التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الجزائر

من يمكنه أن يصدق أن الجزائر ستقبل بوساطة متحيزة يقودها هذان العميلان الصهيونيان؟

مؤخرًا، صرح ستيف ويتكوف في برنامج 60 دقيقة أوفرتايم أنه يعمل على “اتفاق سلام” مزعوم بين المغرب والجزائر، متوقعًا أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال ستين يومًا. إلى جانبه، جاريد كوشنر، مستشار أمريكي سابق وفاعل في أجندة المغرب وإسرائيل، يطرح نفسه كوسيط. وهي مجرد أوهام. الجزائر، قوة إقليمية ذات استراتيجية واضحة، ليست بحاجة إلى هؤلاء الوسطاء المزعومين، ولا إلى إعادة العلاقات مع جار يعاني من أزمات عميقة، عاجز عن تقديم أي شيء، وتهديده للجزائر معدوم على أرض الواقع. أولاً: المغرب جار ضعيف وغير قادر على تقديم أي شيء منذ الاستقلال، لم يتوقف المغرب عن تبني مواقف عدائية وانتهازية تجاه الجزائر: حرب الرمال في 1963، خيانة خط أنابيب الغاز المغرب–أوروبا، التدخل في الشؤون الجزائرية ودعم الجماعات الإرهابية. اليوم، بدأت استراتيجية الجزائر لعزل المغرب تؤتي ثمارها. فالمملكة تواجه أزمة اجتماعية غير مسبوقة، وارتفاعًا حادًا في الدين العام، واقتصادًا يوشك على الانهيار. في ظل هذه الظروف، ما الفائدة للجزائر من فتح باب الحوار أو قبول “وساطة” تخدم فقط الرباط وحلفاءها الأجانب؟ ثانيًا: العملاء الصهاينة وأوهامهم ستيف ويتكوف...

مكانة الجزائر في العلاقات الدولية: بين ثبات المبادئ وواقع الجغرافيا السياسية

القول بأن «القوى الكبرى، بما فيها روسيا، لا تولي أي وزن للجزائر» هو تبسيط مخلّ يتجاهل تعقيدات المشهد الجيوسياسي. مثل هذا الطرح يغفل الخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها دول المغرب العربي وانعكاساتها على موقعها الدولي. كما يتجاهل حقيقة أن الدعم الذي يحظى به المغرب من بعض القوى ليس مجانياً، بل جاء نتيجة تنازلات عميقة تمسّ السيادة والمبادئ. المغرب: دبلوماسية المقايضة اختار المغرب نهجاً دبلوماسياً براغماتياً، لكنه قائم على المقايضة. فقد نجح في استقطاب دعم قوى غربية، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، عبر محورين رئيسيين: الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل التطبيع مع إسرائيل في إطار اتفاقيات أبراهام. فتح المجال أمام النفوذ العسكري والاقتصادي الأجنبي ، بما في ذلك الأمريكي والإسرائيلي، في مناطق حساسة من التراب المغربي. هذه الخيارات، رغم أنها منحت المغرب زخماً دبلوماسياً آنياً، تثير تساؤلات جوهرية حول السيادة الوطنية والالتزام بمبادئ التضامن الإقليمي والدولي. الجزائر: ثبات على المبادئ في المقابل، اختارت الجزائر نهجاً دبلوماسياً قائماً على ثوابت راسخة: الدفاع عن حق...

التدخل الأمريكي في جنوب الجزائر: ضغط جيوسياسي متخفٍ في عباءة النوايا الحسنة

في 9 أكتوبر 2025، نشر معهد «نيو لاينز» مقالاً للكاتب تاي دافيلا بعنوان: «الانخراط الأمريكي مع الطوارق الجزائريين ضرورة استراتيجية» . وتحت غطاء التعاون والنوايا الحسنة، يكشف هذا النص عن محاولة واضحة للتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، لا سيما في مناطقها الصحراوية التي تسكنها مجتمعات الطوارق. إن تحليل هذا المقال، ومؤلفه، والسياق المؤسسي الذي صدر فيه، يسلط الضوء على استراتيجية أمريكية تهدف إلى التأثير على السياسة الجزائرية بما يخدم مصالح واشنطن الجيوسياسية. تدخل تحت غطاء التنمية يقترح المقال ثلاثة محاور للتدخل: البحث التشاركي، تقديم المساعدات المحلية، والانخراط مع الجاليات الطوارقية في الخارج. ورغم تقديمها كبدائل للتدخل العسكري، فإن هذه الإجراءات تشكل في الواقع شكلاً ناعماً من التغلغل داخل البنية الاجتماعية والسياسية الجزائرية. من خلال استهداف المجتمعات المهمشة، تسعى الولايات المتحدة إلى خلق قنوات تأثير داخلية قادرة على توجيه السياسات الوطنية. هذا النهج يتجاهل عمداً الجهود التي بذلتها الدولة الجزائرية لدمج الطوارق في المؤسسات الجمهورية. ويُعد مثال الحاج موسى، النائب البرلماني المنحدر من...

الصحراء الغربية: كشف زيف الدعاية المغربية

المقال الذي نشرته هسبريس بتاريخ 19 أكتوبر 2025 بعنوان «تسريب مشروع قرار الصحراء يزلزل تندوف وينهي وهم ‘دولة البوليساريو’» ، يوضح بجلاء مدى استمرار الدعاية المغربية في تشويه الواقع حول الصحراء الغربية. تحت ذريعة “زلزال سياسي” في مخيمات تندوف، تحاول هسبريس تضليل الرأي العام وتفكيك شرعية النضال التاريخي للشعب الصحراوي. لكن القراءة المتأنية تكشف زيف هذه الرواية. 1. “انكسار الحلم”؟ مجرد وهم لتغطية الاحتلال المغربي تزعم هسبريس أن نشر مشروع قرار مجلس الأمن قد “دمر حلم الجمهورية الصحراوية”. الحقيقة أن الصحراء الغربية لا تزال أرضًا غير مستقلة، والحق في تقرير المصير للشعب الصحراوي لا يمكن المساس به، حسب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة منذ عام 1963. الدعاية المغربية تريد تصوير الشعب الصحراوي كمن وقع ضحية خداع البوليساريو، بينما الواقع يقول إن الشعب الصحراوي يعاني من الاحتلال والحصار المغربي المستمر منذ عقود. 2. دعم الولايات المتحدة وخطة الحكم الذاتي: تلاعب صارخ يروج مقال هسبريس لفكرة أن واشنطن، وفرنسا، وبريطانيا تدعم خطة المغرب للحكم الذاتي كحل وحيد. هذه رواية جزئية ومضللة: لا يوجد أي قرار د...

17 أكتوبر 1961 — يومٌ كتب الجزائريون فيه بالدم معنى الكرامة

في مساءٍ باردٍ من أمسيات باريس، خرج أبناء الجزائر، حفاةَ القلب لكن شامخي الرأس، يحملون راية الوطن في صمتٍ مهيب، يهتفون للحياة والحرية والكرامة. لكن المستعمر الذي ضاق بصوت الحق، أطلق رصاصه على الجموع، فاهتزّت ضفاف السين بدمٍ طاهرٍ عربيٍّ أمازيغيٍّ جزائريٍّ لا يُنسى. سقطوا شهداء، لا في ساحات الوطن، بل في قلب عاصمةٍ ادّعت الحضارة، لتغسل بدمائهم وجهها الملطّخ بالنفاق. سقطوا وهم يرددون في سرّهم: تحيا الجزائر… ولن تموت. يا من أُلقيتم في نهر السين كأنكم أرقام، أنتم في قلوبنا رايات. أنتم النور الذي لا ينطفئ في ذاكرة الجزائر، أنتم الجسر بين المنفى والوطن، بين الألم والنصر. دماؤكم كانت الوضوء الذي طهّر تراب الاستقلال، وصراخكم في ليل باريس كان الأذان الأول لحرية الجزائر. سبعة عشر أكتوبر لم يكن يوماً من التقويم، بل صفحةً من البطولة، وشاهداً على أن الجزائري لا يركع إلا لله. ومن باريس إلى الجزائر، ظلّ النداء واحداً: لن ننسى… ولن نغفر… وسنبقى أوفياء لدم الشهداء. المجد والخلود لشهداء 17 أكتوبر 1961، ولتحيا الجزائر حرةً أبيةً، كما أرادوها. ✍️ بلقاسم مرباح وطني جزائري، حرّ في قلمه كما في مواقفه. العريضة...

الوساطة السعودية… استنساخ فاشل لتجربة الثمانينيات: الجزائر لا تعيد أخطاءها

تثير بعض المنابر الإعلامية المغربية، على غرار هسبريس، في الآونة الأخيرة موضوع ما تسميه «الوساطة السعودية بين الجزائر والمغرب» ، في محاولة لإضفاء شرعية جديدة على تحرك دبلوماسي يخدم مصالح الرباط ويُعيد إنتاج خطابها القديم حول “اليد الممدودة” و”الصفحة الجديدة”. غير أن المتابع الموضوعي لتاريخ العلاقات الجزائرية المغربية يدرك أن هذه العناوين الملساء ليست سوى واجهة لخطابٍ توسّعيٍ متجدد، يتستر خلف المبادرات الخليجية والأمريكية لفرض أمرٍ واقع في الصحراء الغربية. تجربة الثمانينيات… دروس من وساطةٍ مُضلِّلة من يتحدث اليوم عن “الوساطة السعودية” ينسى – أو يتناسى – أن الجزائر جربت هذا المسار سابقًا في نهاية الثمانينيات، حين لعبت الرياض دور الوسيط بين الشاذلي بن جديد والحسن الثاني. كانت النوايا المعلنة آنذاك هي “فتح صفحة جديدة بين الإخوة”، لكنها انتهت – كما يعلم الجميع – بتمكين المغرب من مكاسب اقتصادية وسياسية على حساب الأمن القومي الجزائري. فقد فتحت الجزائر حدودها سنة 1988، وتم التوقيع على اتفاقيات تعاون واسعة، أبرزها تمرير أنبوب الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية نحو أوروبا، في خطوة فسّرها آنذاك ا...

الجزائر وطائرة “سو-57”: قفزة استراتيجية نحو التفوق الجوي والسيادة العسكرية

أبرمت الجزائر، وفقاً لتقارير متطابقة، صفقة دفاعية كبرى مع روسيا لاقتناء مقاتلات “سو-57” الشبحية متعدّدة المهام من الجيل الخامس، في خطوة تُعدّ من أبرز عمليات التحديث العسكري في تاريخ القوات الجوية الجزائرية الحديثة. وتُقدّر قيمة الصفقة بنحو 1.6 مليار دولار، وتشمل، إلى جانب الطائرات نفسها، حزمة متكاملة من الأسلحة الحديثة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وقطع الغيار، وبرامج التدريب والتأهيل للطيارين وفرق الصيانة. ترسانة متكاملة ومتقدمة تشير المعطيات المتاحة إلى أنّ العقد يتضمّن مجموعة واسعة من المنظومات القتالية المتطورة المصمّمة لتعظيم القدرات العماليتية لطائرات “سو-57”، من بينها: صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز R-37M بمدى يتجاوز 300 كيلومتر، تمنح الجزائر قدرة تفوّق في الاشتباكات الجوية بعيدة المدى؛ صواريخ R-77M متوسطة المدى لمواجهة الأهداف في مختلف الظروف القتالية؛ صواريخ R-74M قصيرة المدى لتأمين السيطرة في القتال القريب؛ صواريخ كروز جو-أرض من طراز Kh-59 وKh-69 للضربات الدقيقة ضد الأهداف الحيوية البرية والبحرية؛ صواريخ مضادّة للإشعاع Kh-58UShK لتدمير الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي المعادية؛...

مناورات “الشّرقي”: قراءة جيوسياسية وجيوستراتيجية لاستعراض عسكري فرنسي-مغربي على تخوم الجزائر

في وقت يشهد فيه المغرب العربي إعادة تشكّل توازناته الإقليمية نتيجة التحولات في منطقة الساحل والتنافسات الدولية، أثارت المناورات العسكرية المشتركة بين فرنسا والمغرب، المعروفة باسم «الشّرقي»، ردود فعل قوية في الجزائر. ورغم تقديمها رسمياً على أنها تدريبات لتعزيز القدرات العملياتية والتنسيق بين القوات، فإن موقعها وتوقيتها وتسميتها يحمل أبعاداً سياسية واستراتيجية أعمق. تم تنفيذ هذه المناورات في المنطقة الشرقية للمغرب، قرب الحدود الجزائرية، وهي ترسل رسائل متعددة: سياسية إلى الجزائر، وجيوستراتيجية فيما يتعلق بإعادة التموضع الفرنسي في شمال إفريقيا، ورمز سياسي عن دور المغرب كشريك أمني غربي مفضل. يقدم هذا المقال قراءة جيوسياسية وجيوستراتيجية لمناورات الشّرقي، من خلال تحليل خلفياتها وأهدافها الضمنية وانعكاساتها الإقليمية. أولاً: الإطار الجيوسياسي – التوترات المستمرة وإعادة تشكيل التحالفات 1. المغرب العربي على حافة التوتر منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب في 2021، أصبحت الحدود البرية خط تماس دائم وهادئ الحدة لكنه شديد الحساسية. القضايا المتعلقة بالصحراء الغربية، واتهامات التجسس عبر...

المغرب وحربه الادراكية ضد الجزائر: فشل ذريع

منذ عدة سنوات، يشن المغرب حربًا ادراكية ضد الجزائر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، سعيًا لزرع الفتنة وإضعاف وطننا، وللتأثير على شبابنا. فقد حاولت حملات منسقة تشويه الواقع، والمبالغة في مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية، بل محاولة خلق توترات داخلية. لكن هذه المحاولة باءت بالفشل الذريع: الجزائر تبقى موحدة، قوية، وشامخة أمام هذه الهجمات. الجزائر نموذج الصمود والتقدم لقد اعتقد المغرب أنه قادر على التأثير في شعبنا، لكنه بالغ في التقليل من قوة الجزائر. مواطنونا يتمتعون بنظام صحي مجاني، متاح للجميع حتى في أبعد المناطق، ونظام تعليمي من بين الأكثر تقدمًا في إفريقيا، يمنح كل شاب فرصة التعلم والتكوين دون تمييز. هذه المكتسبات الاجتماعية، ثمرة جهود وتضحيات وطنية، تشكل درعًا حقيقيًا ضد التضليل والخداع الخارجي. المغرب وقع في فخه وشبابه استفاد ومن المفارقات، أن المغرب وقع في فخه الخاص. فقد كانت حملاته تستهدف شباب المغرب، خصوصًا الجيل الجديد، لتشويه صورة الجزائر وجعلها تبدو ضعيفة وممزقة. لكن بالمقارنة، اكتشف الشباب المغربي الفجوة الكبيرة التي تفصل بين وضعهم ووضع الجزائر. لقد لاحظوا أن الجزائر توفر لمواطنيها...

الجزائر على طريق بلوغ 400 مليار دولار من الناتج الداخلي الخام: بين التوقعات والرهانات

تشهد الجزائر تحولات اقتصادية عميقة تعكس مساراً جديداً نحو تنويع الاقتصاد وتعزيز موقعها الإقليمي. ووفقاً للخبير الاقتصادي كريم ساسي، المستشار في الاستراتيجية والشريك لدى مكتب PwC البريطاني، فإن الجزائر قادرة على تحقيق 400 مليار دولار كناتج داخلي خام بحلول سنة 2027. هذه التوقعات تلتقي مع الرؤية التي أعلنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ما يعكس ـ في نظر الخبير ـ ديناميكية هيكلية أكثر منها ظرفية (صحيفة لُوبينيون الفرنسية، سبتمبر 2025). صعود جزائري في إفريقيا على المستوى القاري، تستعد الجزائر لتكريس مكانتها كـ ثالث أكبر اقتصاد إفريقي بعد نيجيريا ومصر. ويستند هذا الصعود إلى عدة ركائز: تحديث قطاع الصناعات الغذائية الزراعية، لاسيما من خلال المشاريع الكبرى في الجنوب؛ تنامي دور التكنولوجيا الحديثة والرقمنة؛ تدفق استثمارات أجنبية إنتاجية في قطاعات الطاقة والصناعة. وتُجسّد الشراكات القائمة هذه الديناميكية: مجموعة توسيالي التركية باستثمارات تفوق 6 مليارات يورو في الصناعات المعدنية، مشروع تايال في النسيج، إلى جانب كبريات الشركات الأمريكية مثل شيفرون وإكسون موبيل وأوكسي، فضلاً عن استثمارات إيطالية...

عطاف يهاجم بقسوة الطغمة العسكرية في مالي: «الجمهورية المالية أسمى من كل هؤلاء الانقلابيين»

لم تتأخر الجزائر في الرد على الهجمات التي شنّها رئيس وزراء الطغمة العسكرية في مالي، عبد الله مايغا، ضدها. فمن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّه وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف خطابًا شديد اللهجة، وصف فيه اتهامات باماكو بأنها لا تعدو أن تكون «ثرثرة عسكرية سوقية» لا تستحق سوى «الازدراء والاشمئزاز». تصعيد كلامي من باماكو وكان مايغا قد اتهم الجزائر يوم الجمعة الماضي بـ«دعم الإرهاب الدولي» وبإسقاط طائرة مسيّرة مالية اخترقت الأجواء الجزائرية في الأول من أفريل الماضي. ولم يكتفِ بذلك، بل هدّد الجزائر قائلاً: «في وجه الشدائد لن نكون متفرجين… وعلى كل كلمة زائغة سيكون ردنا بالمثل». هذه التصريحات أثارت استهجان الجزائر، التي رأت فيها محاولة يائسة من قادة الانقلاب في مالي لصرف الأنظار عن إخفاقاتهم الداخلية وعزلتهم الإقليمية والدولية. عطاف: «شاعر زائف لكن انقلابي حقيقي» وفي رده، قال أحمد عطاف: «للسنة الثانية على التوالي، يجرؤ انقلابي من مالي على مهاجمة الجزائر من هذا المنبر»، مضيفًا أن «القاع الذي انحدر إليه هذا الشاعر الزائف، لكن الانقلابي الحقيقي، لا يُعبّر إلا عن ثرثرة جندي متعج...

زيادات في الأجور ومنح البطالة والطالب ابتداءً من 2026: أبرز ما كشف عنه الرئيس تبون في لقائه الإعلامي الدوري

في لقاء إعلامي دوري بثّ مساء الجمعة على القنوات والإذاعات الوطنية، أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن حزمة من القرارات والتوجهات الاقتصادية والاجتماعية التي تعكس التزام الدولة بدعم القدرة الشرائية للمواطن وتعزيز الأمن الغذائي والانتقال الرقمي، إلى جانب مواقف ثابتة في السياسة الخارجية. زيادات اجتماعية لتحسين القدرة الشرائية أكد الرئيس تبون شروع الحكومة في مراجعة الأجور ومنحتي البطالة والطالب ابتداءً من سنة 2026، مع إمكانية إدراج منحة المتقاعدين “وفق إمكانيات الدولة”. وشدّد على أن هذه الزيادات تندرج في إطار التزامات مكتوبة وليست مجرد وعود، موضحًا أن الهدف هو رفع القدرة الشرائية وتحسين معيشة المواطنين، وذلك بالتنسيق المستمر مع الوزير الأول وأعضاء الحكومة. اقتصاد متوازن بلا تقشف على الصعيد الاقتصادي، كشف تبون عن تراجع التضخم إلى 3.8%، مؤكدًا أن السياسة الجديدة تركز على تحقيق توازن بين الاستيراد والإنتاج المحلي، بعيدًا عن أي إجراءات تقشفية. وأوضح أن الاستيراد سيبقى ضروريًا لتغطية العجز في بعض المواد، لكن الرقمنة الصارمة ستضمن مراقبة دقيقة للتدفقات التجارية ومنع الفوضى التي استنزفت احتيا...

دبلوماسيتان ورؤيتان: عمر هلال في مواجهة عمار بن جامع

في نيويورك، حيث تتحوّل أروقة الأمم المتحدة إلى مسرحٍ تتوزن فيه الكلمات بميزان الذهب، يبرز اسمان مغاربيان يمثلان اتجاهين متباينين في العمل الدبلوماسي: عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب، وعمار بن جامع، سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى المنظمة الدولية. والمقارنة بين الرجلين تتجاوز مجرد التنافس الشخصي لتكشف اختلافًا عميقًا في فلسفة الدولة ودورها على الساحة العالمية. دبلوماسية الضجيج: عمر هلال على مدى أكثر من عقد، بنى عمر هلال حضوره على خطابٍ صاخب وحادّ. فقد عُرف بخطاباته النارية التي تستهدف الجزائر على وجه الخصوص، محاولًا إبقاء قضية الصحراء الغربية في واجهة الاهتمام الدولي. وفي جلسات الجمعية العامة ومداولات مجلس الأمن، لم يتردد في إطلاق تصريحات مثيرة للجدل، من انتقاداته المتكررة للاتحاد الإفريقي، إلى مهاجمته أي جهود وساطة تدعم حق تقرير المصير أو تثمّن الدور الجزائري في ليبيا ومنطقة الساحل. لكن هذه الاستراتيجية، القائمة على ردود الفعل السريعة والاستفزاز المحسوب، أخفقت في تقديم رؤية بنّاءة. فقد بدا أن الهدف هو ملء الفراغ الإعلامي أكثر من صياغة حلول واقعية، ومع مرور الوقت بدأ بريق هذه الطريقة يخب...

دخول وإقامة الأجانب في الجزائر: الإطار القانوني والالتزامات والعقوبات

تولي الجزائر، كدولة ذات سيادة، اهتمامًا كبيرًا بتنظيم دخول وإقامة وحركة الأجانب على أراضيها. وقد نصت القانون رقم 08-11 المؤرخ في 25 يونيو 2008 المتعلق بشروط دخول وإقامة وحركة الأجانب في الجزائر، إلى جانب المراسيم التنفيذية والتعليمات الإدارية، على تنظيم هذا الشأن. وتهدف هذه القواعد إلى حماية الأمن الوطني، وتنظيم سوق العمل، وضمان النظام العام. 1. التزامات الأجانب في الجزائر يجب على كل أجنبي يقيم في الجزائر الالتزام بمجموعة من القواعد القانونية، والتي يمكن تلخيصها كالتالي: أ) احترام القوانين والأنظمة يتعين على الأجانب الامتثال لكافة القوانين الجزائرية. وأي مخالفة، سواء كانت جريمة أو خرقًا للنظام العام أو انتهاكًا لقوانين الإقامة، تعرض الأجنبي لعقوبات إدارية أو جنائية، بما في ذلك الترحيل. ب) امتلاك تأشيرة أو تصريح إقامة ساري يجب على الأجنبي أن يمتلك تأشيرة أو تصريح إقامة مناسبًا لنوع إقامته: سياحة، عمل، دراسة، أو مهمة رسمية. ويجب احترام مدة صلاحية هذه الوثائق بدقة. ج) التصريح لدى السلطات المختصة عند الدخول، يجب على الأجنبي التصريح عن وجوده لدى مصالح الشرطة أو الدرك. كما يجب عليه إبلاغ الس...

الصحراء الغربية: الحقيقة القانونية تفنّد الدعاية المغربية

يواصل الإعلام المغربي، وعلى رأسه موقع هسبريس، تسويق سردية أحادية تدّعي أن مبادرة “الحكم الذاتي” هي الحل الوحيد لما تسميه “الصحراء المغربية”. غير أن حقيقة النزاع ليست موقفاً جزائرياً أو اصطفافاً سياسياً، بل هي قضية قانون دولي صِرف حُسمت معالمها في قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية. 1. نزاع معترف به كقضية تصفية استعمار الأمم المتحدة، منذ إدراج الصحراء الغربية سنة 1963 على قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، تعتبر الإقليم إقليماً ينتظر تصفية الاستعمار. قرارات الجمعية العامة المتعاقبة تؤكد سنوياً على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. محكمة العدل الدولية (1975) أقرت أنه لا وجود لأي روابط سيادة بين المغرب والصحراء الغربية تبرر ضمّها، وأكدت أن سكان الإقليم هم أصحاب الحق في تحديد مستقبلهم. 2. مهمة دي ميستورا: تيسير المفاوضات لا فرض “حكم ذاتي” يحاول المقال المغربي إيهام القارئ بأن جولة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا دليل على تبنّي المجتمع الدولي لخيار الحكم الذاتي. في الواقع، ولاية المبعوث محددة بقرارات مجلس الأمن: تيسير مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو...

التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية: جريمة مستمرة وإرث سام

لا تزال الصحراء الجزائرية، بعد أكثر من ستة عقود، شاهدةً على واحدة من أفظع الجرائم الاستعمارية في القرن العشرين. فقد حوّلت فرنسا الاستعمارية الجنوب الجزائري إلى حقل تجارب لأسلحتها النووية ما بين 1960 و1966، ضاربةً عرض الحائط بالقوانين الدولية وبأبسط مقومات الكرامة الإنسانية. إنّها جريمة ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم، بل تتضاعف بشاعةً مع استمرار آثارها المسمومة حتى اليوم. الفيلم الوثائقي الذي أصدرته مديرية الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع الوطني تحت عنوان “التجارب والتفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية… الإرث الصامت المسموم” يعيد فتح هذا الجرح العميق، كاشفًا بالوثائق والشهادات العلمية والتاريخية حجم الكارثة التي خلّفها البرنامج النووي الفرنسي في قلب الصحراء. فرنسا… مختبر للموت في أرض الجزائر استغلت فرنسا الاستعمارية التراب الجزائري لتلتحق بركب القوى النووية العالمية، فحوّلت رقان وعين أكر ووادي الناموس إلى ميادين تجارب مرعبة. في 13 فيفري 1960، دوّى أول انفجار نووي تحت اسم “اليربوع الأزرق”، بقوة بلغت 70 كيلوطن، أي ما يفوق مجموع التفجيرات التي نفذتها القوى النووية الأخرى في تلك الح...