التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دخول وإقامة الأجانب في الجزائر: الإطار القانوني والالتزامات والعقوبات

تولي الجزائر، كدولة ذات سيادة، اهتمامًا كبيرًا بتنظيم دخول وإقامة وحركة الأجانب على أراضيها. وقد نصت القانون رقم 08-11 المؤرخ في 25 يونيو 2008 المتعلق بشروط دخول وإقامة وحركة الأجانب في الجزائر، إلى جانب المراسيم التنفيذية والتعليمات الإدارية، على تنظيم هذا الشأن. وتهدف هذه القواعد إلى حماية الأمن الوطني، وتنظيم سوق العمل، وضمان النظام العام.



1. التزامات الأجانب في الجزائر

يجب على كل أجنبي يقيم في الجزائر الالتزام بمجموعة من القواعد القانونية، والتي يمكن تلخيصها كالتالي:

أ) احترام القوانين والأنظمة

يتعين على الأجانب الامتثال لكافة القوانين الجزائرية. وأي مخالفة، سواء كانت جريمة أو خرقًا للنظام العام أو انتهاكًا لقوانين الإقامة، تعرض الأجنبي لعقوبات إدارية أو جنائية، بما في ذلك الترحيل.

ب) امتلاك تأشيرة أو تصريح إقامة ساري

يجب على الأجنبي أن يمتلك تأشيرة أو تصريح إقامة مناسبًا لنوع إقامته: سياحة، عمل، دراسة، أو مهمة رسمية. ويجب احترام مدة صلاحية هذه الوثائق بدقة.

ج) التصريح لدى السلطات المختصة

عند الدخول، يجب على الأجنبي التصريح عن وجوده لدى مصالح الشرطة أو الدرك. كما يجب عليه إبلاغ السلطات بأي تغيير في محل الإقامة أو حالة الإقامة.

د) الالتزام بشروط التأشيرة أو تصريح الإقامة

تفرض التأشيرات وتصاريح الإقامة شروطًا واضحة، مثل:
  • نوع النشاط المسموح به (على سبيل المثال، التأشيرة السياحية لا تسمح بالعمل).
  • مدة الإقامة المحددة، والتي يجب الالتزام بها بدقة.

هـ) مغادرة التراب الجزائري عند انتهاء مدة الإقامة

يتعين على الأجنبي مغادرة الجزائر عند انتهاء صلاحية التأشيرة أو تصريح الإقامة. وأي تجاوز غير مشروع للمدة يعرض الأجنبي لعقوبات صارمة.

و) احترام الإجراءات الإدارية

يجب على الأجنبي حمل تصريح الإقامة معه دائمًا، والامتثال لأي استدعاء من السلطات في حال الرقابة أو التحقيق الإداري.


2. العقوبات في حال مخالفة القانون

تنص القوانين الجزائرية على عقوبات صارمة للأجانب الذين يخالفون شروط الدخول، الإقامة أو العمل:

أ) الدخول غير القانوني

يعتبر الأجنبي الذي يدخل الجزائر دون تأشيرة أو وثائق قانونية في وضع غير قانوني. وتشمل العقوبات:
  • الترحيل الفوري عند الحدود.
  • منع الدخول لفترة محددة.
  • في بعض الحالات، الحجز الإداري إلى حين العودة إلى بلده.


ب) الإقامة غير القانونية أو تجاوز مدة التأشيرة

البقاء في الجزائر بعد انتهاء مدة التأشيرة يعتبر مخالفة إدارية، وتشمل العقوبات:
  • غرامات مالية يومية عن كل يوم تجاوز.
  • الترحيل القسري من التراب الجزائري.
  • منع العودة إلى الجزائر لفترة محددة.

ج) العمل دون تصريح

يُمنع على الأجنبي ممارسة أي نشاط مدفوع الأجر دون تصريح عمل رسمي. وتشمل العقوبات:

  • الترحيل الفوري.
  • الغرامات المالية للأجنبي وللمشغل.
  • منع الدخول مستقبلاً إلى الجزائر.
  • في بعض الحالات، الملاحقة الجنائية إذا أدى النشاط غير القانوني إلى أضرار أو انتهاك تشريعات خاصة.

3. الخلاصة

تطبق الجزائر سياسة صارمة في تنظيم دخول وإقامة الأجانب، تهدف إلى حماية الأمن الوطني وتنظيم سوق العمل وضمان النظام العام. ولكي يقيم الأجنبي في الجزائر بشكل قانوني، يجب عليه:
  • الالتزام بالقوانين الجزائرية.
  • امتلاك تأشيرة أو تصريح إقامة صالح.
  • التصريح عن وجوده وأي تغييرات في محل الإقامة.
  • عدم العمل بدون تصريح واحترام مدة الإقامة المحددة.

وأي مخالفة لهذه الالتزامات تعرض الأجنبي لغرامات مالية، الترحيل، ومنع الدخول مستقبلاً، مما يؤكد أهمية الالتزام بالقوانين الجزائرية لكل أجنبي.


✍️ بلقاسم مرباح

وطني جزائري، حرّ في قلمه كما في مواقفه.



تعليقات

  1. لا نريد مراركة وصدكة صدكة والجنسيات الاخرى التي انتهت الحروب في بلدانهم من دول المشرق ،كل واحد يقعد في داره

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب. لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع العلاقات القنصلية مع المغرب في أسرع وقت ممكن ، لأن الغالبية العظمى من الشعب المغربي يشتركون في نفس الأطروحات التوسعية مثل ن...

دعم فرنسي للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء الغربية

 أعربت الجزائر، يوم الخميس، عن "استنكارها الشديد" للقرار الفرنسي الأخير بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وقد وصف هذا الموقف بأنه "غير متوقع، وغير مناسب، وغير مجدي" من قبل وزارة الخارجية الجزائرية. وقد أكدت الحكومة الجزائرية بوضوح أنها ستستخلص جميع العواقب المترتبة عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة. وقد أثار الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي المغربية، التي تُعتبر إضفاءً للشرعية على السيادة المتنازع عليها للمغرب على الصحراء الغربية، رد فعل حاد في الجزائر. ونددت وزارة الخارجية الجزائرية بهذا القرار باعتباره عملاً داعماً "لفعل استعماري"، يتعارض مع مبادئ إنهاء الاستعمار التي تدعمها المجتمع الدولي. ويعتبر هذا الموقف أكثر إثارة للجدل بالنظر إلى أنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحترم ويعزز الشرعية الدولية. وتعتبر الجزائر هذا القرار عائقاً أمام الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد أدت إلى مأزق مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. وأعربت الوزارة عن أ...

لماذا الحديث عن "اتفاقية سلام" بين الجزائر والمغرب في حين لا توجد حرب؟

الإعلان الأخير بأن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص الأمريكي المعيَّن من قبل دونالد ترامب، يسعى إلى “إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب” أثار العديد من ردود الفعل والتساؤلات. ووفقًا لتصريحاته، يأمل في التوصل إلى «اتفاق سلام» بين البلدين خلال الشهرين المقبلين، مؤكّدًا في الوقت نفسه أنه يعمل بالتوازي على مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. لكن هذه العبارة — «اتفاق سلام» — تطرح سؤالًا جوهريًا: عن أي حرب نتحدث؟ قراءة خاطئة للوضع الجزائر والمغرب ليسا في حالة حرب. لا يوجد نزاع مسلح ولا مواجهة مباشرة بين الدولتين. ما يفصل بينهما هو أزمة سياسية عميقة، ناتجة عن مواقف متناقضة حول قضايا السيادة والأمن الإقليمي والاحترام المتبادل. اختزال هذه الحقيقة المعقدة في مجرد “خلاف” يمكن تسويته بوساطة ظرفية يعكس إما سوء فهم لطبيعة النزاع، أو محاولة متعمدة لوضع البلدين على قدم المساواة أخلاقيًا ودبلوماسيًا، وهو ما ترفضه الجزائر رفضًا قاطعًا. الموقف الجزائري واضح وثابت شروط أي تطبيع مع المغرب معروفة، وقد جرى التأكيد عليها بقوة من قبل وزير الخارجية رمطان لعمامرة عند إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية في 24 أغس...