التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

التعاون الطاقوي الجزائري – الأمريكي: شراكة أم إحكام للقبضة الاستراتيجية؟

ما يصفه البعض بـ “التعاون الطاقوي الجزائري – الأمريكي” ليس سوى قناع يخفي خلفه استراتيجية أعمق وأكثر منهجية، بل وأكثر خبثاً. فالجزائر، بموقعها الجغرافي الفريد وثروتها الطاقوية الهائلة، ليست مجرّد مزوّد للغاز، بل هي ركيزة جيوستراتيجية في حرب نفوذ تمتد اليوم عبر ثلاث قارات. إعادة تشكيل الخريطة الطاقوية العالمية بعد القطيعة الروسية – الأوروبية منذ الانفصال الحاد بين أوروبا وروسيا، تسعى الولايات المتحدة إلى بناء هندسة طاقوية عالمية جديدة. المسألة ليست مجرد بحث عن الغاز، بل هي إعادة رسم شاملة لطرق الإمداد، ومسارات العبور، والتحالفات الدولية. في هذا المشهد، تصبح الجزائر قطعة محورية، لا باعتبارها شريكاً حرّاً، بل كمساحة يجب استمالتها، احتواؤها، ثم إحكام السيطرة عليها. مذكرات التفاهم: موطئ قدم أولي الاتفاقيات الأخيرة بين سوناطراك وعدد من الشركات الأمريكية الكبرى لا تعني شراء الغاز فقط، بل تمنح واشنطن: حق الوصول المباشر إلى مواقع الإنتاج والبنية التحتية الجزائرية. رؤية استراتيجية على القرارات العملياتية. تموضعاً لوجستياً في قلب شمال إفريقيا، المنطقة التي ما تزال خارج السيطرة الكاملة للمجمّعات ال...

26 سنة من حكم محمد السادس: ملكٌ بلا إنجازات، فسادٌ بلا حدود، وخيانةٌ للتاريخ

قبل ستة وعشرين عامًا، جلس محمد السادس على عرش المغرب وسط خطاب إعلامي مزخرف يوحي بأن البلاد مقبلة على عهد جديد من الإصلاح والديمقراطية والتنمية. رُوِّج له باعتباره “ملك الفقراء”، وبأنه سيكسر إرث الاستبداد الذي تركه والده الحسن الثاني. لكن الواقع اليوم، بعد أكثر من ربع قرن، يكشف أن المغرب لم يشهد سوى ترسيخ الحكم الفردي، توسع الفساد، انهيار الخدمات العامة، واستسلام كامل لإملاءات القوى الأجنبية والكيان الصهيوني. حكم مطلق بواجهة دستورية رغم وجود دستور، إلا أن جميع السلطات الفعلية – التشريعية والتنفيذية والقضائية – متركزة بين يدي الملك. البرلمان والحكومة مجرد واجهات شكلية، لا تملك القرار أمام إرادة القصر. محمد السادس يجمع بين سلطة الملك وسلطة “أمير المؤمنين”، ما يمنحه سلطة دينية تستخدم لترسيخ الطاعة، وسلطة سياسية مطلقة تخوّله التدخل في كل شؤون الدولة. ثروة شخصية على حساب الشعب وفق أرقام موثوقة، يتقاضى الملك أكثر من 950 مليون سنتيم يوميًا من أموال الشعب، في بلد يعيش فيه أكثر من 3 ملايين مغربي تحت خط الفقر المدقع، ويهاجر عشرات الآلاف سنويًا بحثًا عن لقمة العيش. ميزانية القصور الملكية تفوق نظير...

رد على خطاب الدعاية المغربية ومحاولات تزييف الوعي حول “اليد الممدودة”

مرة أخرى، يوظّف النظام المغربي منابره الإعلامية – وعلى رأسها “هسبريس” – لتسويق خطاب مزيّن بالعبارات العاطفية عن “الأشقاء” و”المصير المشترك”، بينما أفعال الرباط على الأرض تقول العكس تمامًا. فمنذ عقود، يواصل المخزن نهج سياسة عدائية ممنهجة ضد الجزائر، بدءًا من احتضان ودعم الجماعات المعادية لوحدة الجزائر، وصولًا إلى التحالفات الأمنية والعسكرية مع الكيان الصهيوني الموجّهة أساسًا لتهديد أمننا القومي. 1. عن أسطورة اليد الممدودة الملك المغربي يتحدث عن “يد ممدودة” بينما اليد الأخرى مشغولة بتمويل حملات دبلوماسية ضد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وبتأجيج التوترات عبر المناورات العسكرية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على بُعد كيلومترات من حدود الجزائر. اليد التي يمدّها المخزن هي يد مليئة بالألغام السياسية، لا يد سلام. 2. استغلال خطاب الأخوة استحضار “اللغة والدين والجغرافيا” ليس سوى غطاء بلاغي لإخفاء حقيقة سياسية واضحة: النظام المغربي يصرّ على الاحتلال وفرض الأمر الواقع في الصحراء الغربية، في تحدٍّ صريح للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة. من يتحدث عن “المصير المشترك” لا يطعن في ظهر جاره عبر ...

خطاب العرش المغربي… يد ممدودة بالسمّ وخنجر في الظهر

منذ ستين عاماً، لم تتغير لعبة المخزن قيد أنملة: خطابات ودّ و«أخوّة» أمام الكاميرات، وفي الخفاء دسائس ومؤامرات ضد الجزائر. في أكتوبر 1963، وبعد شهور قليلة من استقلال الجزائر، خرج الملك الحسن الثاني بخطاب يطالب فيه بـ«حوار أخوي» لتجاوز ما سمّاه «سوء الفهم» بين البلدين… وكان مدفع جيشه في الوقت نفسه يقصف تندوف وبشار في حرب الرمال. اليوم، في يوليو 2025، يعيد محمد السادس المشهد نفسه، بنفس العبارات المنمّقة، بنفس النبرة «المتصالحة»، وبنفس النية الخبيثة. التاريخ يثبت أن كل يد ممدودة من المخزن كانت دائماً تحمل خنجراً في الظل. الكلام يتكرر… والعداء لا يتوقف في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش، دعا محمد السادس إلى «فتح صفحة جديدة» و«حل توافقي يحفظ ماء الوجه» و«حوار صريح ومسؤول». لكن هذه الجمل العاطفية لم تمنع المغرب، طوال العقود الماضية، من: التمسك باحتلال الصحراء الغربية ورفض استفتاء تقرير المصير. شن حملات إعلامية ودبلوماسية معادية ضد الجزائر. دعم جماعات معادية لأمننا واستقرارنا. الجديد هذا العام هو توظيف عبارة «لا غالب ولا مغلوب» لإيهام الرأي العام الدولي بمرونة سياسية، بينما يتجاهل الملك حقيقة ث...

الجزائر في وجه الحملات الدعائية المغربية: السيادة لا تُقاس ببيانات الصحف، والشرعية لا تُمنح من خدم الاستعمار

في كل مرة تُمنى فيها السياسة المغربية بفشل داخلي أو نكسة دبلوماسية، يلجأ الإعلام المخزني إلى تكرار نفس الأسطوانة المشروخة: مهاجمة الجزائر، شيطنتها، واختلاق انتصارات وهمية حول “مغربية” الصحراء الغربية. آخر هذه الهذيانات ما نشره موقع هسبريس في مقال عنوانه: “الجزائر في حر الصحراء المغربية.. عزلة خانقة وهزائم دبلوماسية متلاحقة”. مقال لا يرقى حتى لمستوى الرأي، بل هو نوبة هلع مغطاة بالكذب والدعاية الرخيصة، كتبها كاتب يبدو أنه فقد البوصلة والمنطق. 1. الصحراء الغربية: قضية تصفية استعمار لا يحددها قصر المخزن ولا أبواقه الصحراء الغربية ليست “أقاليم جنوبية” كما يروج الاحتلال المغربي، بل هي إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي حسب تصنيف الأمم المتحدة منذ 1963. مصير هذا الإقليم لا يُحسم في الرباط، ولا في تصريحات من رؤساء سابقين لدول إفريقية، بل عبر استفتاء تقرير المصير كما نصّت عليه قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية. فمن المضحك أن يعتبر الكاتب أن زيارة جاكوب زوما – رئيس سابق لا يتمتع بأي منصب رسمي اليوم – تمثل تحولًا استراتيجيا في موقف جنوب إفريقيا! وهل نُفتي في القانون الدولي بناءً على ما يقوله ز...

مجالات طاقوية تفتح آفاق الشراكة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية

تشهد العلاقات الجزائرية الأمريكية منعطفاً جديداً في مسار التعاون الثنائي، وهذه المرة عبر بوابة استراتيجية تتعلق بقطاعات الطاقة المتجددة والمحروقات والموارد المنجمية، وهي مجالات ترتقي إلى مصاف المصالح الحيوية لكلا البلدين في سياق عالمي متحوّل، تتزايد فيه الحاجة إلى تنويع مصادر الطاقة والتحكم في سلاسل الإمداد الاستراتيجية. زيارة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون اللقاء الذي جمع وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، السيد محمد عرقاب، بالمستشار الرفيع للرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، السيد مسعد بولس، لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل حمل مؤشرات واضحة على وجود إرادة سياسية أمريكية لدخول السوق الجزائرية من بوابة الاستثمار الاستراتيجي طويل الأمد. بولس لم يُخفِ اهتمام بلاده بثلاثة مجالات طاقوية بالغة الأهمية، وهي: المحروقات الطاقات المتجددة استغلال الموارد المنجمية وهي مجالات تعد ركيزةً من ركائز السيادة الوطنية الجزائرية، وتتقاطع في الوقت ذاته مع الرهانات العالمية للانتقال الطاقوي، ومواجهة التحديات الجيوسياسية المرتبطة بأمن الطاقة. التعاون القائم: نموذج سوناطراك – شيفرون و...

الجزائر لا تُبتز ولا تفاوض الأعداء: لا وساطة، لا تنازل، لا رجوع

بعد النجاح الكبير الذي حققته الوساطة القطرية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، تحركت الأبواق الإعلامية المغربية، ومعها عملاؤها المتخفّون من أمثال بدر العيدودي، للترويج لما أسموه “مبادرة قطرية-أمريكية” من أجل تسوية “الملف الصحراوي” عبر مفاوضات بين الجزائر والمغرب، وكأن الصحراء الغربية ملك للجزائر تتصرف فيه، أو كأن الجزائر ستقبل يوماً الجلوس مع عدو غادر كالمغرب تحت ضغط واشنطن أو غيرها. نقولها بوضوح: الجزائر ليست طرفاً في النزاع، ولن تكون. الجزائر تدعم حقاً مشروعاً، لا يُشترى ولا يُباع: حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. أولاً: المغرب ليس شقيقاً، بل خصم استراتيجي وعدو معلن منذ استقلال الجزائر، لم يتوقف النظام الملكي المغربي عن التآمر. من حرب الرمال سنة 1963، إلى خيانة أنبوب الغاز المغاربي، إلى دعم الإرهاب والانفصاليين، وحتى التجسس الإلكتروني. كل ذلك لم يكن مجرد “أخطاء”، بل سياسة ممنهجة لضرب استقرار الجزائر وسيادتها. القرار الجزائري بقطع العلاقات مع المغرب في 24 أوت 2021 هو قرار سيادي، مدروس، وضروري. ولن يُعاد النظر فيه ما دامت الأسباب قائمة، بل ومتعاظمة. ثانياً: الجزائر جُرِّبت الوس...

الجزائر وإيطاليا: شراكة استراتيجية في طور التوسع والتحول

في سياق دولي يتّسم بإعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية والطاقوية، تبرز العلاقة الجزائرية-الإيطالية كنموذج لشراكة متوسطية متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل والتكامل الاستراتيجي. وقد شكّلت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى روما في يوليو 2025، محطة مفصلية أعادت التأكيد على الطابع “الاستثنائي” لهذه العلاقة، مع التزام مشترك بتوسيع مجالات التعاون وترسيخ شراكة متكاملة ومستدامة. 1. تحالف متوسطي قائم على الثقة المتبادلة وصفت روما هذه الشراكة بـ«الاستثنائية»، معتبرة إياها نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الدولية، خصوصًا بين ضفّتي المتوسط. وقد عبّر الطرفان عن تقارب واضح في المواقف تجاه أبرز الملفات الإقليمية والدولية: دعم مشترك لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، من أجل تسوية سلمية لقضية الصحراء الغربية. دعوة مشتركة إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، مع تسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون شروط. توافق دبلوماسي حول قضايا الساحل وليبيا والهجرة والحوكمة الدولية. 2. تبادل تجاري نشِط وتوسيع لآفاق الاستثمار 📈 الأرقام الأساسية: بلغ حجم المبادلات التجا...

فرنسا تُصعِّد مجددًا ضد الجزائر: اليمين المتطرف يجعل من بلادنا شماعة انتخابية

تعود الحملات المعادية للجزائر بقوة على الساحة السياسية الفرنسية، تقودها هذه المرة أوساط اليمين المتطرف واليمين التقليدي، في وقت تقترب فيه الأزمة بين الجزائر وباريس من إتمام عامها الأول. فبعد ملفات التأشيرات، وطرد الرعايا، وجوازات السفر، وحملات التشويه ضد المؤثرين الجزائريين، ها هم يستهدفون اليوم اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، في محاولة جديدة للضغط على الجزائر وإضعاف موقفها السيادي على الساحة الدولية. هذه العودة المحمومة للهجوم على الجزائر لا تنفصل عن السياق السياسي الفرنسي الداخلي، حيث تتسابق الأحزاب على كسب نقاط في استطلاعات الرأي، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لسنة 2027. الجزائر، كما جرت العادة، تتحول إلى موضوع داخلي فرنسي، توظفه بعض الجهات العدائية كورقة دعائية رخيصة لاستقطاب أصوات الناخبين. ريتايو يستغل الجزائر لإنقاذ شعبيته وفي هذا الإطار، عاد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، إلى نغمة معاداة الجزائر، بعد تراجع شعبيته في آخر استطلاعات الرأي. ريتايو، الذي صعد إلى رئاسة حزب “الجمهوريين” مستغلاً نفس الورقة العدائية، صرّح لصحيفة لوفيغارو أنه صمت لفترة عن ا...

كمال داود: من الرواية إلى الخيانة الرمزية… حين يتبرأ الدم من صاحبه

في زمن تختلط فيه المعاني وتُقلب فيه الحقائق، يصبح التبرؤ العائلي أبلغ شهادة، وأصدق إدانة. هذا ما حصل مع الكاتب كمال داود، حين خرجت شقيقته وسيلة، لتصرّح بمرارة: “بسببك، عائلتنا تُشتم بكل الأوصاف”. لم تكن كلماتها مجرد خلاف عائلي عابر، بل كانت إعلانًا صريحًا عن انهيار الجسور الأخيرة التي تربط الرجل بأرضه، وأصله، وأهله. كمال داود، الذي صنع لنفسه هالة إعلامية في الصحافة الفرنسية بصفته “الجزائري التنويري” الذي يجلد مجتمعه بلا رحمة، لم يكن يومًا مجرد كاتب مثير للجدل. لقد تحوّل تدريجيًا إلى أداة وظيفية ضمن منظومة فرنكوفونية تسعى لتشكيل نخب هجينة، مهمتها إعادة إنتاج الاستعمار بثقافة معولمة، مفرغة من الجذور والانتماء. حين يخون القلم أهله لم يكن دفاع داود عن “حرية التعبير” موجهًا لرفع صوت الشعب الجزائري، بل لشرعنة خطاب استشراقي يرضي المستعمر القديم. هاجم الإسلام، وشيطن المجتمع الجزائري، وساوى بين هوية الأمة والتطرف. وحين تكلم عن المرأة الجزائرية، لم ير فيها إلا الضحية الخاضعة، لا الصامدة الحرة. لم يتردد في وصف بلاده بأبشع الصور على منابر الإعلام الفرنسي، متجاهلًا تاريخًا من التضحيات والثورات التي...

منجم غار جبيلات: رافعة استراتيجية لتحوّل الاقتصاد الجزائري

يمثل استغلال منجم غار جبيلات، أحد أكبر مناجم الحديد في العالم، محطة مفصلية في مسار تنويع الاقتصاد الجزائري. ومع اقتراب موعد دخول المشروع مرحلة الإنتاج الكامل، وافتراض استكمال خط السكة الحديدية الرابط بين المنجم والشمال خلال عامين، يُنتظر أن تكون لهذا المشروع آثار اقتصادية وجيوسياسية عميقة. تستعرض هذه الورقة تحليلاً استشرافياً للتأثيرات المتوقعة لهذا المشروع على الناتج المحلي الإجمالي، والتصنيع الوطني، وجاذبية الاستثمار، والتوازن الإقليمي في الجزائر. 1. مقدمة: مشروع بمقومات وطنية واستراتيجية يقع منجم غار جبيلات في ولاية تندوف، جنوب غرب الجزائر، ويضم أكثر من 3.5 مليار طن من خام الحديد، ما يجعله من أغنى المناجم عالمياً. ظل هذا المنجم غير مستغل لعدة عقود بسبب غياب البنية التحتية وصعوبات فنية ناتجة عن النسبة المرتفعة للفوسفور في الخام. إلا أن شراكة استراتيجية مع الجانب الصيني فتحت آفاق استغلال صناعي فعلي لهذا المورد الوطني. ومن المقرر أن يتم استكمال خط السكة الحديدية الذي يربط غار جبيلات ببشار ثم بالموانئ الشمالية (وهران وأرزيو) بحلول عام 2027، ما سيُمكّن من إطلاق عمليات التصدير والنقل الصن...

قطع العلاقات الجزائرية المغربية: خيار استراتيجي لإعادة التوازن الجيو-اقتصادي لصالح الجزائر

مثّل قرار الجزائر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021 محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين. ولم يكن هذا القرار مجرد ردّ فعل آني، بل يندرج ضمن رؤية استراتيجية تسعى إلى كبح التوسع المغربي وفرض معادلة جديدة في التوازن الإقليمي. من بين أبرز تجليات هذه المقاربة الجزائرية، يأتي وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي–الأوروبي (GME) كأداة ضغط جيو-اقتصادي فعّالة أثّرت بشكل ملموس على الاقتصاد المغربي، وخصوصًا في مجال الطاقة وتكلفة الإنتاج. 1. قطيعة سياسية بجذور عميقة استندت الجزائر في قرارها إلى سلسلة من الممارسات الاستفزازية المغربية، شملت دعم حركات انفصالية، حملات إعلامية معادية، واختراقات أمنية عبر أدوات سيبرانية ومنصات رقمية، فضلاً عن تطبيع مغربي مع الكيان الصهيوني في إطار يتعارض مع الثوابت الجزائرية. هذا السياق لم يترك خيارًا للجزائر سوى قطع العلاقة، كرسالة واضحة بأن سيادتها خط أحمر لا يُساوَم عليه. 2. الغاز كأداة ضغط جيو-اقتصادي في 31 أكتوبر 2021، أعلنت الجزائر رسميًا وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي–الأوروبي الذي يمر عبر الأراضي المغربية نحو إسبانيا. هذا القرار لم يكن ف...

وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل: هدنة خادعة تخفي ترتيبات الحرب المقبلة

في مشهد يُراد تقديمه كـ”انتصار للسلام على الحرب”، جاء وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ليكشف، في حقيقته، عن فخّ جيوسياسي مُحكم، لا هدف له سوى إنقاذ جيش بنيامين نتنياهو من الانهيار الكامل بعد الضربات الإيرانية الدقيقة والمباغتة التي فاجأت أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية على حد سواء. فالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي حاول الظهور بمظهر رجل السلام، لم يكن سوى أداة لإنقاذ حليف مأزوم، في وقت تدخل فيه المنطقة منعرجًا خطيرًا ينذر بانفجار أوسع. هدنة لإنقاذ الجيش الإسرائيلي توقيت فرض وقف إطلاق النار لم يكن عفويًا. فبعد ساعات فقط من الضربة الإيرانية على قاعدة “العديد” الأميركية في قطر، والتي جاءت ردًا على غارة أميركية محدودة استهدفت مواقع نووية داخل إيران، سارعت واشنطن إلى فرض وقف فوري للعمليات. هذه العجلة لم تكن بدافع الحرص على التهدئة، بل نتيجة لتقييم ميداني صادم: الجيش الإسرائيلي يتداعى. قدرات “القبة الحديدية” استُنزفت، مخازن الذخيرة تضاءلت، المعنويات انهارت، وقيادة الجيش بدأت تفقد السيطرة على الجبهات. أمام هذا الواقع، بات ضرورياً منح إسرائيل فرصة لإعادة تسليح نفسها، وإعادة تموضع ق...

سباستيان ديلوقو… شذوذ مشرّف في المشهد الفرنسي بشأن الصحراء الغربية

تعيش فرنسا هذه الأيام على وقع زوبعة سياسية وإعلامية عنيفة، سببها مواقف نائب “فرنسا الأبيّة” سباستيان ديلوقو، الذي تجرأ على كسر التوافق المريب داخل الطبقة السياسية الفرنسية حول قضية الصحراء الغربية، ورفض الاصطفاف خلف السردية المغربية الرسمية التي تجد عادة آذاناً صاغية في باريس، حتى داخل أوساط من يُفترض أنهم تقدميون، مثل جان لوك ميلانشون نفسه. وسط حالة من الغضب الرسمي في باريس، وبُحّة أصوات الصحافة الفرنسية المُوجّهة، المتحاملة والمملوكة لدوائر المال المتحالفة مع اليمين المتطرف، يُشنّ هجوم شرس على النائب ديلوقو، بسبب زيارته إلى الجزائر، وتصريحاته العلنية التي جاءت في سياق يتحدى التوجه العام للسياسة الفرنسية في المنطقة المغاربية. شجاعة ديلوقو في وجه نفاق ميلانشون إن ما يميز موقف ديلوقو في زيارته إلى الجزائر، هو إعلانه الصريح دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وتمسكه بشرعية نضاله التحرري، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. موقفٌ يكشف النفاق العميق داخل تيار “فرنسا الأبيّة” ذاته، الذي يتزعمه جان لوك ميلانشون، والذي ما فتئ يغازل النظام المغربي ويتبنى مقاربته بخصوص الصحر...

بوعلام صنصال، محمد سيفاوي: وجهان لخيانة واحدة

قال نابليون ذات يوم: “أحب الخيانة، لكنني أكره الخونة.” عبارة قاسية، لكنها تختزل بعمق مصير كل من يدير ظهره لوطنه. فالخائن، حتى وإن خدم مصالح الآخرين، يُحتقر في النهاية من الجميع: من الذين خانهُم، ومن الذين خان من أجلهم. وحالة بوعلام صنصال مثال صارخ على هذا السقوط الأخلاقي. أما محمد سيفاوي، فهو الوجه الآخر لنفس الانحدار.   بوعلام صنصال مدين بكل شيء للجزائر. هذا البلد الذي احتضنه، ربّاه، وعلّمه، ومنحه فرصاً نادرة في قلب مؤسسات الدولة، حتى وصل إلى مناصب رفيعة داخل وزارة الصناعة. استفاد من خيرات دولة الاستقلال، من تعليمها المجاني، ومن فضاءاتها الاجتماعية التي فتحت له الأبواب. لكن، ورغم كل ذلك، اختار صنصال طريق التنكر، وأدار ظهره للوطن، واصطف مع من يسعون لتشويهه وتقسيمه. الأدهى من ذلك، أن نرى من يهبّ للدفاع عنه، مثل محمد سيفاوي، المعروف في الساحة الفرنسية بتخصصه في مهاجمة الجزائر وتقديمها في أبشع الصور. سيفاوي، الذي يدّعي الدفاع عن “العقلانية” و”الحرية”، لا يفوّت فرصة لتلميع صورة صنصال، وتقديمه كـ”مفكر حر” و”ضحـية للنظام الجزائري”، وكأن الخيانة أصبحت بطولة، والانقلاب على الوطن صار شرفًا....