الجزائر.. بين الدبلوماسية الحازمة والتحالفات الاستراتيجية: الرد على أوهام الدعاية المغربية حول مشروع القرار الأممي
تحاول الآلة الإعلامية المغربية، مرة أخرى، صناعة الوهم وتزييف الحقائق من خلال الترويج لمزاعم مفادها أن الجزائر “تتجه نحو الامتناع عن التصويت” على مشروع القرار الأممي المتعلق بالصحراء الغربية، وأن روسيا “لن تستخدم حق النقض”، في محاولة يائسة لإيهام الرأي العام بأن ميزان القوى الدولي بات يميل لصالح الأطروحة المغربية. غير أن هذه الدعاية الرخيصة تصطدم بجدار الواقع الجيوسياسي الصلب، وبالتحالفات الاستراتيجية العميقة التي نسجتها الجزائر مع القوى العالمية الكبرى، وعلى رأسها روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية. أولاً: روسيا لن تقبل مشروعاً يتناقض مع الشرعية الدولية يعرف المتابعون للشأن الدولي أن روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، لا يمكنها بأي حال أن تدعم مشروع قرار يُشرعن الاحتلال أو يكرّس الأمر الواقع الذي تفرضه قوة استعمارية على شعب يسعى لتقرير مصيره. فالمبدأ الروسي الثابت يقوم على رفض فرض الحلول الأحادية، وعلى التمسك الصارم بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، التي تؤكد أن الصحراء الغربية إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي، وأن الحل لا يمكن أن يكون إلا عبر استفتاء حر ونزيه يعبّر فيه الشعب الصحراوي...