التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون: فشل دفاعات الاحتلال وتداعيات استراتيجية

في تطور غير مسبوق، شهدت إسرائيل صباح الأحد، 4 مايو 2025، سقوط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن، استهدف مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب، مما أدى إلى إصابات وتعليق مؤقت لحركة الملاحة الجوية، وأثار تساؤلات جدية حول فعالية منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية المتقدمة.


تفاصيل الهجوم

أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن الصاروخ تجاوز عدة طبقات من الدفاعات الجوية، بما في ذلك منظومتي “حيتس” الإسرائيلية و”ثاد” الأمريكية، وسقط في محيط مطار بن غوريون، محدثًا حفرة بعمق 25 مترًا. وقد أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة استخدام صاروخ باليستي فرط صوتي في العملية.


الإصابات والأضرار

أسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة، وفقًا لخدمة الإسعاف الإسرائيلية “نجمة داود الحمراء”. كما تسببت الضربة في أضرار مادية بالمطار، مما أدى إلى تعليق مؤقت للرحلات الجوية والقطارات المتجهة إليه، قبل أن تُستأنف العمليات لاحقًا.

فشل الدفاعات الجوية

أثار فشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ اليمني قلقًا واسعًا داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية. وأشار الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إلى أن الصاروخ اخترق تسع منظومات دفاع جوي إسرائيلية، وليس أربعًا فقط، مما يدل على ثغرات خطيرة في النظام الدفاعي.

ردود الفعل والتحذيرات

في أعقاب الهجوم، حذر القيادي في جماعة “أنصار الله”، نصر الدين بن عامر، شركات الطيران من التعامل مع مطار بن غوريون، معتبرًا إياه هدفًا مشروعًا حتى يتوقف العدوان على غزة ويرفع الحصار.

من جهتها، أعربت القيادة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها البالغ من الإخفاق في صد الصاروخ، وأعلنت عن فتح تحقيق عاجل في الحادث.

تداعيات استراتيجية

يُعد هذا الهجوم تحولًا نوعيًا في قدرات جماعة “أنصار الله”، حيث يشير إلى امتلاكها صواريخ باليستية قادرة على اختراق الدفاعات المتقدمة والوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية. كما يسلط الضوء على هشاشة المنظومات الدفاعية الإسرائيلية أمام تهديدات متزايدة من جبهات متعددة.

ويأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث تواجه إسرائيل تحديات أمنية متصاعدة على عدة جبهات، مما قد يدفعها إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية وتحالفاتها الإقليمية.

هذا الحدث يُبرز الحاجة الملحة لإسرائيل لتعزيز قدراتها الدفاعية والتعامل مع التهديدات المتنامية من مناطق بعيدة مثل اليمن، والتي أصبحت تمتلك تقنيات متقدمة قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع التقليدية.



✍️ بلقاسم مرباح






تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

الطموحات التوسعية للمغرب خلال حرب التحرير الوطني: تحليل وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي لعام 1957

 تكشف وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، مؤرخة في 16 ديسمبر 1957، عن الطموحات التوسعية للمغرب تجاه الجزائر في خضم حرب الاستقلال. تلقي هذه الوثيقة ضوءًا جديدًا على العلاقات المعقدة بين البلدين وتتناقض جزئيًا مع السرد التاريخي الذي يتم تدريسه في الجزائر، والذي يشير إلى دعم غير مشروط من المغرب للثورة الجزائرية. في النسخة الرسمية لتاريخ حرب التحرير الوطني، كما يتم تقديمها في المدارس الجزائرية، يُصوَّر المغرب، تحت حكم الملك محمد الخامس، كحليف قوي في النضال من أجل استقلال الجزائر. يبرز هذا السرد وحدة الشعبين المغربي والجزائري في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. ومن الصحيح أن الثوار الجزائريين رأوا في بداية الأمر أن نضالهم جزء من حركة تحرير مغاربية أوسع (تونس – الجزائر – المغرب). على سبيل المثال، هجوم شمال قسنطينة في أغسطس 1955، الذي تم تنفيذه ردًا على نفي السلطان المغربي إلى مدغشقر، يوضح هذه التضامن الإقليمي. ومع ذلك، كانت سنة 1956 نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الجزائر والمغرب. خلال هذه الفترة، حصل المغرب وتونس على استقلالهما بعد مفاوضات مباشرة مع فرنسا، تاركين الجزائر تواصل نضالها المسلح...