التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالة بلقاسم مرباح إلى الشعب الصحراوي الأبي

إلى الشعب الصحراوي الأبي،

أنا حفيد ضابط في جيش التحرير الوطني، حفيد بطل جزائري وقف شامخًا في وجه الجنرال بيجار في أعالي جبال العمور، وأحمل في عروقي دماء الثورة ونبض الشهداء. من قلب الجزائر، أرض الشهداء وملاذ الأحرار، أبعث إليكم اليوم رسالة ليست مجرد كلمات، بل نداء ثورة، وصيحة كرامة، ودعوة إلى الصمود حتى النصر.

ما يجري اليوم في أروقة الأمم المتحدة ليس سوى حلقة جديدة من مسلسل التآمر على حقوق الشعوب، حيث تتبدل الأقنعة وتبقى روح الاستعمار حاضرة، تحاول فرض رؤيتها على حساب كرامة الأحرار. نحن أبناء الجزائر نعرف جيدًا هذا الوجه القبيح للاستعمار، فقد عشنا 132 عامًا من القهر، لكننا لم ننحنِ، ولم نساوم، ولم ننتظر منحة من أحد. انتزعنا حريتنا بالدم والنار، وفرضنا صوتنا على العالم رغم المجازر والمؤامرات.

أيها الصحراويون، أنتم اليوم في قلب المعركة، تواجهون نفس القوى ونفس الأساليب. لا تهابوا المؤامرات ولا تنخدعوا بوعود الكبار. اصبروا وصابروا، فالنصر لا يُهدى، بل يُنتزع انتزاعًا. يقول الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
[آل عمران: 200]


هذه الآية كانت وقود ثورتنا، وهي اليوم نبراس طريقكم. لا تسمحوا لليأس أن يتسلل إلى قلوبكم، ولا تستهينوا بقوة وحدتكم وتنظيمكم. الجزائر معكم قلبًا وقالبًا، تؤمن بعدالة قضيتكم وتستلهم من صمودكم روح المقاومة. التفوا حول ممثلكم الشرعي، وراكموا الإنجازات، وواصلوا النضال بلا كلل ولا ملل. فكما انتصرت الجزائر بعد 132 عامًا من الاستعمار، ستنتصرون أنتم بإذن الله، إذا تمسكتم بحقكم ووحدتكم.

ارفعوا رؤوسكم عاليًا، فأنتم لستم وحدكم في هذا الميدان. الجزائر وكل الأحرار في العالم معكم حتى يتحقق النصر وتشرق شمس الحرية على أرضكم.

عاشت الصحراء الغربية حرة أبية،
وعاشت الجزائر وفية لدماء الشهداء،
والنصر حليف الشعوب التي لا تركع!



✍️ بلقاسم مرباح

وطني جزائري، حرّ في قلمه كما في مواقفه.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب. لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع العلاقات القنصلية مع المغرب في أسرع وقت ممكن ، لأن الغالبية العظمى من الشعب المغربي يشتركون في نفس الأطروحات التوسعية مثل ن...

دعم فرنسي للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء الغربية

 أعربت الجزائر، يوم الخميس، عن "استنكارها الشديد" للقرار الفرنسي الأخير بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وقد وصف هذا الموقف بأنه "غير متوقع، وغير مناسب، وغير مجدي" من قبل وزارة الخارجية الجزائرية. وقد أكدت الحكومة الجزائرية بوضوح أنها ستستخلص جميع العواقب المترتبة عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة. وقد أثار الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي المغربية، التي تُعتبر إضفاءً للشرعية على السيادة المتنازع عليها للمغرب على الصحراء الغربية، رد فعل حاد في الجزائر. ونددت وزارة الخارجية الجزائرية بهذا القرار باعتباره عملاً داعماً "لفعل استعماري"، يتعارض مع مبادئ إنهاء الاستعمار التي تدعمها المجتمع الدولي. ويعتبر هذا الموقف أكثر إثارة للجدل بالنظر إلى أنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحترم ويعزز الشرعية الدولية. وتعتبر الجزائر هذا القرار عائقاً أمام الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد أدت إلى مأزق مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. وأعربت الوزارة عن أ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...