التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

حين يسقط القناع: الإمارات العربية المتحدة ومخطط زعزعة استقرار الجزائر

يأتي على الشعوب لحظات يصبح فيها الصمت خيانة، والسكوت على الأذى تفريطًا في السيادة. الجزائر، بتاريخها المجيد، وبشهدائها الأبرار، وبوحدتها الوطنية التي نُسجت من دماء الأحرار، لن تقف متفرجة أمام مؤامرة مكشوفة تستهدف ضرب تماسكها من الداخل. لم يعد الأمر تكهنات دبلوماسية ولا قراءات سياسية مبهمة؛ لقد سمّت الدولة الجزائرية، وبكل وضوح، الجهة المتورطة: الإمارات العربية المتحدة. في الثاني من مايو، بثّ التلفزيون الجزائري الرسمي افتتاحية غير مسبوقة، هاجم فيها هذا “الدويلة الاصطناعية” التي تتوهم أنها قادرة على اللعب بالنار في أرض الثورة والمليون ونصف المليون شهيد. وكانت الرسالة قاطعة: الوحدة الوطنية خط أحمر، وأيّ مساس بها سيُقابل برد قاسٍ ومباشر. حرب ناعمة بسمّ الهويات لم يكن ظهور المدعو محمد الأمين بلغيث على قناة “سكاي نيوز عربية”، الممولة إماراتيًا، حدثًا عرضيًا ولا زلة لسان أكاديمية. بل كانت طعنة مباشرة في قلب الأمة، حين تطاول هذا الشخص على الأمازيغية، أحد أعمدة الهوية الجزائرية. لم تكن كلماته سوى حلقة ضمن سلسلة طويلة من المحاولات الممنهجة لضرب التوازن الثقافي والاجتماعي في البلاد. ومنذ 2018، ظهر...

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون: فشل دفاعات الاحتلال وتداعيات استراتيجية

في تطور غير مسبوق، شهدت إسرائيل صباح الأحد، 4 مايو 2025، سقوط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن، استهدف مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب، مما أدى إلى إصابات وتعليق مؤقت لحركة الملاحة الجوية، وأثار تساؤلات جدية حول فعالية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية المتقدمة. تفاصيل الهجوم أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن الصاروخ تجاوز عدة طبقات من الدفاعات الجوية، بما في ذلك منظومتي “حيتس” الإسرائيلية و”ثاد” الأمريكية، وسقط في محيط مطار بن غوريون، محدثًا حفرة بعمق 25 مترًا. وقد أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة استخدام صاروخ باليستي فرط صوتي في العملية. الإصابات والأضرار أسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة، وفقًا لخدمة الإسعاف الإسرائيلية “نجمة داود الحمراء”. كما تسببت الضربة في أضرار مادية بالمطار، مما أدى إلى تعليق مؤقت للرحلات الجوية والقطارات المتجهة إليه، قبل أن تُستأنف العمليات لاحقًا. فشل الدفاعات الجوية أثار فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ اليمني قلقًا واسعًا داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية. وأشار الخبير العسكري اللواء فا...

الجزائر: تسريبات خطيرة من داخل غرفة العمليات في أبوظبي

في الثاني من مايو 2025، اجتمع عدد من كبار المسؤولين الأمنيين في دويلة الإمارات داخل غرفة عمليات مغلقة في قصر الرئاسة بأبوظبي، بهدف واحد: ضرب الجزائر في قلبها السياسي والإعلامي . ما جرى تداوله خلال هذا الاجتماع لم يكن تحليلات عابرة أو ملاحظات أمنية روتينية، بل خطة عدائية ممنهجة ، حملت اسماً داخلياً خطيراً: “إرباك الجزائر” . من كان حاضراً؟ ولماذا الجزائر؟ الاجتماع ترأسه طحنون بن زايد ، العقل المدبر للأمن الإماراتي، وشارك فيه: • محمد القرقاوي ، المسؤول عن ملف التأثير الإعلامي؛ • سعيد الغفلي ، المكلّف بالتنسيق الاستخباراتي؛ • عدد من المستشارين الأجانب من شركة “GSG” الأمريكية، المتخصصة في الحرب الإعلامية والتأثير الاستراتيجي. الهدف المُعلن: تنفيذ حملة ممنهجة خلال أسبوعين ضد الجزائر عبر: • اتهامها بالفشل في إدارة ملف الساحل؛ • ترويج مزاعم عن دعمها لانفصاليين؛ • تسريب معلومات مضللة تربطها بالإرهاب والتنسيق مع إيران. إقرأ أيضاً:   دليل المواطن للتصدي لحرب الجيل الخامس على الجزائر الدافع الحقيقي: الجزائر تقف في وجه المشروع الإماراتي في الاجتماع، عبّر ...

قضية بلغيث وسكاي نيوز: عندما تتحول الأكاذيب إلى أدوات لضرب الهوية الوطنية

منذ صيف 2019، بدأت تتضح معالم مشروع خبيث يستهدف الوحدة الوطنية الجزائرية من خلال ضرب أحد أهم مكونات هويتنا الجماعية: الثقافة الأمازيغية. هذا المشروع، الذي أطلق عليه اسم “صفر قبايلي”، كان في بدايته يُنظر إليه كحملة محدودة يقودها أفراد بدوافع شخصية، لكن مع مرور الوقت وظهور شخصيات سياسية مثل نعيمة صالحي بخطابات عدائية ممنهجة، أصبح من الواضح أن الأمر أعمق وأخطر مما كنا نظن. في هذا السياق المتوتر، جاءت تصريحات بلغيث، خلال ظهوره على قناة “سكاي نيوز عربية”، لتصب الزيت على النار. بلغيث لم يكتفِ بإنكار الثقافة الأمازيغية، بل ذهب إلى حد الادعاء بأنها “صناعة استخباراتية فرنسية وصهيونية تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر”. هذا التصريح الخطير لا يمس فقط شريحة واسعة من الشعب الجزائري، بل يهين تاريخاً ضارباً في عمق شمال إفريقيا، يمتد من يوغرطة وماسينيسا إلى ثورة نوفمبر المجيدة. لقد أبانت تصريحات بلغيث عن جهل عميق بالتاريخ، وانخراط واعٍ أو غير واعٍ في مشروع خارجي يهدف لتفكيك النسيج الوطني. فمن السخرية أن يُتّهم مكون أصيل من مكونات الهوية الجزائرية، اعترف به الدستور ودعّمه قانونياً وسياسياً، بأنه أداة أجنب...

الساحل: العودة المفاجئة لدول الساحل والصحراء إلى فرنسا بوساطة المغرب الخاضع للنفوذ الفرنسي

الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر — المتحدة في تحالف دول الساحل (AES) — فرضت نفسها على الساحة الإفريقية كرموز للقطيعة مع فرنسا الإفريقية. طرد القوات الفرنسية، إلغاء الاتفاقات العسكرية، خطابات بان-إفريقية هجومية: كل شيء كان يشير إلى تحرر واضح. ومع ذلك، بعد عام واحد، بدأت هذه الدول نفسها تقاربًا خفيًا مع فرنسا، من خلال قناة غير متوقعة: المغرب. لكن بعيدًا عن تجسيد وسيط محايد حقيقي، يظهر المغرب في هذا السياق كوسيلة غير مباشرة للنفوذ الفرنسي — دولة تابعة، منسجمة مع مصالح باريس، تلعب دور ناقل الرسائل. 1. التحول الدبلوماسي للانقلابات: بين البراغماتية والإكراه منذ أسابيع عدة، تم رصد مبعوثين من دول الساحل في الرباط، حيث سمحت محادثات غير رسمية بالنظر في إعادة إطلاق تدريجية للعلاقات مع فرنسا. هذا التحرك، رغم أنه لا يزال خجولًا، إلا أنه واقعي، وقد تم ذكره في مقال بجريدة Aujourd’hui au Faso البوركينابية، التي تحدثت عن “بداية مصالحة” بين دول AES وباريس، بوساطة مغربية. هذه الاتصالات لا تتم في إطار إفريقي متعدد الأطراف، ولا من خلال قنوات سيادية، بل عبر حليف استراتيجي للإليزيه. 2. المغرب: ...

تحالف دول الساحل مع المغرب: خيارٌ كارثي يُغرق الساحل في العزلة والضياع

بعيدًا عن مظاهر المجاملات الدبلوماسية، يشكّل التقارب الأخير بين الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر – المنضوية تحت ما يُعرف بـ”تحالف دول الساحل” (AES) – والنظام الملكي في المغرب، انحرافًا استراتيجيًا خطيرًا يحمل في طياته نتائج كارثية على مستقبل شعوب هذه الدول. فبدلًا من تحقيق الانفكاك الحقيقي عن التبعية، تسير هذه الأنظمة نحو استبدال التبعية الفرنسية المباشرة بوليٍّ إقليمي تابع لباريس، في إعادة إنتاج مُقنّعة لمنظومة “فرنسا الإفريقية”. زيارة جوفاء وواجهة إعلامية الزيارة الأخيرة لوزراء خارجية دول “AES” إلى الرباط لم تكن سوى عرض مسرحي دبلوماسي صُمِّم بعناية للاستهلاك الإعلامي، حيث تولّت الأجهزة المغربية إعداد البيان المشترك ونشره بشكل مفرط على وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، في محاولة لإظهار تحوّل استراتيجي مزعوم في توجهات الدول الثلاث. غير أن هذا الحراك لا يعكس واقعا استراتيجيا حقيقيا، بقدر ما يُعبّر عن أزمة عزلة حادّة دفعت بهذه الأنظمة العسكرية للبحث عن أي غطاء خارجي، ولو كان من نظام لا يملك شيئًا ليقدّمه سوى الوعود الكاذبة والدين الخارجي المتضخم. المغرب: حليف هشّ وامتداد ا...

جريمة قتل أبوبكر: العمل الإسلاموفوبي الذي فجّر غضب المسلمين في فرنسا

اهتز جنوب فرنسا على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها الشاب المالي أبوبكر، الذي اغتيل بدم بارد داخل مسجد، وهو مكان مقدس يفترض أن يكون رمزاً للسلام والسكينة. هذا العمل الشنيع، الذي يندرج ضمن تصاعد مقلق لموجة الإسلاموفوبيا، أحدث صدمة كبيرة بين مسلمي فرنسا، الذين ضاقوا ذرعاً بالاعتداءات والشيطنة المتزايدة في ظل صمت مريب من السلطات الرسمية. مناخ مسموم تُغذيه بعض وسائل الإعلام والسياسيون لسنوات، ظل المناخ العام في فرنسا يتسم بارتفاع حاد في مشاعر العداء للمسلمين. فخطابات الكراهية التي تبثها باستمرار قنوات الإعلام المعروفة، التي تحولت إلى أبواق دعائية لليمين المتطرف، تغذي أجواء الخوف والكراهية، مما يمهد الأرضية لجرائم عنصرية دامية. ويُعتبر مقتل أبوبكر نتيجة مأساوية لهذا المناخ المسموم، حيث صار الخطاب العنصري أمراً عادياً يجد دعماً غير معلن من طبقة سياسية متواطئة. رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، لم يُخفِ غضبه، متهماً الذين “يرسمون الطريق أمام المجرمين ويضعون أهدافاً على ظهور المسلمين”. كما أدان بشدة غياب السلطات، وعلى رأسها الوالي، الذي لم يكلف نفسه حتى عناء الحضور إلى مكان الجريمة لموا...