التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف فرنسا

ريمة حسن وخيانة قضية الصحراء الغربية: صفعة للجزائر وشعبها

قد تجاوزت ريمة   حسن الخط الأحمر. بعد أن دعمت طويلاً القضية الصحراوية، المرتبطة رمزيًا بالقضية الفلسطينية، أعلنت على إنستغرام أنها تبتعد عن هذا النضال وتؤيد الآن الموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية. بالنسبة للجزائريين، هذه التحوّل ليس مجرد رأي؛ إنه خيانة صريحة وواضحة. هذا التحول المفاجئ في الموقف يثير الدهشة، خاصة وأن ريمة حسن بنت شرعيتها الأكاديمية على أطروحة تناولت مخيمات اللاجئين الصحراويين. واليوم، تتبنى الخطاب الرسمي المغربي. وإذا كانت قد آمنت حقًا بمواقفها السابقة، فإن تراجعها عنها يمثل أيضًا تخليًا عن التزامها تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما وأن الجهات التي تحتل الصحراء الغربية هي نفسها التي تحتل فلسطين. قضية أمن وطني مُهانة القضية الصحراوية تتجاوز النقاش السياسي أو الإنساني. إنها مسألة أمن وطني. يسعى النظام المغربي إلى سياسة توسعية في منطقتنا، مهددًا مصالحنا الحيوية مباشرة. أي دعم للرباط في هذا الملف يعادل إضفاء الشرعية على عدوان ضد الجزائر وخيانة لتضحيات شعبنا في الدفاع عن سيادته وتأثيره الاستراتيجي. بعد إعلان دعمها للمواقف المغربية بشأن قضية الصحراء الغربية، أثارت ر...

الجزائريون في فرنسا: حان وقت الاستيقاظ

لقد عانت جاليتنا الجزائرية في فرنسا منذ عقود من الانقسامات والاغتراب الكامل. الجمعيات الجزائرية في فرنسا، التي كانت تشكل سابقًا صروحًا للتلاحم والتضامن، اختفت تدريجيًا، تاركة فراغًا استغله الآخرون بسرعة. في المقابل، المغرب، بمساعدة ضمنية من فرنسا، قام بالتغلغل في جاليتنا، واستهدف الإسلام في فرنسا وهياكلنا الجمعياتية عبر منظمات مثل الاتحاد الإسلامي الأوروبي (UOIF)، التي تُعد ذراعًا مغربية متنكرة في زي مؤسسات دينية. الحقيقة واضحة: الجزائريون لم يكونوا مستعدين لهذا الصراع، في حين أن المغاربة، الذين تربوا منذ طفولتهم على كراهية الجزائر، أصبحوا اليوم منظمين وجاهزين للهجوم علينا حتى في ديارنا. غفلة النظام التعليمي وطيبة قياداتنا منذ الاستقلال، فشل التعليم الجزائري في أداء مهمته الأساسية: إعداد المواطنين لفهم المخاطر المحيطة بهم. الجيل الحالي تربى على وهم أن الشعب المغربي “أخوي”، وهو تصور تم ترويجه حتى أعلى مستويات الدولة. ولكن، هل يمكن اعتبار شعب يطالب بصحرائنا وولاياتنا كتي يـتدوف وبشار، ويستولي على تراثنا الثقافي والديني، ويهين شهدائنا على وسائل التواصل الاجتماعي، أخًا لنا؟ الغفلة لها ثمن....

الجزائر ترفض الإجراءات الفرنسية المؤقتة بشأن الحقيبة الدبلوماسية وتطالب باحترام الاتفاقيات الدولية

في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا، رفضت الجزائر مقترحات فرنسية وُصفت بـ”المؤقتة” لمعالجة الخلاف القائم حول إجراءات التعامل مع الحقيبة الدبلوماسية في المطارات الباريسية. القرار الفرنسي، الذي أثار استياءً واسعًا في الأوساط الدبلوماسية، اعتبرته الجزائر تمييزياً ومخالفاً للأعراف والاتفاقيات الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول. قيود استثنائية تستهدف الجزائر بحسب مصادر مطلعة، فرضت السلطات الفرنسية منذ أشهر قيودًا غير مسبوقة على الدبلوماسيين الجزائريين، تمنعهم من الوصول الحر إلى المناطق المخصصة ذات الولوج المنظم في المطارات الباريسية بغرض تسليم أو استلام الحقيبة الدبلوماسية. هذه الإجراءات لا تطبق على أي بعثة دبلوماسية أخرى في فرنسا، ما يجعلها ـ في نظر الجزائر ـ خرقًا صريحًا لمبدأ المساواة بين البعثات المنصوص عليه في الاتفاقيات الدولية. المساس باتفاقية فيينا والاتفاقيات الثنائية الجزائر رأت في هذه القيود انتهاكًا واضحًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، وخاصة المادة 27 التي تكفل حق البعثة الدبلوماسية في إرسال أحد أعضائها لاستلام الحقيبة مباشرة ودون أي قيود. كما اع...

الجزائر تنتفض في وجه الغطرسة الفرنسية: عهد الإملاءات الاستعمارية ولّى إلى غير رجعة

في خطوة تعكس ازدواجية الخطاب ومحاولة يائسة لقلب الحقائق، بعث الرئيس الفرنسي برسالة إلى رئيس وزرائه بشأن الأزمة مع الجزائر، تبعتها توضيحات قدمتها الخارجية الفرنسية للقائم بالأعمال الجزائري في باريس يوم 7 أوت 2025. وقد قامت السلطات الجزائرية بتمحيص هذه الرسالة وتلك التوضيحات بدقة ومسؤولية، وفق ما يفرضه واجب السيادة الوطنية. لكن ما تكشفه هذه الرسالة، في جوهرها، هو محاولة مكشوفة للتنصل من المسؤولية، وتحميل الجزائر وحدها وزر تدهور العلاقات الثنائية، وكأن فرنسا لم تكن الطرف البادئ والمتسبب في كل الاستفزازات والانتهاكات. وهذا ما لن يمر، فالجزائر لن تقبل أبدًا أن تُقلب الحقائق أو أن تُعامل كطرف تابع في علاقة من المفترض أن تقوم على الندية والاحترام المتبادل. فرنسا… الطرف المخل بالاتفاقيات والعهود تحاول الرسالة الفرنسية أن تقدم صورة وردية لدولة تحترم التزاماتها الثنائية والدولية، وتصور الجزائر كدولة تخرق العهود. غير أن الحقيقة معاكسة تمامًا: ففرنسا هي من انتهكت، مرارًا وتكرارًا، نصوص وروح الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، وعلى رأسها: اتفاق 1968 المتعلق بتنقل وإقامة الجزائريين في فرنسا؛ الاتفاق الق...

ماكرون يشدد لهجته تجاه الجزائر: نحو رد حازم من الجزائر

لقد بلغت التوترات بين باريس والجزائر مرحلة جديدة وخطيرة. ففي رسالة موجهة إلى الوزير الأول الفرنسي فرانسوا بايرو، كشفها لوفيغارو، صرّح الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه «لا خيار أمامه سوى تبني نهج أكثر صرامة» تجاه الجزائر. هذا التحول يمثل تشددًا استراتيجيًا بعد ستة أشهر من القطيعة الدبلوماسية التي اتسمت بسلسلة من الحوادث المتتالية والخلافات العميقة. أزمة غذّتها التوترات السياسية والقضائية يبرر الرئيس الفرنسي هذا التحول بسلسلة من الاتهامات الموجهة إلى الجزائر. في المقدمة، سجن الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، المحكوم بخمس سنوات نافذة بتهمة «المساس بالوحدة الوطنية»، وسجن الصحفي الفرنسي كريستوف غليز، المحكوم بسبع سنوات بتهمة «تمجيد الإرهاب». ويضيف ماكرون إلى ذلك، حسب باريس، عدم التزام الجزائر بواجباتها في مجال إعادة قبول المهاجرين في وضع غير قانوني، إضافة إلى تعليق التعاون القنصلي من طرف 18 تمثيلية دبلوماسية جزائرية في فرنسا. الإجراءات التي يخطط لها الإليزيه من بين الإجراءات التي أشار إليها ماكرون، الدعوة إلى التعليق الرسمي لاتفاق 2013 الخاص بإعفاء حاملي الجوازات الرسمية والدبلوماسية من الت...

فرنسا تُصعِّد مجددًا ضد الجزائر: اليمين المتطرف يجعل من بلادنا شماعة انتخابية

تعود الحملات المعادية للجزائر بقوة على الساحة السياسية الفرنسية، تقودها هذه المرة أوساط اليمين المتطرف واليمين التقليدي، في وقت تقترب فيه الأزمة بين الجزائر وباريس من إتمام عامها الأول. فبعد ملفات التأشيرات، وطرد الرعايا، وجوازات السفر، وحملات التشويه ضد المؤثرين الجزائريين، ها هم يستهدفون اليوم اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، في محاولة جديدة للضغط على الجزائر وإضعاف موقفها السيادي على الساحة الدولية. هذه العودة المحمومة للهجوم على الجزائر لا تنفصل عن السياق السياسي الفرنسي الداخلي، حيث تتسابق الأحزاب على كسب نقاط في استطلاعات الرأي، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لسنة 2027. الجزائر، كما جرت العادة، تتحول إلى موضوع داخلي فرنسي، توظفه بعض الجهات العدائية كورقة دعائية رخيصة لاستقطاب أصوات الناخبين. ريتايو يستغل الجزائر لإنقاذ شعبيته وفي هذا الإطار، عاد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، إلى نغمة معاداة الجزائر، بعد تراجع شعبيته في آخر استطلاعات الرأي. ريتايو، الذي صعد إلى رئاسة حزب “الجمهوريين” مستغلاً نفس الورقة العدائية، صرّح لصحيفة لوفيغارو أنه صمت لفترة عن ا...

سباستيان ديلوقو… شذوذ مشرّف في المشهد الفرنسي بشأن الصحراء الغربية

تعيش فرنسا هذه الأيام على وقع زوبعة سياسية وإعلامية عنيفة، سببها مواقف نائب “فرنسا الأبيّة” سباستيان ديلوقو، الذي تجرأ على كسر التوافق المريب داخل الطبقة السياسية الفرنسية حول قضية الصحراء الغربية، ورفض الاصطفاف خلف السردية المغربية الرسمية التي تجد عادة آذاناً صاغية في باريس، حتى داخل أوساط من يُفترض أنهم تقدميون، مثل جان لوك ميلانشون نفسه. وسط حالة من الغضب الرسمي في باريس، وبُحّة أصوات الصحافة الفرنسية المُوجّهة، المتحاملة والمملوكة لدوائر المال المتحالفة مع اليمين المتطرف، يُشنّ هجوم شرس على النائب ديلوقو، بسبب زيارته إلى الجزائر، وتصريحاته العلنية التي جاءت في سياق يتحدى التوجه العام للسياسة الفرنسية في المنطقة المغاربية. شجاعة ديلوقو في وجه نفاق ميلانشون إن ما يميز موقف ديلوقو في زيارته إلى الجزائر، هو إعلانه الصريح دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وتمسكه بشرعية نضاله التحرري، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. موقفٌ يكشف النفاق العميق داخل تيار “فرنسا الأبيّة” ذاته، الذي يتزعمه جان لوك ميلانشون، والذي ما فتئ يغازل النظام المغربي ويتبنى مقاربته بخصوص الصحر...

بوعلام صنصال: حين تتحول الكلمة إلى خنجر في ظهر الوطن

يوم الثلاثاء 24 جوان 2025، لم يكن يوماً عادياً في مسار السيادة القضائية الجزائرية، بل محطة حاسمة أكّدت أن الدولة الجزائرية لا تساوم حين يتعلّق الأمر بوحدتها الترابية وأمنها القومي. ففي هذا اليوم، مثل الكاتب المثير للجدل بوعلام صنصال أمام محكمة الاستئناف بالجزائر العاصمة، حيث التمس ممثل النيابة العامة عقوبة ثقيلة: عشر سنوات سجناً نافذاً وغرامة مالية قدرها مليون دينار جزائري، بتهم تمسّ قلب الدولة وسيادتها. حين يخون القلم الراية بوعلام صنصال، الذي ظل لسنوات يقدّم نفسه ككاتب ومثقف، تجاوز حدود الرأي والتعبير حين ظهر في أكتوبر الماضي على قناة فرنسية محسوبة على اليمين المتطرف، ليتفوّه بكلام خطير ينال من وحدة الجزائر الترابية ويسيء إلى تاريخها. لم يتردد في الادّعاء أن جزءاً من الغرب الجزائري “ينتمي تاريخياً إلى المغرب”، في تصريح يتقاطع بشكل صارخ مع أطماع توسعية لطالما روّجت لها دوائر معادية للجزائر. هذه ليست زلّة لسان، بل سلوك ممنهج ينبع من مشروع فكري خطير يسعى لتقويض ركائز الدولة الوطنية. هل نسي صنصال أن حدود الجزائر سُقيت بدماء الشهداء؟ هل اعتقد أن التاريخ يُعاد كتابته في صالونات باريس على أ...

ازدواجية المعايير: لماذا يدافع “الطيّبون” في فرنسا عن خائن جزائري ويصمتون عن نائبة فرنسية منتخبة؟

منذ أيام قليلة، ضجّت وسائل الإعلام الفرنسية ومنابرها الثقافية بحملة منظمة دفاعاً عن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال. هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم “أصدقاء الحريات” يقيمون الدنيا ولا يقعدونها تنديداً بما يسمّونه “قمعاً” في الجزائر. لكن المفارقة الصادمة هي أن هؤلاء أنفسهم يلتزمون صمتاً مخزياً ومتعجرفاً تجاه الحملة العنصرية والشنيعة التي تتعرض لها النائبة الفرنسية من أصل فلسطيني ريما حسن، المنتخَبة ديمقراطياً في البرلمان الأوروبي. تُهان، تُهدد، وتُحاصر لأنها فقط تدافع عن القانون الدولي وعن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. لماذا إذن هذه الإزدواجية؟ لماذا تنهال الكلمات الرنّانة دفاعاً عن رجل اختار خيانة وطنه، في حين لا نسمع منهم كلمة واحدة دفاعاً عن نائبة فرنسية تتعرض لحملة كراهية في صلب الديموقراطية؟ 1. بوعلام صنصال: كاتب الإساءات المتكرّرة لنكن واضحين: بوعلام صنصال لا يمثل الجزائر ولا شعبها. هو منذ سنوات طويلة مجرد أداة تُستخدم في الحملات المعادية للجزائر. في كتاباته وفي مقابلاته مع وسائل الإعلام الفرنسية، لا يفوّت فرصة إلا ويُسيء إلى وطنه، يُكرّر خطابات استعمارية عفا عليها الزمن، ويُغذّي الأكاذ...

في مواجهة هندسة مغربٍ عربيًا زائف: الجزائريون في فرنسا مدعوون إلى اليقظة

في مدينة فرنسية متوسطة الحجم، عُرفت لعقود بحضورها الجزائري القوي في أحيائها الشعبية، مرّت مشهديةٌ خطيرةٌ في صمت، لكنها كشفت حرباً خفيةً عميقةً تُخاض على الهوية والرمزية. في الاحتفال السنوي الذي اعتاد فيه رئيس البلدية تكريم الوجوه الجمعوية الجزائرية التي أسّست النسيج الاجتماعي للمدينة منذ الثمانينيات، حضر هذه المرة مرفوقاً بقنصل المغرب. وتحت أنظار رموز الجالية الجزائرية التاريخية، تم تكريم المغاربة، الوافدين حديثاً إلى المدينة منذ خمس سنوات فقط، فيما أُقصي الجزائريون من المشهد. لم يكن ذلك مجرد سهو أو خطأ بروتوكولي. بل كان رسالة واضحة: محاولة لتحويل مركز الثقل المجتمعي. مسعىٌ لكتابة تاريخ الحي الشعبي الفرنسي بمداد مغربي. وهذا المشهد ليس إلا عرَضاً من أعراض حرب ناعمة تُشنّ اليوم في فرنسا: هندسة اجتماعية وسياسية خفية، تهدف إلى جعل المغرب “المرجع المغاربي الأول”، بل المرجع الوحيد المسموح به، في مختلف الميادين: الدين، الثقافة، الرياضة، الإعلام. استراتيجية حصان طروادة المغربي في مدن كبرى مثل مرسيليا، تولوز، وليون، حيث كان الجزائريون يشكلون الأغلبية لعقود، نشهد اليوم صعوداً ديموغرافياً ومؤسسات...

السلطات الفرنسية تضع نفسها موضع المتواطئ: قراءة في الصمت الممنهج تجاه الإنابات القضائية الجزائرية

في سياق العلاقات الجزائرية الفرنسية التي طالما اتّسمت بالتعقيد والتجاذب التاريخي، فجّرت وكالة الأنباء الجزائرية مؤخرًا جدلًا سياسيًا وقانونيًا كبيرًا، حين كشفت أن الجزائر وجهت إلى العدالة الفرنسية 51 إنابة قضائية دولية وطلبات تسليم أشخاص مدانين في قضايا فساد ونهب أموال عامة، من دون أن تتلقى أي استجابة. هذا التعاطي الفرنسي، أو بالأحرى غياب التعاطي، يطرح أكثر من سؤال حول جدّية باريس في الالتزام بأطر التعاون القضائي، ويضعها – كما جاء في المقال الرسمي – موضع المتواطئ في ممارسات لا قانونية، بل إجرامية. 1. خلفية الإنابات القضائية: سيادة القانون أم سياسة الكيل بمكيالين؟ تندرج الإنابات القضائية الدولية ضمن أدوات التعاون القانوني بين الدول، وهي تستند إلى قواعد معترف بها في القانون الدولي، وتفترض مبدأ المعاملة بالمثل واحترام السيادة القضائية للدول. وقد بادرت الجزائر، في إطار مكافحة الفساد بعد الحراك الشعبي لسنة 2019، إلى تفعيل هذا المسار بهدف استرداد الأموال المنهوبة ومحاسبة المتورطين من المسؤولين الفارين إلى الخارج، وخصوصًا إلى فرنسا، حيث توجد ممتلكات وأصول ضخمة مشبوهة. غير أن الجانب الفرنسي لم...

9000 جمجمة مقابل بوعلام صنصال؟ اقتراح مشين وفضيحة أخلاقية

في مشهد سريالي على أثير إذاعة “فرانس إنتر”، اقترحت الصحفية ليا سلامة، بخفة غير واعية وبلا أدنى احترام للكرامة الإنسانية، «مقايضة» جماجم 9000 جزائري وجزائرية، والمحفوظة في متحف الإنسان بباريس، بما وصفته بـ«تحرير» الكاتب بوعلام صنصال. تصريح مثير للسخط، يعبّر عن جهل فجّ بالتاريخ الاستعماري الفرنسي، ويكشف عن نظرة استعلائية مقيتة تجاه الذاكرة الجزائرية وشهدائها. حين يتحوّل “الدعابة” إلى إهانة للذاكرة ما الذي يعنيه هذا الاقتراح حقيقة؟ هل حياة الجزائريين، حتى وهم أموات مقطوعو الرؤوس، يمكن أن تصبح عملة تفاوض؟ هل ذاكرة وطنية ممزقة يحق للصحافة الفرنسية أن تساوم بها كأنها بضاعة؟ خلف هذه “النكتة” المسمومة، تكمن رؤية استعمارية لم تُمحَ بعد، ترى في الجزائري جسداً قابلاً للعرض، والاتجار، وحتى المقايضة. ذاكرة استعمارية لم تُدفن بعد هذه الجماجم ليست مجرد عينات أنثروبولوجية. إنها بقايا شهداء، وأبطال، ومقاومين جزائريين قُتلوا وقطعت رؤوسهم على يد الاحتلال الفرنسي، ثم حُملت جماجمهم إلى باريس، لتُعرض أو تُخزَّن كغنائم حرب. المطالبة باسترجاعها ليست مكرمة ولا تنازلاً، بل هي حق تاريخي، وواجب أخلاقي تجاه شعب ذا...

حين يفرغ السفير الفرنسي السابق حقده: الجزائر تردّ بكرامة على هلوسات مستعمر مهزوم

مرة أخرى، يعود أكثر الفرنسيين عداءً للجزائر، كزافييه دريونكور، لعادته القديمة، فينفث سمّه المعتاد على موجات إذاعة “سود راديو”، مروّجًا لكتابه الجديد “فرنسا-الجزائر: العمى المزدوج”. هذا السفير السابق، الذي لم يبلع يومًا هزيمة بلاده أمام شعب حرّ، لم يأتِ بجديد سوى تكرار أسطوانته المشروخة المليئة بالتناقضات والضغائن، مضيفًا إليها هذه المرة هلوسات جديدة لا تقل عبثية عن سابقاتها. حسب مزاعمه، فإن اختيار الدولة الجزائرية لتاريخ 24 جوان للبتّ في قضية بوعلام صنصال، يحمل دلالة “سياسية” مرتبطة بعيد الاستقلال في 5 جويلية، الذي يخشاه دريونكور كمن يخشى الحقيقة. بل وذهب إلى حدّ القول إن رئيس الجمهورية قد يمنح عفوًا لصنصال في هذه المناسبة، أو قد يتخذ قرارًا “متطرفًا” يتمثل في قطع العلاقات نهائيًا مع فرنسا. هكذا يتخيّل هذا الكولون الفرنسي المتقاعد الجزائر: دولة تحركها الأهواء، وتتخذ قراراتها وفق المناسبات الرمزية، وكأنها لا تملك مؤسسات ولا سيادة. أوهام المستعمر البائس يريد دريونكور إقناع الفرنسيين بأن الجزائر لا تزال في موقع التابع، وأنها بحاجة لرضى باريس لتبرير اختياراتها. يتهم الجزائر بـ”الابتزاز الس...

جريمة قتل أبوبكر: العمل الإسلاموفوبي الذي فجّر غضب المسلمين في فرنسا

اهتز جنوب فرنسا على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها الشاب المالي أبوبكر، الذي اغتيل بدم بارد داخل مسجد، وهو مكان مقدس يفترض أن يكون رمزاً للسلام والسكينة. هذا العمل الشنيع، الذي يندرج ضمن تصاعد مقلق لموجة الإسلاموفوبيا، أحدث صدمة كبيرة بين مسلمي فرنسا، الذين ضاقوا ذرعاً بالاعتداءات والشيطنة المتزايدة في ظل صمت مريب من السلطات الرسمية. مناخ مسموم تُغذيه بعض وسائل الإعلام والسياسيون لسنوات، ظل المناخ العام في فرنسا يتسم بارتفاع حاد في مشاعر العداء للمسلمين. فخطابات الكراهية التي تبثها باستمرار قنوات الإعلام المعروفة، التي تحولت إلى أبواق دعائية لليمين المتطرف، تغذي أجواء الخوف والكراهية، مما يمهد الأرضية لجرائم عنصرية دامية. ويُعتبر مقتل أبوبكر نتيجة مأساوية لهذا المناخ المسموم، حيث صار الخطاب العنصري أمراً عادياً يجد دعماً غير معلن من طبقة سياسية متواطئة. رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، لم يُخفِ غضبه، متهماً الذين “يرسمون الطريق أمام المجرمين ويضعون أهدافاً على ظهور المسلمين”. كما أدان بشدة غياب السلطات، وعلى رأسها الوالي، الذي لم يكلف نفسه حتى عناء الحضور إلى مكان الجريمة لموا...

الجزائر وفرنسا: من استجداء الودّ إلى خيار القطيعة — الجزء الثاني

في الجزء الأول من هذا المقال ، سلّطنا الضوء على ما وصفه كثير من الجزائريين بـ"ميوعة الموقف الرسمي" تجاه الاستفزازات الفرنسية المتكرّرة، وعلى رأسها تجاوزات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أتقن فن الإهانة المغلّفة بالدبلوماسية الناعمة. وخلصنا إلى ضرورة التحرر من عقدة "الاستثنائية الفرنسية" ، وبلورة سياسة خارجية تقوم على أساس الكرامة والمصالح الوطنية، لا العواطف التاريخية الزائفة. في هذا الجزء الثاني، نستكمل التحليل لنرصد تطورات العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال الفترة الممتدة من مارس 2023 إلى أبريل 2025، ونتساءل بجدية: هل لا تزال العلاقة قابلة للترميم؟ أم أن القطيعة المُنظّمة هي الحل؟ أولاً: بين التوتر المعلن والانبطاح المقنّع (2023 – 2024) في أعقاب حادثة تهريب العميلة الفرنسية الجزائرية أميرة بوراوي من تونس نحو باريس، في فبراير 2023، دخلت العلاقات الجزائرية الفرنسية نفقاً جديداً من التوتر، كان من المفترض أن يُمثّل نقطة لا عودة. فقد ضربت فرنسا، مرّة أخرى، السيادة الجزائرية عرض الحائط، بإشراف مباشر من أجهزة استخباراتها. ورغم استدعاء السفير الجزائري في باريس، و...

فرنسا ما بعد الاستعمار: حين يُساق الرئيس الجزائري إلى "صداقة" مهينة — الجزء الاول

ما يشعر به قطاع واسع من الجزائريين تجاه الرئيس عبد المجيد تبون ليس انفعالاً عابراً ولا سوء تقدير عاطفي، بل هو قراءة نابعة من وعي تاريخي وتجربة مريرة مع مؤسسة الرئاسة الفرنسية، التي لا تزال، على الرغم من مرور أكثر من ستين عاماً على الاستقلال، تنظر إلى الجزائر نظرة دونية، متعالية، لا تخلو من الحنين الإمبريالي والكراهية المكبوتة. لقد آمن بعض الجزائريين، حين تولّى تبون زمام السلطة، أن شيئاً قد يتغيّر في آليات التعاطي مع فرنسا. لكن سرعان ما اصطدموا بواقعٍ يعيد إنتاج ذات المشهد القديم: تنازلات من الجزائر يقابلها استعلاء من باريس، ومجاملة من الرئاسة يقابلها إهانة من الإليزيه . وهذا ما جعل كثيراً من الأصوات ترتفع لتقول بصراحة: كفى من الخضوع العاطفي لعلاقات لا تنتمي إلى الندية في شيء . مكيافيلية الإليزيه: حين يخون الصديقُ صداقته إنّ سلوك الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، لم يكن سوى حلقة جديدة في سلسلة من الخداع السياسي المتقن، الذي تخصص فيه الرؤساء الفرنسيون تجاه الجزائر. وهو ليس فقط خصماً سياسياً مغروراً، بل متحيّل بارع، يتقن اللعب على التناقضات، والتلاعب بالنوايا، وذرّ الرماد في العي...