التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صفعة دبلوماسية للمخزن: الحقيقة الصحراوية تفرض نفسها في الأمم المتحدة رغم مناورات الرباط

رغم الضجيج الإعلامي والمسرحيات الدبلوماسية التي يتقنها نظام المخزن، ها هي القضية الصحراوية تنتصر مجددًا على الساحة الدولية، مؤكدة صلابة الحق أمام أوهام التوسع والاحتلال. التقرير الإعلامي السنوي الأخير لمجلس الأمن، المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 2024، كشف مجددًا زيف الرواية المغربية ودفن فعليًا ما يسمى بـ«مخطط الحكم الذاتي».

فقد جاء ردّ ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، على شكل احتجاج هستيري، لم يُفلح في إخفاء مرارة الهزيمة الدبلوماسية التي تلقاها المخزن في عقر دار الشرعية الدولية. فالغضب الذي أبداه هذا الدبلوماسي، والذي لبسه ثوب “الاحتجاج الرسمي”، لم يكن سوى اعتراف ضمني بفشل سياسة المخزن القائمة على التضليل، وتزوير الوقائع، وشراء المواقف.


خرافة الحكم الذاتي تتهاوى أمام القانون الدولي

رغم الوعود الكاذبة التي أغدق بها على الرباط كل من دونالد ترامب، إيمانويل ماكرون، كير ستارمر، وبيدرو سانشيز، تبيّن أن موقف الأمم المتحدة من القضية الصحراوية لم يتغير قيد أنملة. فلا تغريدة من رئيس، ولا خطاب دبلوماسي مشوّه، قادر على طمس الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

عمر هلال، الذي لم يجد ما يبرر به فشل بلاده سوى الادعاء بإقصاء الجزائر، حاول التلاعب بالمصطلحات مطالبًا بإدراج تعبير «الصحراء المغربية» ضمن تقارير الأمم المتحدة، في خطوة تعكس هشاشة الموقف المغربي وافتقاره لأي سند قانوني أو شرعي.

«دعم 116 دولة»… أكذوبة المخزن الكبرى

يردد ممثل المخزن بأن “116 دولة تدعم مبادرة الحكم الذاتي”، لكنه يعجز عن الإجابة على السؤال البديهي: لماذا لا يتحرك الملف الصحراوي نحو التسوية إذن؟ ولماذا لا تحسم الجمعية العامة الأمر لصالح المغرب طالما أن “الغالبية” تؤيده؟

الجواب واضح: ما يسميه المخزن دعما دوليًا ليس سوى وهم إعلامي مفبرك. أما الحقيقة، فهي أن الصحراء الغربية إقليم غير مستقل، مُدرج على لائحة تصفية الاستعمار لدى الأمم المتحدة، ولا يمكن حسم مستقبله إلا من خلال استفتاء حر ونزيه، تُشارك فيه الجبهة 
الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.

الجزائر… موقف مبدئي لا يتغير

أمام هذا الانكشاف الدبلوماسي، تقف الجزائر كالعادة سندًا للحق لا تخضع ولا تساوم. دعم الجزائر للقضية الصحراوية ليس تدخلاً في شؤون الغير، بل هو امتداد طبيعي لتاريخها الثوري، وموقفها المبدئي الثابت إلى جانب قضايا التحرر وحقوق الشعوب.

بعكس رواية المخزن المشوهة، ليست قضية الصحراء نزاعًا إقليميًا بل قضية تصفية استعمار، وضمن هذا الإطار تُعالجها الأمم المتحدة منذ ستينيات القرن الماضي. أما محاولات المغرب لتشويه طبيعة الصراع، فهي مناورات بائسة محكومة بالفشل، مهما تكررت.

النهاية تُكتب باسم الشعوب لا الملوك

مهما بلغت الضغوطات، ومهما تكاثفت حملات التضليل والتطبيع، فإن المقاومة الصحراوية مدعومةً من الشعب الجزائري لن تتوقف حتى النصر. تأكيد الأمم المتحدة مجددًا على أولوية الحل السياسي القائم على تقرير المصير يُثبت أن الحق لا يُمحى بضجيج الباطل.

وليعلم النظام المغربي أن السيادة لا تُمنح بالتحايل، ولا تُفرض بالقوة، بل تُكتسب عبر إرادة الشعوب. وشعب الصحراء الغربية، مثلما فعل الشعب الجزائري بالأمس، سيواصل نضاله حتى ينال استقلاله الكامل غير المنقوص، ويُسقط آخر قلاع الاستعمار في إفريقيا.



✍️ بلقاسم مرباح




تعليقات

  1. وجه زرودية 😂😂😂😂😂😂😂😂

    ردحذف
  2. الأخ بلقاسم شكرا على مجهوداتك المبذولة ،ما ضاع حق وراءه مطالب ،و للشعب الصحراوي حقه الكامل في تقرير مصيره، فدماء شهداءهم لن تذهب سدا منير درباح متابع لكل قنواتك تحي الجزائر 🇩🇿

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

الطموحات التوسعية للمغرب خلال حرب التحرير الوطني: تحليل وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي لعام 1957

 تكشف وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، مؤرخة في 16 ديسمبر 1957، عن الطموحات التوسعية للمغرب تجاه الجزائر في خضم حرب الاستقلال. تلقي هذه الوثيقة ضوءًا جديدًا على العلاقات المعقدة بين البلدين وتتناقض جزئيًا مع السرد التاريخي الذي يتم تدريسه في الجزائر، والذي يشير إلى دعم غير مشروط من المغرب للثورة الجزائرية. في النسخة الرسمية لتاريخ حرب التحرير الوطني، كما يتم تقديمها في المدارس الجزائرية، يُصوَّر المغرب، تحت حكم الملك محمد الخامس، كحليف قوي في النضال من أجل استقلال الجزائر. يبرز هذا السرد وحدة الشعبين المغربي والجزائري في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. ومن الصحيح أن الثوار الجزائريين رأوا في بداية الأمر أن نضالهم جزء من حركة تحرير مغاربية أوسع (تونس – الجزائر – المغرب). على سبيل المثال، هجوم شمال قسنطينة في أغسطس 1955، الذي تم تنفيذه ردًا على نفي السلطان المغربي إلى مدغشقر، يوضح هذه التضامن الإقليمي. ومع ذلك، كانت سنة 1956 نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الجزائر والمغرب. خلال هذه الفترة، حصل المغرب وتونس على استقلالهما بعد مفاوضات مباشرة مع فرنسا، تاركين الجزائر تواصل نضالها المسلح...