التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2025

جيل «زد» يهز الشارع المغربي: احتجاجات اجتماعية تتحوّل إلى كرة ثلج

شهدت مدن مغربية كبرى، من الرباط والدار البيضاء إلى طنجة ومكناس، موجة احتجاجات غير مسبوقة يومي 27 و28 سبتمبر، استجابةً لنداءات أطلقتها مجموعة رقمية ناشئة تُسمّي نفسها «جيل زد.. صوت شباب المغرب». هذا الحراك، الذي انطلق من تطبيق «ديسكورد» قبل أن يجتاح شبكات التواصل الاجتماعي، سرعان ما استقطب آلاف الشبان الذين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بتحسين التعليم العمومي، تجويد الخدمات الصحية، وتوفير فرص عمل في بلد بلغت فيه البطالة بين الشباب مستويات قياسية. قمع أمني واسع واعتقالات في صفوف المتظاهرين قوبلت المظاهرات بتدخلات أمنية عنيفة، حيث وثقت مقاطع فيديو انتشاراً مكثفاً لقوات الأمن في الساحات والشوارع، وعمليات اعتقال شملت عشرات المحتجين، بينهم نشطاء سياسيون وصحفيون. وقد تم توقيف فاروق المهداوي، عضو المكتب السياسي لفيدرالية اليسار الديمقراطي، أمام البرلمان في الرباط، في مشهد صُوِّر وبُث على نطاق واسع. هيئة «همم» المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين أعربت عن «قلق بالغ» إزاء ما وصفته بـ«التدخلات السلطوية» والتعنيف المفرط ضد متظاهرين سلميين، مطالِبةً بإطلاق سراح جميع الموقوفين ووقف «الاعتداء على حق ا...

زيادات في الأجور ومنح البطالة والطالب ابتداءً من 2026: أبرز ما كشف عنه الرئيس تبون في لقائه الإعلامي الدوري

في لقاء إعلامي دوري بثّ مساء الجمعة على القنوات والإذاعات الوطنية، أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن حزمة من القرارات والتوجهات الاقتصادية والاجتماعية التي تعكس التزام الدولة بدعم القدرة الشرائية للمواطن وتعزيز الأمن الغذائي والانتقال الرقمي، إلى جانب مواقف ثابتة في السياسة الخارجية. زيادات اجتماعية لتحسين القدرة الشرائية أكد الرئيس تبون شروع الحكومة في مراجعة الأجور ومنحتي البطالة والطالب ابتداءً من سنة 2026، مع إمكانية إدراج منحة المتقاعدين “وفق إمكانيات الدولة”. وشدّد على أن هذه الزيادات تندرج في إطار التزامات مكتوبة وليست مجرد وعود، موضحًا أن الهدف هو رفع القدرة الشرائية وتحسين معيشة المواطنين، وذلك بالتنسيق المستمر مع الوزير الأول وأعضاء الحكومة. اقتصاد متوازن بلا تقشف على الصعيد الاقتصادي، كشف تبون عن تراجع التضخم إلى 3.8%، مؤكدًا أن السياسة الجديدة تركز على تحقيق توازن بين الاستيراد والإنتاج المحلي، بعيدًا عن أي إجراءات تقشفية. وأوضح أن الاستيراد سيبقى ضروريًا لتغطية العجز في بعض المواد، لكن الرقمنة الصارمة ستضمن مراقبة دقيقة للتدفقات التجارية ومنع الفوضى التي استنزفت احتيا...

دبلوماسيتان ورؤيتان: عمر هلال في مواجهة عمار بن جامع

في نيويورك، حيث تتحوّل أروقة الأمم المتحدة إلى مسرحٍ تتوزن فيه الكلمات بميزان الذهب، يبرز اسمان مغاربيان يمثلان اتجاهين متباينين في العمل الدبلوماسي: عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب، وعمار بن جامع، سفير الجزائر وممثلها الدائم لدى المنظمة الدولية. والمقارنة بين الرجلين تتجاوز مجرد التنافس الشخصي لتكشف اختلافًا عميقًا في فلسفة الدولة ودورها على الساحة العالمية. دبلوماسية الضجيج: عمر هلال على مدى أكثر من عقد، بنى عمر هلال حضوره على خطابٍ صاخب وحادّ. فقد عُرف بخطاباته النارية التي تستهدف الجزائر على وجه الخصوص، محاولًا إبقاء قضية الصحراء الغربية في واجهة الاهتمام الدولي. وفي جلسات الجمعية العامة ومداولات مجلس الأمن، لم يتردد في إطلاق تصريحات مثيرة للجدل، من انتقاداته المتكررة للاتحاد الإفريقي، إلى مهاجمته أي جهود وساطة تدعم حق تقرير المصير أو تثمّن الدور الجزائري في ليبيا ومنطقة الساحل. لكن هذه الاستراتيجية، القائمة على ردود الفعل السريعة والاستفزاز المحسوب، أخفقت في تقديم رؤية بنّاءة. فقد بدا أن الهدف هو ملء الفراغ الإعلامي أكثر من صياغة حلول واقعية، ومع مرور الوقت بدأ بريق هذه الطريقة يخب...

دخول وإقامة الأجانب في الجزائر: الإطار القانوني والالتزامات والعقوبات

تولي الجزائر، كدولة ذات سيادة، اهتمامًا كبيرًا بتنظيم دخول وإقامة وحركة الأجانب على أراضيها. وقد نصت القانون رقم 08-11 المؤرخ في 25 يونيو 2008 المتعلق بشروط دخول وإقامة وحركة الأجانب في الجزائر، إلى جانب المراسيم التنفيذية والتعليمات الإدارية، على تنظيم هذا الشأن. وتهدف هذه القواعد إلى حماية الأمن الوطني، وتنظيم سوق العمل، وضمان النظام العام. 1. التزامات الأجانب في الجزائر يجب على كل أجنبي يقيم في الجزائر الالتزام بمجموعة من القواعد القانونية، والتي يمكن تلخيصها كالتالي: أ) احترام القوانين والأنظمة يتعين على الأجانب الامتثال لكافة القوانين الجزائرية. وأي مخالفة، سواء كانت جريمة أو خرقًا للنظام العام أو انتهاكًا لقوانين الإقامة، تعرض الأجنبي لعقوبات إدارية أو جنائية، بما في ذلك الترحيل. ب) امتلاك تأشيرة أو تصريح إقامة ساري يجب على الأجنبي أن يمتلك تأشيرة أو تصريح إقامة مناسبًا لنوع إقامته: سياحة، عمل، دراسة، أو مهمة رسمية. ويجب احترام مدة صلاحية هذه الوثائق بدقة. ج) التصريح لدى السلطات المختصة عند الدخول، يجب على الأجنبي التصريح عن وجوده لدى مصالح الشرطة أو الدرك. كما يجب عليه إبلاغ الس...

الصحراء الغربية: الحقيقة القانونية تفنّد الدعاية المغربية

يواصل الإعلام المغربي، وعلى رأسه موقع هسبريس، تسويق سردية أحادية تدّعي أن مبادرة “الحكم الذاتي” هي الحل الوحيد لما تسميه “الصحراء المغربية”. غير أن حقيقة النزاع ليست موقفاً جزائرياً أو اصطفافاً سياسياً، بل هي قضية قانون دولي صِرف حُسمت معالمها في قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية. 1. نزاع معترف به كقضية تصفية استعمار الأمم المتحدة، منذ إدراج الصحراء الغربية سنة 1963 على قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، تعتبر الإقليم إقليماً ينتظر تصفية الاستعمار. قرارات الجمعية العامة المتعاقبة تؤكد سنوياً على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. محكمة العدل الدولية (1975) أقرت أنه لا وجود لأي روابط سيادة بين المغرب والصحراء الغربية تبرر ضمّها، وأكدت أن سكان الإقليم هم أصحاب الحق في تحديد مستقبلهم. 2. مهمة دي ميستورا: تيسير المفاوضات لا فرض “حكم ذاتي” يحاول المقال المغربي إيهام القارئ بأن جولة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا دليل على تبنّي المجتمع الدولي لخيار الحكم الذاتي. في الواقع، ولاية المبعوث محددة بقرارات مجلس الأمن: تيسير مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو...

التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية: جريمة مستمرة وإرث سام

لا تزال الصحراء الجزائرية، بعد أكثر من ستة عقود، شاهدةً على واحدة من أفظع الجرائم الاستعمارية في القرن العشرين. فقد حوّلت فرنسا الاستعمارية الجنوب الجزائري إلى حقل تجارب لأسلحتها النووية ما بين 1960 و1966، ضاربةً عرض الحائط بالقوانين الدولية وبأبسط مقومات الكرامة الإنسانية. إنّها جريمة ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم، بل تتضاعف بشاعةً مع استمرار آثارها المسمومة حتى اليوم. الفيلم الوثائقي الذي أصدرته مديرية الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع الوطني تحت عنوان “التجارب والتفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية… الإرث الصامت المسموم” يعيد فتح هذا الجرح العميق، كاشفًا بالوثائق والشهادات العلمية والتاريخية حجم الكارثة التي خلّفها البرنامج النووي الفرنسي في قلب الصحراء. فرنسا… مختبر للموت في أرض الجزائر استغلت فرنسا الاستعمارية التراب الجزائري لتلتحق بركب القوى النووية العالمية، فحوّلت رقان وعين أكر ووادي الناموس إلى ميادين تجارب مرعبة. في 13 فيفري 1960، دوّى أول انفجار نووي تحت اسم “اليربوع الأزرق”، بقوة بلغت 70 كيلوطن، أي ما يفوق مجموع التفجيرات التي نفذتها القوى النووية الأخرى في تلك الح...

الاقتصاد الجزائري بين تعافٍ قوي وتحديات الإصلاح: قراءة في تقرير صندوق النقد الدولي لسنة 2025

كشف تقرير صندوق النقد الدولي لسنة 2025، الصادر عقب مشاوراته الدورية مع الجزائر بموجب المادة الرابعة، عن ملامح مرحلة اقتصادية جديدة تتسم باستمرار التعافي بعد جائحة كورونا، وانحسار ملحوظ لمعدل التضخم، إلى جانب تقدم في ملف الامتثال لتوصيات مجموعة العمل المالي (FATF) المعروفة اختصاراً بـ “غافي”، والخاصة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. التقرير الذي جاء في 99 صفحة رسم صورة متفائلة نسبياً للاقتصاد الجزائري، لكنه في الوقت ذاته قدّم حزمة من التوصيات لتعزيز الإصلاحات وضمان استدامة النمو. تعافٍ اقتصادي مدعوم بالمحروقات والإنفاق العمومي أبرز التقرير أن الجزائر نجحت في تحقيق نمو قوي بعد الجائحة، مستفيدة من ارتفاع أسعار المحروقات والسياسة المالية التوسعية التي اعتمدتها الحكومة بعد إعادة انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون في 2024. النمو غير النفطي بلغ 4.2% في 2024، مدفوعاً بالاستثمار العمومي وقوة الاستهلاك الخاص. التضخم تراجع من 9.3% في 2023 إلى 4% في 2024 بفضل انخفاض أسعار المواد الغذائية وتراجع الضغوط الخارجية، خصوصاً تلك الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والجفاف المتكرر. الاحتياطيات الدولية ارتفعت إلى...

الجزائر ومالي: أزمة دبلوماسية بين القانون الدولي والأمن الإقليمي

تمر العلاقة التاريخية بين الجزائر ومالي، التي كانت تقوم على التعاون والمصالحة الإقليمية، بفترة توتر غير مسبوقة. فبين تقديم باماكو شكوى ضد الجزائر أمام محكمة العدل الدولية وبين نفي الجزائر لأي انتهاك، تتداخل القضايا القانونية مع مسائل السيادة الوطنية والأمن الإقليمي في منطقة الساحل. 1. شكوى ماليّة و توقيت مفاجئ في 16 سبتمبر 2025، أكدت محكمة العدل الدولية تلقيها طلباً من الحكومة المالية ضد الجزائر. ووصفت الدبلوماسية الجزائرية هذه الخطوة بأنها «مناورة سياسية»، مشيرة إلى تناقض تصريحات باماكو مع الواقع الداخلي للبلاد، حيث تسيطر عليها جبهة انقلابية تواجه أزمة سياسية واقتصادية وأمنية كبيرة. ويكتسب توقيت هذه الشكوى أهمية خاصة، إذ تأتي في وقت تحاصر فيه عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) مناطق استراتيجية في مالي. بالنسبة للجزائر، يبدو أن هذا الإجراء محاولة لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية والضغوط الأمنية التي تواجهها باماكو. 2. اختراق مزعوم للأجواء الجزائرية في الوقت نفسه، تؤكد الجزائر امتلاكها أدلة تقنية تثبت دخول طائرة مسيرة عسكرية مالية الأجواء الجزائرية قبل أن يتم إسقاطها من قبل الدفا...

فجيج: واحة جزائرية حتى وادي ملوية قبل أن ينتزعها الاستعمار

فجيج ليست مجرد واحة على تخوم الصحراء، بل صفحة ناطقة من التاريخ الوطني الجزائري. فقبل الاحتلال الفرنسي عام 1830، كانت الجزائر دولة مستقلة بحدود مرسَّمة ومعروفة، تمتد شرقاً حتى وادي ملوية الذي كان يشكل خطاً طبيعياً فاصلاً بينها وبين المغرب الأقصى. 1. الجزائر المستقلة وحدودها الواضحة الوثائق التاريخية، من سجلات الدواوين العثمانية إلى خرائط الرحالة الأوروبيين، تؤكد أن الجزائر لم تكن تابعة للعثمانيين بل كانت إيالة ذات سيادة فعلية. وقد كانت حدودها الغربية والجنوبية مرسومة بجلاء، تبدأ من سواحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً وتنتهي عند وادي ملوية شرقاً، مروراً بسهول تلمسان والصحراء الكبرى. هذا الامتداد شمل واحات بشار وتندوف وتوات، وصولاً إلى فجيج التي كانت داخل المجال الجزائري بلا منازع. 2. محاولة فرنسا تفكيك المجال الجزائري بعد الغزو الفرنسي، سعت الإدارة الاستعمارية إلى إعادة رسم الخرائط بما يخدم مصالحها العسكرية والاقتصادية. فكان أن عقدت اتفاقيات مع السلطان المغربي، أبرزها معاهدة للا مغنية عام 1845، التي تجاهلت الواقع التاريخي والجغرافي، واقتطعت أراضٍ جزائرية واسعة من ضمنها فجيج لصالح المغرب. ...

المعاملة التفاضلية للأجانب بحسب جنسيتهم في القانون الدولي: بين سيادة الدولة وحظر التمييز التعسفي

تقع مسألةُ معاملة الأجانب على أساس جنسيتهم في تقاطع مبدئين أساسيين في القانون الدولي: سيادة الدولة، التي تمنحها حرية واسعة في ضبط دخول الأجانب وإقامتهم وطردهم. حظر التمييز التعسفي، الذي يحمي الأفراد من الإجراءات غير المبرّرة أو غير المتناسبة. وعليه، لا يحظر القانون الدولي تمييزاً قائماً على الجنسية بصورة مطلقة، لكنه يضع له قيوداً صارمة. ويكمن الحدّ الفاصل بين التفريق المشروع والتمييز غير المشروع. أولاً: المبدأ العام – السيادة والاختصاص الحصري للدولة تقرّ ميثاق الأمم المتحدة وأعراف القانون الدولي بالاختصاص الحصري للدول في شؤون الهجرة. يحقّ لكل دولة أن تحدد شروط دخول الأجانب وإقامتهم وطردهم. ويمكنها، من حيث المبدأ، وضع أنظمة مختلفة بحسب الجنسية (كإلزام بعض الجنسيات بتأشيرات أو تحديد حصص معيّنة). غير أنّ هذه الحرية ليست مطلقة، إذ يجب أن تبقى القواعد متوافقة مع التزامات الدولة الدولية، ولا سيما في مجال حقوق الإنسان. ثانياً: حظر التمييز التعسفي ينص المادة 2 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على منع أي تمييز بسبب «العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو ال...

لماذا نطالب بترحيل المغاربة غير الشرعيين من الجزائر؟

أطلقنا مؤخراً عريضة شعبية نطالب فيها بترحيل فوري للمغاربة المقيمين بصفة غير قانونية على أرضنا . هذه الخطوة ليست نزوة ولا تعبيراً عن كراهية كما يدّعي البعض، بل هي ببساطة دعوة لاحترام قوانين الجمهورية التي تنظّم الدخول والإقامة في التراب الوطني. ومع ذلك، فقد أثارت هذه المبادرة موجة هجوم عنيف على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت أحياناً من أشخاص يزعمون أنهم “جزائريون”. ومن واجبنا اليوم أن نوضّح للرأي العام الأسباب الموضوعية التي دفعتنا إلى هذه الخطوة. وسنطرح في هذا المقال ثلاث نقاط أساسية: البعد الاقتصادي، البعد الأمني، والبعد الاجتماعي. ثم نختم بكشف الخلفيات الحقيقية لأولئك الذين يعارضون هذه العريضة، والذين في الحقيقة يخدمون مشروع الفوضى ويهددون مستقبل الجزائر. 1) النزيف المالي تستضيف الجزائر حالياً ما بين 800 ألف ومليون و200 ألف مغربي غير شرعي . هؤلاء يعملون دون رخصة عمل، دون وجود إداري، ولا يدفعون لا ضرائب ولا اشتراكات اجتماعية. بل إنهم يستفيدون من العلاج المجاني بالاحتيال على الضمان الاجتماعي عبر استعمال بطاقات “شفاء” تُعطى لهم بطرق غير قانونية. الأخطر من ذلك أن أكثر من 75٪ من مداخيلهم ت...

الغواصات الجزائرية.. عقدة البحرية المغربية التي يصعب تجاوزها

تشهد منطقة غرب المتوسط سباق تسلّح بحري متصاعد، يتقدّم صفوفه سباق الغواصات. وفيما كشفت تقارير متطابقة، من بينها تقرير لموقع غلوبال ديفينس نيوز بتاريخ 15 سبتمبر 2025، عن دخول المغرب في مفاوضات رسمية مع فرنسا وألمانيا وروسيا للحصول على أولى غواصاته الحربية، تبرز الجزائر كقوة بحرية متقدمة بخبرة طويلة تجعل أي محاولة مغربية للحاق بها مسألة شديدة التعقيد، وربما مستحيلة في المدى المنظور. تفوق جزائري تاريخي في سلاح الغواصات الجزائر تُعَدّ أول دولة في الضفة الجنوبية للمتوسط تشغّل غواصات هجومية منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما اقتنت أول دفعة من غواصات “كيلو” السوفياتية. على مدى أربعة عقود، طورت البحرية الجزائرية قدراتها من خلال اقتناء نسخ متقدمة من هذه الغواصات، بعضها مزود بصواريخ “كاليبر” المجنحة بمدى يتجاوز 2400 كيلومتر، مع تدريبات عملياتية منتظمة في أعالي البحار ومشاركات في مناورات دولية كبرى. هذه الخبرة التراكمية تمنح الجزائر “رصيداً عملياتياً” يصعب تكراره، إذ تشمل تكوين أطقم متمرّسة، شبكات دعم لوجستي وصيانة متخصصة، وعقيدة بحرية متكاملة تعتمد على الردع البحري العميق. التحدي المغربي: شراء ال...

إسرائيل وتوسّع هجماتها الجوية: الجزائر الحصن الأخير في الفضاء العربي

شكّلت الضربة الجوية الإسرائيلية الأولى على قطر، والتي استهدفت قيادة حركة حماس في العاصمة الدوحة يوم 9 سبتمبر 2025، نقطة تحوّل بارزة في المشهد الجيوسياسي للشرق الأوسط. لم يكن الحدث مجرد عملية عسكرية عابرة، بل مثّل إعلاناً صريحاً عن استعداد إسرائيل لتوسيع دائرة ضرباتها في عمق العالم العربي، ما أثار تساؤلات جدّية حول مدى وصول سلاح الجو الإسرائيلي وقدرته على العمل بحرّية في الأجواء العربية. لقد جاءت هذه التطورات في أعقاب سقوط الدولة السورية في ديسمبر 2024 وتفكيك الجيش العربي السوري، الذي كان لعقود من الزمن يشكّل القوة الإقليمية الرئيسية الكابحة للتوسّع الإسرائيلي. ومنذ انهيار سوريا، سارعت إسرائيل إلى استغلال الفراغ الاستراتيجي، فأطلقت سلسلة من الضربات الجوية استهدفت مواقع في إيران ولبنان وتونس واليمن، بالتوازي مع مواصلة عدوانها المتواصل على غزة. القوة الجوية الإسرائيلية: حقيقة التفوّق أم وهم الاستغلال؟ رغم ما يُروَّج له عن سلاح الجو الإسرائيلي كأقوى قوة جوية في المنطقة، إلا أن الواقع يكشف هشاشة بنيوية في قدراته. إذ يعتمد بشكل أساسي على أسطول قديم من طائرات F-15 وF-16، معظمها يفتقر إلى الرا...

محمد الخامس وحرب الجزائر: بين الحياد الدبلوماسي وتوظيف الثورة

كانت حرب التحرير الجزائرية (1954-1962) لحظة حاسمة ليس فقط في تاريخ الشعب الجزائري، بل أيضًا في التوازن الجيوسياسي للمغرب الكبير. في هذا السياق، أثارت مواقف المغرب، الذي استعاد استقلاله حديثًا سنة 1956، جدلاً واسعًا. فبينما تميل الذاكرة الرسمية المغربية إلى تصوير الملك محمد الخامس كحليف للثورة الجزائرية، تكشف القراءة الدقيقة لخطاباته وخياراته الدبلوماسية عن حقيقة أكثر تعقيدًا: بعيدًا عن الدعم غير المشروط، وظّف محمد الخامس القضية الجزائرية من أجل التفاوض مع فرنسا على مكاسب سياسية وترابية لفائدة بلاده. خطاب كاشف: الاستعمار يُختزل إلى “نزاع” الخطاب الذي ألقاه محمد الخامس في منظمة الأمم المتحدة، حيث وصف الاستعمار الفرنسي في الجزائر بأنه مجرد “نزاع”، يعكس بوضوح هذه الازدواجية. فاستعمال مصطلح “نزاع” يضع المستعمر الفرنسي والشعب الجزائري المقاوم في كفّة واحدة. وهو توصيف يخفف من الطابع العنيف والقمعي واللّاشرعي للاستعمار، ويُحوّل حرب التحرير إلى مجرد خلاف ثنائي. هذا المنظور يتناقض مع الرؤية الجزائرية آنذاك، التي اعتبرت الكفاح المسلح حربًا وطنية ثورية في إطار مسار تاريخي لتصفية الاستعمار. ومن خل...

وسائل التواصل الاجتماعي: ساحة للفتنة واستغلال راية الدولة الزيانية

إن تاريخ الجزائر حافل بالملاحم والبطولات، لكنه أيضاً مثقل بالتحديات التي استهدفت وحدتها. واليوم، في عصر الإعلام الرقمي والتدخلات الخارجية، تواجه الجزائر تهديدات جديدة لا تأتي من الخارج فحسب، بل تنبع أيضاً من الداخل عبر خطابات متطرفة تسعى إلى تمزيق النسيج الوطني. وهنا يبرز خطر تيارين متناقضين شكلياً، لكنهما متكاملان في نتائجِهما: التيار العروبي العنصري من جهة، والحركة الانفصالية (الماك) من جهة أخرى. خيانة الإرث الوطني: من نوفمبر الجامع إلى الإقصاء الضيق لقد قامت ثورة نوفمبر 1954 على مبدأ الوحدة الشعبية، دون تمييز بين الأمازيغي والعربي، بين ابن القبائل وابن الصحراء. فجاء بيان أول نوفمبر ليؤكد بناء دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية، في إطار المبادئ الإسلامية، ولكن أيضاً في احترام التعددية الوطنية. غير أنّ بعض الأطراف، ممن يرفعون شعار “الباديسية النوفمبرية”، ينحرفون عن هذا المعنى الجامع، ويحوّلونه إلى مشروع إقصائي قائم على عروبة عرقية ضيقة تتنكر للجذور الأمازيغية الأصيلة. وهذا تحريف خطير للذاكرة الوطنية، لأنه يتنافى مع حقيقة أن الجزائر أمازيغية الجذور، عربية اللسان، إسلامية الحضارة، متوسطية ...

5000 دولار وأربع سنوات إيجار لمغادرة غزة: الخطة الأمريكية المثيرة للجدل لما بعد الحرب

كشف تقرير نشره واشنطن بوست عن وثيقة من 38 صفحة تتضمن خطة أمريكية – إسرائيلية مدعومة بمبادرات خاصة – تهدف إلى إعادة صياغة مستقبل غزة بعد الحرب. الخطة، التي أثارت ردود فعل غاضبة في العالم العربي، تقترح تحويل القطاع المدمَّر إلى مركز سياحي وتكنولوجي عالمي، مقابل تهجير سكانه البالغ عددهم نحو مليوني نسمة. تعويضات مالية مقابل “الخروج الطوعي” تنص الخطة على أن سكان غزة سيُمنحون خيار مغادرة القطاع “طوعاً” لقاء حزمة مالية تشمل: 5000 دولار نقداً لكل عائلة، دعم إيجار لمدة أربع سنوات، مساعدات غذائية لسنة كاملة. أما مالكو الأراضي فسيُمنحون ما يسمى “الرموز الرقمية” (Digital Tokens)، يمكن استبدالها بشقق في مدن ذكية جديدة داخل غزة، أو استخدامها لتمويل حياة جديدة في الخارج. مدن ذكية ومشاريع استثمارية الخطة تتضمن بناء ست إلى ثماني مدن ذكية، يُفترض أن تكون مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتستضيف مصانع سيارات كهربائية، ومراكز بيانات، وفنادق سياحية. ستُعهد إدارة هذه المرحلة إلى كيان جديد يحمل اسم: Gaza Reconstitution, Economic Acceleration and Transformation Trust، أو اختصارًا GREAT Trust، والذي سيتولى إدارة الق...