التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف مالي

“النجاح” المالي بطعم الخيانة: حين تتحول صفقة تحرير السائقين المغاربة إلى دعم مباشر للإرهاب في الساحل

إعلان المجلس العسكري الانتقالي في مالي، في الأول من أوت 2025، عن تحرير أربعة سائقين مغاربة كانوا محتجزين لدى تنظيم “داعش” في منطقة “الحدود الثلاثة”، قد يبدو – للوهلة الأولى – إنجازاً أمنياً لافتاً. لكن وراء هذه الواجهة البراقة تختبئ حقيقة أشد خطورة: صفقة سياسية وأمنية مشبوهة منحت التنظيم الإرهابي جرعة حياة جديدة، وأظهرت المغرب كفاعل مزدوج الوجه، يدّعي مكافحة الإرهاب علناً، بينما تغذيه عبر قنوات غير شرعية، أبرزها تجارة المخدرات. صفقة على حساب الأمن الإقليمي المعلومات المتطابقة من مصادر عدة تكشف أن العملية لم تكن عملية إنقاذ بطولية كما روّجت باماكو، بل صفقة مكتملة الأركان: إطلاق سراح قيادات ميدانية خطيرة في تنظيم “داعش”، مثل دادي ولد شعيب الملقب بـ”أبو درداء”، وأميه ولد البكاي، مقابل تسليم الرهائن المغاربة، مع دفع فدية مالية معتبرة. هذان القياديان ليسا عناصر عادية؛ إنهما عقول مدبرة لعمليات نوعية، يمتلكان شبكة علاقات وخبرة ميدانية كبيرة، وإطلاق سراحهما يعني إعادة شحن ماكينة الإرهاب في الساحل، هذه المرة بموارد مالية إضافية من الفدية المدفوعة. المخدرات المغربية… شريان تمويل الإرهاب الخطر ال...

انسحاب “فاغنر” من مالي: انتصار استراتيجي للجزائر

بعد أربع سنوات من الوجود المثير للجدل، والذي اتّسم بالفظائع والإخفاقات الأمنية، حزمت مجموعة “فاغنر” الروسية شبه العسكرية حقائبها وغادرت مالي. جاء هذا الانسحاب المفاجئ بعد ضغوط دبلوماسية وأمنية مكثفة قادتها الجزائر، التي تؤكد مرة أخرى مكانتها كقوة إقليمية لا غنى عنها وضامنة للاستقرار في منطقة الساحل. ثقل الدبلوماسية الجزائرية منذ وصول مرتزقة “فاغنر” إلى مالي سنة 2021، لم تتوقف الجزائر عن التنديد بهذا الوجود الأجنبي في منطقة تعتبرها حيوية لأمنها القومي. وأكدت الجزائر على الدوام، وبثبات وحزم، رفضها القاطع لتحويل الساحل إلى ساحة صراع تتقاسمها القوى الخارجية والشركات العسكرية الخاصة. وبحسب الخبير في الشؤون الدفاعية ومؤسس موقع Menadefense ، أكرم خريف ، فإن قرار موسكو بسحب “فاغنر” يرتبط بشكل مباشر بتدهور العلاقات الجزائرية الروسية حول هذا الملف، بالإضافة إلى الفشل العسكري الذريع في “تينزاواتين” في يوليو 2024 — وهو نكسة كشفت عجز المجموعة الروسية عن فهم تعقيدات الساحة القتالية في الساحل. من خلال ممارسة ضغوط سياسية مستمرة، وتعزيز الأمن على حدودها، ودعم المطالب المشروعة لشعوب أزواد، سخّرت الجزائر...

مالي: انسحاب مرتزقة فاغنر بين الغموض والدعاية وإعادة تشكيل الحضور الروسي — ما مستقبل مكافحة الإرهاب في منطقة تحالف دول الساحل؟

لا يزال الغموض يحيط بمسألة وجود وانسحاب مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية من مالي. ففي الأوساط الرسمية في العاصمة باماكو، لم تؤكد أي من المصادر التي تواصلنا معها، ولم تنفِ، الأنباء حول هذا الانسحاب. موقف حذر يعكس الخطاب الذي اعتمدته السلطات العسكرية منذ البداية، حيث لم تعترف رسميًا بوجود مرتزقة، مفضلة استخدام تعبير أكثر دبلوماسية: «مدربون روس». على الجانب الروسي، الصورة أوضح بكثير. فقد بثّت قنوات الدعاية الموالية للكرملين فيديو تعلن فيه فاغنر: «لقد أدّينا مهمتنا. نحن عائدون إلى الوطن». بهذه الرسالة، يسعى التنظيم إلى تسويق حصيلة ثلاث سنوات من الحضور في مالي، بدأها عام 2021 بعد انسحاب عملية برخان الفرنسية التي دفعتها السلطة العسكرية إلى المغادرة. وتدّعي فاغنر، التي تصف نفسها بأنها «أقوى جيش خاص في العالم»، أنها قتلت «آلاف الإرهابيين» و«قضت على قادة المسلحين» بضربات حاسمة. بل وتذهب إلى اتهام القوات الغربية بـ «عدم محاربة الإرهاب» و«نهب ثروات مالي الوطنية بشكل منهجي». الواقع الميداني… صورة مغايرة لكن هذه الادعاءات تتناقض بشكل صارخ مع واقع الميدان. في مطلع يونيو الجاري، أعلنت جماعة نصرة الإسلام و...

زيارة الوفد الإماراتي لباماكو… حين تمتد يد أبو ظبي لتخدم أجندات الرباط وتل أبيب في الساحل

لم يكن البيان الصادر عن النظام الانقلابي في مالي، عقب زيارة وفد رسمي إماراتي رفيع المستوى أوفده محمد بن زايد إلى باماكو، سوى غطاء دبلوماسي خافت يخفي في طياته حقائق خطيرة. فرغم اختصاره وكلماته المنتقاة بعناية، إلا أنه لم يتمكّن من إخفاء الطابع الأمني لهذه الزيارة، التي تم تضخيمها إعلامياً من قبل سلطة باماكو، وكأنها “رسالة تحدٍّ” موجهة إلى الجار الشمالي، الجزائر، بعد إسقاط طائرة مسيرة معادية على الأراضي الجزائرية من قبل دفاعات الجيش الوطني الشعبي. درون تركي بـ30 مليون يورو… ودروس قاسية أصيب نظام باماكو ومعه حلفاؤه في الرباط وتل أبيب بصدمة لم يستطيعوا حتى الآن استيعابها، حين تمكّنت الدفاعات الجزائرية من إسقاط طائرة مسيّرة هجومية تركية الصنع، في ثوانٍ معدودة، داخل التراب الوطني. هذه الطائرة، التي تم اقتناؤها بمبلغ فلكي قُدّر بثلاثين مليون يورو، تم تمويلها من قروض أجنبية، تحوّلت إلى رماد تحت صواريخ الدفاع الجزائري. وهكذا فهمت الطغمة العسكرية في مالي، ومعها ممولوها، أن أيّ محاولة لاختبار السيادة الجزائرية، بتحريض من المخزن أو غيره، مصيرها الفشل الذريع. الإمارات تدخل على الخط… حماية مقابل الم...

الساحل: العودة المفاجئة لدول الساحل والصحراء إلى فرنسا بوساطة المغرب الخاضع للنفوذ الفرنسي

الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر — المتحدة في تحالف دول الساحل (AES) — فرضت نفسها على الساحة الإفريقية كرموز للقطيعة مع فرنسا الإفريقية. طرد القوات الفرنسية، إلغاء الاتفاقات العسكرية، خطابات بان-إفريقية هجومية: كل شيء كان يشير إلى تحرر واضح. ومع ذلك، بعد عام واحد، بدأت هذه الدول نفسها تقاربًا خفيًا مع فرنسا، من خلال قناة غير متوقعة: المغرب. لكن بعيدًا عن تجسيد وسيط محايد حقيقي، يظهر المغرب في هذا السياق كوسيلة غير مباشرة للنفوذ الفرنسي — دولة تابعة، منسجمة مع مصالح باريس، تلعب دور ناقل الرسائل. 1. التحول الدبلوماسي للانقلابات: بين البراغماتية والإكراه منذ أسابيع عدة، تم رصد مبعوثين من دول الساحل في الرباط، حيث سمحت محادثات غير رسمية بالنظر في إعادة إطلاق تدريجية للعلاقات مع فرنسا. هذا التحرك، رغم أنه لا يزال خجولًا، إلا أنه واقعي، وقد تم ذكره في مقال بجريدة Aujourd’hui au Faso البوركينابية، التي تحدثت عن “بداية مصالحة” بين دول AES وباريس، بوساطة مغربية. هذه الاتصالات لا تتم في إطار إفريقي متعدد الأطراف، ولا من خلال قنوات سيادية، بل عبر حليف استراتيجي للإليزيه. 2. المغرب: ...

تحالف دول الساحل مع المغرب: خيارٌ كارثي يُغرق الساحل في العزلة والضياع

بعيدًا عن مظاهر المجاملات الدبلوماسية، يشكّل التقارب الأخير بين الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر – المنضوية تحت ما يُعرف بـ”تحالف دول الساحل” (AES) – والنظام الملكي في المغرب، انحرافًا استراتيجيًا خطيرًا يحمل في طياته نتائج كارثية على مستقبل شعوب هذه الدول. فبدلًا من تحقيق الانفكاك الحقيقي عن التبعية، تسير هذه الأنظمة نحو استبدال التبعية الفرنسية المباشرة بوليٍّ إقليمي تابع لباريس، في إعادة إنتاج مُقنّعة لمنظومة “فرنسا الإفريقية”. زيارة جوفاء وواجهة إعلامية الزيارة الأخيرة لوزراء خارجية دول “AES” إلى الرباط لم تكن سوى عرض مسرحي دبلوماسي صُمِّم بعناية للاستهلاك الإعلامي، حيث تولّت الأجهزة المغربية إعداد البيان المشترك ونشره بشكل مفرط على وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، في محاولة لإظهار تحوّل استراتيجي مزعوم في توجهات الدول الثلاث. غير أن هذا الحراك لا يعكس واقعا استراتيجيا حقيقيا، بقدر ما يُعبّر عن أزمة عزلة حادّة دفعت بهذه الأنظمة العسكرية للبحث عن أي غطاء خارجي، ولو كان من نظام لا يملك شيئًا ليقدّمه سوى الوعود الكاذبة والدين الخارجي المتضخم. المغرب: حليف هشّ وامتداد ا...

تفكيك أسطورة دبلوماسية: دور مالي في حرب الاستقلال الجزائرية وتأثيرات حرب الجزائر على استقلال الدول الإفريقية

  مع تصاعد التوترات الدبلوماسية بين مالي والجزائر، تروج بعض الأوساط المالية لخطاب يدّعي أن مالي لعبت دورًا محوريًا في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي. هذا الادعاء، الذي يفتقر لأي أساس تاريخي، يمثل تحريفًا صارخًا للوقائع. ومن الضروري اليوم، في إطار من الصرامة العلمية والصدق التاريخي، تصحيح هذه المغالطات. فالحقيقة الثابتة هي أن الجزائر كانت الركيزة والمحرك والضمير الثوري لإفريقيا الفرنكوفونية. إن دماء الشهداء الجزائريين سقت آمال قارة بأكملها. شهدت العلاقات بين مالي والجزائر، التي كانت تاريخيًا قائمة على التضامن ما بعد الاستعمار والتعاون الإقليمي، تدهورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق، يعمد بعض الفاعلين الماليين إلى تبني سردية مراجِعة للتاريخ تصوّر مالي كطرف رئيسي في تحرير الجزائر. هذا الخطاب، الذي لا يتسم فقط بعدم الدقة، بل يُعد أيضًا إهانة لذاكرة المجاهدين الجزائريين، يستدعي ردًا حازمًا. ومن الواجب التذكير، بكل وضوح ودقة، بالدور الحقيقي لكل دولة في مسار التحرر من الاستعمار. 1. مالي وحرب الاستقلال الجزائرية: بين الأسطورة والواقع على عكس ما تحاول بعض الخطابات الشعبوية ا...

أزمة الجزائر ومالي: قراءة سياسية لمآلات التصعيد من منظور الساحل الإفريقي

في ظل استمرار التوترات بين الجزائر والسلطات العسكرية في مالي، يتزايد القلق الإقليمي والدولي من التداعيات المحتملة على منطقة الساحل، التي تعاني أصلًا من هشاشة أمنية وتنموية. في حوار أجراه مع صحيفة الشروق الجزائرية، قدّم الكاتب والسياسي النيجري عمر مختار الأنصاري قراءة معمّقة للأزمة، مؤكدًا أن التصعيد لا يخدم سوى أعداء الاستقرار، داعيًا إلى حوار هادئ يعيد الأمور إلى نصابها. الجزائر ودول الساحل: تحالف تاريخي يتعرض للاهتزاز منذ عقود، لعبت الجزائر دورًا محوريًا في دعم الاستقرار السياسي والأمني في الساحل الإفريقي، من خلال مبادرات دبلوماسية وإنسانية وتنموية. يشير الأنصاري إلى أن الجزائر ليست مجرّد دولة جارة، بل شريك استراتيجي تاريخي وقف دائمًا إلى جانب تطلعات شعوب المنطقة نحو الحرية والتنمية. في النيجر، على سبيل المثال، كانت الجزائر حاضرة عبر دعم مشاريع مكافحة الإرهاب، وتطوير المناطق الحدودية، وتدريب الكوادر المدنية والعسكرية. أما في مالي، فقد شكلت الوساطة الجزائرية عنصرًا حاسمًا في احتواء أزمات التمرد الطوارقي، منذ الستينيات وحتى اتفاق السلام في الجزائر سنة 2015. أسباب التوتر: صراع رؤى ...

المغرب، فرنسا، والسعي إلى "عذرية جيوسياسية" في إفريقيا: حملة تشويه ضد الجزائر

تشهد الساحة الإعلامية والدبلوماسية في منطقة الساحل في الأيام الأخيرة حالة من الغليان، بسبب بعض التصريحات النارية، وعلى رأسها تلك التي صدرت عن الوزير الأول المالي الأسبق الدكتور شوغيل كوكالا مايغا. ففي التاسع من أبريل 2025، أطلق هذا الأخير هجومًا لفظيًا عنيفًا ضد الجزائر، متهمًا إياها بازدواجية المواقف والغموض في سياساتها الإقليمية. لكن خلف هذه التصريحات، يلوح سؤال أعمق وأكثر إلحاحًا: من يُحرك خيوط هذا الخطاب في الظل؟ ومن المستفيد الحقيقي من استهداف الجزائر في هذا التوقيت الحرج؟ الجواب واضح لمن يُحسن قراءة الأحداث: إنّها محاولة مدروسة بعناية لصرف الأنظار عن الدور الحقيقي لمن يخدم مصالح القوى الاستعمارية تحت عباءة التعاون الإفريقي. محاولة مغربية لإعادة كتابة التاريخ الإفريقي منذ سنوات، يشنّ النظام المغربي حملة دبلوماسية وإعلامية منظمة تهدف إلى تقديم المملكة كقوة "مستقلة" و"خيّرة" في القارة. إلا أن هذه الحملة، رغم زخرفها، لا تنطلي على أصحاب البصيرة. ففي باطن هذا الخطاب الناعم، تختبئ أجندة استعمارية مغلفة بمفردات جديدة، حيث يعمل المغرب كوكيل محلي لخدمة المصالح الفرنسية...

الأزمة الدبلوماسية بين مالي والجزائر: ما وراء الطائرة المسيّرة، الرهانات الجيوستراتيجية لخط أنابيب غاز محل أطماع

 لم تعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الجزائر ومالي مجرد خلاف على المجال الجوي أو حادثة إسقاط طائرة مسيّرة، بل باتت تكشف عن صراع جيوسياسي أعمق، محوره السيطرة على مستقبل الطاقة في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، في ظل التنافس بين مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء (نيجيريا – النيجر – الجزائر) ومشروع أنبوب الغاز النيجيري – المغربي. أزمة تتجاوز الحدود التقليدية في مطلع أبريل 2025، أعلنت الجزائر عن إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي، بدعوى انتهاكها المتكرر للمجال الجوي الجزائري. وحسب بيان وزارة الخارجية الجزائرية، فإن هذه الحادثة ليست الأولى، بل الثالثة منذ أغسطس 2024، مؤكدة امتلاكها للأدلة التقنية والرادارية التي تثبت صحة موقفها. وردت باماكو باتهامات غير مسبوقة للجزائر بالتواطؤ مع جماعات إرهابية، في خطوة اعتبرتها الجزائر "سخيفة وغير مسؤولة"، مشيرة إلى أن النظام المالي الانتقالي – الناتج عن انقلاب عسكري – يسعى من خلال هذه الاتهامات إلى صرف الانتباه عن أزماته الداخلية وفشله السياسي. لكن وراء هذه الاتهامات، تظهر خلفية أعمق تتعلق بصراع النفوذ على مشاريع الطاقة العملاقة، وعلى رأسها مشرو...

أزمة الطائرة المُسيّرة التركية أقينجي: بين الجزائر ومالي وتورّط المغرب — تفوّق جزائري تقني وجوي واضح

في أوائل أبريل 2025، أثار حادث جوي شمل طائرة مسيّرة تركية من طراز "بيرقدار أقنجي" تابعة للجيش المالي صدمة في جميع أنحاء منطقة الساحل والمغرب العربي. ويُقال إن الطائرة اخترقت المجال الجوي الجزائري لمسافة كيلومترين، قبل أن تُسقطها القوات المسلحة الجزائرية في أقل من 26 ثانية. وقد كان هذا الزمن القصير كافيًا ليُبرز واقعًا استراتيجيًا واضحًا: التفوق التكنولوجي والعملياتي للجزائر في مجال الحرب الجوية وأنظمة مكافحة الطائرات المسيّرة. 1. الجزائر: سيادة تامة وقدرة ردع عالية في بيان رسمي صادر يوم 3 أبريل 2025، أعلنت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية أن وسائل الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت طائرة بدون طيار معادية دخلت المجال الجوي الجزائري في منطقة برج باجي مختار على الحدود مع مالي. الطائرة تبين لاحقًا أنها من نوع أقينجي التركية ، التي تُعد من بين أحدث الطائرات بدون طيار الهجومية والاستطلاعية. وفق المعطيات التقنية، فإن الطائرة كانت تطير بسرعة متوسطة تبلغ 280 كلم/ساعة ، ما يعني أنها قطعت 2 كلم داخل الأراضي الجزائرية خلال حوالي 26 ثانية ، وهي المدة التي احتاجتها وحدات الرادار والدفاع الجو...

الجزائر تُسقط طائرة مُسيّرة مالية: رسالة واضحة ضد انتهاك مجالها الجوي

 أعلنت  وزارة الدفاع الوطني الجزائرية في بيان رسمي نشرته على صفحتها على فيسبوك وموقعها الإلكتروني عن إسقاط طائرة مسيّرة مالية من طراز "أقينجي" فوق منطقة تينزواتين ، وذلك بعد أن توغلت داخل المجال الجوي الجزائري لمسافة كيلومترين . يُعتبر هذا الحدث الأول من نوعه ، حيث تسقط القوات الجوية الجزائرية طائرة مُسيّرة أجنبية ، مما يشكل رسالة تحذيرية إلى الدول التي تستعمل هذا النوع من الطائرات بشكل غير قانوني قرب الحدود الجزائرية. رد سريع ودقيق تمت عملية رصد وإسقاط الطائرة المسيّرة من قبل وحدة تابعة لقيادة قوات الدفاع الجوي عن الإقليم (CFDAT) ، مما يُبرز الجاهزية العالية للقوات المسلحة الجزائرية وقدرتها على التحرك بسرعة لحماية مجالها الجوي . ولم يكشف البيان الرسمي عن تفاصيل الطريقة التي تم بها إسقاط الطائرة، لكن من المرجح أن الجزائر استخدمت أنظمة دفاع جوي متطورة ، قادرة على التعامل مع مثل هذه التهديدات الجوية. انتشار الطائرات المسيّرة في منطقة الساحل وشمال إفريقيا شهدت منطقة الساحل وشمال إفريقيا في السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للطائرات المسيّرة ، التي تستخدمها بعض الدول وا...

مالي - الجزائر: نحو تطبيع للعلاقات تحت الضغط الروسي على مالي؟

شهدت العلاقات بين الجزائر ومالي توترات غير مسبوقة منذ عام 2023. فبعدما كانت هذه العلاقات تُعتبر نموذجية، خاصة من خلال اتفاق السلم والمصالحة في الجزائر عام 2015، دخل البلدان في أزمة دبلوماسية حادة إثر استقبال الجزائر للإمام محمود ديكو، المعارض الشرس للسلطة في باماكو. رأت السلطات المالية في هذه الخطوة استفزازًا سياسيًا وتدخلاً في شؤونها الداخلية، ما دفعها إلى اتخاذ قرارات تصعيدية، مثل استدعاء سفيرها في الجزائر وإلغاء اتفاق الجزائر للسلام. وازدادت حدة التوتر مع تزايد النفوذ الروسي في مالي، من خلال مجموعة فاغنر، التي لعبت دورًا أساسيًا في العمليات العسكرية شمال البلاد، ولاقت تحفظًا من الجانب الجزائري. في خضم هذا الصراع، لعب المغرب دورًا محوريًا في تعميق الخلافات، حيث استغل الأزمة الجزائرية-المالية لتعزيز نفوذه في باماكو، مقدمًا نفسه كبديل استراتيجي عن الجزائر. ومن جهة أخرى، استمر تدفق المخدرات من المغرب عبر مالي ليغذي الجماعات الإرهابية في الشمال، ما ساهم في تأجيج الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة. واليوم، يبدو أن موسكو تدفع باتجاه تهدئة التوتر بين الجزائر ومالي، إدراكًا منها لأهمية الج...