التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

توفيق بوعشرين: هوس بالجزائر على حساب معاناة المغاربة

 منذ خروجه من السجن، أثار الصحفي المغربي توفيق بوعشرين، مدير جريدة أخبار اليوم ، دهشة العديد من المراقبين بسبب تركيزه شبه الكامل على الجزائر، حيث يكرّس انتقاداته لبلد يبدو أنه يجهل واقعه تمامًا. في المقابل، يلتزم الصمت حيال الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتفاقمة التي تعصف ببلده المغرب. هذا الصمت يبرز تناقضًا صارخًا مع ماضيه كصحفي ناقد ويثير تساؤلات حول مصداقية نهجه الحالي. ومع ذلك، تُظهر الحقائق والإحصاءات بوضوح أن الظروف المعيشية للمواطنين المغاربة أكثر هشاشة بكثير مقارنة بالجزائريين. بينما يغرق المغرب في فقر متزايد وغياب واضح للعدالة الاجتماعية، يبدو أن بوعشرين مهووس بشكل غريب بمصير الجزائريين بدلًا من التركيز على معاناة أبناء وطنه. ظروف اعتقال توفيق بوعشرين: ضحية للنظام المغربي لفهم هذا التناقض، من المهم الرجوع إلى ظروف اعتقال توفيق بوعشرين على يد النظام المغربي. في 23 فبراير 2018، تم اعتقال بوعشرين بشكل مفاجئ في مقر صحيفته بالدار البيضاء، في عملية أثارت جدلًا واسعًا على المستوى الوطني والدولي. وُجهت إليه تهم خطيرة، من بينها الاعتداءات الجنسية والتحرش والاتجار بالبشر...

البرلمان الأوروبي وقضية بوعلام صنصال: تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية للجزائر

 البرلمان الأوروبي اعتمد مؤخرًا قرارًا يدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، المحتجز منذ نوفمبر الماضي في الجزائر. هذا النداء، الذي قُدّم كدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، يأتي في سياق تنتقد فيه الاتحاد الأوروبي بانتظام الوضع السياسي في بعض الدول غير الغربية. ومع ذلك، تثير هذه المبادرة تساؤلات مشروعة حول حدود التدخل السياسي، المعايير المزدوجة والدوافع الحقيقية وراء مثل هذه التحركات. السياق: قضية بوعلام صنصال والمادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري بوعلام صنصال، كاتب جزائري من أصول مغربية يبلغ من العمر 75 عامًا، يُلاحَق بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري. تنص هذه المادة على تصنيف "الأعمال الإرهابية أو التخريبية" على أنها أي عمل يهدف إلى المساس بأمن الدولة أو استقرار المؤسسات. وتستند السلطات الجزائرية إلى هذه المادة لتبرير اعتقاله، في حين يرى المنتقدون أنها أداة للقمع السياسي. صوّت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة (533 صوتًا مقابل 24) على قرار يدين هذا الاعتقال ويطالب بالإفراج الفوري عنه وعن نشطاء وصحفيين ومدافعين عن حقوق ال...

الاتفاق بين الجزائر والولايات المتحدة في مجال الدفاع: إعادة ترتيب الأوراق الاستراتيجية التي تقلق موسكو

  يمثل الاتفاق الموقّع مؤخرًا بين الجزائر والولايات المتحدة في مجال الدفاع خطوة مهمة في العلاقات بين البلدين. وعلى الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل هذا الاتفاق بشكل دقيق، إلا أنه من الواضح أنه يهدف إلى وضع آليات تعاون لتعزيز الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات في شمال إفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن هذا التقارب قد يثير مخاوف موسكو، التي كانت تقليديًا شريكًا رئيسيًا للجزائر، وقد تجد نفسها في مواجهة تغير في أولويات الجزائر الاستراتيجية. السياق الاستراتيجي: تعاون عسكري متزايد لطالما اعتمدت الجزائر، كقوة إقليمية رئيسية وفاعل محوري في مكافحة انعدام الأمن في الساحل، على شراكات عسكرية متنوعة للحفاظ على استقلالها الاستراتيجي. ويأتي الاتفاق مع واشنطن في هذا الإطار، حيث يعكس رغبة الجزائر في تنويع شراكاتها الدولية والتعاون بشكل أوسع مع الولايات المتحدة، بما يتجاوز العلاقات التقليدية التي تربطها بروسيا، المزود الرئيسي لها بالأسلحة. من المحتمل أن يشمل هذا التعاون مجالات متعددة مثل التدريب العسكري، تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتنسيق في مكافحة التهديدات ال...

تناقضات الإستراتيجية الطاقية المغربية: الاكتفاء الذاتي الوطني مقابل الطموحات الإقليمية

 على الرغم من الجهود التي يبذلها المغرب في مجال الطاقات المتجددة، إلا أنه يجد نفسه في وضع متناقض على المستوى الطاقي. ففي الوقت الذي يعاني فيه من عجز في تغطية الطلب المحلي على الكهرباء، حيث يضطر إلى استيراد كميات كبيرة من الكهرباء من دول الجوار، قام مؤخراً بتوقيع مذكرة تفاهم مع موريتانيا لتزويدها بالكهرباء من خلال مشروع للربط الكهربائي. هذه المبادرة، على الرغم من أنها تحمل طموحات التعاون الإقليمي، تثير تساؤلات عديدة حول مدى اتساق هذه الخطوة مع واقع القطاع الطاقي المغربي. اعتماد مستمر على الاستيراد الطاقي بالرغم من الحديث عن التحول الطاقي، لا يزال المغرب يعتمد بشكل كبير على استيراد الكهرباء لتلبية احتياجاته المتزايدة. حيث يستورد نسبة كبيرة من طاقته الكهربائية من إسبانيا وأحيانًا من الجزائر، خاصة خلال فترات الذروة التي يتجاوز فيها الطلب قدرة الإنتاج الوطني. وتترتب على هذا الوضع حالات متكررة من انقطاعات الكهرباء (التخفيض الأحمال) التي تؤثر سلبًا على الأسر والأنشطة الاقتصادية. هذا الواقع يعكس عجزًا هيكليًا في قطاع الطاقة بالمغرب. فمستوى التغطية الكهربائية في المغرب يظل أدنى مقارنة بدول ...

الجزائر: بوابة استراتيجية لروسيا نحو الأسواق الأفريقية

في إطار سعيها لتعزيز وجودها الاقتصادي والجيوسياسي في أفريقيا، ترى روسيا في الجزائر شريكاً محورياً يمكنه أن يفتح لها أبواب القارة الأفريقية. بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتنامية، يمكن للجزائر أن تصبح مركزاً إقليمياً لنقل وتوزيع المنتجات الروسية إلى الأسواق الأفريقية. هذا ما أكده إيفان نالتش، رئيس البعثة الاقتصادية الروسية في الجزائر، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي . شراكة اقتصادية متنامية خلال المقابلة، كشف إيفان نالتش عن أرقام هامة تُبرز حجم التبادل التجاري بين الجزائر وروسيا. وأوضح أن روسيا تُعدّ مورداً رئيسياً لبعض المنتجات الأساسية في الجزائر، لا سيما الحبوب، حيث تغطي روسيا حوالي 30% من احتياجات السوق الجزائرية من القمح. إلى جانب القمح، تصدر روسيا إلى الجزائر مجموعة واسعة من المنتجات الأخرى، مثل المعادن، والأسمدة، والمنتجات الكيميائية. وتسعى أيضاً لتطوير مجالات تصديرية جديدة، بما في ذلك الحليب المجفف والأدوية. وأشاد نالتش بالإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الجزائر، خاصة موقعها الجغرافي الذي يجعلها جسراً بين شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء. ك...

الهجمات السياسية والتوترات الدبلوماسية: وزير الداخلية الفرنسي في مواجهة الجزائر

على مدار الأيام القليلة الماضية، أثارت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، موجة من الجدل والاستياء على جانبي البحر الأبيض المتوسط. التصريحات التي تحمل نبرة عدائية واتهامات مبطنة ضد الجزائر تسلط الضوء على محاولة واضحة لتأجيج الخلافات السياسية في فرنسا، بالإضافة إلى تعزيز ديناميكيات دبلوماسية مقلقة بين باريس والجزائر. وبدلاً من تبني خطاب متزن وبنّاء حول القضايا الحساسة، تبدو تصريحات الوزير وكأنها تهدف إلى صرف الانتباه عن التحديات الحقيقية التي تواجهها فرنسا داخليًا. خطاب عدائي وهجمات موجهة منذ توليه منصب وزير الداخلية، يبدو أن برونو ريتايو قد جعل الجزائر هدفًا مفضلًا في خطاباته العامة. ومن بين تصريحاته الأكثر إثارة للجدل كانت تلك التي اتهم فيها الجزائر بـ "السعي لإهانة فرنسا". تصريحات كهذه، التي تتسم بنبرة حادة وغير مألوفة، تعكس تصعيدًا لفظيًا حيث يتم استبدال الحوار الدبلوماسي المتزن بالهجوم المباشر على دولة ذات سيادة. وما يزيد الأمر غرابة هو أن هذه التصريحات تبدو مشجعة من قِبل إطار سياسي أوسع، حيث يُقال إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حزبه فرانسوا بايرو قد منح...

الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا: ضربة موجعة لصادرات القمح الفرنسي

 تشهد العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا توتراً غير مسبوق، الأمر الذي بدأ ينعكس بشكل مباشر على التبادلات الاقتصادية بين البلدين، وخاصة في القطاع الزراعي. وفي هذا السياق، أدت هذه التوترات إلى إغلاق شبه كامل للأسواق الجزائرية أمام القمح الفرنسي، وهو ما يمثل خسارة كبيرة لفرنسا، التي تعد واحدة من أكبر مصدري القمح في العالم. الجزائر: سوق رئيسية تخسرها فرنسا خلال مؤتمر صحفي حديث، صرّح بونوا بييتريمون ، رئيس المجلس الفرنسي للمحاصيل الكبرى ( فرانس أغري مار )، بأن الجزائر "مغلقة تقريباً، إن لم تكن مغلقة تماماً" أمام صادرات القمح الفرنسي اللين. ونقل موقع فرانس أغريكول المتخصص في أخبار الزراعة تصريحات بييتريمون، الذي عبّر عن قلقه الشديد بشأن انخفاض صادرات الحبوب الفرنسية إلى الجزائر، خاصة مع استمرار التوترات السياسية والدبلوماسية بين البلدين. تعد الجزائر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، وكانت فرنسا تاريخياً المزود الرئيسي للقمح للسوق الجزائرية. في عام 2023، صدّرت فرنسا حوالي 3.2 مليون طن من القمح إلى الجزائر، وفقاً لبيانات فرانس أغري مار . ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن هذا ...