التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

التفوّق الاستراتيجي والتكتيكي والعملياتي للجيش الوطني الشعبي الجزائري على القوات المسلحة الملكية المغربية

الجيش الوطني الشعبي الجزائري يتميز بتفوق واضح على القوات المسلحة الملكية المغربية، سواء على المستوى الاستراتيجي أو التكتيكي أو العملياتي. هذه الدراسة تقدم تحليلاً مقارناً، استناداً إلى بيانات كمية مأخوذة من تصنيف Global Firepower لعام 2025، وتبرز الفوارق الهيكلية التي تجعل الجزائر قوة عسكرية إقليمية مهيمنة. 1. التفوق الاستراتيجي: القوة البشرية والميزانية القوة البشرية وفقاً لبيانات عام 2025، تمتلك الجزائر حوالي 325,000 جندي نشط و150,000 من القوات شبه العسكرية، ليصل المجموع إلى 475,000 فرد قابل للتعبئة¹. بينما يمتلك المغرب 195,800 جندي نشط و50,000 شبه عسكري، ليصل المجموع إلى 245,800². ➡️ بذلك، يتمتع الجيش الوطني الشعبي بعلاقة قوة تقارب الضعف مقارنة بالمغرب من حيث الموارد البشرية العسكرية. الميزانية في عام 2025، بلغ ميزانية الدفاع الجزائري حوالي 25 مليار دولار أمريكي، مقابل 13.4 مليار دولار للمغرب³. ➡️ هذا التفاوت المالي يعكس رغبة الجزائر في الحفاظ على جهد دفاعي ضخم مدعوم بمواردها الطاقوية. 2. التفوق التكتيكي: المعدات وعقيدة الاستخدام القوات البرية تفوق القدرات البرية للجزائر على المغرب ...

بدر لَعْيُودي: “المُعارِض” المغربي الذي يعيش من سذاجة الجزائريين

في الأيام الأخيرة، عادت إلى السطح شائعة جديدة روّج لها المدوّن المغربي بدر لعيودي، حيث ادّعى أن الجزائر دخلت في “مفاوضات سرّية” مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص قضية الصحراء الغربية. خبر لا أساس له من الصحة، استقاه من موقع Africa Intelligence المعروف بارتباطه الوثيق بجهاز المخابرات الخارجية المغربي (DGED). معارض مزعوم، خطة مدروسة لعيودي قدّم نفسه على أنه “معارض للنظام المغربي”، وهي صورة مزيّفة استغلّها بذكاء لكسب جمهور واسع في الجزائر. غير أن الحقيقة مختلفة: 95٪ من محتواه موجَّه للجزائر، حيث يكثر من المديح والإطراء، ويظهر تعاطفاً مصطنعاً مع المواقف الجزائرية، لكنه في الوقت نفسه يدسّ رسائل مموّهة وأخباراً زائفة بجرعات صغيرة. إنه تكتيك معروف لدى أجهزة المخابرات: كسب الثقة عبر خطاب وديّ، ثم التسلل شيئاً فشيئاً لبثّ الشكوك والأكاذيب قبل الانتقال إلى الهجوم المباشر. من “أفريكا إنتليجنس” إلى يوتيوب السيناريو الأخير يوضّح بجلاء هذه الآلية: موقع Africa Intelligence ينشر خبراً كاذباً حول “مفاوضات جزائرية-أمريكية” بشأن الصحراء. مباشرةً، يقوم لعيودي بتضخيم هذه الرواية في قناته على يوتيوب، ليحو...

الهوس المغربي بالرئيس الجزائري: بين الانبهار والتوظيف الدعائي

بينما يقضي الرئيس الجزائري عطلته الصيفية، متوقفًا بشكل طبيعي عن أنشطته الرسمية، تعيش الساحة المغربية على إيقاع غريب. فقد تكاثرت اللايفات والتعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب، كلّها تبحث في سؤال واحد: «أين يوجد الرئيس الجزائري؟». سؤال يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه يكشف عن خلفيات سياسية ونفسية عميقة. مفارقة لافتة ما يثير الانتباه أولاً هو المفارقة الصارخة: ملك المغرب نفسه يغيب باستمرار، تارةً بسبب المرض وتارةً بسبب عطل طويلة يقضيها في الخارج. ومع ذلك، لا تنشغل بعض الأوساط المغربية بغياب ملكها، بل تُسخّر جهدها للتجسس على وجود أو غياب الرئيس الجزائري. ويأتي ذلك في وقت يعيش فيه المغرب أزمات خانقة ومتعددة: اقتصادية مع تفاقم المديونية، اجتماعية مع اتساع رقعة الفقر والبطالة، وسياسية مع نظام مغلق يتركز في يد الملك ويقمع الأصوات المعارضة. ومع ذلك، تُستغل كل هذه الأزمات لصالح خطاب واحد: الحديث عن الجزائر. الحرب الإعلامية كوسيلة للتغطية الهوس بالرئيس الجزائري ليس عفوياً. بل يندرج في إطار حرب إعلامية يقودها النظام المغربي. شبكات التواصل أصبحت سلاحًا دعائيًا: تضخيم غياب الرئيس الجزائري أو ...

ريمة حسن وخيانة قضية الصحراء الغربية: صفعة للجزائر وشعبها

قد تجاوزت ريمة   حسن الخط الأحمر. بعد أن دعمت طويلاً القضية الصحراوية، المرتبطة رمزيًا بالقضية الفلسطينية، أعلنت على إنستغرام أنها تبتعد عن هذا النضال وتؤيد الآن الموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية. بالنسبة للجزائريين، هذه التحوّل ليس مجرد رأي؛ إنه خيانة صريحة وواضحة. هذا التحول المفاجئ في الموقف يثير الدهشة، خاصة وأن ريمة حسن بنت شرعيتها الأكاديمية على أطروحة تناولت مخيمات اللاجئين الصحراويين. واليوم، تتبنى الخطاب الرسمي المغربي. وإذا كانت قد آمنت حقًا بمواقفها السابقة، فإن تراجعها عنها يمثل أيضًا تخليًا عن التزامها تجاه القضية الفلسطينية، لا سيما وأن الجهات التي تحتل الصحراء الغربية هي نفسها التي تحتل فلسطين. قضية أمن وطني مُهانة القضية الصحراوية تتجاوز النقاش السياسي أو الإنساني. إنها مسألة أمن وطني. يسعى النظام المغربي إلى سياسة توسعية في منطقتنا، مهددًا مصالحنا الحيوية مباشرة. أي دعم للرباط في هذا الملف يعادل إضفاء الشرعية على عدوان ضد الجزائر وخيانة لتضحيات شعبنا في الدفاع عن سيادته وتأثيره الاستراتيجي. بعد إعلان دعمها للمواقف المغربية بشأن قضية الصحراء الغربية، أثارت ر...

نظرية “المغرب الكبير”: صناعة استخباراتية فرنسية بواجهة استقلالية مغربية

منذ منتصف القرن العشرين، برزت نظرية “المغرب الكبير” كإحدى أكثر الأطروحات توسعية في شمال إفريقيا. وبينما تُنسَب عادةً إلى الزعيم المغربي علال الفاسي وحزب الاستقلال، فإن خلفياتها العميقة تكشف عن دور محوري لجهاز الاستخبارات الفرنسية SDEC (مصلحة التوثيق الخارجي ومكافحة التجسس)، الذي استعمل هذه النظرية كأداة لتقسيم المنطقة وإضعاف الجزائر المستقلة ومنع قيام وحدة مغاربية. أولاً: السياق الزمني 1956: استقلال المغرب عن الاستعمار الفرنسي والإسباني، وبروز خطاب “استعادة الحدود التاريخية”. 1960 (28 نوفمبر): إعلان استقلال موريتانيا، وهو ما رفضه المغرب رسمياً واعتبره جزءاً من أراضيه. 1962 (5 يوليو): استقلال الجزائر بعد حرب تحريرية دامت 132 سنة. 1963 (أكتوبر): اندلاع حرب الرمال بين المغرب والجزائر بسبب النزاع الحدودي حول تندوف وبشار. 1969: اعتراف المغرب أخيراً باستقلال موريتانيا بعد ضغوط إقليمية ودولية. ثانياً: من صاغ نظرية “المغرب الكبير”؟ خلافاً للطرح الشائع، لم يكن علال الفاسي سوى المنفذ السياسي لهذه النظرية. أما التنظير الحقيقي فقد تم داخل دوائر SDEC الفرنسية منذ أواخر الخمسينيات. فرنسا الاستعماري...

الثورة الجزائرية في رؤية الجنرال جياب: دراسة تحليلية لأعظم ثورات القرن العشرين

وصف الجنرال الفيتنامي الشهير فو نغوين جياب الثورة الجزائرية بأنها أعظم ثورات القرن العشرين، وهو تقييم يعكس فهمه الاستراتيجي العميق لديناميات حركات التحرر الوطني. هذه الرؤية لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تمتد لتشمل البُعد السياسي والدبلوماسي والإعلامي، مما يجعل الثورة الجزائرية نموذجًا استثنائيًا في تاريخ الصراعات ضد الاستعمار. أولاً: نقل المعركة إلى قلب المستعمر أبرز ما يميز الثورة الجزائرية هو قدرتها على إيصال الصراع إلى المدن الفرنسية الكبرى، كالعاصمة باريس ومرسيليا وليون، ما ألقى الضوء على عدم إمكانية فصل الحرب الجزائرية عن الواقع الفرنسي:  • العمليات المسلحة داخل فرنسا قلبت المفاهيم التقليدية للحرب الاستعمارية، حيث لم تعد المواجهة محصورة في المستعمرات.  • هذا التحول الاستراتيجي أسهم في تغيير الرأي العام الفرنسي وإجبار السلطات على مواجهة ضغوط داخلية متزايدة، مما أضعف موقعها السياسي والعسكري. ثانياً: معركة الرأي العام الدولي تميزت الثورة الجزائرية بقدرتها على تحويل القضية الوطنية إلى قضية عالمية:  • نجحت جبهة التحرير الوطني في عرض قضية الجزائر على مجلس الأمن والجمعية ...

رسالة الرئيس تبون في الذكرى المزدوجة لـ20 أوت: بين استحضار التاريخ وتثبيت السيادة

يشكّل 20 أوت محطة مركزية في الذاكرة الوطنية الجزائرية، حيث تجتمع في هذا التاريخ هجمات الشمال القسنطيني 1955 ومؤتمر الصومام 1956. وقد حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في رسالته الأخيرة، على التأكيد أنّ هذا اليوم ليس مجرد ذكرى رمزية، بل هو عهد متجدد مع الشهداء والمجاهدين، ورسالة إلى الحاضر والمستقبل. 1. استحضار ملحمة الهجمات الرسالة بدأت باستدعاء الهجمات البطولية للشمال القسنطيني، التي كسرت أسطورة “الجيش الاستعماري الذي لا يُقهر”، وأثبتت أن جيش التحرير قادر على المبادرة وفرض توقيت المعركة على فرنسا. تبون أراد من خلال هذا الاستدعاء أن يُظهر أنّ الاستقلال لم يكن منحة، بل ثمرة إرادة صلبة وصمود أسطوري. 2. مؤتمر الصومام: العقل السياسي للثورة الرسالة توقفت أيضًا عند مؤتمر الصومام، الذي شكّل لحظة مفصلية في مسار الثورة، إذ نقلها من مرحلة الفعل العسكري العفوي إلى تنظيم سياسي وهيكلي محكم. من خلال هذا التذكير، يبعث تبون برسالة إلى الحاضر: لا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح دون تنظيم ورؤية واضحة. 3. من ذاكرة المعاناة إلى مشروع الدولة الرسالة أعادت التذكير بالمكابدات والتضحيات الجسام التي تحمّلها الشع...