التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف فرنسا

ازدواجية المعايير: لماذا يدافع “الطيّبون” في فرنسا عن خائن جزائري ويصمتون عن نائبة فرنسية منتخبة؟

منذ أيام قليلة، ضجّت وسائل الإعلام الفرنسية ومنابرها الثقافية بحملة منظمة دفاعاً عن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال. هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم “أصدقاء الحريات” يقيمون الدنيا ولا يقعدونها تنديداً بما يسمّونه “قمعاً” في الجزائر. لكن المفارقة الصادمة هي أن هؤلاء أنفسهم يلتزمون صمتاً مخزياً ومتعجرفاً تجاه الحملة العنصرية والشنيعة التي تتعرض لها النائبة الفرنسية من أصل فلسطيني ريما حسن، المنتخَبة ديمقراطياً في البرلمان الأوروبي. تُهان، تُهدد، وتُحاصر لأنها فقط تدافع عن القانون الدولي وعن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. لماذا إذن هذه الإزدواجية؟ لماذا تنهال الكلمات الرنّانة دفاعاً عن رجل اختار خيانة وطنه، في حين لا نسمع منهم كلمة واحدة دفاعاً عن نائبة فرنسية تتعرض لحملة كراهية في صلب الديموقراطية؟ 1. بوعلام صنصال: كاتب الإساءات المتكرّرة لنكن واضحين: بوعلام صنصال لا يمثل الجزائر ولا شعبها. هو منذ سنوات طويلة مجرد أداة تُستخدم في الحملات المعادية للجزائر. في كتاباته وفي مقابلاته مع وسائل الإعلام الفرنسية، لا يفوّت فرصة إلا ويُسيء إلى وطنه، يُكرّر خطابات استعمارية عفا عليها الزمن، ويُغذّي الأكاذ...

في مواجهة هندسة مغربٍ عربيًا زائف: الجزائريون في فرنسا مدعوون إلى اليقظة

في مدينة فرنسية متوسطة الحجم، عُرفت لعقود بحضورها الجزائري القوي في أحيائها الشعبية، مرّت مشهديةٌ خطيرةٌ في صمت، لكنها كشفت حرباً خفيةً عميقةً تُخاض على الهوية والرمزية. في الاحتفال السنوي الذي اعتاد فيه رئيس البلدية تكريم الوجوه الجمعوية الجزائرية التي أسّست النسيج الاجتماعي للمدينة منذ الثمانينيات، حضر هذه المرة مرفوقاً بقنصل المغرب. وتحت أنظار رموز الجالية الجزائرية التاريخية، تم تكريم المغاربة، الوافدين حديثاً إلى المدينة منذ خمس سنوات فقط، فيما أُقصي الجزائريون من المشهد. لم يكن ذلك مجرد سهو أو خطأ بروتوكولي. بل كان رسالة واضحة: محاولة لتحويل مركز الثقل المجتمعي. مسعىٌ لكتابة تاريخ الحي الشعبي الفرنسي بمداد مغربي. وهذا المشهد ليس إلا عرَضاً من أعراض حرب ناعمة تُشنّ اليوم في فرنسا: هندسة اجتماعية وسياسية خفية، تهدف إلى جعل المغرب “المرجع المغاربي الأول”، بل المرجع الوحيد المسموح به، في مختلف الميادين: الدين، الثقافة، الرياضة، الإعلام. استراتيجية حصان طروادة المغربي في مدن كبرى مثل مرسيليا، تولوز، وليون، حيث كان الجزائريون يشكلون الأغلبية لعقود، نشهد اليوم صعوداً ديموغرافياً ومؤسسات...

السلطات الفرنسية تضع نفسها موضع المتواطئ: قراءة في الصمت الممنهج تجاه الإنابات القضائية الجزائرية

في سياق العلاقات الجزائرية الفرنسية التي طالما اتّسمت بالتعقيد والتجاذب التاريخي، فجّرت وكالة الأنباء الجزائرية مؤخرًا جدلًا سياسيًا وقانونيًا كبيرًا، حين كشفت أن الجزائر وجهت إلى العدالة الفرنسية 51 إنابة قضائية دولية وطلبات تسليم أشخاص مدانين في قضايا فساد ونهب أموال عامة، من دون أن تتلقى أي استجابة. هذا التعاطي الفرنسي، أو بالأحرى غياب التعاطي، يطرح أكثر من سؤال حول جدّية باريس في الالتزام بأطر التعاون القضائي، ويضعها – كما جاء في المقال الرسمي – موضع المتواطئ في ممارسات لا قانونية، بل إجرامية. 1. خلفية الإنابات القضائية: سيادة القانون أم سياسة الكيل بمكيالين؟ تندرج الإنابات القضائية الدولية ضمن أدوات التعاون القانوني بين الدول، وهي تستند إلى قواعد معترف بها في القانون الدولي، وتفترض مبدأ المعاملة بالمثل واحترام السيادة القضائية للدول. وقد بادرت الجزائر، في إطار مكافحة الفساد بعد الحراك الشعبي لسنة 2019، إلى تفعيل هذا المسار بهدف استرداد الأموال المنهوبة ومحاسبة المتورطين من المسؤولين الفارين إلى الخارج، وخصوصًا إلى فرنسا، حيث توجد ممتلكات وأصول ضخمة مشبوهة. غير أن الجانب الفرنسي لم...

9000 جمجمة مقابل بوعلام صنصال؟ اقتراح مشين وفضيحة أخلاقية

في مشهد سريالي على أثير إذاعة “فرانس إنتر”، اقترحت الصحفية ليا سلامة، بخفة غير واعية وبلا أدنى احترام للكرامة الإنسانية، «مقايضة» جماجم 9000 جزائري وجزائرية، والمحفوظة في متحف الإنسان بباريس، بما وصفته بـ«تحرير» الكاتب بوعلام صنصال. تصريح مثير للسخط، يعبّر عن جهل فجّ بالتاريخ الاستعماري الفرنسي، ويكشف عن نظرة استعلائية مقيتة تجاه الذاكرة الجزائرية وشهدائها. حين يتحوّل “الدعابة” إلى إهانة للذاكرة ما الذي يعنيه هذا الاقتراح حقيقة؟ هل حياة الجزائريين، حتى وهم أموات مقطوعو الرؤوس، يمكن أن تصبح عملة تفاوض؟ هل ذاكرة وطنية ممزقة يحق للصحافة الفرنسية أن تساوم بها كأنها بضاعة؟ خلف هذه “النكتة” المسمومة، تكمن رؤية استعمارية لم تُمحَ بعد، ترى في الجزائري جسداً قابلاً للعرض، والاتجار، وحتى المقايضة. ذاكرة استعمارية لم تُدفن بعد هذه الجماجم ليست مجرد عينات أنثروبولوجية. إنها بقايا شهداء، وأبطال، ومقاومين جزائريين قُتلوا وقطعت رؤوسهم على يد الاحتلال الفرنسي، ثم حُملت جماجمهم إلى باريس، لتُعرض أو تُخزَّن كغنائم حرب. المطالبة باسترجاعها ليست مكرمة ولا تنازلاً، بل هي حق تاريخي، وواجب أخلاقي تجاه شعب ذا...

حين يفرغ السفير الفرنسي السابق حقده: الجزائر تردّ بكرامة على هلوسات مستعمر مهزوم

مرة أخرى، يعود أكثر الفرنسيين عداءً للجزائر، كزافييه دريونكور، لعادته القديمة، فينفث سمّه المعتاد على موجات إذاعة “سود راديو”، مروّجًا لكتابه الجديد “فرنسا-الجزائر: العمى المزدوج”. هذا السفير السابق، الذي لم يبلع يومًا هزيمة بلاده أمام شعب حرّ، لم يأتِ بجديد سوى تكرار أسطوانته المشروخة المليئة بالتناقضات والضغائن، مضيفًا إليها هذه المرة هلوسات جديدة لا تقل عبثية عن سابقاتها. حسب مزاعمه، فإن اختيار الدولة الجزائرية لتاريخ 24 جوان للبتّ في قضية بوعلام صنصال، يحمل دلالة “سياسية” مرتبطة بعيد الاستقلال في 5 جويلية، الذي يخشاه دريونكور كمن يخشى الحقيقة. بل وذهب إلى حدّ القول إن رئيس الجمهورية قد يمنح عفوًا لصنصال في هذه المناسبة، أو قد يتخذ قرارًا “متطرفًا” يتمثل في قطع العلاقات نهائيًا مع فرنسا. هكذا يتخيّل هذا الكولون الفرنسي المتقاعد الجزائر: دولة تحركها الأهواء، وتتخذ قراراتها وفق المناسبات الرمزية، وكأنها لا تملك مؤسسات ولا سيادة. أوهام المستعمر البائس يريد دريونكور إقناع الفرنسيين بأن الجزائر لا تزال في موقع التابع، وأنها بحاجة لرضى باريس لتبرير اختياراتها. يتهم الجزائر بـ”الابتزاز الس...

جريمة قتل أبوبكر: العمل الإسلاموفوبي الذي فجّر غضب المسلمين في فرنسا

اهتز جنوب فرنسا على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها الشاب المالي أبوبكر، الذي اغتيل بدم بارد داخل مسجد، وهو مكان مقدس يفترض أن يكون رمزاً للسلام والسكينة. هذا العمل الشنيع، الذي يندرج ضمن تصاعد مقلق لموجة الإسلاموفوبيا، أحدث صدمة كبيرة بين مسلمي فرنسا، الذين ضاقوا ذرعاً بالاعتداءات والشيطنة المتزايدة في ظل صمت مريب من السلطات الرسمية. مناخ مسموم تُغذيه بعض وسائل الإعلام والسياسيون لسنوات، ظل المناخ العام في فرنسا يتسم بارتفاع حاد في مشاعر العداء للمسلمين. فخطابات الكراهية التي تبثها باستمرار قنوات الإعلام المعروفة، التي تحولت إلى أبواق دعائية لليمين المتطرف، تغذي أجواء الخوف والكراهية، مما يمهد الأرضية لجرائم عنصرية دامية. ويُعتبر مقتل أبوبكر نتيجة مأساوية لهذا المناخ المسموم، حيث صار الخطاب العنصري أمراً عادياً يجد دعماً غير معلن من طبقة سياسية متواطئة. رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، لم يُخفِ غضبه، متهماً الذين “يرسمون الطريق أمام المجرمين ويضعون أهدافاً على ظهور المسلمين”. كما أدان بشدة غياب السلطات، وعلى رأسها الوالي، الذي لم يكلف نفسه حتى عناء الحضور إلى مكان الجريمة لموا...

الجزائر وفرنسا: من استجداء الودّ إلى خيار القطيعة — الجزء الثاني

في الجزء الأول من هذا المقال ، سلّطنا الضوء على ما وصفه كثير من الجزائريين بـ"ميوعة الموقف الرسمي" تجاه الاستفزازات الفرنسية المتكرّرة، وعلى رأسها تجاوزات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أتقن فن الإهانة المغلّفة بالدبلوماسية الناعمة. وخلصنا إلى ضرورة التحرر من عقدة "الاستثنائية الفرنسية" ، وبلورة سياسة خارجية تقوم على أساس الكرامة والمصالح الوطنية، لا العواطف التاريخية الزائفة. في هذا الجزء الثاني، نستكمل التحليل لنرصد تطورات العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال الفترة الممتدة من مارس 2023 إلى أبريل 2025، ونتساءل بجدية: هل لا تزال العلاقة قابلة للترميم؟ أم أن القطيعة المُنظّمة هي الحل؟ أولاً: بين التوتر المعلن والانبطاح المقنّع (2023 – 2024) في أعقاب حادثة تهريب العميلة الفرنسية الجزائرية أميرة بوراوي من تونس نحو باريس، في فبراير 2023، دخلت العلاقات الجزائرية الفرنسية نفقاً جديداً من التوتر، كان من المفترض أن يُمثّل نقطة لا عودة. فقد ضربت فرنسا، مرّة أخرى، السيادة الجزائرية عرض الحائط، بإشراف مباشر من أجهزة استخباراتها. ورغم استدعاء السفير الجزائري في باريس، و...

فرنسا ما بعد الاستعمار: حين يُساق الرئيس الجزائري إلى "صداقة" مهينة — الجزء الاول

ما يشعر به قطاع واسع من الجزائريين تجاه الرئيس عبد المجيد تبون ليس انفعالاً عابراً ولا سوء تقدير عاطفي، بل هو قراءة نابعة من وعي تاريخي وتجربة مريرة مع مؤسسة الرئاسة الفرنسية، التي لا تزال، على الرغم من مرور أكثر من ستين عاماً على الاستقلال، تنظر إلى الجزائر نظرة دونية، متعالية، لا تخلو من الحنين الإمبريالي والكراهية المكبوتة. لقد آمن بعض الجزائريين، حين تولّى تبون زمام السلطة، أن شيئاً قد يتغيّر في آليات التعاطي مع فرنسا. لكن سرعان ما اصطدموا بواقعٍ يعيد إنتاج ذات المشهد القديم: تنازلات من الجزائر يقابلها استعلاء من باريس، ومجاملة من الرئاسة يقابلها إهانة من الإليزيه . وهذا ما جعل كثيراً من الأصوات ترتفع لتقول بصراحة: كفى من الخضوع العاطفي لعلاقات لا تنتمي إلى الندية في شيء . مكيافيلية الإليزيه: حين يخون الصديقُ صداقته إنّ سلوك الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، لم يكن سوى حلقة جديدة في سلسلة من الخداع السياسي المتقن، الذي تخصص فيه الرؤساء الفرنسيون تجاه الجزائر. وهو ليس فقط خصماً سياسياً مغروراً، بل متحيّل بارع، يتقن اللعب على التناقضات، والتلاعب بالنوايا، وذرّ الرماد في العي...

الأزمة الجزائرية-الفرنسية: شرخ متوقَّع منذ زمن بعيد وفقًا للدبلوماسيين الجزائريين في باريس

  منذ عدّة أشهر، تمرّ العلاقات بين الجزائر وباريس بمنطقة اضطرابات غير مسبوقة منذ استقلال الجزائر. وبينما يتساءل المراقبون الدوليون عن أسباب هذا التدهور، تؤكد مصادر دبلوماسية جزائرية متمركزة في باريس أن هذه الأزمة لم تكن متوقعة فحسب، بل كانت مخططة ومحللة وموثّقة منذ سنوات. ووفقًا لهؤلاء الدبلوماسيين، فإن جذور هذا الانكسار عميقة وتعود إلى استراتيجية منهجية نفذتها دوائر نافذة داخل جهاز الدولة الفرنسية نفسه. تحذيرات تم تجاهلها تشير تقارير دبلوماسية سرية، تم تسريب محتواها مؤخرًا بحسب صحيفتي الخبر و الجزائر patriotique ، إلى سلسلة من التحذيرات أرسلتها السفارة الجزائرية في باريس إلى السلطات العليا في الجزائر منذ أكثر من عقد. وتندد هذه الوثائق بسلسلة من المناورات التي تنفذها ما يصفها الدبلوماسيون بـ"الدوائر المعادية" داخل المؤسسات الفرنسية. وتفيد المصادر أن هذه الدوائر عملت على عرقلة أي محاولة للتقارب أو التطبيع بين الجزائر وفرنسا، من خلال نشاط خفي داخل أجهزة الاستخبارات، خصوصًا DGSE ، وبعض الوزارات السيادية مثل وزارة الداخلية، بالإضافة إلى ترويج خطاب معادٍ في وسائل الإعلام السائ...

هل يمكن الحديث عن خلاف بين إيمانويل ماكرون وبرونو روتايو؟ تحليل سياسي في ضوء الأزمة الفرنسية الجزائرية

  التوتر الدبلوماسي الأخير بين باريس والجزائر، في ظل مناخ سياسي فرنسي متوتر، أعاد إحياء نقاش قديم: هل هناك خلاف حقيقي بين إيمانويل ماكرون، رئيس الدولة، وبعض الشخصيات السياسية من اليمين الجمهوري مثل برونو روتايو، خاصة حول القضايا المتعلقة بالجزائر، الهجرة والإسلام؟ عند النظر بتمعن، يتضح أن هذا الخلاف أقل أيديولوجيًا وأكثر استراتيجيًا. خلاف وهمي للوهلة الأولى، يبدو أن الخطابات التي يدلي بها إيمانويل ماكرون وبرونو روتايو تظهر اختلافًا واضحًا: من جهة، رئيس يتبنى أحيانًا موقفًا متوازنًا في علاقاته مع الجزائر، يتنقل بين الإشارات الإيجابية والحزم، ومن جهة أخرى، سيناتور من حزب الجمهوريين يتحدث بنبرة مباشرة وأحيانًا هجومية حول قضايا الهجرة والعلاقات ما بعد الاستعمار. ومع ذلك، فإن هذا الخلاف الظاهر يخفي تقاربًا جوهريًا: فكلاهما يشتركان في نهج صارم تجاه الجزائر، ورغبة في إعادة التأكيد على السيادة الفرنسية في مسائل الهجرة والاندماج والأمن. برونو روتايو يمثل يمينًا جمهوريًا حازمًا بل وحتى هوياتيًا، لكن خطابه لا يتعارض مع الخط الحكومي الصارم، خاصة منذ أن اتخذ روتايو مواقف واضحة. لذلك، سيكون م...

المغرب، فرنسا، والسعي إلى "عذرية جيوسياسية" في إفريقيا: حملة تشويه ضد الجزائر

تشهد الساحة الإعلامية والدبلوماسية في منطقة الساحل في الأيام الأخيرة حالة من الغليان، بسبب بعض التصريحات النارية، وعلى رأسها تلك التي صدرت عن الوزير الأول المالي الأسبق الدكتور شوغيل كوكالا مايغا. ففي التاسع من أبريل 2025، أطلق هذا الأخير هجومًا لفظيًا عنيفًا ضد الجزائر، متهمًا إياها بازدواجية المواقف والغموض في سياساتها الإقليمية. لكن خلف هذه التصريحات، يلوح سؤال أعمق وأكثر إلحاحًا: من يُحرك خيوط هذا الخطاب في الظل؟ ومن المستفيد الحقيقي من استهداف الجزائر في هذا التوقيت الحرج؟ الجواب واضح لمن يُحسن قراءة الأحداث: إنّها محاولة مدروسة بعناية لصرف الأنظار عن الدور الحقيقي لمن يخدم مصالح القوى الاستعمارية تحت عباءة التعاون الإفريقي. محاولة مغربية لإعادة كتابة التاريخ الإفريقي منذ سنوات، يشنّ النظام المغربي حملة دبلوماسية وإعلامية منظمة تهدف إلى تقديم المملكة كقوة "مستقلة" و"خيّرة" في القارة. إلا أن هذه الحملة، رغم زخرفها، لا تنطلي على أصحاب البصيرة. ففي باطن هذا الخطاب الناعم، تختبئ أجندة استعمارية مغلفة بمفردات جديدة، حيث يعمل المغرب كوكيل محلي لخدمة المصالح الفرنسية...

الجزائر – فرنسا: هل نحن أمام انفراج أم مجرّد مفاوضات؟ الحوار يُستأنف، لكن الخطوط الحمراء ثابتة

 بعد أشهر من التوتر غير المسبوق بين الجزائر وباريس، عادت الاتصالات السياسية رفيعة المستوى بين البلدين. فبعد ثلاثة أيام فقط من المكالمة الهاتفية بين الرئيسين عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون في 31 مارس، أجرى وزيرا الخارجية، الجزائري أحمد عطاف والفرنسي جان-نويل بارو، مكالمة جديدة يوم 3 أبريل. هذه التحركات الدبلوماسية تفتح الباب أمام مرحلة تفاوضية نشطة ، قد تؤدي إلى انفراج في العلاقات الثنائية — أو لا، حسب تطور الملفات العالقة . عودة الحوار لا تعني بالضرورة تطبيعاً كاملاً لقد جاءت المكالمة بين تبون وماكرون في محاولة لإعادة الدفء إلى العلاقات، بعد أزمة دامت قرابة ثمانية أشهر بسبب تصريحات فرنسية وملفات حساسة على غرار الذاكرة والهجرة. وقد تم الاتفاق على خارطة طريق مشتركة من عشرة بنود ، تُعنى بإعادة إطلاق التعاون في مجالات الأمن، والهجرة، والعدالة، والاقتصاد، والذاكرة التاريخية. غير أن هذه الخارطة، رغم رمزيتها، لا تعني بالضرورة تجاوز العقبات الجوهرية. فالاختلافات العميقة في وجهات النظر — خصوصاً حول ملف الصحراء الغربية — تجعل من الصعب الحديث عن تطبيع قريب ما لم يتم التعامل مع هذه القضاي...

إلنِت: اللوبي المؤيد لإسرائيل الذي يعيد تشكيل السياسة الفرنسية ويؤجج التوتر في العلاقات مع الجزائر

لم يعد هناك شك في تصاعد نفوذ إلنِت (European Leadership Network) في الساحة السياسية الفرنسية. فقد نظم هذا اللوبي المؤيد لإسرائيل، أمس في باريس، تجمعًا ضم حوالي 2000 شخص، من بينهم عدة وزراء وشخصيات سياسية بارزة . وجاء الحدث تحت شعار "من أجل الجمهورية، فرنسا، وضد الإسلاموية" ، ما يعكس التأثير المتزايد لإلنِت في أوساط صناع القرار الفرنسيين. من بين المتحدثين البارزين، نجد مانويل فالس، برونو روتايو، وإريك دانون ، وهم شخصيات معروفة بمواقفها الحازمة في القضايا الأمنية والدولية. ويعكس حضورهم قدرة إلنت على استقطاب دعم سياسي رفيع المستوى. رسميًا، تقدم المنظمة نفسها على أنها "شبكة مستقلة" تهدف إلى "تعزيز العلاقات بين فرنسا وأوروبا وإسرائيل" ، لكن في الواقع، يبدو أن طموحها أوسع من ذلك ، حيث تسعى لأن تصبح النسخة الأوروبية من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC) ، وهي أقوى لوبي داعم لإسرائيل في الولايات المتحدة. نفوذ متزايد في الأوساط السياسية الفرنسية على مدى عدة سنوات، نسجت إلنِت علاقات متينة مع النخب الفرنسية. في عام 2022 ، سلط جورج مالبرونو الضوء،...