التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

جريمة قتل أبوبكر: العمل الإسلاموفوبي الذي فجّر غضب المسلمين في فرنسا

اهتز جنوب فرنسا على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها الشاب المالي أبوبكر، الذي اغتيل بدم بارد داخل مسجد، وهو مكان مقدس يفترض أن يكون رمزاً للسلام والسكينة. هذا العمل الشنيع، الذي يندرج ضمن تصاعد مقلق لموجة الإسلاموفوبيا، أحدث صدمة كبيرة بين مسلمي فرنسا، الذين ضاقوا ذرعاً بالاعتداءات والشيطنة المتزايدة في ظل صمت مريب من السلطات الرسمية. مناخ مسموم تُغذيه بعض وسائل الإعلام والسياسيون لسنوات، ظل المناخ العام في فرنسا يتسم بارتفاع حاد في مشاعر العداء للمسلمين. فخطابات الكراهية التي تبثها باستمرار قنوات الإعلام المعروفة، التي تحولت إلى أبواق دعائية لليمين المتطرف، تغذي أجواء الخوف والكراهية، مما يمهد الأرضية لجرائم عنصرية دامية. ويُعتبر مقتل أبوبكر نتيجة مأساوية لهذا المناخ المسموم، حيث صار الخطاب العنصري أمراً عادياً يجد دعماً غير معلن من طبقة سياسية متواطئة. رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، لم يُخفِ غضبه، متهماً الذين “يرسمون الطريق أمام المجرمين ويضعون أهدافاً على ظهور المسلمين”. كما أدان بشدة غياب السلطات، وعلى رأسها الوالي، الذي لم يكلف نفسه حتى عناء الحضور إلى مكان الجريمة لموا...

إحياء السكك الحديدية في الجزائر: مشروع استراتيجي للنهوض الاقتصادي الشامل

في ضوء تدشين الرئيس الجزائري يوم 24 أبريل 2025 لأول مقطع رمزي بطول 100 كيلومتر (بشار-عبادلة) من الخط الحديدي الاستراتيجي بشار-تندوف-غار جبيلات، تأتي هذه المساهمة لتسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية الكبرى للبرنامج الجديد لتطوير السكك الحديدية في الجزائر، والذي يعيش لحظات مجده الكبرى، خاصة على الصعيد الاقتصادي. مسار طويل من الانتكاسات إلى النهوض منذ إطلاق المخطط الخماسي 2005-2008 لإعادة بعث شبكة السكك الحديدية، عرفت الجزائر انتكاسة مؤلمة بدءاً من 2014 نتيجة لانهيار أسعار النفط، مما أدى إلى تجميد المشاريع الكبرى وتفاقم سوء التسيير والفساد المالي. وقبل ذلك، أصيب البرنامج الطموح للثمانينيات بالشلل إثر الأزمة الاقتصادية لعام 1986. غير أن الانطلاقة الجديدة منذ 2021/2022 جاءت في ظل إرادة سياسية قوية لتعويض الخسائر وإعادة بناء شبكة السكك الحديدية بوتيرة أسرع وأوسع وأعمق، تزامناً مع تحسن الظروف الاقتصادية المحلية والدولية، خصوصاً مع قانون المالية لسنة 2025. أرقام قياسية ومشاريع عملاقة بعد توقف امتد لعقدين، ارتفعت شبكة السكك الحديدية الجزائرية من 1769 كلم في 2008 إلى قرابة 5000 كلم مع نهاية 20...

الجزائر في وجه الوهم المغربي: مناورات “الأسد الأفريقي” ودروس في السيادة الوطنية

كيف لعقول المَخزَن الساذجة أن تصدق ولو لوهلة أن الجيش الوطني الشعبي الجزائري سيُسهم في مناورات “الأسد الأفريقي” التي تشارك فيها إسرائيل؟ جواب الجزائر كان حاسماً وقاطعاً: لا ولن يكون! فهذا الرفض لم يأتِ وليد اللحظة، بل هو تتويجٌ لموقفٍ ثابتٍ؛ فالجزائر منذ البداية أبَت أن تخلط بين استراتيجيتها العسكرية وسياساتٍ يُخطط لها بعيداً عن مصالحها السيادية، ولا شك أن استدعاء من وصفتهم بـ “الجيش النازي” بقيادة بنيامين نتنياهو لم يزد المناورة سوى وصمة عار. وهم المخزن وتَلقين الجزائر درساً دبلوماسياً أملَت الرباط في أن تفرض على الجزائر الحضور تحت ضغوط واشنطن، ذلك “الراعِي الأكبر” الذي لطالما بارك اعترافاً مشوهاً بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. كل ما كان يريده المخزن هو استثمار مشاركة الجزائر إعلامياً لإيهام الرأي العام بعودة “الدفء” بين الجارتين، في حين العلاقات مقطوعةٌ منذ أغسطس 2021، إثر استفزازات متكررة: إغلاق الحدود البرية منذ 1994 منع التحليق فوق الأجواء الجزائرية إعادة تأشيرة الدخول للمغاربة لكن الجزائر لطالما رفضت هذا الابتزاز وأصرت على تمسكها بسيادتها. الدعاية المغربية: محاولة لإنقاذ ماء ...

سوخوي-35 الجزائرية: كابوس يُرعب المغرب؟ حين تفضح دعاية الرباط مخاوفها

أبرز موقع الصحـيفة المغربي، المقرّب من دوائر القرار في الرباط، تطوّراً جيوسياسياً خطيراً في المنطقة، وذلك من خلال مقال حول وصول طائرات سوخوي-35 الروسية إلى الجزائر. لكن ما يُخفيه المقال في ظاهره الإخباري، يُظهره في مضمونه التحليلي: الخوف المغربي من تغيير جذري في موازين القوة العسكرية بفعل دخول هذه الطائرات الحديثة إلى الخدمة في سلاح الجو الجزائري. سوخوي-35: الورقة الرابحة التي تُقلق الرباط الجزائر اقتنت هذه الطائرات التي كانت مخصصة لمصر، قبل أن ترفضها القاهرة تحت ضغط غربي، لتُحوّل في النهاية إلى الجزائر. وتُعدّ سوخوي-35 واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً، بفضل قدرتها الفائقة على المناورة، ومدى عملياتها الواسع، ورادارها المتطور. وهو ما يُحدث خللاً كبيراً في توازن القوى بين الجزائر والمغرب، لا سيما وأن الطائرات المغربية، حتى المُحدثة منها كـ F-16، لا تُضاهي هذه المقاتلة في أي مجال. لذا، ليس مفاجئاً أن يتناول الإعلام المغربي هذا الموضوع بهذا القدر من التوتر. فموقع الصحـيفة، في محاولته لتقليل أهمية الصفقة، يُصرّ في الوقت ذاته على عرض صور الأقمار الصناعية التي تُظهر وجود هذه الطائرات ف...

جبهة البوليساريو: الممثل الشرعي للشعب الصحراوي وليست حركة إرهابية

في سياق النزاع حول الصحراء الغربية، ظهرت محاولات تهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو كـ”حركة إرهابية”. غير أن هذا التصنيف لا يستند إلى أي أساس قانوني أو واقعي، بل يتعارض مع الشرعية الدولية ومع تاريخ النزاع. فجبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي كما تعترف بها الأمم المتحدة، ولم تُعرف قط بانخراطها في أعمال إرهابية أو نشاطات غير قانونية. في المقابل، يواجه النظام المغربي اتهامات متزايدة بانتهاك حقوق الإنسان، والتورط في شبكات تهريب المخدرات. تهدف هذه الدراسة إلى توضيح الأسباب القانونية والسياسية التي تمنع تصنيف البوليساريو كحركة إرهابية، وتُبرز مفارقات الخطاب المغربي. 1. الاعتراف الدولي بشرعية جبهة البوليساريو تأسست جبهة البوليساريو سنة 1973، ومنذ السبعينيات تُعترف بها الأمم المتحدة كممثل شرعي للشعب الصحراوي. وتؤكد قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن على أن الصحراء الغربية تظل إقليماً غير متمتع بالحكم الذاتي، يخضع لعملية تصفية استعمار. وفي رأيها الاستشاري الصادر سنة 1975، رفضت محكمة العدل الدولية مطالب المغرب بالسيادة على الصحراء، وأكدت على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصي...

تم ضبط المديرية العامة للدراسات والتوثيق متلبسة بالتزوير واستخدام وثيقة مزورة منسوبة إلى أجهزة المخابرات السورية

في دهاليز الاستخبارات المغربية المعتمة، تُضاف حلقة جديدة – مثيرة للشفقة بقدر ما هي كاشفة – إلى سلسلة طويلة من المناورات المرتبكة لمؤسسة تُجيد الارتجال السياسي أكثر من التخطيط الاستراتيجي. فقد أقدمت المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED)، التي يبدو أنها تائهة أمام الإخفاقات الدبلوماسية المتكررة للمملكة في ملف الصحراء الغربية، على فبركة وثيقة سورية مزعومة. الهدف منها: إضفاء مصداقية على مزاعم وجود علاقة بين جبهة البوليساريو والجمهورية الإسلامية الإيرانية – تحالف خيالي صُمّم خصيصًا لإثارة الرأي العام الدولي. لكن محاولة ربط الحركة الصحراوية بطهران أو حزب الله ليست جديدة. لطالما سعى المغرب إلى تقديم البوليساريو ككيان غير جدير بالتعامل، في محاولة لوصمه بالإرهاب. هذه الاستراتيجية، المتكررة واليائسة، ما هي إلا تعبير عن العجز: فالرباط تعاني من فراغ الحجج في صراع يُحسم فيه الموقف القانوني الدولي بوضوح لصالح الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير، مع الاعتراف بجبهة البوليساريو كممثله الشرعي الوحيد. فبركة هذه الوثيقة السورية بشكل فجّ ليست حدثًا معزولًا، بل حلقة ضمن حملة أوسع تهدف إلى نزع الشرعية ع...

الجزائر وفرنسا: من استجداء الودّ إلى خيار القطيعة — الجزء الثاني

في الجزء الأول من هذا المقال ، سلّطنا الضوء على ما وصفه كثير من الجزائريين بـ"ميوعة الموقف الرسمي" تجاه الاستفزازات الفرنسية المتكرّرة، وعلى رأسها تجاوزات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أتقن فن الإهانة المغلّفة بالدبلوماسية الناعمة. وخلصنا إلى ضرورة التحرر من عقدة "الاستثنائية الفرنسية" ، وبلورة سياسة خارجية تقوم على أساس الكرامة والمصالح الوطنية، لا العواطف التاريخية الزائفة. في هذا الجزء الثاني، نستكمل التحليل لنرصد تطورات العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال الفترة الممتدة من مارس 2023 إلى أبريل 2025، ونتساءل بجدية: هل لا تزال العلاقة قابلة للترميم؟ أم أن القطيعة المُنظّمة هي الحل؟ أولاً: بين التوتر المعلن والانبطاح المقنّع (2023 – 2024) في أعقاب حادثة تهريب العميلة الفرنسية الجزائرية أميرة بوراوي من تونس نحو باريس، في فبراير 2023، دخلت العلاقات الجزائرية الفرنسية نفقاً جديداً من التوتر، كان من المفترض أن يُمثّل نقطة لا عودة. فقد ضربت فرنسا، مرّة أخرى، السيادة الجزائرية عرض الحائط، بإشراف مباشر من أجهزة استخباراتها. ورغم استدعاء السفير الجزائري في باريس، و...

فرنسا ما بعد الاستعمار: حين يُساق الرئيس الجزائري إلى "صداقة" مهينة — الجزء الاول

ما يشعر به قطاع واسع من الجزائريين تجاه الرئيس عبد المجيد تبون ليس انفعالاً عابراً ولا سوء تقدير عاطفي، بل هو قراءة نابعة من وعي تاريخي وتجربة مريرة مع مؤسسة الرئاسة الفرنسية، التي لا تزال، على الرغم من مرور أكثر من ستين عاماً على الاستقلال، تنظر إلى الجزائر نظرة دونية، متعالية، لا تخلو من الحنين الإمبريالي والكراهية المكبوتة. لقد آمن بعض الجزائريين، حين تولّى تبون زمام السلطة، أن شيئاً قد يتغيّر في آليات التعاطي مع فرنسا. لكن سرعان ما اصطدموا بواقعٍ يعيد إنتاج ذات المشهد القديم: تنازلات من الجزائر يقابلها استعلاء من باريس، ومجاملة من الرئاسة يقابلها إهانة من الإليزيه . وهذا ما جعل كثيراً من الأصوات ترتفع لتقول بصراحة: كفى من الخضوع العاطفي لعلاقات لا تنتمي إلى الندية في شيء . مكيافيلية الإليزيه: حين يخون الصديقُ صداقته إنّ سلوك الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، لم يكن سوى حلقة جديدة في سلسلة من الخداع السياسي المتقن، الذي تخصص فيه الرؤساء الفرنسيون تجاه الجزائر. وهو ليس فقط خصماً سياسياً مغروراً، بل متحيّل بارع، يتقن اللعب على التناقضات، والتلاعب بالنوايا، وذرّ الرماد في العي...

قراءة تحليلية في حوار السفير أبي بشرايا البشير: لماذا يخيم التشاؤم على جبهة البوليساريو؟ ولماذا تفتقد الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية؟

يُعدّ الحوار الذي أجرته صحيفة "نيوز الجزائر" مع السفير أبي بشرايا البشير ، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، مرآة صادقة تعكس حجم القلق والتشاؤم الذي يسيطر على قيادة الجبهة إزاء المسار السياسي لقضية الصحراء الغربية. ولعلّ أبرز ما يسترعي الانتباه في هذا اللقاء هو الجمع بين وضوح الرؤية، وحدة النبرة، ومرارة التجربة الطويلة التي عاشها الصحراويون مع المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنظر إليها الجبهة بعين الريبة والخذلان. أولاً: تشاؤم يعكس انسداد الأفق السياسي والخذلان الأممي من خلال كلمات السفير، يتبدى أن حالة الإحباط التي تعيشها الجبهة ليست وليدة الساعة، بل هي ثمرة تراكمات تاريخية، ومواقف دولية متقلبة، وتصريحات من قادة دول عظمى، كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تُناقض جوهر الشرعية الدولية ومبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. تصريحات ترامب: شرعنة للاحتلال وتكريس لشريعة الغاب يرى السفير أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، كما ورد في تصريح ترامب نهاية ولايته الأولى، لم يكن مجرد موقف سياسي عابر، بل شكّل منعطفاً خطيراً في مسار القضية. فه...

الجزائر 2027: رهان التنويع الاقتصادي بين الطموح والإمكانات

نشرت مجموعة البنك الدولي بتاريخ 18 أبريل 2025 مقالاً تحت عنوان "كيف تُشكل الجزائر مستقبلها الاقتصادي" ، رسمت فيه صورة دقيقة للتحول العميق الذي تشهده البلاد. فبعد عقود من الاعتماد شبه الكامل على صادرات النفط والغاز، تتجه الجزائر الآن بخطى ثابتة نحو تنويع اقتصادها، مدعومة بإصلاحات هيكلية واستراتيجيات جذب الاستثمارات الأجنبية. في الأفق، يلوح هدف طموح حدّده الرئيس عبد المجيد تبون: بلوغ ناتج محلي إجمالي قدره 400 مليار دولار بحلول نهاية عام 2027 . بداية تحول اقتصادي واعد تشير معطيات البنك الدولي إلى أن الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات تضاعفت ثلاث مرات منذ 2017 ، حيث بلغت 5.1 مليار دولار في عام 2023 ، أي ما يعادل نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد شملت هذه الصادرات منتجات مثل الأسمدة، الفولاذ، والاسمنت، في مؤشر واضح على توسع قاعدة الإنتاج الوطني. ويرجع الفضل في ذلك إلى إصلاحات عميقة أبرزها إطلاق النظام المجتمعي للموانئ الجزائرية (APCS) عام 2021، والذي ساهم في رقمنة عمليات التصدير، إضافة إلى قانون الاستثمار لعام 2022 الذي سهّل الإجراءات ومنح حوافز ضريبية للمستثمرين من خل...

الصحراء الغربية: منعطف تاريخي يُعيد قضية الصحراء الغربية إلى الواجهة ويقلب موازين النزاع

  نيويورك، 16 أبريل 2025. في قاعة مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وقف ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، وألقى خطابًا استثنائيًا، تميز بالرصانة والعمق، ورسم من خلاله صورة دقيقة لوضع معقّدٍ يتقاطع فيه الجمود السياسي مع تحولات دولية بدأت تُعيد تشكيل خريطة المواقف الإقليمية والدولية بشأن هذا الملف المزمن. في لحظة تبدو حاسمة بعد أكثر من خمسة عقود على اندلاع النزاع، سلّط دي ميستورا الضوء على ثلاثة محاور محورية تشكل، بحسب رأيه، الملامح الراهنة للموقف الأمريكي، وعلى الأرجح مستقبل العملية السياسية برمتها. أولاً: "حكم ذاتي حقيقي"… مطلب لتوضيح المبادرة المغربية منذ 2007، طرح المغرب مبادرة لمنح الصحراء الغربية "حكمًا ذاتيًا موسّعًا" تحت السيادة المغربية، واعتُبرت في حينها "واقعية وذات مصداقية" من قبل بعض العواصم الغربية. لكن دي ميستورا، في تقريره، أثار تساؤلات جوهرية بقيت بدون إجابة: ما طبيعة الصلاحيات التي ستُمنح فعليًا للسكان الصحراويين؟ هل هناك ضمانات لاستقلال السلطات المحلية؟ ما مدى حرية الشعب الصحراوي في تسي...

تفكيك أسطورة دبلوماسية: دور مالي في حرب الاستقلال الجزائرية وتأثيرات حرب الجزائر على استقلال الدول الإفريقية

  مع تصاعد التوترات الدبلوماسية بين مالي والجزائر، تروج بعض الأوساط المالية لخطاب يدّعي أن مالي لعبت دورًا محوريًا في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي. هذا الادعاء، الذي يفتقر لأي أساس تاريخي، يمثل تحريفًا صارخًا للوقائع. ومن الضروري اليوم، في إطار من الصرامة العلمية والصدق التاريخي، تصحيح هذه المغالطات. فالحقيقة الثابتة هي أن الجزائر كانت الركيزة والمحرك والضمير الثوري لإفريقيا الفرنكوفونية. إن دماء الشهداء الجزائريين سقت آمال قارة بأكملها. شهدت العلاقات بين مالي والجزائر، التي كانت تاريخيًا قائمة على التضامن ما بعد الاستعمار والتعاون الإقليمي، تدهورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق، يعمد بعض الفاعلين الماليين إلى تبني سردية مراجِعة للتاريخ تصوّر مالي كطرف رئيسي في تحرير الجزائر. هذا الخطاب، الذي لا يتسم فقط بعدم الدقة، بل يُعد أيضًا إهانة لذاكرة المجاهدين الجزائريين، يستدعي ردًا حازمًا. ومن الواجب التذكير، بكل وضوح ودقة، بالدور الحقيقي لكل دولة في مسار التحرر من الاستعمار. 1. مالي وحرب الاستقلال الجزائرية: بين الأسطورة والواقع على عكس ما تحاول بعض الخطابات الشعبوية ا...

أزمة الجزائر ومالي: قراءة سياسية لمآلات التصعيد من منظور الساحل الإفريقي

في ظل استمرار التوترات بين الجزائر والسلطات العسكرية في مالي، يتزايد القلق الإقليمي والدولي من التداعيات المحتملة على منطقة الساحل، التي تعاني أصلًا من هشاشة أمنية وتنموية. في حوار أجراه مع صحيفة الشروق الجزائرية، قدّم الكاتب والسياسي النيجري عمر مختار الأنصاري قراءة معمّقة للأزمة، مؤكدًا أن التصعيد لا يخدم سوى أعداء الاستقرار، داعيًا إلى حوار هادئ يعيد الأمور إلى نصابها. الجزائر ودول الساحل: تحالف تاريخي يتعرض للاهتزاز منذ عقود، لعبت الجزائر دورًا محوريًا في دعم الاستقرار السياسي والأمني في الساحل الإفريقي، من خلال مبادرات دبلوماسية وإنسانية وتنموية. يشير الأنصاري إلى أن الجزائر ليست مجرّد دولة جارة، بل شريك استراتيجي تاريخي وقف دائمًا إلى جانب تطلعات شعوب المنطقة نحو الحرية والتنمية. في النيجر، على سبيل المثال، كانت الجزائر حاضرة عبر دعم مشاريع مكافحة الإرهاب، وتطوير المناطق الحدودية، وتدريب الكوادر المدنية والعسكرية. أما في مالي، فقد شكلت الوساطة الجزائرية عنصرًا حاسمًا في احتواء أزمات التمرد الطوارقي، منذ الستينيات وحتى اتفاق السلام في الجزائر سنة 2015. أسباب التوتر: صراع رؤى ...