مجزرة مليلية: جريمة ضد الانسانية ستلتصق بنظام المخزن الى الأبد، على المغرب أن يتحمل تبعاتها ومسؤولياته الدولية فيها
يذكر جميعنا ذلك الصباح الدامي من يوم 24 يونيو 2022 ،
عندما رأينا مقاطع فيديو تقشعر لها الأبدان و تدمع لها العيون وتحتبس لها الانفاس،
للشرطة والدرك المغربي وهم يتعدون على حوالي 2000 مهاجر أفريقي و يقتلون المئات
منهم ، من السودان والسينغال وساحل العاج وبلدان افريقية أخرى حاولوا عبور السياج الحدودي لمليليه، الذي يفصل
الجيب الإسباني من شمال إفريقيا عن مملكة المغرب.
يذكر جميعنا ذلك الصباح الدامي من يوم 24 يونيو 2022 ، عندما رأينا مقاطع فيديو تقشعر لها الأبدان و تدمع لها العيون وتحتبس لها الانفاس، للشرطة والدرك المغربي وهم يتعدون على حوالي 2000 مهاجر أفريقي و يقتلون المئات منهم ، من السودان والسينغال وساحل العاج وبلدان افريقية أخرى حاولوا عبور السياج الحدودي لمليليه، الذي يفصل الجيب الإسباني من شمال إفريقيا عن مملكة المغرب.
وقد أطلقت قوات القمع المغربية الذخيرة الحية على المهاجرين الأفارقة الغير مسلحين دون اية رحمة ولا شفقة ودون مراعاة لقوانين حقوق الانسان بل حتى حقوق الحيوان، كما رأينا عمليات الإعدام خارج نطاق القانون من العنف المذهل ، واستخدام عبارات عنصرية وتمييزية، ضد هؤلاء المهاجرين الذين كان من بينهم الكثير من المصابين وكانوا بحاجة ماسة إلى المساعدة الطبية، بل رأينا فيهم من يحتضر ورغم ذلك كانت اللكمات تأتيه من كل حدب و صوب.
وتذكر التقارير الرسمية المغربية 25 حالة وفاة بين المهاجرين، لكن الجمعيات المغربية والمهاجرين أنفسهم الذين نجوا من المذبحة يتحدثون عن مئات القتلى. وأمام هذه المجزرة الرهيبة سارعت السلطات المغربية إلى دفن هؤلاء الضحايا في أماكن سرية متفرقة في عدة مناطق بالمغرب ، وقد تم إرسال عدة جثث إلى الدار البيضاء و الى الرباط لدفنها هناك خلسة، في محاولات يائسة لإخفاء أثر الجريمة.
وتعد هذه الأساليب اللاإنسانية والدنيئة ليست غريبة على نظام المخزن ، المعروف بطبيعته المتعطشة للدماء والقمعية: كلنا نتذكر سجن تازمامارت * حيث أمضت عائلة أوفقير اطفال ونساء عدة عقود في هذه المؤسسة لدفع ثمن "الجريمة" التي ارتكبها العقيد أوفقير والتي لم يكن لهم دخل فيها. نتذكر أيضًا استخدام الحسن الثاني للأسلحة الكيماوية ضد سكان الريف في الثمانينيات لمعاقبتهم على التمرد ضده (رمي الطماطم خلال رحلة رسمية). و الزج بالمئات المتظاهرين الصحراويين المعتصمين في مخيمات ايكديم ايزيك في سجون تفتقر لأدنى المعايير الدولية للسجون. هذا النظام المارق لا يحترم أي شيء، بل ومستعد لفعل أي شيء لتلبية مخططات ملك المغرب ولضمان بقاء النظام الملكي في المغرب طالما أن المؤسسات الدولية والمنضمات الدولية لحقوق الانسان و الغير حكومية متواطئة بصمتها معه.
اذا كان نظام المخزن الذي لا يحترم مواطنيه باذلالهم و معاملتهم كعبيد ولا تهمه حياتهم، فكيف له أن يحترم مواطني الدول الفقيرة والمعوزة والذين لا يشكلون أي خطراً على المغرب؟
ولتوضيح وجهة نظري، فلنذكر عام 2021 ، عندما دفع المغرب حوالي 15000 من المغاربة إلى الموت المؤكد لغزو جيب سبتة الإسباني ، لمعاقبة إسبانيا لاستضافتها رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، فخامة السيد إبراهيم غالي من أجل الرعاية ضد COVID -19
وبعد ارتكاب مجازره المروعة في حق أبرياء على مرأى و مسمع العالم، يخرج علينا نظام المخزن مرتديا قناع العذراء الخائفة! وكعادته الخائبة التي لا يريد الحياد عنها يصوب أصابع الاتهام الى الجارة الجزائر ويلبس بخبث معهود و نفاق لا متناهي ثوب الضحية ويزعم انها مؤامرة أثارتها الجارة ، ويتمادى في اكاذيبه و تلفيقاته باتهامها انها وفرت للمهاجرين تدريبات عسكرية رفيعة المستوى ، حتى "يهاجموا" الشرطة المغربية ثم يعبرون الحدود الإسبانية بنفس الطريقة !وينسى او يتناسى ان العالم كله شاهد على جريمته لكنه متواطئ معه لحد كبير.
قد ألفنا الأكاذيب والخزعبلات والاتهامات المغربية الباطلة ضد الجزائر والتي لم تعد تخفى على أحد و منذ عقود ، وكلما كانت هناك مشكلة في المغرب ، يكون المتهم بالمسؤولية هو الجارة الشرقية . وهل الجزائر هي من أعطت الأمر لجحافل الشرطة المغربية المتوحشة لإطلاق الذخيرة الحية على الأبرياء؟ و هل الجزائر هي من اعدمت أبرياء لم يمثلوا أي تهديد لا للشرطة المغربية ولا لغيرها؟ أم ان الجزائر هي التي قامت بتخويف المهاجرين الأفارقة العزل وإهانتهم و شتمهم بأسوأ الالفاظ العنصرية؟ هؤلاء المهاجرين الأفارقة الذين كان خطأهم الوحيد هو محاولة البحث عن حياة أفضل ، بعد الفظائع التي وقعوا ضحايا لها في بلدانهم وخاصة في دارفور.
و باتهام المغرب الجارة الشرقية مرة أخرى بأنها هي من نظمت تدفقات الهجرة نحوه، فإنه أي المغرب يهين ذكاء المجتمع الدولي، لأنه من المعروف أن غالبية هؤلاء الأفارقة غير الشرعيين وصلوا إلى المغرب على متن طائرات الخطوط الملكية المغربية.
لأن في السنوات الأخيرة، ومن أجل تشجيع البلدان الأفريقية على فتح قنصليات في الأراضي الصحراوية المحتلة، ألغى المغرب التأشيرات على العديد من المواطنين الأفارقة. بفضل هذه الأحكام الجديدة، والرحلات اليومية بين الدار البيضاء وأغلبية العواصم الأفريقية ، حيث اصبح عشرات الآلاف من المهاجرين من جنوب الصحراء يصلون إلى المغرب شهريًا.
وبمجرد وصولهم إلى المغرب، تتولاهم عصابات إجرامية متخصصة في الاتجار بالبشر.
و تجدر الاشارة الى أن هذه المنظمات الإجرامية مرتبطة بمنظمات تهريب المخدرات نفسها التي يسيطر عليها القصر الملكي المغربي كما هو معروف للخاص والعام.
كما أصدرت صحيفة "EL ESPAÑOL" الإسبانية مقالاً كاملاً إلى حد ما ** يتناول هذا الموضوع
وعنوانه: (EL" TOUR OPERATOR "DE LA INMIGRACION) منظم رحلات الهجرة.
في الختام من الأفضل على المغرب أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة الفظائع التي ارتكبتها شرطته، لأن الاتهامات الباطلة ضد الجزائر لإلهاء و تشتيت الراي العام العالمي، واهية شديد الوهن، لدرجة أن لا أحد يمكنه تصديقها ولا يمكن أن تغير نظرته وتحييده عن الاهتمام بهذه الجريمة غير المقبولة والتي لا تغتفر.
وسيتعين على المغرب الرد على جرائمه وحماقاته، أمام العدالة الدولية، عاجلاً أم آجلاً.
(*) تزمامرت سجن تازمامارت هو معتقل سياسي سري، من بين أشهر السجون المغربية التي عرفت نشاطا مكثفا و يتميز بالسرية الكبيرة والتعذيب. يقع في منطقة صحراوية بالقرب من الريش
(**) رابط المقال في جريدة الإسبنيول
تعليقات
إرسال تعليق