التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الجزائريون في فرنسا: حان وقت الاستيقاظ

لقد عانت جاليتنا الجزائرية في فرنسا منذ عقود من الانقسامات والاغتراب الكامل. الجمعيات الجزائرية في فرنسا، التي كانت تشكل سابقًا صروحًا للتلاحم والتضامن، اختفت تدريجيًا، تاركة فراغًا استغله الآخرون بسرعة. في المقابل، المغرب، بمساعدة ضمنية من فرنسا، قام بالتغلغل في جاليتنا، واستهدف الإسلام في فرنسا وهياكلنا الجمعياتية عبر منظمات مثل الاتحاد الإسلامي الأوروبي (UOIF)، التي تُعد ذراعًا مغربية متنكرة في زي مؤسسات دينية. الحقيقة واضحة: الجزائريون لم يكونوا مستعدين لهذا الصراع، في حين أن المغاربة، الذين تربوا منذ طفولتهم على كراهية الجزائر، أصبحوا اليوم منظمين وجاهزين للهجوم علينا حتى في ديارنا. غفلة النظام التعليمي وطيبة قياداتنا منذ الاستقلال، فشل التعليم الجزائري في أداء مهمته الأساسية: إعداد المواطنين لفهم المخاطر المحيطة بهم. الجيل الحالي تربى على وهم أن الشعب المغربي “أخوي”، وهو تصور تم ترويجه حتى أعلى مستويات الدولة. ولكن، هل يمكن اعتبار شعب يطالب بصحرائنا وولاياتنا كتي يـتدوف وبشار، ويستولي على تراثنا الثقافي والديني، ويهين شهدائنا على وسائل التواصل الاجتماعي، أخًا لنا؟ الغفلة لها ثمن....

الاتفاقات متعددة الأطراف وحرب الإشاعات المغربية: كلا، الجزائر لن تطبع مع إسرائيل

منذ توقيع اتفاقيات التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني سنة 2020، وجد النظام المغربي نفسه أمام أزمة مزدوجة: أولاً، رفض شعبي داخلي يرى في هذه الخطوة خيانةً للقضية الفلسطينية، وثانياً، فقدان كبير للمصداقية داخل العالم العربي. ولمحاولة تبرير هذا التحول الاستراتيجي والفكري، يسعى النظام المغربي إلى جرّ الجزائر إلى رواية كاذبة مفادها وجود «تطبيع غير مباشر» عبر اتفاقات متعددة الأطراف. المناورة المغربية: صناعة الوهم الهدف واضح: من خلال إدراج إسرائيل والجزائر في نفس الإطار لاتفاقات دولية — سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو أمنية — يأمل المخزن في زرع اللبس والإيحاء بأن الجزائر هي الأخرى تربطها علاقات مع الكيان الصهيوني. لكن هذه الطريقة ليست سوى خلط متعمّد ومضلل. فالمنتديات الدولية والاتفاقات متعددة الأطراف تجمع عادةً دولاً لا تربطها أي علاقات دبلوماسية ثنائية. المشاركة فيها لا تعني الاعتراف بدولة ما، فضلاً عن التطبيع معها. لماذا لن تقع الجزائر أبداً في هذا الفخ لقد رسّخت الجزائر في عقيدتها الدبلوماسية — بل وفي دستورها — رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ما دام الشعب الفلسطيني...

وهم الأخوّة: ستة عقود من السذاجة الجزائرية أمام الإستراتيجية المغربية

على مدى عقود، كانت الجزائر بالنسبة للمغرب مصدراً سخياً للثروات. فقد استفاد جارنا الغربي بسخاء من مواردنا: مواد غذائية مدعمة، محروقات، بنزين، مازوت، أدوية… وكان ذلك يتم أحياناً عبر القنوات الرسمية، وكثيراً عبر شبكات التهريب. غير أنّ الهدية الكبرى تمثّلت بلا شك في أنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي ، الذي أنشئ بمبادرة جزائرية، ومنح المغرب مليارات الدولارات من عائدات العبور، فضلاً عن تمكينه من توفير طاقة رخيصة جذبت المستثمرين الأجانب. والحقيقة التي يجب التصريح بها بوضوح هي أنّه قبل عبور الغاز الجزائري عبر أراضيه، لم يكن للمغرب أي صناعة تُذكر. حتى أكثر المحللين عداءً للجزائر يعترفون بالعلاقة السببية بين مرور أنبوب الغاز ونهوض الصناعة المغربية ، إذ لا صناعة من دون طاقة. ورغم كل هذا، يواصل النظام المغربي ترديد مقولة أنّ الحكومة الجزائرية تُكنّ حقداً دفيناً للمغرب. ولكن، هل من المعقول أن يمدّ “العدو” المفترض شريكه المزعوم بأكسجين صناعته وأساس نموه الاقتصادي؟ أخوّة من طرف واحد الواقع أنّ الجزائر لم تغرس يوماً مشاعر الكراهية تجاه المغرب في نفوس أبنائها. على العكس، كانت مناهجنا المدرسية تغرس مفاهي...

الوحدة المغاربية: وهمٌ باهظ الثمن على الجزائر

منذ عقود، يعيش الجزائريون على فكرة جذابة لكنها مضلِّلة: أن هناك أخوة عميقة ودائمة بين شعوب المغرب العربي. في الخطاب الرسمي والوعي الشعبي، يُصوَّر الجزائريون والمغاربة والتونسيون والليبيون كأنهم مرتبطون بتاريخ وثقافة ومصير مشترك. غير أن القراءة المتأنية للتاريخ تكشف حقيقة مُرّة: هذه الأخوة لم تكن موجودة قط، وإن وُجدت فقد كانت دائمًا في اتجاه واحد، من “الأخ الأكبر الجزائري” إلى جيرانه، وغالبًا على حساب مصالحه الاستراتيجية. 1699-1702: الحرب المغاربية المنسية قليل من الجزائريين يعلمون أنه في أواخر القرن السابع عشر، تكوّنت تحالفات غير مسبوقة بين المغرب وتونس (إيالة تونس) وليبيا (إيالة طرابلس) لشن حرب على الجزائر. هذه “الحرب المغاربية” (1699-1702) كانت تهدف إلى إضعاف إيالة الجزائر، القوة الإقليمية المهيبة التي كانت تُخشى وتُحسد. دامت المعارك ثلاث سنوات، وانتهت بانتصار جزائري ساحق أكد هيمنته العسكرية. هذا الحدث الغائب عن الذاكرة الجماعية يبرهن أن الصراعات بين دول المنطقة ليست وليدة العصر الحديث، بل جذورها ضاربة في التاريخ. إقرأ أيضاً:  وهم الأخوّة: ستة عقود من السذاجة الجزائرية أمام الإست...

عندما تحاول الدعاية إخفاء الحقائق: إف-16 ضد سوخوي… مقارنة وهمية

نشرت صحيفة الصّحيفة المغربية مؤخراً مقالاً تحاول فيه التقليل من أهمية تعاقد الجزائر على القاذفة التكتيكية الثقيلة سوخوي-34 ، واحتمال حصولها على المقاتلة الشبحية متعددة المهام سوخوي-57، عبر الإيحاء بأن برنامج تحديث سلاح الجو المغربي القائم على إف-16 بلوك 72 ومروحيات أباتشي AH-64E يمكنه مجاراة القدرات الجزائرية. غير أن قراءة عسكرية تقنية جادة تُظهر أن هذه المقارنة ليست سوى خطاب إعلامي موجَّه للاستهلاك الداخلي، ولا تعكس حجم الفارق الفعلي في القوة الجوية بين البلدين. 1. منصات لا مجال لمقارنتها سو-34 فولباك: قاذفة تكتيكية ثقيلة، مداها القتالي يتجاوز 3000–4000 كم، قادرة على حمل أكثر من 8 أطنان من الأسلحة المتنوعة، مع أنظمة ملاحة وهجوم متقدمة تتيح تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى. سو-57: مقاتلة من الجيل الخامس، تتميز بالشبحية، وقدرات المناورة الفائقة، ورادارات AESA متعددة الاتجاهات، مع مزيج قوي من القدرات جو–جو وجو–أرض. إف-16 بلوك 72: مقاتلة خفيفة متعددة المهام من الجيل الرابع المطوّر، مناسبة للعمل ضمن عقيدة الناتو، لكنها محدودة في المدى، والحمولة، وخصائص التخفي أمام منصات ثقيلة أو شبحية مثل سو-...

الجزائر ترفض الإجراءات الفرنسية المؤقتة بشأن الحقيبة الدبلوماسية وتطالب باحترام الاتفاقيات الدولية

في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا، رفضت الجزائر مقترحات فرنسية وُصفت بـ”المؤقتة” لمعالجة الخلاف القائم حول إجراءات التعامل مع الحقيبة الدبلوماسية في المطارات الباريسية. القرار الفرنسي، الذي أثار استياءً واسعًا في الأوساط الدبلوماسية، اعتبرته الجزائر تمييزياً ومخالفاً للأعراف والاتفاقيات الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول. قيود استثنائية تستهدف الجزائر بحسب مصادر مطلعة، فرضت السلطات الفرنسية منذ أشهر قيودًا غير مسبوقة على الدبلوماسيين الجزائريين، تمنعهم من الوصول الحر إلى المناطق المخصصة ذات الولوج المنظم في المطارات الباريسية بغرض تسليم أو استلام الحقيبة الدبلوماسية. هذه الإجراءات لا تطبق على أي بعثة دبلوماسية أخرى في فرنسا، ما يجعلها ـ في نظر الجزائر ـ خرقًا صريحًا لمبدأ المساواة بين البعثات المنصوص عليه في الاتفاقيات الدولية. المساس باتفاقية فيينا والاتفاقيات الثنائية الجزائر رأت في هذه القيود انتهاكًا واضحًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، وخاصة المادة 27 التي تكفل حق البعثة الدبلوماسية في إرسال أحد أعضائها لاستلام الحقيبة مباشرة ودون أي قيود. كما اع...

تغيير إسم سلطنة فاس ومراكش وانعكاساته على التاريخ والهوية منطقة المغرب العربي

المغرب العربي، بأرضه الغنية بالهويات المتعددة وتاريخه المليء بالديناميات المعقدة، لم ينجُ من بصمات الاستعمار العميقة. ومن بين أخطر القرارات التي فرضتها القوى الاستعمارية، يبرز قرار تغيير اسم المغرب من “سلطنة فاس ومراكش” أو “المغرب الأقصى” إلى “المغرب” تحت الحماية الفرنسية، كخطوة لم تكن إدارية بريئة كما روّجوا لها، بل مؤامرة تاريخية محبوكة. فرنسا، التي كانت تخطط منذ القرن التاسع عشر لابتلاع الجزائر بالكامل ومسح وجودها كأمة، وجدت في هذا التغيير فرصة ذهبية لتزييف الوعي الجماعي في المنطقة. الهدف الخفي كان واضحًا: إعطاء المغرب غطاءً تاريخيًا أوسع، يسمح له بالسطو الرمزي على تاريخ الجزائر المجيد، وتبرير الاحتلال الفرنسي باعتباره “إعادة توحيد” أراضٍ مغربية مزعومة. أدى توحيد تسمية المغرب إلى تركيز الروايات التاريخية في المخيال الجماعي، مما أدى أحيانًا إلى طمس أو تقليل إسهامات الشعوب الأخرى في المغرب العربي، لا سيما الجزائر. وقد تسبب هذا الأمر في توترات حول تأويل التاريخ والمطالبة بشخصيات بارزة مثل طارق بن زياد، وسيدي بومدين الغوث، فضلًا عن باب المغاربة في القدس. السياق التاريخي والإداري قبل ...