في مساء يوم الخميس، أعلن الوزير البلجيكي للتعاون، “بريفو”، دعمه العلني لما يسمى بـ”مخطط الحكم الذاتي المغربي” في الصحراء الغربية — وهو مشروع يتعارض تمامًا مع الشرعية الدولية ومع الموقف التاريخي للجزائر. وبعد ساعات قليلة فقط من هذا الموقف العدائي، لم يتردد الوزير ذاته في الاتصال بنظيره الجزائري أحمد عطاف، لمناقشة ملفات التعاون في مجالات الطاقات المتجددة، النقل، المناجم، الصناعات الغذائية، والمنتجات الصيدلانية، وكأن شيئًا لم يكن. مشهد سريالي بكل المقاييس، لكنه في العمق لا يُدين البلجيكي بقدر ما يُدين الجزائر التي لم تعد تعرف أين تبدأ أولوياتها وأين تنتهي. الارتباك الإستراتيجي أصبح سِمة جزائرية هذه الحادثة ليست استثناءً، بل نتيجة مباشرة لصورة أصبحت راسخة في العواصم الأوروبية: الجزائر لا تملك رؤية خارجية واضحة. فدبلوماسيتنا تتأرجح بين الشعارات والمواقف المتناقضة. يوم نعلن “الحياد” في قضية الصحراء الغربية حتى لا نُتهم بأننا طرف في النزاع، ويوم آخر نتحدث عن دعم “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”، دون أن نتحرك فعليًا على الأرض أو في المؤسسات الدولية لحماية هذا الحق. هذا الغموض يُقرأ في الخار...
لطالما دافعت الجزائر ، مكة الثوار ، عن القضايا العادلة. مواقفنا المشرفة أكسبتنا اليوم عداء بعض الأطراف المتكالبة على أمنا الجزائر. نحن ندافع عن الجزائر بشراسة