التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حرب الرمال في عام 1963: قصة خيانة مغربية

 في 26 فبراير 1961، تولى الملك الحسن الثاني العرش في المغرب في ظل وضع سياسي واقتصادي مضطرب. وفي 17 مايو 1963، أجريت الانتخابات التشريعية المغربية التي حصلت فيها المعارضة على 56.5% من الأصوات، مما زاد من التوترات الداخلية. يرى بول بالتة، المراسل السابق لجريدة "لوموند" في الجزائر، أن هذا الوضع دفع الملك الحسن الثاني إلى إثارة النزاعات مع الدول المجاورة لتعزيز نظامه وقمع المعارضة الداخلية.

بداية النزاع

  • 8 أكتوبر 1963: بدأت الاشتباكات بين القوات الجزائرية والمغربية عندما هاجمت القوات المغربية مواقع جزائرية في تينجوب وحاسي بيضة. ردت الجزائر باستعادة هذه المواقع وشن هجمات مضادة.
  • 9 أكتوبر 1963: أعلن المغرب أن محميات تينجوب وحاسي بيضة وتينفوشي تم الاستيلاء عليها من قبل القوات الجزائرية في هجوم مفاجئ، بينما أكدت الجزائر أن القوات المغربية كانت تتقدم في الصحراء منذ سبتمبر لإقامة محميات.
  • 14 أكتوبر 1963: احتلت القوات المغربية مجددًا حاسي البيضاء وتينجوب، ودفعوا بالقوات الجزائرية نحو طريق بشار – تندوف.

تصعيد النزاع

  • 15 أكتوبر 1963: أعلنت الجزائر التعبئة العامة لقدامى محاربي الجيش "جنود جيش التحرير الوطني".
  • 16 أكتوبر 1963: ظهر الرئيس أحمد بن بلة ونوابه على جبهة القتال، داعين جميع المحاربين القدامى للانضمام إلى الجيش لمحاربة "العدوان الإمبريالي" المغربي.
  • 25 أكتوبر 1963: وقعت أكبر معركة في النزاع حيث تم أسر حوالي 250 جنديًا جزائريًا بالقرب من حاسي البيضاء.
  • أواخر أكتوبر 1963: وصلت الجزائر إلى وضعية دبلوماسية جيدة بدعم كبير من المنظمات الأفريقية، مما عزز موقفها في النزاع.

وساطات واتفاقيات

  • 5 نوفمبر 1963: توقفت المعارك بوساطة جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية.
  • 20 فبراير 1964: تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في باماكو، مالي، بوساطة الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي. تضمنت الاتفاقية وقف القتال، إنشاء منطقة منزوعة السلاح، تعيين مراقبين من الدولتين، وتشكيل لجنة تحكيم لتحديد المسؤولية حول بدء العمليات الحربية ودراسة مشكلة الحدود بين البلدين.

تأثيرات وتداعيات

بعد النزاع، بقيت العلاقة بين الجزائر والمغرب متوترة، مع استمرار الشكوك والعداء في الذاكرة الجماعية للبلدين. تُعتبر هذه الحرب في الجزائر خيانة من النظام المغربي وإخلالاً بمبادئ حسن الجوار.

دعم دولي سري

في أكتوبر 1963، تلقى المغرب دعمًا سريًا من إسرائيل، حيث أرسلت إسرائيل طائرات حربية ودبابات فرنسية الصنع عبر وساطة شاه إيران لمواجهة القوات الجزائرية، حسبما وثق البروفيسور وليد عبد الحي والباحثة الإسرائيلية عينات ليفي.


تركت المعارك أثرًا دائمًا على العلاقات الجزائرية المغربية، مما أدخل عدم الثقة والتوتر المستمر. بالنسبة للجزائر، تُعتبر هذه الحرب خيانة من النظام المغربي وإخلالاً بمبادئ حسن الجوار.


المراجع

  1. بول بالتة، المراسل السابق لجريدة "لوموند".
  2. البروفيسور وليد عبد الحي حول الدعم الإسرائيلي.
  3. عينات ليفي، "إسرائيل والمغرب"، 2018.
  4. الانتخابات التشريعية المغربية عام 1963.
  5. وساطة جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

الطموحات التوسعية للمغرب خلال حرب التحرير الوطني: تحليل وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي لعام 1957

 تكشف وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، مؤرخة في 16 ديسمبر 1957، عن الطموحات التوسعية للمغرب تجاه الجزائر في خضم حرب الاستقلال. تلقي هذه الوثيقة ضوءًا جديدًا على العلاقات المعقدة بين البلدين وتتناقض جزئيًا مع السرد التاريخي الذي يتم تدريسه في الجزائر، والذي يشير إلى دعم غير مشروط من المغرب للثورة الجزائرية. في النسخة الرسمية لتاريخ حرب التحرير الوطني، كما يتم تقديمها في المدارس الجزائرية، يُصوَّر المغرب، تحت حكم الملك محمد الخامس، كحليف قوي في النضال من أجل استقلال الجزائر. يبرز هذا السرد وحدة الشعبين المغربي والجزائري في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. ومن الصحيح أن الثوار الجزائريين رأوا في بداية الأمر أن نضالهم جزء من حركة تحرير مغاربية أوسع (تونس – الجزائر – المغرب). على سبيل المثال، هجوم شمال قسنطينة في أغسطس 1955، الذي تم تنفيذه ردًا على نفي السلطان المغربي إلى مدغشقر، يوضح هذه التضامن الإقليمي. ومع ذلك، كانت سنة 1956 نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الجزائر والمغرب. خلال هذه الفترة، حصل المغرب وتونس على استقلالهما بعد مفاوضات مباشرة مع فرنسا، تاركين الجزائر تواصل نضالها المسلح...