التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف فلسطين

الانهيار الأخلاقي للغرب: ازدواجية المعايير بعد السابع من أكتوبر

منذ السابع من أكتوبر، والعالم يشهد، إمّا بصمتٍ أو بتواطؤ، إحدى أبشع المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث. غزة تُقصف ليلًا ونهارًا، تُهدم الأحياء فوق ساكنيها، تُمحى المستشفيات والمدارس، ويُنتشَل الأطفال من تحت الركام — دون أن تهتزّ في العواصم الغربية ضمائرٌ طالما ادّعت الدفاع عن القيم الإنسانية. لقد انهارت تلك “المبادئ الكونية” المزعومة عند أول امتحانٍ حقيقي، حين كان الضحايا فلسطينيين. أخلاقٌ على مقاس المصالح منذ اليوم الأول، ارتفع الصوت نفسه في العواصم الغربية: «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها». ومنذ ذلك الحين، تتابعت المجازر، وسقط عشرات الآلاف من المدنيين، ولا يزال الخطاب الرسمي يصف ما يحدث بأنه “ردّ مشروع”. لكن ماذا لو كان الأمر معكوسًا؟ ماذا لو ارتكبت دولةٌ أخرى ضد شعبٍ غربيٍّ واحدًا بالمئة مما يُرتكب اليوم في غزة؟ عندها كان العالم سيستنفر، وستُطلَق كلمة “إبادة” من كل منصة، وستتحرك العدالة الدولية بكل ثقلها. غير أن المشهد يختلف عندما تكون الضحية فلسطينية. هنا يصبح الصمت سياسة، والازدواجية قاعدة، والتواطؤ تبريرًا باسم “الأمن”. هذه الازدواجية ليست صدفة، بل نظامٌ أخلاقي متكامل يصنّف الأ...

5000 دولار وأربع سنوات إيجار لمغادرة غزة: الخطة الأمريكية المثيرة للجدل لما بعد الحرب

كشف تقرير نشره واشنطن بوست عن وثيقة من 38 صفحة تتضمن خطة أمريكية – إسرائيلية مدعومة بمبادرات خاصة – تهدف إلى إعادة صياغة مستقبل غزة بعد الحرب. الخطة، التي أثارت ردود فعل غاضبة في العالم العربي، تقترح تحويل القطاع المدمَّر إلى مركز سياحي وتكنولوجي عالمي، مقابل تهجير سكانه البالغ عددهم نحو مليوني نسمة. تعويضات مالية مقابل “الخروج الطوعي” تنص الخطة على أن سكان غزة سيُمنحون خيار مغادرة القطاع “طوعاً” لقاء حزمة مالية تشمل: 5000 دولار نقداً لكل عائلة، دعم إيجار لمدة أربع سنوات، مساعدات غذائية لسنة كاملة. أما مالكو الأراضي فسيُمنحون ما يسمى “الرموز الرقمية” (Digital Tokens)، يمكن استبدالها بشقق في مدن ذكية جديدة داخل غزة، أو استخدامها لتمويل حياة جديدة في الخارج. مدن ذكية ومشاريع استثمارية الخطة تتضمن بناء ست إلى ثماني مدن ذكية، يُفترض أن تكون مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتستضيف مصانع سيارات كهربائية، ومراكز بيانات، وفنادق سياحية. ستُعهد إدارة هذه المرحلة إلى كيان جديد يحمل اسم: Gaza Reconstitution, Economic Acceleration and Transformation Trust، أو اختصارًا GREAT Trust، والذي سيتولى إدارة الق...

ازدواجية المعايير: لماذا يدافع “الطيّبون” في فرنسا عن خائن جزائري ويصمتون عن نائبة فرنسية منتخبة؟

منذ أيام قليلة، ضجّت وسائل الإعلام الفرنسية ومنابرها الثقافية بحملة منظمة دفاعاً عن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال. هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم “أصدقاء الحريات” يقيمون الدنيا ولا يقعدونها تنديداً بما يسمّونه “قمعاً” في الجزائر. لكن المفارقة الصادمة هي أن هؤلاء أنفسهم يلتزمون صمتاً مخزياً ومتعجرفاً تجاه الحملة العنصرية والشنيعة التي تتعرض لها النائبة الفرنسية من أصل فلسطيني ريما حسن، المنتخَبة ديمقراطياً في البرلمان الأوروبي. تُهان، تُهدد، وتُحاصر لأنها فقط تدافع عن القانون الدولي وعن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. لماذا إذن هذه الإزدواجية؟ لماذا تنهال الكلمات الرنّانة دفاعاً عن رجل اختار خيانة وطنه، في حين لا نسمع منهم كلمة واحدة دفاعاً عن نائبة فرنسية تتعرض لحملة كراهية في صلب الديموقراطية؟ 1. بوعلام صنصال: كاتب الإساءات المتكرّرة لنكن واضحين: بوعلام صنصال لا يمثل الجزائر ولا شعبها. هو منذ سنوات طويلة مجرد أداة تُستخدم في الحملات المعادية للجزائر. في كتاباته وفي مقابلاته مع وسائل الإعلام الفرنسية، لا يفوّت فرصة إلا ويُسيء إلى وطنه، يُكرّر خطابات استعمارية عفا عليها الزمن، ويُغذّي الأكاذ...

ياسر أبو شباب: رجل الظل الذي تستخدمه إسرائيل لضرب “حماس” في غزة

في خضمّ الفوضى التي تعيشها غزة تحت الحصار والدمار، برز اسم ياسر أبو شباب، زعيم إحدى العصابات المحلية، كأحد أبرز الأدوات غير التقليدية التي تعتمدها إسرائيل في محاولاتها لتفكيك سلطة حركة “حماس” في القطاع. إلا أن الدور الذي يلعبه أبو شباب يكشف عن شبكة معقدة من المصالح المتقاطعة بين أجهزة الاحتلال، أطراف في السلطة الفلسطينية، وجهات محلية متورطة في إفساد المشهد الإنساني والسياسي على حد سواء. دمية في لعبة المصالح  وفقاً لمصدر فلسطيني مطّلع على ما يجري في غزة، فإن «ياسر أبو شباب يعمل في الخفاء لحساب محمود الهباش»، العضو السابق في “حماس” ووزير الأوقاف الأسبق، والمستشار الديني الحالي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. لكن هذه العلاقة بين الهباش وأبو شباب ليست سوى وجه آخر لصورة شديدة الإرباك. إذ يضيف المصدر ذاته: «الهباش أصبح فاقداً للمصداقية بين أوساط الفلسطينيين بسبب علاقاته المعروفة مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية». بهذا المعنى، يتحرك أبو شباب في منطقة رمادية بين شبكات الجريمة المنظمة، المناورات السياسية، ومخططات أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي ترى فيه أداة مفيدة لإضعاف “حماس” من الداخل. نه...

من الذي دمّر غزة؟ ردٌّ على قلب الحقائق

«حماس دمّرت غزة وجعلت العالم ينقلب على إسرائيل دعم إسرائيل هو دفاع عن الحقيقة» عبارات من هذا النوع، والتي تتكرّر في بعض الأوساط الإعلامية والسياسية، تمثّل محاولة فاضحة لقلب الواقع وتزييف الحقائق. فهي تخفي حقيقة مروعة: الدمار الذي لحق بغزة هو نتيجة مباشرة للحرب الإسرائيلية، وليس لحماس. بل إن ما حصل يرقى، وفقاً للعديد من الخبراء والمنظمات الدولية، إلى جريمة إبادة جماعية. غزة تحت القصف: الأرقام لا تكذب منذ 7 أكتوبر 2023، وبعد الهجوم الذي شنّته حماس على مستوطنات جنوب إسرائيل، أطلقت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية شاملة ضد قطاع غزة، تُعَدّ الأكبر في تاريخه. والنتائج كارثية: أكثر من 35 ألف شهيد فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال (حسب وزارة الصحة في غزة، وبتأكيد الأمم المتحدة). تدمير أكثر من 60% من المباني السكنية. استهداف المستشفيات، والمدارس، والبنية التحتية الحيوية. تشريد أكثر من 70% من سكان القطاع، ومنع إدخال الغذاء والدواء، وانتشار المجاعة. هذا ليس صراعًا بين جيشين، بل عملية تدمير ممنهجة لشعب محاصر منذ أكثر من 15 سنة. القانون الدولي يُنتهك بلا خجل ما يحدث في غزة لا يمكن تبريره بوصفه “أ...

ترامب وجنوب أفريقيا: دفاع عن البيض أم محاولة لإذلال مناصر لفلسطين؟

في مشهد أثار دهشة المتابعين حول العالم، تحوّل لقاء رسمي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا إلى لحظة مواجهة إعلامية مشحونة، بعدما فاجأ ترامب ضيفه بادعاءات حول “إبادة جماعية” تستهدف المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، مدعومة بمقاطع فيديو مثيرة للجدل. هذا اللقاء، الذي كان يُفترض أن يُعيد ضبط العلاقات بين البلدين، تحوّل إلى ساحة اختبار للدبلوماسية الجنوب أفريقية أمام “قاحة” غير مسبوقة من سيد البيت الأبيض. لكن خلف هذا المشهد العلني، يبرز سؤال أساسي: ما الدوافع الحقيقية وراء موقف ترامب؟ هل هي حرص صادق على البيض من جنوب أفريقيا؟ هل للأمر علاقة بإعجابه المعلن بإيلون ماسك، الملياردير الجنوب أفريقي الأصل؟ أم أن ترامب وجد في دعم جنوب أفريقيا لفلسطين في محكمة العدل الدولية ذريعة لإذلالها على الساحة العالمية؟ بين المهاجرين والرفاق البيض: لماذا الآن؟ قبل أسبوع فقط من زيارة رامافوزا، وافقت الولايات المتحدة على استقبال 59 جنوب أفريقيًا أبيض كلاجئين، في خطوة فُهمت على أنها رسالة سياسية أكثر منها استجابة إنسانية. هذا القرار أثار غضب بريتوريا، خاصة أن غالبية هؤلاء اللاجئين...

المغرب في مأزق دبلوماسي بعد عودة ترامب: بين الضغوط الأمريكية والمقامرة بالصحراء الغربية

 يعيش النظام المغربي حالة من الارتباك منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حاملاً معه أجندة غير متوقعة حتى بالنسبة لأكثر المتشائمين في الرباط. فبعدما راهن القصر الملكي على استمرار دعم واشنطن لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وجد نفسه اليوم أمام ضغوط أمريكية قاهرة، تتصدرها خطة مثيرة للجدل تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المغربية، وفق ما أوردته مصادر متطابقة، صهيونية وغربية. من الاحتفاء إلى التخبط: موقف الرباط المتأرجح في عام 2020، اعتبر المغرب نفسه فائزًا دبلوماسيًا عندما أعلن ترامب، آنذاك، دعمه لمطالب الرباط في الصحراء الغربية، مقابل توقيع اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني. غير أن عودة الرئيس الأمريكي إلى السلطة هذه المرة لم تحمل معها نفس المكاسب، بل فرضت تحديات جديدة، وعلى رأسها الضغط لقبول ترحيل الفلسطينيين المهجرين من غزة. لم يكن القصر الملكي متحمسًا لمطالبة واشنطن بإعادة تأكيد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، بعدما وجد نفسه متورطًا في فضيحة سياسية كبرى تتعلق بالقضية الفلسطينية. فالمقابل الذي يطلبه ترامب هذه المرة، حسب الصحفي الإسباني إغناسيو سامبري...