التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الهجوم الإيراني على بئر السبع: ضربة نوعية في قلب المنظومة العسكرية الصهيونية

في تطور لافت ومفاجئ فجر الجمعة، استهدفت صواريخ إيرانية مركزاً عسكرياً في مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، يضم مؤسسات عسكرية وأخرى متخصصة في الحرب السيبرانية. هذا الهجوم النوعي جاء متزامناً مع تصريح مباشر وذي دلالة سياسية من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، حيث كتب على منصة “إكس”: “العدو الصهيوني يُعاقب في هذه اللحظة.”

تفاصيل الهجوم وأبعاده العسكرية

بحسب وسائل إعلام عبرية، فإن صاروخاً إيرانياً سقط فجراً على مدينة بئر السبع، دون أن تتمكن أنظمة الدفاع الجوي الصهيونية من اعتراضه. وقد أشارت التحقيقات الأولية، وفق ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن الصاروخ كان مزوّداً برأس حربي يزن أكثر من 300 كيلوغرام، ما يُظهر حجم القوة التدميرية التي كانت تستهدف البنية التحتية العسكرية الحساسة في المنطقة.

إصابات وأضرار جسيمة

من جهتها، أفادت خدمات الإسعاف الإسرائيلية بأن القصف تسبب بأضرار مباشرة في 18 منزلاً على الأقل، وأسفر عن إصابة ستة أشخاص بجروح متفاوتة. هذه الحصيلة البشرية والمادية تُعدّ ثقيلة بالنسبة لهجوم واحد، وتشير إلى اختراق خطير في الجبهة الداخلية لمنظومة الاحتلال.

أهداف الهجوم: البعد السيبراني والعسكري

كشفت مصادر إيرانية أن المركز المستهدف في بئر السبع يضم مؤسسات عسكرية واستخباراتية متخصصة في الحرب السيبرانية، وهو ما يعكس تطوراً في طبيعة الأهداف الإيرانية. فلم يعد الرد محصوراً بالمواقع التقليدية، بل انتقل إلى استهداف البنية التكنولوجية والعقول الأمنية التي تمثل عماد الهيمنة الصهيونية في المجالات غير التقليدية للحرب.

السياق السياسي والتوقيت الاستراتيجي

تصريح علي خامنئي المتزامن مع القصف لم يكن عرضياً، بل يعكس قراراً سيادياً إيرانياً بإرسال رسالة مباشرة وواضحة إلى الكيان الصهيوني، مفادها أن التصعيد المتواصل في غزة وعموم الجبهة الشمالية لن يمرّ دون رد مكافئ. فالإيرانيون اختاروا هذه المرة ضرب قلب الجنوب الإسرائيلي، الذي يُعد من أقل المناطق استهدافاً تقليدياً، مما يكرّس انكشاف الجبهة الداخلية للاحتلال.

إخفاق دفاعي يثير الأسئلة

أحد أكثر جوانب الحادثة إثارة للقلق داخل إسرائيل يتمثل في عجز منظومة الدفاع الجوي عن اعتراض الصاروخ، رغم التقدم التقني في “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”. ويطرح هذا الإخفاق أسئلة جدية حول فعالية الأنظمة الدفاعية في مواجهة صواريخ بعيدة المدى ومزودة برؤوس متفجرة ضخمة.

خلاصة: معادلة جديدة في قواعد الاشتباك

يشكل هذا الهجوم نقلة نوعية في طبيعة الاشتباك بين إيران والكيان الصهيوني. فإيران، التي لطالما اتُّهمت بدعم “الوكلاء” في المنطقة، دخلت عملياً في دائرة الرد المباشر. والرسالة الإيرانية واضحة: أي عدوان صهيوني في المنطقة، لن يمر دون عقاب، مهما كانت الجغرافيا المستهدفة.

وبينما يستمر التحقيق الإسرائيلي في ملابسات الهجوم، فإن الضربة على بئر السبع قد تكون بداية مرحلة جديدة، عنوانها الأبرز: الردع المتبادل لم يعد نظرياً، بل بات واقعاً ميدانياً تتشكل معالمه من عمق النقب المحتل حتى مضيق هرمز.


✍️ بلقاسم مرباح




تعليقات

  1. اللهم انصر الجمهورية الإسلامية الايرانية ضد كيان الصوص السرطاني عدو الإنسانية

    ردحذف
  2. اللهم انصر الحق حيثما كان ودمر كيان الصوص السرطاني

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب. لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع العلاقات القنصلية مع المغرب في أسرع وقت ممكن ، لأن الغالبية العظمى من الشعب المغربي يشتركون في نفس الأطروحات التوسعية مثل ن...

دعم فرنسي للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء الغربية

 أعربت الجزائر، يوم الخميس، عن "استنكارها الشديد" للقرار الفرنسي الأخير بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وقد وصف هذا الموقف بأنه "غير متوقع، وغير مناسب، وغير مجدي" من قبل وزارة الخارجية الجزائرية. وقد أكدت الحكومة الجزائرية بوضوح أنها ستستخلص جميع العواقب المترتبة عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة. وقد أثار الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي المغربية، التي تُعتبر إضفاءً للشرعية على السيادة المتنازع عليها للمغرب على الصحراء الغربية، رد فعل حاد في الجزائر. ونددت وزارة الخارجية الجزائرية بهذا القرار باعتباره عملاً داعماً "لفعل استعماري"، يتعارض مع مبادئ إنهاء الاستعمار التي تدعمها المجتمع الدولي. ويعتبر هذا الموقف أكثر إثارة للجدل بالنظر إلى أنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحترم ويعزز الشرعية الدولية. وتعتبر الجزائر هذا القرار عائقاً أمام الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد أدت إلى مأزق مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. وأعربت الوزارة عن أ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...