لم تكن مباراة المغرب وتونس الودية في فاس مجرّد لقاء كروي عابر، بل كانت بروفة حيّة لِما يُحضّره النظام المغربي من مهازل تنظيميّة وفضائح رياضية خلال كأس إفريقيا للأمم المقبلة. من كان ينتظر مباراة رياضية نظيفة خرج مصدوماً بما رآه: أرضية ملعب كارثية، تحكيم فاسد، وفوز مغربي لا يمتّ للروح الرياضية بصلة.

نبدأ بالمشهد الأوضح: أرضية الملعب. ما شاهدناه في فاس ليس ملعب كرة قدم بل قطعة أرض تصلح بالكاد لزراعة البطاطس. ومع اقتراب موعد البطولة القارية التي يُفترض أنها “فُرصة المغرب للتألّق القاري”، قدّم لنا المخزن عيّنة مبكّرة عن تلك “البُنى التحتيّة الحديثة” التي روّج لها عبر إعلامه المأجور. لكن، ومن باب الإنصاف، يجب أن نحيّي الجماهير المغربية الشجاعة التي فضحت هذا العبث وعرّت فشل رئيس اتحاد الكرة المغربي، سيّئ الصيت، فوزي لقجع.
آه يا فوزي لقجع… هذا الاسم أصبح مرادفاً لكل أشكال الفساد الرياضي في القارة. الرجل الذي لا يفوّت فرصة لاستغلال كرة القدم لتلميع صورة نظام يرزح تحت أزمات اجتماعية خانقة. الملايير التي يُهدرها النظام على ترقيع ملاعب مهترئة، في بلد يئنّ فيه المواطن البسيط تحت وطأة الجوع والفقر، تُعدّ فضيحة أخلاقية بامتياز. يبدو أن حُقن البروباغندا والصور المُعدّلة في وسائل الإعلام أضحت بديلة عن رغيف الخبز في مغرب اليوم!
أما عن المباراة نفسها، فحدّث ولا حرج. انتصار مغربي بنتيجة 2-0، لكن بأي ثمن؟ ثلاثة ضربات جزاء صريحة حُرمت منها تونس، في مشهد تحكيمي أقلّ ما يُقال عنه إنه مُخجل. الحكم المالي بدا وكأنه يحمل تعليمات صادرة من جهة عُليا: غضّ الطرف عمّا يحدث في منطقة الجزاء المغربية. المحلّلون لم يُخفوا كلامهم: التحكيم كان مدفوع الأجر، والحَبْل على الجرّار. ما يُنذر ببطولة قارية موبوءة بالمؤامرات والدسائس يقف خلفها، مرة أخرى، الرجل الذي لا يُسمّى: فوزي لقجع، المدعوم بكل وقاحة من أجهزة المخزن.
والسؤال الأهم: هل المغرب مستعد حقاً لتنظيم كأس إفريقيا؟ الإجابة واضحة وضوح الشمس: لا. لا الملاعب، ولا اللوجستيك، ولا حتى منتخبهم الوطني في المستوى. تقارير الفيفا والكاف المُتكررة التي تحذر من التأخّر الفادح في تجهيز المنشآت خير شاهد على ذلك. لكن يبدو أن الرغبة الجامحة للنظام المغربي في التلميع الإقليمي أقوى من كل منطق أو حقيقة.
وهنا، وجب على الجزائر — أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب في هذه البطولة التي ستُلعب على أرض الجار الماكر — أن تكون في قمة الحذر. فالمكائد لن تتوقّف عند حدود المستطيل الأخضر. يجب أن نستعدّ لمواجهة ليس فقط الخصوم الرياضيين، بل أيضاً دسائس اتحاد الكرة المغربي الذي سيُجنّد كل وسائله القذرة لإعاقة مسيرة الخُضر.
رسالتي إلى وفدنا الرياضي وجماهيرنا الوفية: كونوا يقظين! الطريق إلى نصف النهائي واللقب سيكون مليئاً بالأفخاخ. المغاربة ينتظروننا في كل زاوية، وأيّ تساهل قد يُكلّفنا الكثير. علينا أن نثبت أن الجزائر قادرة على الانتصار داخل الملعب، وأن تُفشل، في الوقت ذاته، كل مؤامرات لقجع وزبانيته.
كأس إفريقيا المقبلة ستكون معركة رياضية… ومعركة شرف. ولنا في ذلك موعد.
✍️ بلقاسم مرباح
كل شيء ظاهر ان منتخب المغرب الاقصى لكرة القدم يلعب وراء الكواليس اكثر مما يلعب فوق الميدان و الدليل وجود حكام في غرفة ملابس النادي المراكشي بركان في نهائي كأس افريقيا للاندية و الاتي اعظم. نتمنى من الدول الافريقية الاخرى ان تتفطن لتلاعبات المغرب الاقصى في رمي كرة القدم الافريقية الى مستوى متذني بالرشاوي و اللعب الغير نظيف
ردحذف