التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف ترامب

الجزائر.. بين الدبلوماسية الحازمة والتحالفات الاستراتيجية: الرد على أوهام الدعاية المغربية حول مشروع القرار الأممي

تحاول الآلة الإعلامية المغربية، مرة أخرى، صناعة الوهم وتزييف الحقائق من خلال الترويج لمزاعم مفادها أن الجزائر “تتجه نحو الامتناع عن التصويت” على مشروع القرار الأممي المتعلق بالصحراء الغربية، وأن روسيا “لن تستخدم حق النقض”، في محاولة يائسة لإيهام الرأي العام بأن ميزان القوى الدولي بات يميل لصالح الأطروحة المغربية. غير أن هذه الدعاية الرخيصة تصطدم بجدار الواقع الجيوسياسي الصلب، وبالتحالفات الاستراتيجية العميقة التي نسجتها الجزائر مع القوى العالمية الكبرى، وعلى رأسها روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية. أولاً: روسيا لن تقبل مشروعاً يتناقض مع الشرعية الدولية يعرف المتابعون للشأن الدولي أن روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، لا يمكنها بأي حال أن تدعم مشروع قرار يُشرعن الاحتلال أو يكرّس الأمر الواقع الذي تفرضه قوة استعمارية على شعب يسعى لتقرير مصيره. فالمبدأ الروسي الثابت يقوم على رفض فرض الحلول الأحادية، وعلى التمسك الصارم بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، التي تؤكد أن الصحراء الغربية إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي، وأن الحل لا يمكن أن يكون إلا عبر استفتاء حر ونزيه يعبّر فيه الشعب الصحراوي...

ترامب وجنوب أفريقيا: دفاع عن البيض أم محاولة لإذلال مناصر لفلسطين؟

في مشهد أثار دهشة المتابعين حول العالم، تحوّل لقاء رسمي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا إلى لحظة مواجهة إعلامية مشحونة، بعدما فاجأ ترامب ضيفه بادعاءات حول “إبادة جماعية” تستهدف المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، مدعومة بمقاطع فيديو مثيرة للجدل. هذا اللقاء، الذي كان يُفترض أن يُعيد ضبط العلاقات بين البلدين، تحوّل إلى ساحة اختبار للدبلوماسية الجنوب أفريقية أمام “قاحة” غير مسبوقة من سيد البيت الأبيض. لكن خلف هذا المشهد العلني، يبرز سؤال أساسي: ما الدوافع الحقيقية وراء موقف ترامب؟ هل هي حرص صادق على البيض من جنوب أفريقيا؟ هل للأمر علاقة بإعجابه المعلن بإيلون ماسك، الملياردير الجنوب أفريقي الأصل؟ أم أن ترامب وجد في دعم جنوب أفريقيا لفلسطين في محكمة العدل الدولية ذريعة لإذلالها على الساحة العالمية؟ بين المهاجرين والرفاق البيض: لماذا الآن؟ قبل أسبوع فقط من زيارة رامافوزا، وافقت الولايات المتحدة على استقبال 59 جنوب أفريقيًا أبيض كلاجئين، في خطوة فُهمت على أنها رسالة سياسية أكثر منها استجابة إنسانية. هذا القرار أثار غضب بريتوريا، خاصة أن غالبية هؤلاء اللاجئين...

من “الإسلام السياسي” إلى “الإسلام الاستثماري”: إعادة تشكيل هندسة الشرق الأوسط في ظل المقاربة الأمريكية الجديدة

شهدت السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط منذ عام 2017 تحوّلاً استراتيجيًا ملحوظًا، تجسّد في ابتعاد إدارة الرئيس دونالد ترامب عن الخطاب الذي روّج له سلفه باراك أوباما، والقائم على دعم “الإسلام السياسي الإصلاحي”، والاقتراب بدلًا من ذلك من نموذج “الإسلام الاستثماري” الذي يتمحور حول الشراكة مع الأنظمة الملكية الخليجية التقليدية. هذا التحوّل لم يكن مجرّد تغيير في اللغة الدبلوماسية، بل شكّل إعادة صياغة عميقة لأولويات واشنطن في المنطقة، على المستويات السياسية، الاقتصادية، والأمنية. يهدف هذا المقال إلى تحليل أبعاد هذا التحوّل، وتقييم تداعياته على بنية النظام الإقليمي، لا سيما في ظل تصاعد النفوذ السعودي، وتراجع أدوار قوى إقليمية كانت فاعلة في مرحلة “الربيع العربي”. كما يسعى المقال إلى التمييز بين المعطيات الموثوقة والتحليلات غير المدعومة بأدلة، في سياق الانتقال من مقاربة قائمة على الأيديولوجيا إلى أخرى قائمة على المصالح الاقتصادية والاستقرار السلطوي. أولًا: من أوباما إلى ترامب: تغير في فلسفة التدخل الأمريكي اعتمدت إدارة أوباما، خصوصًا في خطابي القاهرة وأنقرة عام 2009، مقاربة ترتكز على التواصل م...