المقال الذي نشرته هسبريس بتاريخ 19 أكتوبر 2025 بعنوان «تسريب مشروع قرار الصحراء يزلزل تندوف وينهي وهم ‘دولة البوليساريو’»، يوضح بجلاء مدى استمرار الدعاية المغربية في تشويه الواقع حول الصحراء الغربية. تحت ذريعة “زلزال سياسي” في مخيمات تندوف، تحاول هسبريس تضليل الرأي العام وتفكيك شرعية النضال التاريخي للشعب الصحراوي. لكن القراءة المتأنية تكشف زيف هذه الرواية.
1. “انكسار الحلم”؟ مجرد وهم لتغطية الاحتلال المغربي
تزعم هسبريس أن نشر مشروع قرار مجلس الأمن قد “دمر حلم الجمهورية الصحراوية”. الحقيقة أن الصحراء الغربية لا تزال أرضًا غير مستقلة، والحق في تقرير المصير للشعب الصحراوي لا يمكن المساس به، حسب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة منذ عام 1963.
الدعاية المغربية تريد تصوير الشعب الصحراوي كمن وقع ضحية خداع البوليساريو، بينما الواقع يقول إن الشعب الصحراوي يعاني من الاحتلال والحصار المغربي المستمر منذ عقود.
2. دعم الولايات المتحدة وخطة الحكم الذاتي: تلاعب صارخ
يروج مقال هسبريس لفكرة أن واشنطن، وفرنسا، وبريطانيا تدعم خطة المغرب للحكم الذاتي كحل وحيد. هذه رواية جزئية ومضللة: لا يوجد أي قرار دولي رسمي يقر بمخطط الحكم الذاتي المغربي كحل نهائي.
الترويج لهذا الوهم يهدف إلى خلق “أمر واقع” أمام الرأي العام المغربي، بينما الواقع الدولي يؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة 1514 و1541.
3. “هلع سكان تندوف”: مسرحية إعلامية مكشوفة
يستشهد مقال هسبريس بتصريحات عن “ذعر” اللاجئين الصحراويين. هذه الدراما مسرحية لتشويه صورة البوليساريو وتقليل شرعيتها. الشعب الصحراوي يعرف تاريخه جيدًا، ويواصل النضال رغم الفقر والحصار. هسبريس تحول مأساة إنسانية حقيقية إلى قصة مثيرة لتضليل الرأي العام.
4. اتهام البوليساريو بـ “الخيانة”: قلب الحقائق
تتهم هسبريس البوليساريو بالفشل في مهمتها. الحقيقة:
- تأسست البوليساريو عام 1973 للدفاع عن الشعب الصحراوي ضد الاستعمار الإسباني، ثم ضد الاحتلال المغربي.
- الأمم المتحدة ما تزال تعترف بالبوليساريو كممثل شرعي للشعب الصحراوي.
اتهام البوليساريو بـ “الخيانة” هو كذب دعاية يهدف إلى قلب المسؤولية عن الاحتلال المغربي.
5. تسييس الجزائر: دعاية مكشوفة
تزعم هسبريس أن الجزائر في موقف صعب، وأن سكان المخيمات “جزائريون وأجانب”. الواقع: المخيمات مأهولة باللاجئين الصحراويين فقط، والجزائر تقدم الدعم الإنساني والدبلوماسي وفق مبدأ التضامن الدولي، دون أن تنتقص من حقوق الصحراويين أو تحرف هويتهم.
6. العملية الأممية: هسبريس تتجاهل القانون الدولي
تدعي هسبريس أن مجلس الأمن بات مع المخطط المغربي. الحقيقة: كل مشروع قرار يحتاج إلى توافق الأعضاء، ولا يحمل أي قوة ملزمة حتى يتم اعتماده رسميًا. هسبريس تبسط العملية وتزيفها لترويج “نجاح مغربي” وهمي.
الخاتمة: الدعاية أم الحقيقة؟
مقال هسبريس مثال واضح على التضليل الإعلامي، يهدف إلى:
- تقويض شرعية البوليساريو وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
- خلق وهم حتمية نجاح مخطط الحكم الذاتي المغربي.
- تصوير الشعب الصحراوي وكأنه ضائع ومهزوم.
الحقيقة واضحة: الصحراء الغربية أرض غير مستقلة، والشعب الصحراوي سيد مصيره. الجزائر والمجتمع الدولي سيواصلان دعم حقوقه المشروعة في مواجهة محاولات المغرب لتزييف التاريخ والقانون الدولي.
الدعاية قد تثير الضجيج، لكنها لا تمحو العدالة ولا الحقيقة التاريخية.
✍️ بلقاسم مرباح
وطني جزائري، حرّ في قلمه كما في مواقفه.
تعليقات
إرسال تعليق