التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2025

الجزائر وطائرة “سو-57”: قفزة استراتيجية نحو التفوق الجوي والسيادة العسكرية

أبرمت الجزائر، وفقاً لتقارير متطابقة، صفقة دفاعية كبرى مع روسيا لاقتناء مقاتلات “سو-57” الشبحية متعدّدة المهام من الجيل الخامس، في خطوة تُعدّ من أبرز عمليات التحديث العسكري في تاريخ القوات الجوية الجزائرية الحديثة. وتُقدّر قيمة الصفقة بنحو 1.6 مليار دولار، وتشمل، إلى جانب الطائرات نفسها، حزمة متكاملة من الأسلحة الحديثة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وقطع الغيار، وبرامج التدريب والتأهيل للطيارين وفرق الصيانة. ترسانة متكاملة ومتقدمة تشير المعطيات المتاحة إلى أنّ العقد يتضمّن مجموعة واسعة من المنظومات القتالية المتطورة المصمّمة لتعظيم القدرات العماليتية لطائرات “سو-57”، من بينها: صواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز R-37M بمدى يتجاوز 300 كيلومتر، تمنح الجزائر قدرة تفوّق في الاشتباكات الجوية بعيدة المدى؛ صواريخ R-77M متوسطة المدى لمواجهة الأهداف في مختلف الظروف القتالية؛ صواريخ R-74M قصيرة المدى لتأمين السيطرة في القتال القريب؛ صواريخ كروز جو-أرض من طراز Kh-59 وKh-69 للضربات الدقيقة ضد الأهداف الحيوية البرية والبحرية؛ صواريخ مضادّة للإشعاع Kh-58UShK لتدمير الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي المعادية؛...

الانهيار الأخلاقي للغرب: ازدواجية المعايير بعد السابع من أكتوبر

منذ السابع من أكتوبر، والعالم يشهد، إمّا بصمتٍ أو بتواطؤ، إحدى أبشع المآسي الإنسانية في التاريخ الحديث. غزة تُقصف ليلًا ونهارًا، تُهدم الأحياء فوق ساكنيها، تُمحى المستشفيات والمدارس، ويُنتشَل الأطفال من تحت الركام — دون أن تهتزّ في العواصم الغربية ضمائرٌ طالما ادّعت الدفاع عن القيم الإنسانية. لقد انهارت تلك “المبادئ الكونية” المزعومة عند أول امتحانٍ حقيقي، حين كان الضحايا فلسطينيين. أخلاقٌ على مقاس المصالح منذ اليوم الأول، ارتفع الصوت نفسه في العواصم الغربية: «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها». ومنذ ذلك الحين، تتابعت المجازر، وسقط عشرات الآلاف من المدنيين، ولا يزال الخطاب الرسمي يصف ما يحدث بأنه “ردّ مشروع”. لكن ماذا لو كان الأمر معكوسًا؟ ماذا لو ارتكبت دولةٌ أخرى ضد شعبٍ غربيٍّ واحدًا بالمئة مما يُرتكب اليوم في غزة؟ عندها كان العالم سيستنفر، وستُطلَق كلمة “إبادة” من كل منصة، وستتحرك العدالة الدولية بكل ثقلها. غير أن المشهد يختلف عندما تكون الضحية فلسطينية. هنا يصبح الصمت سياسة، والازدواجية قاعدة، والتواطؤ تبريرًا باسم “الأمن”. هذه الازدواجية ليست صدفة، بل نظامٌ أخلاقي متكامل يصنّف الأ...

مناورات “الشّرقي”: قراءة جيوسياسية وجيوستراتيجية لاستعراض عسكري فرنسي-مغربي على تخوم الجزائر

في وقت يشهد فيه المغرب العربي إعادة تشكّل توازناته الإقليمية نتيجة التحولات في منطقة الساحل والتنافسات الدولية، أثارت المناورات العسكرية المشتركة بين فرنسا والمغرب، المعروفة باسم «الشّرقي»، ردود فعل قوية في الجزائر. ورغم تقديمها رسمياً على أنها تدريبات لتعزيز القدرات العملياتية والتنسيق بين القوات، فإن موقعها وتوقيتها وتسميتها يحمل أبعاداً سياسية واستراتيجية أعمق. تم تنفيذ هذه المناورات في المنطقة الشرقية للمغرب، قرب الحدود الجزائرية، وهي ترسل رسائل متعددة: سياسية إلى الجزائر، وجيوستراتيجية فيما يتعلق بإعادة التموضع الفرنسي في شمال إفريقيا، ورمز سياسي عن دور المغرب كشريك أمني غربي مفضل. يقدم هذا المقال قراءة جيوسياسية وجيوستراتيجية لمناورات الشّرقي، من خلال تحليل خلفياتها وأهدافها الضمنية وانعكاساتها الإقليمية. أولاً: الإطار الجيوسياسي – التوترات المستمرة وإعادة تشكيل التحالفات 1. المغرب العربي على حافة التوتر منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب في 2021، أصبحت الحدود البرية خط تماس دائم وهادئ الحدة لكنه شديد الحساسية. القضايا المتعلقة بالصحراء الغربية، واتهامات التجسس عبر...

مالي: بلد تختنق على يد سلطتها العسكرية

الصور القادمة من باماكو خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة غير مسبوقة. شوارع خالية، طوابير طويلة أمام محطات الوقود المغلقة، دراجات متوقفة، ووجوه متعبة أنهكها الانتظار والحرّ. البلاد تعيش على إيقاع البطء والاختناق. ورغم صمت السلطات العسكرية، فإنّ الحقيقة لم تعد خافية: أزمة الوقود تتفاقم، وتتمدّد يومًا بعد يوم، لتكشف عجزًا عميقًا لدى الطغمة العسكرية التي صادرت الحكم، وعجزها عن تأمين أبسط مقومات الحياة، وفي مقدمتها الوقود، هذا الشريان الحيوي للاقتصاد وحياة الناس. بلد تحت الحصار من قادته من كان يصدق أنه في عام 2025، سيصبح الخروج لمسافة عشرين كيلومترًا خارج باماكو مغامرة قد تكلّف المرء حياته؟ هذا هو الواقع المرّ لبلدٍ بات رهينة بأيدي قادة عسكريين غارقين في الدعاية، متشبّثين بالخطاب البطولي، لكنهم عاجزون عن مواجهة الواقع. لا أمن، لا كهرباء، لا وقود… وربما قريبًا لا غذاء كافٍ، في بلدٍ يعتمد بشكلٍ شبه كامل على الاستيراد. لقد باتت حياة الماليين جحيمًا مضاعفًا: نهارات خانقة تحت شمسٍ لافحة بلا كهرباء، وليالٍ مظلمة يخيّم عليها الخوف بفعل حظر التجوّل المفروض باسم “الأمن”. وبين الجدران الأربعة، يع...

المغرب وحربه الادراكية ضد الجزائر: فشل ذريع

منذ عدة سنوات، يشن المغرب حربًا ادراكية ضد الجزائر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، سعيًا لزرع الفتنة وإضعاف وطننا، وللتأثير على شبابنا. فقد حاولت حملات منسقة تشويه الواقع، والمبالغة في مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية، بل محاولة خلق توترات داخلية. لكن هذه المحاولة باءت بالفشل الذريع: الجزائر تبقى موحدة، قوية، وشامخة أمام هذه الهجمات. الجزائر نموذج الصمود والتقدم لقد اعتقد المغرب أنه قادر على التأثير في شعبنا، لكنه بالغ في التقليل من قوة الجزائر. مواطنونا يتمتعون بنظام صحي مجاني، متاح للجميع حتى في أبعد المناطق، ونظام تعليمي من بين الأكثر تقدمًا في إفريقيا، يمنح كل شاب فرصة التعلم والتكوين دون تمييز. هذه المكتسبات الاجتماعية، ثمرة جهود وتضحيات وطنية، تشكل درعًا حقيقيًا ضد التضليل والخداع الخارجي. المغرب وقع في فخه وشبابه استفاد ومن المفارقات، أن المغرب وقع في فخه الخاص. فقد كانت حملاته تستهدف شباب المغرب، خصوصًا الجيل الجديد، لتشويه صورة الجزائر وجعلها تبدو ضعيفة وممزقة. لكن بالمقارنة، اكتشف الشباب المغربي الفجوة الكبيرة التي تفصل بين وضعهم ووضع الجزائر. لقد لاحظوا أن الجزائر توفر لمواطنيها...

الجزائر على طريق بلوغ 400 مليار دولار من الناتج الداخلي الخام: بين التوقعات والرهانات

تشهد الجزائر تحولات اقتصادية عميقة تعكس مساراً جديداً نحو تنويع الاقتصاد وتعزيز موقعها الإقليمي. ووفقاً للخبير الاقتصادي كريم ساسي، المستشار في الاستراتيجية والشريك لدى مكتب PwC البريطاني، فإن الجزائر قادرة على تحقيق 400 مليار دولار كناتج داخلي خام بحلول سنة 2027. هذه التوقعات تلتقي مع الرؤية التي أعلنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ما يعكس ـ في نظر الخبير ـ ديناميكية هيكلية أكثر منها ظرفية (صحيفة لُوبينيون الفرنسية، سبتمبر 2025). صعود جزائري في إفريقيا على المستوى القاري، تستعد الجزائر لتكريس مكانتها كـ ثالث أكبر اقتصاد إفريقي بعد نيجيريا ومصر. ويستند هذا الصعود إلى عدة ركائز: تحديث قطاع الصناعات الغذائية الزراعية، لاسيما من خلال المشاريع الكبرى في الجنوب؛ تنامي دور التكنولوجيا الحديثة والرقمنة؛ تدفق استثمارات أجنبية إنتاجية في قطاعات الطاقة والصناعة. وتُجسّد الشراكات القائمة هذه الديناميكية: مجموعة توسيالي التركية باستثمارات تفوق 6 مليارات يورو في الصناعات المعدنية، مشروع تايال في النسيج، إلى جانب كبريات الشركات الأمريكية مثل شيفرون وإكسون موبيل وأوكسي، فضلاً عن استثمارات إيطالية...

عطاف يهاجم بقسوة الطغمة العسكرية في مالي: «الجمهورية المالية أسمى من كل هؤلاء الانقلابيين»

لم تتأخر الجزائر في الرد على الهجمات التي شنّها رئيس وزراء الطغمة العسكرية في مالي، عبد الله مايغا، ضدها. فمن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّه وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف خطابًا شديد اللهجة، وصف فيه اتهامات باماكو بأنها لا تعدو أن تكون «ثرثرة عسكرية سوقية» لا تستحق سوى «الازدراء والاشمئزاز». تصعيد كلامي من باماكو وكان مايغا قد اتهم الجزائر يوم الجمعة الماضي بـ«دعم الإرهاب الدولي» وبإسقاط طائرة مسيّرة مالية اخترقت الأجواء الجزائرية في الأول من أفريل الماضي. ولم يكتفِ بذلك، بل هدّد الجزائر قائلاً: «في وجه الشدائد لن نكون متفرجين… وعلى كل كلمة زائغة سيكون ردنا بالمثل». هذه التصريحات أثارت استهجان الجزائر، التي رأت فيها محاولة يائسة من قادة الانقلاب في مالي لصرف الأنظار عن إخفاقاتهم الداخلية وعزلتهم الإقليمية والدولية. عطاف: «شاعر زائف لكن انقلابي حقيقي» وفي رده، قال أحمد عطاف: «للسنة الثانية على التوالي، يجرؤ انقلابي من مالي على مهاجمة الجزائر من هذا المنبر»، مضيفًا أن «القاع الذي انحدر إليه هذا الشاعر الزائف، لكن الانقلابي الحقيقي، لا يُعبّر إلا عن ثرثرة جندي متعج...