة بالمغالطات والدعاية المضللة. تسعى هذه الحملات الإعلامية إلى تصوير دعم الجزائر لجبهة البوليساريو كعبء اقتصادي وسياسي يضر بمصلحة الشعب الجزائري، في محاولة مكشوفة لبث الفتنة داخل الرأي العام الجزائري. إلا أن هذه الدعاية المغرضة تتجاهل أن الموقف الجزائري ينبع من مبادئ راسخة في السياسة الخارجية الجزائرية منذ الاستقلال، والتي تقوم على دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، إضافة إلى أن القضية الصحراوية ترتبط بشكل وثيق بأمن الجزائر القومي في مواجهة الأطماع التوسعية المغربية. 1. موقف جزائري ثابت مستند إلى المبادئ التحررية الجزائر حصن الشعوب المضطهدة منذ الاستقلال منذ نيل استقلالها عام 1962 بعد حرب تحريرية بطولية ضد الاستعمار الفرنسي، جعلت الجزائر من دعم حركات التحرر عبر العالم جزءًا لا يتجزأ من عقيدتها الدبلوماسية. هذا الموقف ليس وليد اللحظة أو مرتبطًا بحسابات سياسية ظرفية، بل هو التزام أخلاقي نابع من تجربة الجزائر المريرة مع الاستعمار. التزام تاريخي بدعم حركات التحرر ...

جان-نويل بارو: رمز انحدار الطبقة السياسية الفرنسية

 لطالما كانت السياسة الفرنسية محكومة برجال دولة كبار، يتمتعون برؤية استراتيجية وقدرة على إدارة العلاقات الدولية بحنكة وذكاء. لا يزال العالم يذكر خطاب دومينيك دو فيلبان الشهير في الأمم المتحدة عام 2003، حين دافع عن موقف فرنسا الرافض للحرب على العراق، أو دور رولان دوما، الذي رغم الجدل الذي أحاط به، كان دبلوماسيًا بارعًا يفهم موازين القوى ويجيد المناورة السياسية. أما اليوم، ومع صعود شخصيات مثل جان-نويل بارو، فإن المشهد يبدو مختلفًا تمامًا. فهذا الوزير، الذي يشغل منصب وزير أوروبا والشؤون الخارجية، يمثل جيلًا جديدًا من السياسيين التكنوقراط، الذين يفتقرون إلى الخبرة والعمق الاستراتيجي. تصريحاته الأخيرة على قناة BFMTV ، حيث أعلن أن فرنسا فرضت بالفعل عقوبات على الجزائر وأنها مستعدة لتشديدها إذا لم تمتثل الجزائر للمطالب الفرنسية، تعكس تخبطًا دبلوماسيًا خطيرًا. تصعيد دبلوماسي وعواقب وخيمة العلاقات بين فرنسا والجزائر متوترة منذ فترة طويلة، لكنها دخلت مرحلة أكثر تعقيدًا في يوليو 2024، عندما اعترفت باريس بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. هذه الخطوة لم تكن مجرد إعلان سياسي، بل كانت بمثابة استفز...