التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الاقتصاد

المغرب رابع أكثر الدول الإفريقية مديونية: هشاشة هيكلية وهروب إلى الأمام في سباق التسلّح ضد الجزائر

كشف تقرير حديث صادر عن البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (Afreximbank)، بتاريخ 28 ماي 2025، تحت عنوان “الوضع الراهن لعبء الديون في إفريقيا ومنطقة الكاريبي”، أن المغرب يحتل المرتبة الرابعة ضمن أكثر الدول الإفريقية مديونية، بدين خارجي بلغ 45.65 مليار دولار سنة 2023، أي ما يمثل 5.9% من إجمالي الدين الخارجي للقارة الإفريقية. ورغم محاولات تقديم الوضع على أنه مستقر، إلا أن هذه الأرقام تعكس هشاشة مالية متزايدة واعتماداً مفرطاً على الأسواق الخارجية، يُنذر بانزلاق اقتصادي خطير إذا لم يتم تدارك المسار الحالي. ارتهان خطير للأسواق المالية الدولية يعتمد المغرب بشكل كبير على الاقتراض من الأسواق المالية الدولية، لا سيما من الدائنين الخواص، ما يجعله عرضة للتقلبات في شروط التمويل الخارجي، كارتفاع أسعار الفائدة أو تشديد شروط الإقراض. وفي غياب ثروات طبيعية كبيرة تُعزز الضمانات السيادية، مثل النفط والغاز، فإن القدرة على الصمود المالي لدى المغرب تظل ضعيفة مقارنةً بدول أخرى في المنطقة. هذا الارتهان الخارجي لا يُهدّد فقط استقرار المالية العمومية، بل يحدّ من قدرة المغرب على وضع سياسات مستقلة بعيداً عن إملاءا...

إحياء السكك الحديدية في الجزائر: مشروع استراتيجي للنهوض الاقتصادي الشامل

في ضوء تدشين الرئيس الجزائري يوم 24 أبريل 2025 لأول مقطع رمزي بطول 100 كيلومتر (بشار-عبادلة) من الخط الحديدي الاستراتيجي بشار-تندوف-غار جبيلات، تأتي هذه المساهمة لتسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية الكبرى للبرنامج الجديد لتطوير السكك الحديدية في الجزائر، والذي يعيش لحظات مجده الكبرى، خاصة على الصعيد الاقتصادي. مسار طويل من الانتكاسات إلى النهوض منذ إطلاق المخطط الخماسي 2005-2008 لإعادة بعث شبكة السكك الحديدية، عرفت الجزائر انتكاسة مؤلمة بدءاً من 2014 نتيجة لانهيار أسعار النفط، مما أدى إلى تجميد المشاريع الكبرى وتفاقم سوء التسيير والفساد المالي. وقبل ذلك، أصيب البرنامج الطموح للثمانينيات بالشلل إثر الأزمة الاقتصادية لعام 1986. غير أن الانطلاقة الجديدة منذ 2021/2022 جاءت في ظل إرادة سياسية قوية لتعويض الخسائر وإعادة بناء شبكة السكك الحديدية بوتيرة أسرع وأوسع وأعمق، تزامناً مع تحسن الظروف الاقتصادية المحلية والدولية، خصوصاً مع قانون المالية لسنة 2025. أرقام قياسية ومشاريع عملاقة بعد توقف امتد لعقدين، ارتفعت شبكة السكك الحديدية الجزائرية من 1769 كلم في 2008 إلى قرابة 5000 كلم مع نهاية 20...

الجزائر 2027: رهان التنويع الاقتصادي بين الطموح والإمكانات

نشرت مجموعة البنك الدولي بتاريخ 18 أبريل 2025 مقالاً تحت عنوان "كيف تُشكل الجزائر مستقبلها الاقتصادي" ، رسمت فيه صورة دقيقة للتحول العميق الذي تشهده البلاد. فبعد عقود من الاعتماد شبه الكامل على صادرات النفط والغاز، تتجه الجزائر الآن بخطى ثابتة نحو تنويع اقتصادها، مدعومة بإصلاحات هيكلية واستراتيجيات جذب الاستثمارات الأجنبية. في الأفق، يلوح هدف طموح حدّده الرئيس عبد المجيد تبون: بلوغ ناتج محلي إجمالي قدره 400 مليار دولار بحلول نهاية عام 2027 . بداية تحول اقتصادي واعد تشير معطيات البنك الدولي إلى أن الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات تضاعفت ثلاث مرات منذ 2017 ، حيث بلغت 5.1 مليار دولار في عام 2023 ، أي ما يعادل نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد شملت هذه الصادرات منتجات مثل الأسمدة، الفولاذ، والاسمنت، في مؤشر واضح على توسع قاعدة الإنتاج الوطني. ويرجع الفضل في ذلك إلى إصلاحات عميقة أبرزها إطلاق النظام المجتمعي للموانئ الجزائرية (APCS) عام 2021، والذي ساهم في رقمنة عمليات التصدير، إضافة إلى قانون الاستثمار لعام 2022 الذي سهّل الإجراءات ومنح حوافز ضريبية للمستثمرين من خل...

الجزائر - فرنسا: التجارة كآخر جسر في علاقة متوترة

تمر العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا بأزمة غير مسبوقة منذ عدة سنوات. فالتوترات التاريخية، الخلافات الجيوسياسية، والتصريحات السياسية القوية جعلت التواصل بين البلدين شبه متوقف. ومع ذلك، لا يزال هناك قطاع واحد يقاوم هذه التوترات وهو التجارة . في عام 2024 ، بلغت المبادلات التجارية بين البلدين 11.1 مليار يورو ، مقابل 11.6 مليار يورو في 2023 ، وفقًا للبيانات الصادرة عن الجمارك الفرنسية. ورغم هذا التراجع الطفيف، لا يزال التبادل التجاري بين الجزائر وفرنسا متينًا ، ما يعكس الترابط الاقتصادي القوي بين البلدين. لكن حتى هذا القطاع ليس في مأمن من التدهور. فقد حذر معهد التحليل الاقتصادي الفرنسي Xerfi من احتمال "صدمة اقتصادية" قد تؤدي إلى اندلاع حرب تجارية بين البلدين، مما سيؤثر سلبًا على كليهما. الغاز الجزائري: ورقة ضغط استراتيجية يُعتبر الغاز الطبيعي المسال (GNL) العنصر الرئيسي في صادرات الجزائر إلى فرنسا. ففي عام 2023 ، استوردت فرنسا 4.28 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري ، أي ما يعادل 14% من إجمالي احتياجاتها من الغاز . وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 18% في عام 2024 ، مما يعكس ...

الجزائر: شركة طازج تحدث ثورة زراعية بزرع 1.5 مليون شجرة مثمرة!

 شركة المشروبات "غولدن دريك" المعروفة في الجزائر بعلامتها التجارية "طازج"، دخلت مجال إنتاج العصائر محليًا. الهدف هو استبدال مركزات العصير المستوردة سابقًا بمنتجات محلية مستخرجة من بساتين جزائرية. بعد جهود كبيرة، حصلت الشركة، التي توظف أكثر من 300 شخص ويقع مقرها الرئيسي في "أقبو" بولاية بجاية، على امتياز زراعي يمتد على مساحة 1500 هكتار بين ولايتي المسيلة والجلفة. اليوم، تم غرس مليون ونصف شجرة مثمرة بهدف إنتاج الرمان والتفاح والإجاص والمشمش والخوخ والعنب، كما أوضحت فيديو ترويجي للشركة. جزء من الأشجار زُرع بتقنية "الكثافة الفائقة"، التي تزيد من عدد الأشجار في الهكتار الواحد وتسمح بجزء من ميكنة عملية التقليم. يقع المشروع بين ولايتي المسيلة والجلفة، وهو مشروع طموح بدأ في 2019 باستثمارات كبيرة. كانت البداية بتسوية الأرض وإزالة الغطاء النباتي السهبي، ثم تنفيذ عملية تكسير الطبقة الكلسية السطحية باستخدام جرافات قوية. وقد تم إزالة الحجارة الناتجة أو طحنها بواسطة معدات ثقيلة. تمت زراعة الأشجار باستخدام تقنية GPS، مما ضمن انتظامًا دقيقًا في ترتيب الأشجار إلى...

أسطورة حاجة الجزائر إلى الوصول إلى المحيط الأطلسي: أداة للدعاية المغربية

  على مدى عقود، روجت السلطات المغربية وبعض وسائل الإعلام لفكرة أن الجزائر تسعى إلى تحقيق طموح استراتيجي يتمثل في الحصول على منفذ مباشر إلى المحيط الأطلسي. هذا الخطاب، الذي يتسم بالمبالغة وغياب الأسس الاقتصادية والجيوسياسية الواقعية، يُستخدم في الغالب لتبرير ادعاءات المغرب بشأن الصحراء الغربية. ومع التمحيص، يتضح أن هذا الادعاء يفتقر إلى أي أسس واقعية، بل يُعتبر أداة خطابية تهدف إلى شرعنة السياسة المغربية في المنطقة. 1. السردية المغربية: خيال جيوسياسي تسعى الرواية المغربية إلى تصوير الجزائر على أنها تمتلك طموحات توسعية، مشيرة إلى أن دعمها للشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير ينبع من مصالح استراتيجية خفية بدلاً من مبادئ العدالة أو القانون الدولي. ومع ذلك، هذا الادعاء لا يستند إلى أي وقائع: الجزائر تمتلك بالفعل واجهة بحرية واسعة. فمع أكثر من 1600 كيلومتر من الساحل المطل على البحر الأبيض المتوسط، تتمتع الجزائر بموقع استراتيجي يمكنها من الوصول إلى أهم طرق التجارة العالمية. الصحراء الغربية ليست ذات أهمية اقتصادية للجزائر. على عكس الادعاءات المغربية، لم تعبر الجزائر قط عن حاجتها إلى الوصو...

التحول الطاقوي في الجزائر: استراتيجيات وتحديات وآفاق مستقبلية

تشهد الجزائر تحولًا ملحوظًا في قطاع الطاقة من خلال اعتماد استراتيجيات تهدف إلى الانتقال من الاعتماد المفرط على الموارد الأحفورية إلى الطاقات المتجددة والنظيفة. مع امتلاكها لإمكانات طبيعية هائلة، خاصة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تعد الجزائر واحدة من أكثر الدول الإفريقية المرشحة للريادة في هذا المجال. يهدف هذا المقال إلى تحليل الاستراتيجيات الجزائرية الطاقوية، التحديات التي تواجهها، والآفاق المستقبلية التي تلوح في الأفق. 1. إمكانات الجزائر في الطاقات المتجددة تتمتع الجزائر بمزايا طبيعية فريدة تجعلها قادرة على أن تكون من رواد إنتاج الطاقة المتجددة: الطاقة الشمسية : تبلغ مساحة الصحراء الجزائرية أكثر من 200 مليون هكتار، مع متوسط تشميس يصل إلى 3000 ساعة سنويًا، ويصل إلى 3900 ساعة في بعض المناطق الصحراوية. يُعتبر هذا المعدل من بين الأعلى عالميًا، مما يوفر إمكانات ضخمة لإنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية. طاقة الرياح : حسب تقرير مجلس طاقة الرياح العالمي، تقدر قدرات الجزائر بنحو 7700 جيغاواط في طاقة الرياح، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول الأفريقية في هذا المجال. 2. الاستراتيجية الوطنية للطاق...

قطار الجزائر-تمنراست: متابعة تقدم هذا المشروع الاستراتيجي العملاق

يُعد مشروع خط السكة الحديدية الذي يربط بين العاصمة الجزائر وتمنراست أحد أكبر التحديات الطموحة التي أطلقتها الجزائر. يمتد هذا الخط على مسافة 2400 كيلومتر ، عابراً السهول الخصبة في الشمال وصولاً إلى الامتدادات الصحراوية الشاسعة في الجنوب، ليشكل تحدياً هندسياً واقتصادياً ضخماً. وقد صنّف هذا المشروع كـ" أولوية قصوى " من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، حيث يسعى إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي وفتح آفاق جديدة للربط الإقليمي مع الدول الإفريقية المجاورة. مشروع عملاق بأبعاد استراتيجية يهدف هذا المشروع، الذي يندرج ضمن إطار خطة تحديث البنية التحتية للسكك الحديدية في الجزائر ، إلى ربط العاصمة الجزائر بمدينة تمنراست الواقعة في أقصى الجنوب، مع التمدد حتى مدينة إن ڨزام على الحدود مع النيجر. يسعى المشروع إلى تحقيق هدفين أساسيين: فك العزلة عن المناطق الجنوبية الكبرى. تعزيز التبادل الاقتصادي مع الدول الإفريقية. ويأتي هذا المشروع ليتكامل مع مشاريع أخرى جارية، على غرار خط السكة الحديدية الرابط بين تندوف وبشار بطول 950 كيلومتراً ، مما يعكس التزام الدولة بتطوير شبكة النقل الوطنية...

الجزائر والبريكس: تحليل للوضع الحالي وآفاق الانضمام

أثار اهتمام الجزائر بمجموعة البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا) نقاشًا مهمًا على المستويين الوطني والدولي. لسنوات عديدة، تسعى الجزائر إلى تنويع تحالفاتها الاقتصادية والسياسية، وتبدو مجموعة البريكس كبديل جذاب للنظام الاقتصادي العالمي الذي تهيمن عليه القوى الغربية. ومع ذلك، فإن التصريحات الأخيرة للرئيس عبد المجيد تبون تُظهر نوعًا من الحذر بشأن الانضمام الفوري. يستكشف هذا المقال أسباب هذا الموقف ويدرس إمكانية أن تغيّر الجزائر رأيها وتنضم إلى هذا التجمع الناشئ في المستقبل. 1. سياق مجموعة البريكس واهتمام الجزائر تمثل مجموعة البريكس مجموعة من الاقتصادات الناشئة الكبرى التي تمثل معًا حوالي 40٪ من سكان العالم وأكثر من 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (وفقًا لتعادل القوة الشرائية). تشكلت المجموعة في البداية لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين أعضائها، وقد وسعت منذ ذلك الحين من نفوذها وطموحاتها، ساعيةً إلى إعادة تشكيل النظام العالمي من خلال تعزيز نموذج اقتصادي متعدد الأقطاب. أبدت الجزائر، القوة الإقليمية في شمال إفريقيا والغنية بالموارد الطاقوية، اهتمامًا بهذه المجموعة ...

الهيدروجين الأخضر الجزائري: خطوة حاسمة لمشروع SoutH2 نحو أوروبا

 الجزائر تسرّع وتيرة إنتاج الهيدروجين الأخضر. مشروع SoutH2، الذي يجري العمل عليه مع الألمان، الإيطاليين والنمساويين، بدأ يتبلور من خلال توقيع بروتوكول اتفاق لإجراء دراسات الجدوى. دراسة الجدوى لمشروع SoutH2 Corridor ستتم قريباً. تم توقيع بروتوكول اتفاق بهذا الخصوص يوم الاثنين 14 أكتوبر بين شركة سوناطراك وأربع شركات أوروبية: Sea Corridor و Snam (إيطاليا)، VNG (ألمانيا) و Verbund Green Hydrogen (النمسا). يهدف المشروع إلى نقل الهيدروجين الأخضر الجزائري إلى ألمانيا عبر تونس، إيطاليا والنمسا. أقيم حفل التوقيع يوم الاثنين 14 أكتوبر في مركز المؤتمرات بوهران، بحضور وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، وسفراء إيطاليا، ألمانيا والنمسا في الجزائر، إضافة إلى الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك وممثلي الشركات المعنية. هذا البروتوكول سيسمح بدراسة فرص تنفيذ مشروع متعدد الأطراف متكامل يشمل كامل سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر عبر ممر SoutH2، وفقاً لبيان سوناطراك. "سيلعب مشروع SoutH2 Corridor دوراً مركزياً في تقليل الاعتماد على الطاقة الأحفورية، وكذلك في تعزيز التحول الطاقوي نحو اقتصاد مستدام ومنخفض الكربون...

الجزائر وبنك البريكس: عهد جديد من التعاون والتنمية

أعلنت وزارة المالية مساء السبت 31 أوت 2024 عن موافقة البنك الجديد للتنمية التابع لمجموعة "بريكس" على انضمام الجزائر إلى المؤسسة. تم اتخاذ القرار خلال الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي البنك في كيب تاون بجنوب إفريقيا. وأوضحت الوزارة أن انضمام الجزائر يمثل خطوة كبيرة نحو الاندماج في النظام المالي العالمي، حيث أصبحت الجزائر الدولة التاسعة التي تنضم إلى البنك. وأشارت الوزارة إلى أن هذا الانضمام جاء نتيجة تقييم صارم يعتمد على قوة مؤشرات الاقتصاد الكلي في الجزائر. كما أكدت رئيسة البنك ديلما روسيف أن الجزائر حصلت على الموافقة لتصبح عضواً في البنك، وذلك بعد لقاء وزير المالية لعزيز فايد معها في أفريل الماضي خلال اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن. وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد أعلن في جويلية 2023 عن تقديم طلب رسمي للانضمام إلى البنك، مع استعداد الجزائر للمساهمة بمبلغ 1.5 مليار دولار. يشكل الإعلان الأخير عن انضمام الجزائر إلى بنك البريكس نقطة تحول مهمة في السياسة الاقتصادية والدبلوماسية للبلاد. مجموعة البريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وج...

زيادة الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات تحت رئاسة عبد المجيد تبون: استراتيجيات وإنجازات (2019-2023)

تحت رئاسة عبد المجيد تبون، سجلت الجزائر نموًا ملحوظًا في الصادرات خارج قطاع المحروقات، حيث ارتفعت من 700 مليون دولار في عام 2019 إلى 13 مليار دولار في عام 2023. يتناول هذا المقال الاستراتيجيات والسياسات التي نفذتها الحكومة الجزائرية لتحقيق هذا الهدف الطموح. يتم تحليل الإصلاحات الاقتصادية، ودعم المصدرين، والاستثمارات في البنية التحتية بالتفصيل. مقدمة لطالما هيمن قطاع المحروقات على الاقتصاد الجزائري، حيث يمثل جزءًا كبيرًا من صادرات البلاد وإيراداتها. ومع ذلك، تحت رئاسة عبد المجيد تبون، بذلت جهود كبيرة لتنويع الاقتصاد وزيادة الصادرات خارج قطاع المحروقات. يستكشف هذا المقال الاستراتيجيات والإجراءات المختلفة التي اتخذتها الحكومة الجزائرية لتحقيق هذا الهدف. 1. الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية تطلب تنويع الاقتصاد الجزائري إصلاحات هيكلية واقتصادية كبيرة. قام تبون بتنفيذ عدة إجراءات لتحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية. يشمل ذلك تبسيط الإجراءات الإدارية، وتقليل العقبات البيروقراطية، وإنشاء مناطق صناعية خاصة. مراجع : بن حبيب، أ. (2022). "الإصلاحات الاقتصادية ومناخ الأعمال في الجزائر...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

تصنيف الجزائر كدولة ذات دخل متوسط أعلى: تحليل تقني ومقارن

تقدمت الجزائر مؤخرًا من تصنيفها كدولة ذات دخل متوسط أدنى إلى دولة ذات دخل متوسط أعلى، وفقًا للتحديث الجديد لتصنيف الاقتصادات من البنك الدولي. يعتمد هذا التحسن على مؤشرات رئيسية مثل إجمالي الدخل القومي (GNI) للفرد، والنمو الاقتصادي، والتضخم، وأسعار الصرف، والنمو السكاني. يتناول هذا المقال التفاصيل التقنية لهذه الانتقالة، مع مقارنة وضع الجزائر مع جيرانها. التصنيف الاقتصادي ومعايير البنك الدولي يصنف البنك الدولي الاقتصادات إلى أربع فئات رئيسية بناءً على إجمالي الدخل القومي (GNI) للفرد: اقتصادات ذات دخل منخفض : إجمالي الدخل القومي للفرد 1135 دولارًا أمريكيًا أو أقل. اقتصادات ذات دخل متوسط أدنى : إجمالي الدخل القومي للفرد بين 1136 و4465 دولارًا أمريكيًا. اقتصادات ذات دخل متوسط أعلى : إجمالي الدخل القومي للفرد بين 4466 و13845 دولارًا أمريكيًا. اقتصادات ذات دخل مرتفع : إجمالي الدخل القومي للفرد 13846 دولارًا أمريكيًا أو أكثر. بزيادة إجمالي الدخل القومي للفرد من 3900 دولارًا أمريكيًا (من 1 يوليو 2022 إلى 30 يونيو 2023) إلى 4960 دولارًا أمريكيًا (من 1 يوليو 2023 إلى 30 يونيو 2024)، تجاوزت الجزا...

استعادة السيادة الوطنية الجزائرية: لحظة حاسمة في تاريخ الأمة

 يُعد تاريخ 5 يوليو 1962 تاريخًا حاسمًا في تاريخ الجزائر، حيث يرمز إلى نهاية 132 عامًا من الاستعمار الفرنسي واستعادة السيادة الوطنية. هذا اليوم يمثل انتصار شعب موحد ومقاوم، الذي بفضل كفاحه المستمر تمكن من وضع حد لأحد أشكال الاستعمار الأكثر قمعًا. صمود ووحدة الشعب الجزائري تمثل حرب التحرير الجزائرية رمزًا لإصرار الشعب على عدم الخضوع للمحتلين الفرنسيين. المودجاهيدين، هؤلاء المجاهدين، إلى جانب معلمي التاريخ، يشددون على أن الكفاح الجزائري تكثف عبر أشكال مختلفة من المقاومة، ليبلغ ذروته في استعادة السيادة الوطنية المنشودة. تذكر المجاهدة صليحة دجفال الفرح العظيم الذي عم الشعب في 5 يوليو 1962، وهو يوم تميز بتحقيق الهدف الأسمى: السيادة الوطنية. تضحيات الشعب الجزائري لم يكن استعادة السيادة الوطنية للجزائر ممكنًا دون التضحيات الهائلة للشعب الجزائري. بين عامي 1830 و1962، فقد أكثر من 5.6 مليون جزائري حياتهم كشهداء في الكفاح من أجل الحرية. هذه الخسائر البشرية تبرز وحشية الاستعمار الفرنسي والإصرار الذي لا يتزعزع للشعب على مقاومة القمع. الجرائم الفظيعة التي ارتُكبت، بما في ذلك القمع العنيف والمجاز...