التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ريمة حسن وخيانة قضية الصحراء الغربية: صفعة للجزائر وشعبها

قد تجاوزت ريمة حسن الخط الأحمر. بعد أن دعمت طويلاً القضية الصحراوية، المرتبطة رمزيًا بالقضية الفلسطينية، أعلنت على إنستغرام أنها تبتعد عن هذا النضال وتؤيد الآن الموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية. بالنسبة للجزائريين، هذه التحوّل ليس مجرد رأي؛ إنه خيانة صريحة وواضحة.

هذا التحول المفاجئ في الموقف يثير الدهشة، خاصة وأن ريمة حسن بنت شرعيتها الأكاديمية على أطروحة تناولت مخيمات اللاجئين الصحراويين. واليوم، تتبنى الخطاب الرسمي المغربي. وإذا كانت قد آمنت حقًا بمواقفها السابقة، فإن تراجعها عنها يمثل أيضًا تخليًا عن التزامها تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما وأن الجهات التي تحتل الصحراء الغربية هي نفسها التي تحتل فلسطين.

قضية أمن وطني مُهانة

القضية الصحراوية تتجاوز النقاش السياسي أو الإنساني. إنها مسألة أمن وطني. يسعى النظام المغربي إلى سياسة توسعية في منطقتنا، مهددًا مصالحنا الحيوية مباشرة. أي دعم للرباط في هذا الملف يعادل إضفاء الشرعية على عدوان ضد الجزائر وخيانة لتضحيات شعبنا في الدفاع عن سيادته وتأثيره الاستراتيجي.




بعد إعلان دعمها للمواقف المغربية بشأن قضية الصحراء الغربية، أثارت ريمة حسن جدلاً جديدًا بعد تفاعلها الإيجابي مع تعليق يُروج لفكرة 'المغرب الكبير'، والذي يشير إلى أن الجزائر جزء من هذه الرؤية التاريخية. وقد اعتُبر هذا التصرف من قبل البعض مساسًا بسيادة الجزائر ووحدة أراضيها.

خيانة لمن جعلها مشهورة

دعم الأطروحة المغربية حول الصحراء الغربية ليس مجرد خيار سياسي عادي، بل هو فعل عدائي صريح ضد المصالح الحيوية للجزائر. أي صوت يرفع لتبرير هذا الموقف يخون جوهر أمتنا. يجب على المجتمع الوطني أن يذكّر بكل حزم أن الولاء للجزائر يتقدم على أي طموح شخصي أو إعلامي. قضية الصحراء الغربية ليست قابلة للتفاوض، فهي مقدسة، وكل من ينحرف عنها ليخدم العدو يستحق أن يُدان ويُحاسب من قبل كل جزائري يحترم وطنه.

لقد اختارت ريمة حسن أن تتبع بشكل أعمى مرشدها ميلانشون، الذي لم تعد علاقاته بالمغرب سرًا. بالنسبة لحزب فرنسا الأبية (LFI)، فإن الجزائريين الفرنسيين مجرد أدوات: أصواتهم مرغوبة، لكن مهاراتهم والتزامهم لا يُعترف بها أبداً. بمهاجمتها وحدة التراب الوطني للجزائر، خانت ريمة حسن الجزائر، وستظل هذه الخيانة محفورة في ذاكرة كل جزائري. الجزائريون في فرنسا لن ينسوا، وسيدفعون لها ولحزبها LFI، الذي أصبح أكثر فأكثر موالياً للمصالح المغربية ومعادياً للجزائر، ثمن هذا الخرق الجسيم للشرف الوطني.

تحوّل موقف ريمة حسن بشأن قضية الصحراء الغربية ليس مفاجئًا: فـLFI منذ فترة طويلة يهمش الجزائريين الفرنسيين لصالح الدعم الفرنسي المغربي. إلى كل الجزائريين الفرنسيين، أوجّه هذه الدعوة الجادة: لا تمنحوا أصواتكم لحزب اختار أن يدير ظهره للجزائر.

التاريخ يعلّمنا مخاطر المساومة والخيانة. فقد سقطت فلسطين إلى حد كبير تحت الاحتلال الصهيوني بسبب خيانات داخلية، عندما فشل بعض الفلسطينيين في نصرة شعبهم وقضيتهم. واليوم، تنتمي ريمة حسن إلى نفس تقليد الإنكار والمساومة، بخيانتها للجزائر وذاكرة الأجيال التي دافعت عن سيادتنا.

الجزائر لا يمكنها التسامح مع هذا النوع من التنازلات

دعم الموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية ليس خيارًا محايدًا، بل فعل عدائي ضد مصالح الجزائر الاستراتيجية. يجب على المجتمع الوطني أن يذكّر من يلعب بمصير بلادنا أن الولاء للجزائر فوق أي طموح شخصي أو إعلامي. القضية الصحراوية مقدسة، ومن يبتعد عنها لخدمة العدو يجب فضحه.

الخلاصة

ريمة حسن قد عبرت خط الخيانة. دعمها للموقف المغربي لا يمكن أن يبقى دون رد. بالنسبة للجزائريين، القضية الصحراوية غير قابلة للتفاوض. إنها جوهر أمننا وكرامتنا وسيادتنا، ومن يقف ضدها يجب محاسبته سياسيًا وأخلاقيًا.

الجزائر ليست طرفًا في هذا النزاع، لأنها لا تملك ما تكسبه منه: لا ثروة ولا أرض. الطرفان المتواجهان فعليًا هما المغرب وجبهة البوليساريو. غير أنّ بلادنا معنيّة بالأمر بشكل مباشر، لأنها تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين، ولأن مآلات هذا الصراع تؤثر بعمق على الجغرافيا السياسية لمنطقتنا.

سقطت فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني إلى حد كبير بسبب الخيانات الداخلية، حينما تخلّى عدد من الفلسطينيين عن شعبهم وقضيتهم. واليوم، تندرج ريمة حسن ضمن هذا المسار من التنازلات والتنكر للمبادئ.


✍️ بلقاسم مرباح

وطني جزائري، حرّ في قلمه كما في مواقفه.



لقد أرسلت هذا البريد الإلكتروني يوم 22 أوت 2025 إلى السيدة ريما حسن عبر عنوانها الرسمي في البرلمان الأوروبي: rima.hassan@europarl.europa.eu

Madame la Députée,

Je me permets de vous écrire au sujet de votre récente prise de position concernant le Sahara occidental. Après avoir longtemps soutenu la cause sahraouie, symboliquement liée à la lutte palestinienne, vous avez annoncé sur Instagram que vous preniez désormais vos distances avec ce combat et que vous souteniez la position marocaine. Pour de nombreux Algériens, ce revirement n’est pas une simple opinion politique : il est perçu comme une trahison.

Votre position surprend d’autant plus que vous avez construit votre légitimité académique autour des camps de réfugiés sahraouis. Aujourd’hui, en adoptant la rhétorique officielle marocaine, vous semblez renier vos convictions passées et tourner le dos à la cause palestinienne, puisque les acteurs impliqués dans l’occupation du Sahara occidental sont les mêmes que ceux engagés dans l’occupation de la Palestine.

La question sahraouie dépasse le cadre d’un simple débat politique ou humanitaire. Elle constitue une véritable question de sécurité nationale pour l’Algérie. Le régime marocain poursuit une politique expansionniste qui menace directement nos intérêts vitaux. Tout soutien à cette position équivaut à légitimer une agression contre l’Algérie et à trahir les sacrifices de notre peuple pour défendre son intégrité et son influence stratégique.

Il est également important de rappeler que votre notoriété politique et médiatique doit beaucoup à la communauté algérienne en France. Les Franco-Algériens qui ont contribué à votre carrière se sentent aujourd’hui trahis. Votre revirement constitue une gifle morale et politique pour cette diaspora qui se sent humiliée et déçue.

Après avoir exprimé votre soutien aux positions marocaines sur le Sahara occidental, vous avez de surcroît réagi favorablement à un commentaire évoquant le « Grand Maroc », incluant l’Algérie. Ce geste a été perçu comme une atteinte à l’intégrité territoriale de notre pays.

Pour l’Algérie, la cause sahraouie n’est pas négociable : elle est sacrée et constitue une question de sécurité et de souveraineté nationale. Tout détournement de cette cause pour servir un intérêt extérieur mérite d’être dénoncé. Votre soutien aux positions marocaines et votre alignement sur votre mentor ont gravement porté atteinte à la confiance et à l’image que de nombreux Algériens avaient en vous.

L’histoire nous rappelle également les dangers de la compromission : la Palestine est tombée sous l’occupation sioniste en grande partie à cause de trahisons internes. Votre volte-face sur la question sahraouie s’inscrit dans une logique comparable de reniement et de compromission, en contradiction avec les principes que vous sembliez défendre.

Pour conclure, il est essentiel de rappeler que l’Algérie n’est pas partie prenante dans ce conflit territorial et n’a rien à y gagner sur le plan matériel. En revanche, notre pays est directement concerné, car il accueille des centaines de milliers de réfugiés et l’issue de ce conflit influence profondément la géopolitique régionale. Soutenir la position marocaine sur le Sahara occidental constitue donc pour nous une atteinte directe à notre sécurité et à notre dignité.

Je vous prie de considérer la gravité de votre position et ses implications pour la communauté algérienne, tant en France qu’au niveau national.

Respectueusement,

Belgacem Merbah

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب. لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع العلاقات القنصلية مع المغرب في أسرع وقت ممكن ، لأن الغالبية العظمى من الشعب المغربي يشتركون في نفس الأطروحات التوسعية مثل ن...

دعم فرنسي للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء الغربية

 أعربت الجزائر، يوم الخميس، عن "استنكارها الشديد" للقرار الفرنسي الأخير بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وقد وصف هذا الموقف بأنه "غير متوقع، وغير مناسب، وغير مجدي" من قبل وزارة الخارجية الجزائرية. وقد أكدت الحكومة الجزائرية بوضوح أنها ستستخلص جميع العواقب المترتبة عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة. وقد أثار الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي المغربية، التي تُعتبر إضفاءً للشرعية على السيادة المتنازع عليها للمغرب على الصحراء الغربية، رد فعل حاد في الجزائر. ونددت وزارة الخارجية الجزائرية بهذا القرار باعتباره عملاً داعماً "لفعل استعماري"، يتعارض مع مبادئ إنهاء الاستعمار التي تدعمها المجتمع الدولي. ويعتبر هذا الموقف أكثر إثارة للجدل بالنظر إلى أنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحترم ويعزز الشرعية الدولية. وتعتبر الجزائر هذا القرار عائقاً أمام الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد أدت إلى مأزق مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. وأعربت الوزارة عن أ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...