التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الجزائر: تسريبات خطيرة من داخل غرفة العمليات في أبوظبي

في الثاني من مايو 2025، اجتمع عدد من كبار المسؤولين الأمنيين في دويلة الإمارات داخل غرفة عمليات مغلقة في قصر الرئاسة بأبوظبي، بهدف واحد: ضرب الجزائر في قلبها السياسي والإعلامي. ما جرى تداوله خلال هذا الاجتماع لم يكن تحليلات عابرة أو ملاحظات أمنية روتينية، بل خطة عدائية ممنهجة، حملت اسماً داخلياً خطيراً: “إرباك الجزائر”.





من كان حاضراً؟ ولماذا الجزائر؟


الاجتماع ترأسه طحنون بن زايد، العقل المدبر للأمن الإماراتي، وشارك فيه:

محمد القرقاوي، المسؤول عن ملف التأثير الإعلامي؛

سعيد الغفلي، المكلّف بالتنسيق الاستخباراتي؛

عدد من المستشارين الأجانب من شركة “GSG” الأمريكية، المتخصصة في الحرب الإعلامية والتأثير الاستراتيجي.


الهدف المُعلن: تنفيذ حملة ممنهجة خلال أسبوعين ضد الجزائر عبر:

اتهامها بالفشل في إدارة ملف الساحل؛

ترويج مزاعم عن دعمها لانفصاليين؛

تسريب معلومات مضللة تربطها بالإرهاب والتنسيق مع إيران.




الدافع الحقيقي: الجزائر تقف في وجه المشروع الإماراتي


في الاجتماع، عبّر طحنون بوضوح:

“الجزائر تتحرك في دارفور، وتنسق مع تركيا وقطر، وتعارض نفوذنا في ليبيا… إذا لم نربكها الآن، سنخسر شمال إفريقيا.”


هذه الكلمات تكشف ما هو أعمق من خلاف دبلوماسي. نحن أمام حرب صامتة تشنها أبوظبي ضد كل دولة ترفض الخضوع لسياساتها التوسعية، والجزائر الآن في قلب هذه المواجهة.


تفاصيل خطة “إرباك الجزائر”

1. هجمات إعلامية مركّزة

تشغيل الذباب الإلكتروني لإعادة نشر روايات قديمة عن الفساد داخل الجزائر؛

ضخ محتوى ملفق عبر وسائل إعلام غربية يربط الجزائر بالإرهاب والسلاح الإيراني.

2. تشويه صورتها إقليمياً ودولياً

تسويق ملف إعلامي مصطنع للهيئات الغربية يقدّم الجزائر كدولة غير مستقرة؛

الترويج لفكرة وجود أقلية مهددة لتبرير أي تحرك خارجي لاحق.

3. تحريك عملاء من المعارضة الجزائرية في الخليج

دعم وجوه إعلامية جزائرية في أبوظبي ودبي للتشويش على الموقف الرسمي؛

تغذية الخلافات الداخلية وخاصة على الهوية الثقافية واللغوية.


ردّ الجزائر يجب أن يكون على مستوى التهديد


إنّ هذه الخطة ليست سوى فصل جديد من حرب شاملة على الجزائر، بدأت منذ سنوات عبر شبكات إعلامية مأجورة، وتحوّلت الآن إلى خطة استخباراتية متكاملة.


وعليه، يجب على الدولة الجزائرية أن تتحرك بكل الوسائل:

تفعيل دبلوماسيتها الإقليمية والدولية لفضح المشروع الإماراتي؛

تعزيز أمنها السيبراني ومنظومة الدفاع الإعلامي؛

محاصرة الأدوات المحلية التي تُستخدم كواجهة لهذا المشروع الخارجي.


الخاتمة: من لا يسمع طبول الحرب، سيفاجأ بالنار


ما يجري اليوم ليس صراع نفوذ عابر، بل محاولة لضرب الجزائر في وحدتها وصورتها ومكانتها الإقليمية. وما على من يحب هذا الوطن إلا أن يقف في وجه هذه المؤامرة، ويقول بصوت عالٍ:


“الجزائر خط أحمر، ومن يراهن على تفكيكها، فلينتظر صدمة الرد.”


السيادة الجزائرية لا تُفاوض، والهوية الوطنية ليست سلعة للتجاذب، والردّ سيكون بمستوى التاريخ الذي كتبه الشهداء.





✍️ بلقاسم مرباح




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

الطموحات التوسعية للمغرب خلال حرب التحرير الوطني: تحليل وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي لعام 1957

 تكشف وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، مؤرخة في 16 ديسمبر 1957، عن الطموحات التوسعية للمغرب تجاه الجزائر في خضم حرب الاستقلال. تلقي هذه الوثيقة ضوءًا جديدًا على العلاقات المعقدة بين البلدين وتتناقض جزئيًا مع السرد التاريخي الذي يتم تدريسه في الجزائر، والذي يشير إلى دعم غير مشروط من المغرب للثورة الجزائرية. في النسخة الرسمية لتاريخ حرب التحرير الوطني، كما يتم تقديمها في المدارس الجزائرية، يُصوَّر المغرب، تحت حكم الملك محمد الخامس، كحليف قوي في النضال من أجل استقلال الجزائر. يبرز هذا السرد وحدة الشعبين المغربي والجزائري في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. ومن الصحيح أن الثوار الجزائريين رأوا في بداية الأمر أن نضالهم جزء من حركة تحرير مغاربية أوسع (تونس – الجزائر – المغرب). على سبيل المثال، هجوم شمال قسنطينة في أغسطس 1955، الذي تم تنفيذه ردًا على نفي السلطان المغربي إلى مدغشقر، يوضح هذه التضامن الإقليمي. ومع ذلك، كانت سنة 1956 نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الجزائر والمغرب. خلال هذه الفترة، حصل المغرب وتونس على استقلالهما بعد مفاوضات مباشرة مع فرنسا، تاركين الجزائر تواصل نضالها المسلح...