التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2025

زيارة الوفد الإماراتي لباماكو… حين تمتد يد أبو ظبي لتخدم أجندات الرباط وتل أبيب في الساحل

لم يكن البيان الصادر عن النظام الانقلابي في مالي، عقب زيارة وفد رسمي إماراتي رفيع المستوى أوفده محمد بن زايد إلى باماكو، سوى غطاء دبلوماسي خافت يخفي في طياته حقائق خطيرة. فرغم اختصاره وكلماته المنتقاة بعناية، إلا أنه لم يتمكّن من إخفاء الطابع الأمني لهذه الزيارة، التي تم تضخيمها إعلامياً من قبل سلطة باماكو، وكأنها “رسالة تحدٍّ” موجهة إلى الجار الشمالي، الجزائر، بعد إسقاط طائرة مسيرة معادية على الأراضي الجزائرية من قبل دفاعات الجيش الوطني الشعبي. درون تركي بـ30 مليون يورو… ودروس قاسية أصيب نظام باماكو ومعه حلفاؤه في الرباط وتل أبيب بصدمة لم يستطيعوا حتى الآن استيعابها، حين تمكّنت الدفاعات الجزائرية من إسقاط طائرة مسيّرة هجومية تركية الصنع، في ثوانٍ معدودة، داخل التراب الوطني. هذه الطائرة، التي تم اقتناؤها بمبلغ فلكي قُدّر بثلاثين مليون يورو، تم تمويلها من قروض أجنبية، تحوّلت إلى رماد تحت صواريخ الدفاع الجزائري. وهكذا فهمت الطغمة العسكرية في مالي، ومعها ممولوها، أن أيّ محاولة لاختبار السيادة الجزائرية، بتحريض من المخزن أو غيره، مصيرها الفشل الذريع. الإمارات تدخل على الخط… حماية مقابل الم...

عميل الرباط في باريس… عرّاب الإرهاب الانفصالي ومُندس القصر: مصطفى بويزيد الملقب بـ”عزيز”

لم تعد المؤامرة خبراً يُتداول في الظل أو همساً بين الجدران، بل باتت اليوم عارياً مكشوفاً، يتباهى به صانعوه في وضح النهار. ما تكشفه التحقيقات والاعترافات والوثائق المسربة لم يعد يحتمل التأويل أو التخفيف: تنظيم “الماك”، المصنف تنظيماً إرهابياً في الجزائر، لا يتحرك فقط بدفع من لوبيات استعمارية فرنسية أو أجهزة استخبارات صهيونية، بل تقف خلفه أيضاً أيدٍ مغربية ملوثة بالمؤامرات والعمالة، ممثلة في شخص المدعو مصطفى بويزيد، المكنى “عزيز”، أحد أخطر عملاء المخزن في أوروبا، وواجهة قذرة للمخابرات الخارجية المغربية (DGED). عزيز… “معارض” يضع صورة محمد السادس على مكتبه! أي مهزلة هذه؟ وأي عقل يقبل أن يكون هذا الدجال، الذي يزعم معارضة نظام المخزن، قد علّق صورة ملك المغرب في مكتبه الباريسي، كما يعلّق التابع صورة سيده في حضيرة العبودية؟! أليس هذا وحده كافياً لفضح ولائه وانكشاف لعبته؟ يتشدق في العلن بخطاب الإصلاح و”المغرب الجديد”، بينما يمارس في السر كل أفعال التجسس والتخريب. لقد أنشأ حركة مشبوهة سماها “المغرب غداً”، ليس حباً في الديمقراطية ولا رغبة في التغيير، بل غطاءً لعمليات استخباراتية قذرة، ولتبييض صور...

ترامب وجنوب أفريقيا: دفاع عن البيض أم محاولة لإذلال مناصر لفلسطين؟

في مشهد أثار دهشة المتابعين حول العالم، تحوّل لقاء رسمي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا إلى لحظة مواجهة إعلامية مشحونة، بعدما فاجأ ترامب ضيفه بادعاءات حول “إبادة جماعية” تستهدف المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، مدعومة بمقاطع فيديو مثيرة للجدل. هذا اللقاء، الذي كان يُفترض أن يُعيد ضبط العلاقات بين البلدين، تحوّل إلى ساحة اختبار للدبلوماسية الجنوب أفريقية أمام “قاحة” غير مسبوقة من سيد البيت الأبيض. لكن خلف هذا المشهد العلني، يبرز سؤال أساسي: ما الدوافع الحقيقية وراء موقف ترامب؟ هل هي حرص صادق على البيض من جنوب أفريقيا؟ هل للأمر علاقة بإعجابه المعلن بإيلون ماسك، الملياردير الجنوب أفريقي الأصل؟ أم أن ترامب وجد في دعم جنوب أفريقيا لفلسطين في محكمة العدل الدولية ذريعة لإذلالها على الساحة العالمية؟ بين المهاجرين والرفاق البيض: لماذا الآن؟ قبل أسبوع فقط من زيارة رامافوزا، وافقت الولايات المتحدة على استقبال 59 جنوب أفريقيًا أبيض كلاجئين، في خطوة فُهمت على أنها رسالة سياسية أكثر منها استجابة إنسانية. هذا القرار أثار غضب بريتوريا، خاصة أن غالبية هؤلاء اللاجئين...

قضية المدعو بلغيّث: عندما تدافع العدالة عن الجزائر في وجه من يتطاول على هويتها الخالدة

في 3 ماي 2025، تم توقيف محمد الأمين بلغيّث بسبب تصريحاته الخطيرة التي أدلى بها على قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، والتي نفى فيها الطابع الأمازيغي للهوية الجزائرية، وادعى أن الأمازيغية “اختراع فرنسي وصهيوني”. وفي 21 ماي، رفضت محكمة الاستئناف بالجزائر العاصمة الطعن الذي تقدم به دفاعه، وأكدت إبقاءه رهن الحبس المؤقت. لقد قالت العدالة الجزائرية كلمتها: لا تساهل مع من يمسّ وحدة الأمة ومقدساتها. إهانة للتاريخ ولركائز الأمة ما قاله بلغيّث ليس رأيًا بل طعنة في قلب الأمة، واستفزاز سافر، ومحاولة طمس لركن أساسي من أركان الجزائر: أمازغيتها. فالجزائر أمازيغية بجذورها، أمازيغية قبل الإسلام وقبل الاستعمار، وستبقى كذلك رغم كل محاولات الطمس والتزييف. التشكيك في هذه الحقيقة هو مسّ بجوهر هذا الشعب، وبذاكرته التي تعود إلى آلاف السنين. عندما يتحوّل خطاب الكراهية إلى أداة جيوسياسية تصريحات بلغيّث لم تأتِ من فراغ، بل جاءت على منبر إعلامي تابع لدولة خليجية معروفة بعدائها الخفي للوحدة الجزائرية. الردّ الصارم الذي صدر عن التلفزيون العمومي الجزائري، والذي وصف الإمارات بـ”الدويلة المصطنعة”، لم يكن مجرّد رد عاط...

إعادة تشكل السلطة بالعنف في طرابلس: تشريح لانهيار سياسي في ليبيا

بعد أربعة عشر عامًا من سقوط نظام معمر القذافي، لا تزال ليبيا غارقة في حالة من التشرذم السياسي المزمن. فعوضًا عن استعادة الاستقرار المؤسسي، بقيت البلاد تحت حكم منطق الميليشيات، والزبونية المحلية، والتدخلات الخارجية. لقد أصبح الصراع الليبي بنية قائمة في ذاته، حوّلت طرابلس إلى مسرح دائم لصراعات النفوذ. وتُظهر الأحداث الأخيرة التي وقعت في أيار/مايو 2025 هشاشة التوازن السياسي-العسكري في العاصمة، وذلك من خلال اغتيال زعيم الميليشيا النافذ عبد الغني الككلي، الملقب بـ”غنيوة”، وما ترتب عن ذلك من تداعيات متسلسلة. 1. حكم ميليشيوي متجذّر في انهيار الدولة منذ عام 2011، لم تعد ليبيا تمتلك دولة بمفهومها المؤسسي. فالمؤسسات العامة ضعيفة أو غائبة، والسيادة الوطنية موزعة بين مجموعات مسلحة. في طرابلس، اعتمد النظام الأمني منذ سنوات على نوع من التعايش الضمني بين الفصائل الميليشياوية، التي يرتكز نفوذها أكثر على القوة والتهديد منه على الشرعية أو القانون. وقد سمح هذا النموذج، القائم على التسامح المتبادل بين “أمراء الحرب”، بالحفاظ على استقرار شكلي، لكنه كان على حساب الجمود السياسي. 2. غنيوة: مسار ميليشياوي نحو د...

الرد الأكاديمي على مزاعم “مغربية” تندوف وبشار

يتضمن المقال المنشور في موقع Le360 المغربي قراءة مغلوطة للتاريخ الاستعماري في شمال إفريقيا، حيث يدّعي كاتبوه أن مناطق تندوف وبشار وإقلي وبني عباس كانت تابعة تاريخيًا للمغرب قبل أن “تضمها” فرنسا إلى الجزائر. وهذه المزاعم لا تستند إلى أي وقائع تاريخية راسخة، بل تقوم على تحريف للحقائق وتجاهل للأطر القانونية والمعطيات الجغرافية التي تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن هذه المناطق كانت — ولا تزال — جزءًا لا يتجزأ من التراب الجزائري. أولًا:الانتماء التاريخي لتندوف وبشار إلى المجال الجغرافي الجزائري تتمتع منطقتا تندوف وبشار بجذور ضاربة في التاريخ الجزائري، إذ كانتا جزءًا من المجال الجغرافي والسياسي الذي خضع لسلطة الجزائر منذ العهد العثماني، وواصلتا ذلك تحت الإدارة الفرنسية التي ألحقت الصحراء الغربية (بما فيها بشار وتندوف) مباشرة بالتراب الجزائري، ضمن ما كان يُعرف بـ”المناطق الصحراوية الجزائرية”، وذلك قبل فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912. لم تكن هذه المناطق في أي وقت من الأوقات خاضعة لسلطة فعلية للمخزن المغربي، ولم تُدار يومًا من الرباط أو فاس، ولم تكن ضمن ما كان يُعتبر من الناحية السياسية ...

حين يزرع المغرب الكيف ويحفر الأنفاق… إنها حرب تدمير الأجيال القادمة

لا شك أن العلاقات الجزائرية المغربية تمر بأشد فصولها توترًا، لكن ما يحدث على الأرض يتجاوز بكثير منطق الخلافات الدبلوماسية أو التنافس الجيوسياسي التقليدي. ما نحن أمامه اليوم هو حرب مفتوحة من نوع جديد، يخوضها نظام المخزن بأسلحة غير تقليدية، وعلى رأسها سلاح المخدرات. فحين تُكشف مصادر إعلامية موثوقة عن وجود نفق سري يربط التراب المغربي بمنطقة باب العسة الحدودية في ولاية تلمسان، ويُستخدم لتهريب الكيف المعالج نحو الجزائر، لا يمكن اعتبار الأمر مجرد نشاط إجرامي عابر. نحن لا نتحدث هنا عن “مغامرة مهربين”، بل عن استراتيجية ممنهجة، تنفذها شبكات منظمة تُدار من خلف الستار، وبعلم – إن لم يكن بتوجيه – من أجهزة نظام المخزن. المخدرات، وعلى رأسها الكيف المعالج، ليست مجرد تجارة مربحة للمغرب، بل تحوّلت إلى أداة حربية صامتة موجهة ضد الجزائر. لماذا؟ لأن تدمير الشعوب لا يحتاج إلى قنابل وصواريخ، بل إلى إفساد عقول الشباب وتخدير وعيهم. هذه هي الخطة الماكرة التي اختارها المخزن: زرع الكيف في شمال المغرب، وحصده في المدارس والجامعات الجزائرية. كل كيلوغرام من هذه السموم لا يحمل فقط خطر الإدمان، بل يحمل رسالة خبيثة: إف...

من “الإسلام السياسي” إلى “الإسلام الاستثماري”: إعادة تشكيل هندسة الشرق الأوسط في ظل المقاربة الأمريكية الجديدة

شهدت السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط منذ عام 2017 تحوّلاً استراتيجيًا ملحوظًا، تجسّد في ابتعاد إدارة الرئيس دونالد ترامب عن الخطاب الذي روّج له سلفه باراك أوباما، والقائم على دعم “الإسلام السياسي الإصلاحي”، والاقتراب بدلًا من ذلك من نموذج “الإسلام الاستثماري” الذي يتمحور حول الشراكة مع الأنظمة الملكية الخليجية التقليدية. هذا التحوّل لم يكن مجرّد تغيير في اللغة الدبلوماسية، بل شكّل إعادة صياغة عميقة لأولويات واشنطن في المنطقة، على المستويات السياسية، الاقتصادية، والأمنية. يهدف هذا المقال إلى تحليل أبعاد هذا التحوّل، وتقييم تداعياته على بنية النظام الإقليمي، لا سيما في ظل تصاعد النفوذ السعودي، وتراجع أدوار قوى إقليمية كانت فاعلة في مرحلة “الربيع العربي”. كما يسعى المقال إلى التمييز بين المعطيات الموثوقة والتحليلات غير المدعومة بأدلة، في سياق الانتقال من مقاربة قائمة على الأيديولوجيا إلى أخرى قائمة على المصالح الاقتصادية والاستقرار السلطوي. أولًا: من أوباما إلى ترامب: تغير في فلسفة التدخل الأمريكي اعتمدت إدارة أوباما، خصوصًا في خطابي القاهرة وأنقرة عام 2009، مقاربة ترتكز على التواصل م...

سقوط الرافال وتفوق الباكستانيين التقني: قراءة في تقرير روسي يكشف خفايا المواجهة الجوية

كشف تقرير روسي حديث عن تفاصيل دقيقة تتعلق بإسقاط مقاتلات رافال تابعة لسلاح الجو الهندي، مسلطًا الضوء على التفوق الإلكتروني والتكتيكي الذي أظهره سلاح الجو الباكستاني خلال تلك المواجهة. التقرير لم يكتفِ فقط بتحديد أسباب “هزيمة” القوات الجوية الهندية، بل ذهب أبعد من ذلك في تحليل الترسانة الباكستانية وأسلوب استخدامها الفعّال في بيئة الحرب الجوية الحديثة. رادارات Saab 2000 Erieye: مفتاح السيطرة الجوية المحور الرئيسي في التقرير يتمثل في الطائرة السويدية الصنع Saab 2000 Erieye، وهي طائرة أواكس (الإنذار المبكر والسيطرة المحمولة جوًا) تمتلكها باكستان ضمن أسطول يتكون من تسع طائرات. الطائرة مزودة برادار Erieye AESA — مصفوفة إلكترونية ممسوحة ضوئيًا — تتيح لها اكتشاف وتتبع الأهداف على مسافات تصل إلى 450 كيلومترًا، مع نصف قطر تشغيلي يبلغ 3700 كلم وزمن تحليق يصل إلى 9.5 ساعات متواصلة. الدعم الصيني: تطوير Erieye وتكاملها مع PL-15 أبرز ما ورد في التقرير هو أن الصين، التي حصلت قبل أكثر من عقد على نفس الرادارات من شركة إريكسون، قامت بتطويرها وربطها بمنظوماتها القتالية الجوية. فقد تم تركيب هذه الرادارات ع...

رد على مقال كاذب في هسبريس بشأن مخيمات تندوف: الحقائق في مواجهة الأكاذيب

تشهد الساحة الإعلامية المغربية، كما هو متوقع، موجة جديدة من الأكاذيب الممنهجة، تستهدف تشويه صورة الجزائر والنيل من مواقفها الثابتة تجاه قضية الصحراء الغربية وحقوق الشعب الصحراوي. آخر هذه الحملات ما نشرته جريدة هسبريس المغربية، نقلاً عن تقارير تزعم أن الجيش الجزائري نفذ “غارات جوية” على مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، في محاولة مكشوفة لترويج سردية كاذبة تهدف إلى تقويض مصداقية الجزائر دوليًا، وتبرير الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية. أولًا: كذب فاضح وتضليل ممنهج إنّ الزعم بأن الجيش الجزائري نفّذ هجمات بطائرات مسيّرة على مناطق مدنية في تندوف لا يستند إلى أي دليل ميداني موثوق. ولا يمكن اعتبار نقل تقارير صحفية بدون تحقيقات مستقلة أو شهادات حيّة من المنظمات المحايدة مرجعية ذات مصداقية. فصحيفة إلباييس التي تم الاستناد إليها لم تصدر أي تقرير رسمي موثق بهذه المزاعم، بل نقلت أقاويل ومصادر مجهولة، وهو ما يكشف هشاشة هذا البناء الإعلامي المسيس.  والأدهى من ذلك، أن هسبريس تجعل من هذه الأكاذيب منصة لاتهام الجزائر بانتهاك حقوق الإنسان، متناسية أن المخيمات في تندوف تقع تحت إشراف مباشر من مفوض...

باكستان تحتفل بإسقاط 5 طائرات هندية: التفوق الجوي الصيني الباكستاني يربك الهند والغرب

في مشهد مفاجئ قلب موازين القوى الإقليمية، عاشت باكستان نشوة نصر عسكري بعد إعلانها عن إسقاط خمس طائرات هندية، من بينها مقاتلات ومروحية وطائرات مسيّرة، في مواجهة جوية متوترة شهدتها الأجواء القريبة من كشمير. الحدث لم يكن عادياً، فقد أرسل ارتداداته إلى نيودلهي، التي استيقظت على وقع صدمة قاسية، ليس فقط بسبب الخسائر، بل أيضاً بسبب الدلالات الاستراتيجية التي حملتها المعركة القصيرة والمكثفة. تفوق جوي باكستاني يربك الهند القيادة العسكرية الباكستانية أعلنت أن العملية لم تكن فقط ردعاً لهجوم أو استفزاز هندي، بل إثبات تفوق تقني وتكتيكي في السماء. الطائرات الهندية التي أُسقطت، معظمها من طرازات غربية، فشلت في مواجهة الدفاعات الجوية والتشويش الإلكتروني الباكستاني، ما يطرح تساؤلات داخل الهند حول جاهزية قواتها الجوية وتكافؤها في أي مواجهة محتملة. الصدمة الهندية ليست تقنية فقط، بل معنوية أيضاً. فالهند، المدعومة من عدة قوى غربية كطرف إقليمي فاعل في مواجهة باكستان والصين، وجدت نفسها عاجزة أمام تقنيات كانت تظن أن الخصم لا يمتلكها بعد. الصواريخ الصينية PL-15: بطل المواجهة مصادر مطّلعة أشارت إلى أن الطائرات ا...

الجغرافيا السياسية للممرات التجارية: التنافس على الخط الرابط بين الهند وأوروبا وإعادة تشكيل الشرق الأوسط وآسيا بعد الجائحة

منذ جائحة كوفيد-19، أدركت القوى الاقتصادية الكبرى هشاشة سلاسل التوريد العالمية. وقد دفع هذا الوعي إلى السعي لتأمين طرق تجارية بديلة، خاصة تلك التي تربط الهند بأوروبا مروراً بالشرق الأوسط، كمحاولة لتقليل الاعتماد على الصين وتفادي أزمات مستقبلية مشابهة. تستعرض هذه الورقة كيف أصبحت المنافسة على هذه الممرات التجارية أحد المحركات الأساسية للصراعات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط وآسيا.   أولاً: من صدمة الجائحة إلى استراتيجيات التنويع كشفت جائحة كوفيد-19 عن اعتماد مفرط للاقتصاد العالمي على الصين كمركز إنتاج وتوريد. وقد تسببت الإغلاقات الصينية في تعطيل سلاسل الإمداد، ما دفع الدول الغربية إلى التفكير في تنويع الشركاء والمسارات اللوجستية (Tooze, 2021). في هذا السياق، برزت الهند كشريك اقتصادي استراتيجي بديل، غير أن الاستفادة من هذا التحول تتطلب إنشاء ممرات فعالة وآمنة بين الهند وأوروبا. ثانياً: مشروع IMEC كبديل استراتيجي لطريق الحرير الصيني في قمة العشرين التي عُقدت في نيودلهي عام 2023، أعلنت الولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي ودول خليجية وإسرائيل عن إطلاق مشروع “الممر الاقتصادي...

فضيحة “الكهرباء المغربية” في إسبانيا… أكاذيب المخزن بين التكذيب الإسباني والاتهامات السيبرانية

في الوقت الذي يعاني فيه المواطن المغربي من أسوأ خدمات الكهرباء في المنطقة، ويحيا ثلث سكان البلاد في ظلام أو شبه ظلام بسبب الانقطاعات اليومية وغلاء الفواتير، لم يتورع المخزن عن إطلاق أكذوبة إعلامية مثيرة للسخرية: ادّعى رسميًا، عبر وسائله الإعلامية، أن المغرب زوّد إسبانيا بالكهرباء خلال “الاباغون” – الانقطاع الواسع للكهرباء الذي ضرب جنوب إسبانيا في أواخر أبريل. لكن هذه المزاعم لم تمرّ دون رد. فقد قوبلت بسيل من السخرية والتكذيب من الصحافة الإسبانية، والمختصين، وحتى المواطنين، معتبرين الأمر دعابة إعلامية بائسة هدفها التغطية على اتهامات أخطر قد تطال المخزن في ملف الهجوم السيبراني الذي شلّ شبكة الكهرباء الإسبانية. 1. واقع الكهرباء في المغرب: هشاشة وبؤس بحسب تقارير منظمة الطاقة العالمية، فإن شبكة الكهرباء المغربية تُعدّ من بين الأضعف عالميًا، حيث: تشهد نصف المدن المغربية انقطاعات يومية متكررة. ثلث السكان لا يستعملون الكهرباء إلا في الليل بسبب فواتيرها المرتفعة. ربع السكان، خصوصًا في الأرياف، ما زالوا يجهلون الكهرباء تمامًا. في ظل هذا الوضع المتردي، يصبح الادعاء المغربي بتزويد دولة صناعية مثل...

الحرب بين الهند وباكستان: جذور الصراع وتداعياته على الجغرافيا السياسية العالمية

تُعدّ العداوة بين الهند وباكستان من أقدم وأكثر الصراعات تعقيدًا في جنوب آسيا. فمنذ التقسيم الدموي لشبه القارة الهندية عام 1947، دخل البلدان في عدة حروب (1947، 1965، 1971، وحرب كارجيل عام 1999). ورغم أن هذه الحروب لم تتحول إلى مواجهة شاملة منذ عقود، فإن احتمال اندلاع حرب جديدة بين قوتين نوويتين يثير قلقًا عالميًا متزايدًا. يتناول هذا المقال أسباب اندلاع النزاع الراهن وتأثيره على موازين القوى في العالم. أولًا: الجذور العميقة للصراع الهندي الباكستاني 1. قضية كشمير تقع كشمير في صميم النزاع، إذ اختار حاكمها الهندوسي الانضمام إلى الهند عام 1947 رغم كون الأغلبية الساحقة من سكانها مسلمين، مما أشعل أول حرب بين البلدين. ومنذ ذلك الحين، تنقسم كشمير بين الجانبين، لكن كل منهما يطالب بالسيادة الكاملة عليها. شهدت المنطقة حركات تمرد وهجمات دامية، تتهم الهند الجماعات المسلحة المدعومة من باكستان بالوقوف خلفها. 2. الصراع الهوياتي والأيديولوجي نشأ باكستان كدولة مسلمة في مواجهة الهند العلمانية ذات الأغلبية الهندوسية. وتغذي هذه الخلفية الأيديولوجية مشاعر العداء، خاصة مع صعود التيار القومي الهندوسي بزعامة نا...

لماذا تحتاج الجزائر إلى سلطنة عمان لردع التحركات الإماراتية؟

تعيش العلاقات الجزائرية-العمانية في السنوات الأخيرة طفرة نوعية، اتضحت ملامحها بعد زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى مسقط نهاية أكتوبر 2024، وما تلاها من دورات دبلوماسية واقتصادية مكثفة، وعلى رأسها الدورة الثامنة للجنة المشتركة في الجزائر (يونيو 2024). هذا التقارب لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة استراتيجية سياسية تهدف إلى إعادة رسم التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل تزايد محاولات الإمارات التدخل في الشأن الجزائري عبر بوابة الهوية وتوظيف الامتدادات الإعلامية والثقافية. عُمان: الشريك الهادئ الذي يملك مفاتيح التأثير عُمان، بما تمثله من صوت عقلاني في الخليج العربي، وبفضل حيادها الإيجابي وسياستها الدبلوماسية الهادئة، أصبحت اليوم حليفا مثاليا للجزائر في منطقة تتسارع فيها الاصطفافات والتدخلات. سلطنة عُمان لا تدخل في محاور، ولا تتبنى سياسات توسعية، وهو ما يجعل شراكتها ذات مصداقية وأقل إثارة لحساسية القوى الإقليمية. كما أن عُمان تلعب دور الوسيط الإقليمي والدولي، لا سيما في الملفات المعقدة مثل الحوار الإيراني-الأمريكي، ما يمنحها شبكة علاقات تؤهلها لتكون قناة ضغط أو توازن إذا ما استدعى الأمر ذلك في مواجهة...

بين الجزائر وأبو ظبي: من الشراكة الهادئة إلى القطيعة الصامتة

لطالما اتسمت العلاقات بين الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة، خلال العقود الماضية، بطابع وُديّ نسبي، خاصة في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، الذي فتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمارات الخليجية، وفي مقدمتها الاستثمارات الإماراتية. غير أنّ هذا الوئام الظاهري لم يصمد طويلاً، إذ سرعان ما بدأت ملامح القطيعة تظهر منذ مطلع العقد الحالي، لتتحول تدريجيًا إلى ما بات يُوصف بـ”الأزمة الصامتة”، ثم إلى صدام دبلوماسي مكشوف مع حلول عام 2023. وتُعزى هذه التوترات إلى خلافات عميقة في الرؤى الأيديولوجية والتوجهات الجيوسياسية بين الطرفين. من جهة، تتمسك الجزائر بمبادئها التاريخية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واستقلالية القرار الوطني، والدفاع الثابت عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ومن الجهة المقابلة، تتبنى أبو ظبي، كدولة اتحادية ملكية ذات توجه غربي، سياسة خارجية هجومية قائمة على التحالف مع الأنظمة السلطوية، ومناهضة تيارات الإسلام السياسي، إلى جانب تطبيعها العلني مع إسرائيل منذ توقيع “اتفاقات أبراهام”. ليبيا: جبهة صراع بالوكالة تُعدّ الأزمة الليبية أحد أبرز مح...