التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الصحراء الغربية

الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء الغربية: شرارة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية

الموقف الأخير لفرنسا بشأن قضية الصحراء الغربية أشعل عاصفة سياسية في العلاقات المتوترة أصلاً بين الجزائر وباريس. ففي تصريح مثير للجدل أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، دافع وزير الخارجية جان-نويل بارو عن قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، واصفاً ردود فعل الجزائر على هذا التحول السياسي بأنها "غير مبررة تماماً". وبحسب قوله، فإن الجزائر ليست معنية مباشرة بقضية الصحراء الغربية، وأن هذا التغيير في الموقف الفرنسي لا يؤثر بأي شكل على مصالحها. هذا التصريح، الذي يتسم بعدم المسؤولية ويفتقر إلى الدقة، يتجاهل بشكل صارخ الحقائق الجيوسياسية والتاريخية في المنطقة. وبدلاً من تهدئة التوترات، عمّق هذا التحرك الأحادي الخلافات بين البلدين، مما زاد من تأزيم علاقة مليئة بتحديات معقدة تمزج بين التاريخ والاستراتيجيا والأمن. تغيير يُنظر إليه كاستفزاز للجزائر بالنسبة للجزائر، قضية الصحراء الغربية ليست مجرد نزاع إقليمي بين المغرب وجبهة البوليساريو، بل هي مسألة ترتبط مباشرة بالأمن القومي والسيادة الوطنية. فالجزائر تستضيف على أراضيها آلاف اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، وتدعم جبهة البوليسا...

فرنسا وقضية الصحراء الغربية: إعادة تقييم استراتيجية تحت الإكراه

لطالما تبنّت فرنسا موقفًا رسميًا متوازنًا بين المغرب والجزائر فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، لكن هذا الموقف كان مجرد واجهة تخفي دعمًا مستمرًا للمغرب. هذا الدعم تجلّى بشكل واضح من خلال تحركات فرنسا في الأمم المتحدة، حيث استخدمت نفوذها لعرقلة المبادرات التي قد تضر بالمصالح المغربية، مثل توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تحولاً واضحًا في الموقف الفرنسي، حيث اتجهت باريس لدعم المغرب بشكل أكثر وضوحًا، مما أدى إلى توتر علاقاتها مع الجزائر. ما الذي دفع فرنسا إلى هذا التغيير؟ ولماذا خاطرت بإفساد علاقاتها مع الجزائر لدعم المغرب؟ للإجابة على هذه التساؤلات، يجب تحليل مجموعة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي دفعت فرنسا إلى اتخاذ هذا الموقف. يُظهر هذا المقال أن هذا التحول ليس نتاج القوة الدبلوماسية المغربية بقدر ما هو نتيجة لمجموعة من العوامل، أبرزها تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا، وضعف النظام المغربي داخليًا. 1. الدعم الفرنسي التاريخي للمغرب: بين الدبلوماسية والمصالح شراكة طويلة الأمد منذ عقود، لعبت فرنسا دورًا رئيسيًا في دعم المغرب دبل...

التقارب الروسي الجزائري وانعكاساته الجيوسياسية في شمال أفريقيا: التشاور والتنسيق وإعادة التشكيل الإقليمي

 التقارب الاستراتيجي بين روسيا والجزائر، الذي يأتي في سياق تعددية الأقطاب في العلاقات الدولية، يعيد رسم ملامح الجغرافيا السياسية في شمال إفريقيا. هذا الشراكة، التي تتميز بتفعيل آليات التشاور والتنسيق حول قضايا مثل الساحل، ليبيا، والصحراء الغربية، تثير تساؤلات جوهرية حول التوازن الإقليمي وتأثير التنافس العالمي على هذه المنطقة الاستراتيجية. تستكشف هذه المقالة أبعاد هذا التقارب، آثاره على الأزمات المحلية، وانعكاساته على الاستقرار الإقليمي. 1. أسس التقارب الروسي الجزائري 1.1. شراكة تاريخية واستراتيجية منذ ستينيات القرن الماضي، حافظت الجزائر وروسيا (وريثة الاتحاد السوفييتي) على تعاون وثيق، لا سيما في المجال العسكري. تظل الجزائر واحدة من أكبر مستوردي الأسلحة الروسية، بينما ترى موسكو في الجزائر حليفًا استراتيجيًا لتعزيز نفوذها في إفريقيا ومواجهة الهيمنة الغربية. تقوم هذه الشراكة على قيم مشتركة مثل عدم التدخل ومعارضة التدخلات الغربية في الشؤون الإقليمية. 1.2. سياق دولي ملائم تصاعد التنافس بين القوى الكبرى – الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الصين، وروسيا – منح موسكو فرصة لتعزيز نفوذها في...

تحليل خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية: الشرعية الدولية، إدارة الموارد وآفاق الديمقراطية

 تعتمد خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، التي قُدِّمت في عام 2007، على فرضية قانونية مثيرة للجدل، وهي أن المغرب يتمتع بالسيادة على هذا الإقليم. ومع ذلك، تُعتبر الصحراء الغربية وفقًا للأمم المتحدة إقليمًا غير متمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1963، ولا يُعترف للمغرب بوضعه كسلطة إدارية بموجب القانون الدولي. في غياب هذه السيادة، فإن أي مبادرة تُقدَّم ضمن الإطار الدستوري المغربي تفتقر إلى الأساس القانوني. هذا التعارض الأساسي يضعف مصداقية الخطة ويثير تساؤلات جوهرية حول مشروعيتها. 1. خطة الحكم الذاتي والشرعية الدولية 1.1. الصحراء الغربية: إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي تم إدراج الصحراء الغربية ضمن قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي للأمم المتحدة منذ عام 1963. وتنص المادة 73 من ميثاق الأمم المتحدة على أن شعوب هذه الأقاليم تمتلك حقًا غير قابل للتصرف في تقرير المصير، والذي يشمل الخيارات التالية: الاستقلال، الاندماج مع دولة أخرى، أو الحكم الذاتي في إطار الاستقلال. 1.2. حدود الخطة المغربية تفرض الخطة المغربية سيادة المغرب كنقطة انطلاق لأي مفاوضات، وهو ما يتعارض مع قرارات الأمم المتحد...

وهم خطة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية

 منذ طرحها في عام 2007 بدعم خاص من فرنسا، تعرضت خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب للصحراء الغربية لانتقادات واسعة، حيث أثارت تساؤلات عديدة حول مصداقيتها وأهدافها الحقيقية. هذه الخطة، التي لا تتعدى ثلاث صفحات ونصف، تبدو أقرب إلى أداة دعائية منها إلى أساس جاد للتفاوض. اقتراح يفتقر إلى المصداقية أحد أبرز الانتقادات الموجهة إلى هذه الخطة هو افتقارها للعمق. فمن غير المعقول أن يتم تقديم مقترح لحل نزاع معقد بحجم الصحراء الغربية في وثيقة قصيرة بهذا الشكل. علاوة على ذلك، لم يتم عرض هذه الخطة على جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي والمعترف به من قبل الأمم المتحدة في قراراتها المتعاقبة (مثل القرار 34/37 لعام 1979 والقرار 35/19 لعام 1980). إن هذا التجاهل للحوار المباشر يكشف عن ازدراء واضح للصحراويين وحقوقهم المشروعة في تقرير المصير. تناقض قانوني: كيف يعرض المغرب الحكم الذاتي؟ من الجدير بالذكر أن المغرب لا يمتلك السيادة على الصحراء الغربية، كما أكدت ذلك مرارًا الأمم المتحدة التي تعتبر الإقليم منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي. فكيف يمكن للمغرب أن يعرض الحكم الذاتي لشعب لا يخ...

أسطورة حاجة الجزائر إلى الوصول إلى المحيط الأطلسي: أداة للدعاية المغربية

  على مدى عقود، روجت السلطات المغربية وبعض وسائل الإعلام لفكرة أن الجزائر تسعى إلى تحقيق طموح استراتيجي يتمثل في الحصول على منفذ مباشر إلى المحيط الأطلسي. هذا الخطاب، الذي يتسم بالمبالغة وغياب الأسس الاقتصادية والجيوسياسية الواقعية، يُستخدم في الغالب لتبرير ادعاءات المغرب بشأن الصحراء الغربية. ومع التمحيص، يتضح أن هذا الادعاء يفتقر إلى أي أسس واقعية، بل يُعتبر أداة خطابية تهدف إلى شرعنة السياسة المغربية في المنطقة. 1. السردية المغربية: خيال جيوسياسي تسعى الرواية المغربية إلى تصوير الجزائر على أنها تمتلك طموحات توسعية، مشيرة إلى أن دعمها للشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير ينبع من مصالح استراتيجية خفية بدلاً من مبادئ العدالة أو القانون الدولي. ومع ذلك، هذا الادعاء لا يستند إلى أي وقائع: الجزائر تمتلك بالفعل واجهة بحرية واسعة. فمع أكثر من 1600 كيلومتر من الساحل المطل على البحر الأبيض المتوسط، تتمتع الجزائر بموقع استراتيجي يمكنها من الوصول إلى أهم طرق التجارة العالمية. الصحراء الغربية ليست ذات أهمية اقتصادية للجزائر. على عكس الادعاءات المغربية، لم تعبر الجزائر قط عن حاجتها إلى الوصو...

العلاقات بين الولايات المتحدة والجزائر: آفاق إدارة ترامب واستراتيجيات للحد من النفوذ الروسي

يحلل هذا المقال آفاق إدارة ترامب تجاه الجزائر، مع التركيز على دور المصالح الاقتصادية الأمريكية وتوصيات مراكز الفكر الأمريكية لتوثيق العلاقات الاستراتيجية مع الجزائر. وفي ظل تصاعد المنافسة الجيوسياسية، تشجع عدة مؤسسات بحثية أمريكية على تعزيز الروابط مع الجزائر للحد من النفوذ الروسي في شمال إفريقيا. يستكشف المقال التأثيرات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية لمثل هذا التقارب المحتمل وتأثيره على السياسة الخارجية للولايات المتحدة. تحتل الجزائر موقعًا استراتيجيًا هامًا في شمال إفريقيا بفضل مواردها الطبيعية الوفيرة وعلاقاتها التاريخية مع قوى عالمية عديدة، بما في ذلك روسيا. وقد أثارت هذه العلاقات اهتمام مراكز الفكر الأمريكية، التي توصي بسياسة انخراط أكثر فعالية تجاه الجزائر للحد من النفوذ الروسي في المنطقة. يدرس هذا المقال تداعيات هذه التوصيات وكيف يمكن لإدارة ترامب، المعروفة بنهجها البراغماتي والاقتصادي، أن تستجيب لها. 1. السياق الجيوسياسي: الجزائر بين الولايات المتحدة وروسيا 1.1. النفوذ التاريخي لروسيا في الجزائر تعود العلاقات بين الجزائر وروسيا إلى حقبة الحرب الباردة، عندما كانت الجزائر تحا...

العلاقات الفرنسية-المغربية وتأثيرها على التوترات مع الجزائر وقضية الصحراء الغربية: منظور تاريخي وجيوسياسي

  يستعرض هذا المقال الديناميات بين فرنسا، المغرب، والجزائر، ويحلل كيف تؤثر التفاعلات بين باريس والرباط على العلاقات المغربية الجزائرية والوضع في الصحراء الغربية. تعتمد الدراسة على أحداث تاريخية مثل حرب الرمال في عام 1963، والتدخل الفرنسي عام 1976 لقصف قوات جبهة البوليساريو في موريتانيا. تمثل هذه الأحداث رغبة فرنسا في دعم المغرب وحلفائه، وتظهر كيف تساهم المصالح الفرنسية في المنطقة في تأجيج التوترات بين المغرب والجزائر. كما نفحص كيف يمكن اعتبار العلاقة الفرنسية-المغربية وسيلة ضغط استراتيجية في إطار المنافسة بين البلدين. تميزت العلاقات بين فرنسا، المغرب، والجزائر بتاريخ معقد من الاستعمار والتنافس الجيوسياسي، ولا تزال تؤثر حتى اليوم على تفاعلات هذه الدول. بينما تحتفظ فرنسا بعلاقة مميزة مع المغرب، ترى الجزائر أحياناً في هذه العلاقة تهديداً لاستقرارها واستقرار المنطقة. يستكشف هذا المقال أيضاً تدخل فرنسا في نزاع الصحراء الغربية، خاصة من خلال الدعم العسكري غير المباشر الذي قدمته للمغرب. 1. السياق التاريخي للعلاقات الفرنسية-المغربية والجزائرية-المغربية: منذ استقلال المغرب عام 1956، حافظت فر...

خطاب خارج عن المنطق من الملك محمد السادس: المرحلة الأخيرة من التدهور العقلي

  هل يسعى مستشارو ملك المغرب إلى تسريع سقوطه؟ هذا هو الانطباع الواضح الذي تتركه كل إطلالة إعلامية له، حيث يظهر بجلاء أعراض الارتباك المكاني والزماني. الكثير من المغاربة، بمن فيهم أولئك المعروفون بولائهم التام، بدؤوا يشعرون بقلق جدي حول الحالة الصحية الجسدية والعقلية لقائدهم، الذي يبدو عاجزاً حتى عن قراءة خطاب جريء كتبه له إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب. زيارة أكّد فيها الرئيس الفرنسي دعمه الكامل له في "حربه" مع "الجزائر المتعنّتة". أكد محمد السادس، بلا تردد، أن الأمم المتحدة تخلّت عن تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية واعتمدت خطة الحكم الذاتي المغربية. وأضاف أن الجزائر – دون تسميتها مباشرة – "تحتجز السكان الموجودين في تندوف"، وأن "الجار الشرقي الشرير" يواصل إثارة قضية الصحراء الغربية من أجل "صرف الانتباه عن مشكلاته الداخلية الكبيرة". وفي غرق واضح في تناقضاته، يثير الملك تناقضات تضعه في موقف شبيه بالشيزوفرينيا، ما جعل العديد من المراقبين يرون أن لا كاتب الخطاب الملكي ولا الرقابة التي مرّ عليها الخطاب كانوا على دراية بحجم ال...

الصحراء الغربية: التحوّل الدبلوماسي للإليزيه قد يكون ناتجًا عن معلومات حساسة حصلت عليها الرباط دون علمه

أثار الدعم الأخير للإليزيه لخطة "الحكم الذاتي" التي اقترحها المغرب للصحراء الغربية العديد من التساؤلات حول دوافع هذا التغيير الدبلوماسي غير المتوقع. وفقًا لمقال على موقع Afrik.com ، قد يكون هذا الدعم مرتبطًا بمعلومات حساسة حصل عليها المغرب دون علم الرئاسة الفرنسية. يسلط الموقع الضوء على وضع معقد حيث تبدو فرنسا أكثر عزلة في مواجهة الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن تقاربها مع المغرب. في مقال بعنوان "الصحراء الغربية: الدبلوماسية الفرنسية المغربية تحت تأثير بيغاسوس؟"، تستعرض الكاتبة هيلين بيلي احتمال وجود علاقة بين هذا التحول في الدبلوماسية الفرنسية وفضيحة برنامج التجسس بيغاسوس. في عام 2021، كشفت تحقيقات أجرتها لوموند وعدد من وسائل الإعلام الدولية أن هاتف الرئيس إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى هواتف عدة وزراء فرنسيين، قد يكون استُهدف من قبل أجهزة الاستخبارات المغربية عبر هذا البرنامج الإسرائيلي. في هذا السياق، يعتقد بعض المراقبين أن تغيّر موقف فرنسا قد يكون نتيجة ضغوط غير مباشرة من معلومات حساسة يحتفظ بها المغرب. هزت قضية بيغاسوس الإليزيه في عام 2021، خاصة بعدما اكتشف ال...

ماكرون في المغرب: الجزائر حاضرة بقوة في النقاشات في فرنسا

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب يوم 28 أكتوبر أثارت تحليلات ونقاشات حول انعكاساتها على العلاقات الثنائية الفرنسية الجزائرية، وسط اتهامات من بعض الأطراف الجزائرية بأن باريس تتخذ موقفاً أكثر قرباً من المغرب على حساب الجزائر. تأتي هذه الزيارة بعد سنوات من التوتر بين فرنسا والمغرب، وتحمل دلالات جديدة على التحول في السياسة الفرنسية تجاه ملف الصحراء الغربية، حيث أعلنت فرنسا تأييدها للسيادة المغربية على هذا الإقليم المتنازع عليه (Le Monde, 2023). تتجسد أهمية هذا التحول الفرنسي في تغيير موقفها من النزاع في الصحراء الغربية الذي يعتبر من القضايا الحساسة لدى الجزائر، إذ تدعم هذه الأخيرة جبهة البوليساريو وتعتبر أي اعتراف دولي بسيادة المغرب على المنطقة انتهاكًا لمبدأ تقرير المصير المعترف به دولياً. وفي هذا السياق، تشير التحليلات إلى أن الدعم الفرنسي للمغرب سيزيد من التوترات الإقليمية، مما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في العلاقات الجزائرية الفرنسية، والتي شهدت محاولات تهدئة متكررة منذ تولي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مهامه (BBC, 2023). وتجدر الإشارة إلى أن الخطاب الرسمي الفرنسي يس...

العلاقة الفرنسية-المغربية منذ اتفاقيات لا سيل-سان-كلو (1955) وتأثير التقارب الفرنسي-المغربي على العلاقات مع الجزائر

 اتفاقيات لا سيل-سان-كلو، التي وُقِّعت عام 1955، شكلت مرحلة حاسمة في مسار "التخلص التدريجي من الاستعمار" في المغرب، وأرست في الوقت نفسه علاقات تعاون وثيق مع فرنسا. هذا التداخل، الذي استمر مع تطور منطقة شمال إفريقيا في فترة ما بعد الاستعمار، يمثل أساساً معقداً للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين. على مر العقود، شهدت هذه الروابط تعديلات متكررة تبعاً للتحديات الإقليمية والضغوط الداخلية الفرنسية، مما أثر أحياناً سلباً على العلاقات بين باريس ودول أخرى في المغرب العربي، ولا سيما الجزائر. في الآونة الأخيرة، أعادت تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون المؤيدة لـ"السيادة المغربية" على الصحراء الغربية إشعال التوترات مع الجزائر، مما زاد من تصور البعض بوجود "صفقة خادعة" تحت تأثير اللوبيات المؤيدة للمغرب في فرنسا. تهدف هذه المقالة إلى تحليل هذا التداخل بين المغرب وفرنسا، واستعراض كيفية تأثير القضايا السياسية الداخلية والتنافسات الإقليمية على موقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية والعلاقات مع الجزائر. أولاً: اتفاقيات لا سيل-سان-كلو: ولادة شراكة منظمة أتاحت اتفاقيات لا سي...

التركيز الإعلامي المغربي على النفوذ المزعوم للجزائر في الهيئات الأوروبية والأممية لصالح جبهة البوليساريو: تحليل التناقضات الإعلامية

 منذ عقود، يحتل النزاع حول الصحراء الغربية موقعًا مركزيًا في العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر. بعد كل فشل دبلوماسي على الساحة الدولية بشأن هذه القضية، يلجأ المغرب بشكل منهجي إلى اتهام الجزائر بممارسة ضغوط على الهيئات الأوروبية والأممية لصالح جبهة البوليساريو. في المقابل، تقدم نفس وسائل الإعلام المغربية الجزائر كدولة معزولة بلا نفوذ في المنطقة أو على الساحة الدولية. هذا التناقض الواضح لا يكشف فقط عن الارتباك في الاستراتيجية الإعلامية المغربية، بل أيضًا عن المأزق الذي يواجهه المغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية. الهوس المغربي بنفوذ الجزائر يميل الخطاب السائد في الصحافة المغربية إلى اتهام الجزائر بممارسة ضغط غير متناسب على الهيئات الأوروبية والأممية للحصول على قرارات لصالح جبهة البوليساريو. فعلى سبيل المثال، بعد كل حكم من محكمة العدل الأوروبية (CJUE) غير مواتٍ للمصالح المغربية في الصحراء الغربية، تتهم وسائل الإعلام المغربية الجزائر بالتلاعب السياسي وراء هذه القرارات. ومع ذلك، لم يتم تقديم أي دليل ملموس لدعم هذه الاتهامات. في المقابل، تم توجيه انتقادات للدبلوماسية المغربية بسبب...

الأسباب التي دفعت ستافان دي ميستورا إلى اقتراح تقسيم الصحراء الغربية

 النزاع في الصحراء الغربية، الذي يمتد منذ عام 1975 بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، لا يزال أحد أقدم النزاعات غير المحلولة. في ظل الجمود الدبلوماسي، اقترح المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا حل التقسيم كخيار محتمل. تعكس هذه الخطوة التحديات المستمرة في إيجاد حل يرضي جميع الأطراف. السياق التاريخي والجمود الدبلوماسي الصحراء الغربية منطقة تطالب بها المغرب منذ انسحاب إسبانيا عام 1975. المغرب يقترح خطة للحكم الذاتي تحت سيادته، مدعومة من فرنسا، بينما تسعى جبهة البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير يشمل خيار الاستقلال. فشلت الجهود السابقة في التوصل إلى حل توافقي، مما دفع دي ميستورا إلى اقتراح مسارات جديدة، منها تقسيم المنطقة. أسباب الاقتراح عدة عوامل قد تفسر سبب طرح دي ميستورا لفكرة التقسيم: المأزق القانوني والسياسي : على الرغم من أن بعض الاعترافات الدولية، مثل اعتراف الولايات المتحدة، قد تعزز الموقف السياسي للمغرب على الساحة الدولية، فإنها لا تغير الإطار القانوني الدولي الساري. وفقاً للقانون الدولي، وخاصة مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير، يعود الأمر إلى شعب الصحراء الغربية لتح...

تحالف اليمين المتطرف مع المغرب: دعم مثير للجدل وسط فضائح البرلمان الأوروبي

 الدعم المفاجئ لليمين المتطرف الأوروبي لـ"مغربية" الصحراء الغربية يثير العديد من التساؤلات، حيث يُشتبه في أن المغرب تجاوز الحدود الأخلاقية من خلال التأثير على بعض النواب الأوروبيين للدفاع عن مصالحه داخل البرلمان الأوروبي. يأتي هذا الدعم في سياق حساس، تميّز بقرار محكمة العدل الأوروبية في 4 أكتوبر 2024، الذي ألغى اتفاقيتين تجاريتين بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، بحجة أنهما شملتا بشكل غير قانوني الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية. وقد اعتبر جبهة البوليساريو هذا القرار "انتصارًا تاريخيًا"، مما أعاد فتح النقاش حول حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وأبرز مجددًا القضايا الاقتصادية والسياسية في العلاقات بين أوروبا والمغرب، التي تتعارض مع مبادئ القانون الدولي. ورغم هذا التحول القانوني الكبير، ظهر دعم غير متوقع في صفوف اليمين المتطرف الأوروبي. شخصيات سياسية مؤثرة، مثل تييري مارياني، عضو مجموعة "الوطنيين من أجل أوروبا" التي يقودها فيكتور أوربان وجوردان بارديلا، وأعضاء من مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (ECR)، يواصلون الدفاع علنًا عن "مغربية" الصحراء ...

قضية "السيادة" المغربية على الصحراء الغربية: الأبعاد القانونية والسياسية

  يُعد الصراع حول الصحراء الغربية، التي كانت مستعمرة إسبانية سابقة، أحد أقدم النزاعات  في العالم. فمنذ انسحاب إسبانيا في عام 1975، تطالب المغرب بهذا الإقليم، بينما يسعى جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر، إلى استقلال الصحراء الغربية. وتتمحور هذه القضية حول مطالبة المغرب بالسيادة، مدعومة بمشروع الحكم الذاتي الذي قدمه عام 2007، وهو مشروع يثير الكثير من الجدل من منظور القانون الدولي. 1. الموقف المغربي والاعتراف الدولي أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، في العديد من المناسبات على ما يسميه "ديناميكية سياسية" تدعم الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. ويعتمد هذا الموقف بشكل خاص على الدعم الدولي المتزايد، حيث قامت بعض الدول، مثل الولايات المتحدة في عام 2020 في عهد إدارة ترامب، بالاعتراف رسميًا بهذه السيادة. ويشير بوريطة إلى أن مشروع الحكم الذاتي المغربي لعام 2007، المستوحى من النموذج الدستوري الفرنسي، يمثل حلاً واقعياً وذو مصداقية للنزاع. ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية الدبلوماسية للاعتراف لا يمكنها بمفردها حل القضايا القانونية المتعلقة بوضع الصحراء الغربية. فالص...