التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تصنيف الجزائر كدولة ذات دخل متوسط أعلى: تحليل تقني ومقارن

تقدمت الجزائر مؤخرًا من تصنيفها كدولة ذات دخل متوسط أدنى إلى دولة ذات دخل متوسط أعلى، وفقًا للتحديث الجديد لتصنيف الاقتصادات من البنك الدولي. يعتمد هذا التحسن على مؤشرات رئيسية مثل إجمالي الدخل القومي (GNI) للفرد، والنمو الاقتصادي، والتضخم، وأسعار الصرف، والنمو السكاني. يتناول هذا المقال التفاصيل التقنية لهذه الانتقالة، مع مقارنة وضع الجزائر مع جيرانها.



التصنيف الاقتصادي ومعايير البنك الدولي

يصنف البنك الدولي الاقتصادات إلى أربع فئات رئيسية بناءً على إجمالي الدخل القومي (GNI) للفرد:

  1. اقتصادات ذات دخل منخفض: إجمالي الدخل القومي للفرد 1135 دولارًا أمريكيًا أو أقل.
  2. اقتصادات ذات دخل متوسط أدنى: إجمالي الدخل القومي للفرد بين 1136 و4465 دولارًا أمريكيًا.
  3. اقتصادات ذات دخل متوسط أعلى: إجمالي الدخل القومي للفرد بين 4466 و13845 دولارًا أمريكيًا.
  4. اقتصادات ذات دخل مرتفع: إجمالي الدخل القومي للفرد 13846 دولارًا أمريكيًا أو أكثر.

بزيادة إجمالي الدخل القومي للفرد من 3900 دولارًا أمريكيًا (من 1 يوليو 2022 إلى 30 يونيو 2023) إلى 4960 دولارًا أمريكيًا (من 1 يوليو 2023 إلى 30 يونيو 2024)، تجاوزت الجزائر الحد الفاصل للانضمام إلى فئة الاقتصادات ذات الدخل المتوسط الأعلى.

العوامل التقنية للتحسن

كان العامل الرئيسي الذي ساهم في هذا التحسن هو إعادة النظر الكاملة في إحصائيات الحسابات الوطنية، أو إعادة التأسيس، التي أجراها الديوان الوطني للإحصائيات (ONS) للتوافق مع المعايير الدولية الحالية (SNA2008). أدت هذه المراجعة إلى زيادة متوسط قدرها 13.3٪ في مستوى الناتج المحلي الإجمالي للفترة من 2018 إلى 2022. تشمل العوامل الأخرى:

  • النمو الاقتصادي: سجلت الجزائر تقدمًا ملحوظًا في مجال النمو الاقتصادي.
  • الاستثمار العام: لعب توسيع الاستثمار العام دورًا حاسمًا.
  • تعزيز القطاعات الاقتصادية الإنتاجية: أثمرت الجهود لتعزيز هذه القطاعات.
  • الحوكمة الجيدة للمالية العامة: تم تحقيق تحسينات في إدارة المالية العامة.
  • طرق قياس وإنتاج البيانات الإحصائية: تم تحقيق تقدم في هذه المجالات، بما في ذلك تغطية الاقتصاد غير المرئي.

تأثير مراجعات المحاسبة الوطنية

يمكن أن يكون لمراجعات طرق وبيانات المحاسبة الوطنية تأثير كبير على التصنيف الاقتصادي للدولة. للحفاظ على حدود تصنيف الدخل ثابتة من الناحية الواقعية، يتم تعديلها وفقًا للتضخم باستخدام مؤشر الأسعار الخاص بحقوق السحب الخاصة (SDR). تعكس مراجعة تصنيف الجزائر للعام 2025 من قبل البنك الدولي الاعتراف بالجهود الإحصائية المبذولة.

مقارنة مع الدول المجاورة

لتحديد موقع الجزائر في سياق إقليمي، تجدر المقارنة مع الدول المجاورة.

  1. المغرب:

    • إجمالي الدخل القومي للفرد: حوالي 3380 دولارًا أمريكيًا في عام 2023.
    • التصنيف: اقتصاد ذو دخل متوسط أدنى.
    • العوامل: نمو مستقر ولكنه أقل من الجزائر، مع تحديات في التنويع الاقتصادي.
  2. تونس:

    • إجمالي الدخل القومي للفرد: حوالي 4050 دولارًا أمريكيًا في عام 2023.
    • التصنيف: اقتصاد ذو دخل متوسط أدنى.
    • العوامل: تواجه تحديات اقتصادية وسياسية تعرقل تقدمها.
  3. ليبيا:

    • إجمالي الدخل القومي للفرد: حوالي 5350 دولارًا أمريكيًا في عام 2023 (تقديرات متغيرة بسبب عدم الاستقرار السياسي).
    • التصنيف: اقتصاد ذو دخل متوسط أعلى.
    • العوامل: الاعتماد على الإيرادات النفطية وعدم الاستقرار السياسي يؤثران بشكل كبير على الإحصاءات.
  4. مصر:

    • إجمالي الدخل القومي للفرد: حوالي 3690 دولارًا أمريكيًا في عام 2023.
    • التصنيف: اقتصاد ذو دخل متوسط أدنى.
    • العوامل: عدد سكان كبير ونمو اقتصادي سريع ولكنه غير متساوٍ.

الخاتمة

يعد تحسين تصنيف الجزائر في تصنيف اقتصادات البنك الدولي خطوة مهمة، نتيجة لمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، والاستثمارات العامة، والتحسينات الإحصائية. مقارنة بجيرانها، تبرز الجزائر بدخل قومي للفرد أعلى، متجاوزة دولًا مثل المغرب وتونس، وقريبة من ليبيا رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الأخيرة. تؤكد هذه التقدمية على أهمية الإصلاحات الاقتصادية والحكم الجيد في تحسين المؤشرات الاقتصادية الوطنية.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

الطموحات التوسعية للمغرب خلال حرب التحرير الوطني: تحليل وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي لعام 1957

 تكشف وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، مؤرخة في 16 ديسمبر 1957، عن الطموحات التوسعية للمغرب تجاه الجزائر في خضم حرب الاستقلال. تلقي هذه الوثيقة ضوءًا جديدًا على العلاقات المعقدة بين البلدين وتتناقض جزئيًا مع السرد التاريخي الذي يتم تدريسه في الجزائر، والذي يشير إلى دعم غير مشروط من المغرب للثورة الجزائرية. في النسخة الرسمية لتاريخ حرب التحرير الوطني، كما يتم تقديمها في المدارس الجزائرية، يُصوَّر المغرب، تحت حكم الملك محمد الخامس، كحليف قوي في النضال من أجل استقلال الجزائر. يبرز هذا السرد وحدة الشعبين المغربي والجزائري في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. ومن الصحيح أن الثوار الجزائريين رأوا في بداية الأمر أن نضالهم جزء من حركة تحرير مغاربية أوسع (تونس – الجزائر – المغرب). على سبيل المثال، هجوم شمال قسنطينة في أغسطس 1955، الذي تم تنفيذه ردًا على نفي السلطان المغربي إلى مدغشقر، يوضح هذه التضامن الإقليمي. ومع ذلك، كانت سنة 1956 نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الجزائر والمغرب. خلال هذه الفترة، حصل المغرب وتونس على استقلالهما بعد مفاوضات مباشرة مع فرنسا، تاركين الجزائر تواصل نضالها المسلح...