التخطي إلى المحتوى الرئيسي

غار جبيلات.. مشروع عملاق الحديد النائم يدخل مرحلة التجسيد

يشرف وزير الطاقة محمد عرقاب السبت على إطلاق مشروع استغلال منجم غار جبيلات في تندوف بالجزائر، الذي يعد أحد أكبر مناجم الحديد في العالم، وذلك بعد تأخره لعقود.
وحسب بيان لوزارة الطاقة: يقوم وزير الطاقة والمناجم، السيد محمد عرقاب، يوم السبت 30 جويلية 2022، بزيارة عمل وتفقد الى ولاية تندوف سيقوم خلالها بافتتاح منجم الحديد بغار جبيلات.

عرقاب في تندوف لافتتاح منجم الحديد بغار جبيلات


ويوم 9 ماي 2022، وافق مجلس الوزراء في الاجتماع الذي رأسه الرئيس تبون، على الانطلاق في المرحلة الأولى من مشروع استغلال المنجم.
وقد أشار بيان الاجتماع إلى “ما سيمثله منجم غار جبيلات من مصدر هامّ لمداخيل البلاد. وأهميته الحيوية في تحريك وتيرة التنمية محليا ووطنيا”.

“عملاق الحديد النائم” لإنعاش مداخيل الجزائر خارج المحروقات


ويندرج بعث مشروع غار جبيلات، ضمن التزامات رئيس الجمهورية “بحشد واستغلال القدرات المنجمية للبلاد. كونه واحدا من أضخم المناجم النائمة على معدن الحديد في العالم”.

وتقدّر احتياطات المنجم من خام الحديد، بين 3 و3.5 مليار طن، من بينها 1.7 مليار طن قابلة للاستغلال في المرحلة الأولى من الاستغلال الفعلي.

وسيمتدّ استغلال المنجم على ثلاثة مراحل، إلى غاية العام 2024. وسيسمح ذلك بتوفير مناصب شغل مباشرة لـ 6 آلاف عامل بحلول 2025.

شاحنات كهربائية وخطّ للسكّة الحديدية بين بشار وتندوف لنقل منتجات غار جبيلات


وأوصى رئيس الجمهورية في خلال اجتماع مجلس الوزراء، بتحديد أجندة زمنية لتنفيذ المشروع “بشكل تكاملي مع مختلف مشاريع البنى التحتية المرتبطة به”.

ومن بين مشاريع البنية التحتية المرتبطة بمشروع استغلال المنجم الاستراتيجي، شدّد الرئيس تبون على تسريع الانطلاق في إنجاز خطّ سكة الحديد بين ولايتي تندوف وبشار.

ويهدف مشروع خطّ سكة الحديد بين بشار وتندوف، إلى نقل خام الحديد والمنتجات الحديدية المنتجة في المنشآت الصناعية المرافقة للمنجم.

وستشرف على أشغال إنجاز خطّ سكّة الحديد، الشركة الصينية لإنشاءات الهندسة المدنية. حيث استقبل رئيس هذه الأخيرة بالجزائر من طرف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب.

واتفق طرفا اللقاء على تشكيل فريق عمل من إطارات وزارتي الطاقة والمناجم، والنقل، والشركة الصينية. لوضع خريطة عمل لتجسيد هذا المشروع.

وبالإضافة إلى خطّ سكّة الحديد، سيشمل مشروع استغلال منجم غار جبيلات، إنجاز عدّة هياكل ومنشآت قاعدية لإنتاج الحديد والصلب.

إلى جانب ذلك، سيضمّ المشروع منشآت لتخزين المعدن الخام المُجمّع من مواقع الاستغلال. قبل شحنها عبر شاحنات كهربائية نحو وهران مستغانم، لإعادة التحويل والتصدير نحو الخارج.

شراكة صينية جزائرية لاستغلال منجم غار جبيلات


في سبتمبر من العام 2021، زار وفد صيني هامّ موقع مشروع استغلال منجم غار جبيلات بتندوف، الذي سيتمّ إنجازه في إطار اتفاقيات شراكة مع 3 شركات صينية في المجال.

ويتعلّق الأمر هنا بعمالقة التنقيب المنجمي في الصين “أم سي سي”، و”سي دابليو اي”، و “هايداي سولار”.

وتمّ إبرام اتفاقيات الشراكة لاستغلال الثروة المعدنية الاستراتيجية التي تزخر بها المنطقة، وفق القاعدة الاستثمارية 51/49. التي كانت تعتمدها الجزائر في القطاعات الاستراتيجية.

وبالمجمل، تندرج مشاريع البنية التحتية التي ستنجز بالموازاة مع بعث استغلال منجم غار جبيلات، ضمن مشروع طريق الحرير، الذي أطلقته الصين مطلع العام 2019.
نحو انبعاث عملاق التعدين النائم بعد 60 عاما من الركود

وقبل إعادة بعث المشروع، بالشراكة مع الصين، بقي مشروع استغلال منجم غار جبيلات حبرا على ورق طيلة 60 عاما.

فمنذ اكتشاف المنجم، في سنة 1952 إبان فترة الاستعمار الفرنسي، لم تتمكّن أي سلطة في البلاد من كسب تحدّي غار جبيلات، بسبب صعوبة تضاريس الموقع.

كما أرجع خبراء اقتصاديون سبب تأخر استغلال هذا المورد الاستراتيجي، إلى الأزمات المالية التي مرّت بها الجزائر منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

 سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب.  لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ لماذا لا تفرض الدولة الجزائرية تأشيرة دخول على هذا البلد العدو لمراقبة التدفقات السكانية بشكل أفضل بين الجزائر والمغرب؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع الع

ما هي المشاكل بين الجزائر والمغرب ؟ لماذا لن يتم استعادة العلاقات مع المغرب ؟ ولماذا لا تقبل الجزائر أي وساطة مع المغرب ؟

في 24 أغسطس 2021، اتخذت الجزائر قرارًا تاريخيًا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، الذي واصل القيام بأعمال عدائية وغير ودية وخبيثة ضد بلدنا منذ استقلال الجزائر. في هذا المقال لن نتطرق للخيانات المغربية العديدة والممتدة عبر الازمنة و كذلك التي طالت الجزائر قبل الاستقلال (-اختطاف طائرة جبهة التحرير الوطني - خيانة الأمير عبد القادر - قصف مآوي المجاهدين الجزائريين من قاعدة مراكش الجوية - مشاركة المغاربة في مجازر سطيف، قالمة وخراطة عام 1945. الخ)، لأن الموضوع يستحق عدة مقالات ولأن الأفعال الكيدية عديدة، ولا يتسع المجال لذكرها، ومنذ وصول السلالة العلوية عام 1666 في سلطنة مراكش وفاس وهو الاسم الحقيقي للمملكة، قبل أن يقرر الحسن الثاني تغيير اسمها الرسمي بالاستيلاء دون وجه حق، عام1957(بينما كانت الجزائر تحارب الاستدمار الفرنسي) على اسم منطقة شمال إفريقيا: "المغرب" والذي يشمل كل من تونس و ليبيا والجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية وسلطنة فاس ومراكش. 1ــ بماذا تتهم الجزائر المغرب؟ للإجابة على هذا السؤال ودون الخوض فى الخيانات المغربية العديدة قبل استقلال الجزائر، فإن الوثيقة الأكثر ا

وكالة المخابرات المركزية ترفع السرية عن وثيقة تسلط الضوء على الدوافع الحقيقية للمغرب في حرب الرمال عام 1963

  رفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مؤخرًا السرية عن وثيقة مؤرخة في 23 أغسطس 1957، وهي وثيقة تفصّل المناطق المنتجة للنفط في الجزائر وتحدد الخطط الفرنسية للجزائر ما بعد الاستقلال. تحتوي هذه الوثيقة على المعلومات التالية: كانت فرنسا ترغب بالاحتفاظ بالصحراء الجزائرية بأي ثمن، وكانت تخطط لتقسيمها إلى ولاياتان. لم تكن فرنسا تنوي مد أنابيب الغاز أو النفط إلى شمال الجزائر لتجنب التعامل في المستقبل مع الجزائر المستقلة، ولهذا السبب كانت فرنسا تناقش إسبانيا إمكانية تمريرالنفط والغاز الجزائري إلى الصحراء الغربية التي كانت تسيطر عليها إسبانيا. وكان الإسبان متحمسين للغاية بل وقدموا ضمانات للفرنسيين، مؤكدين  نية إسبانيا في عدم مغادرة الصحراء الغربية. تشير الوثيقة أيضاً إلى مشاكل حدودية مع ليبيا، التي كانت لديها مخططات إقليمية على حقول زرزايتين وإدجيليه وتيغنتورين. ويُقال إن فرنسا قدمت رشوة لرئيس الوزراء الليبي في ذلك الوقت، بن حليم، من أجل تسوية قضية الحدود بشكل نهائي.    المثير للاهتمام في وثيقة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هذه هو أن المناطق الحاملة للنفط في جنوب غرب الجزائر تتطابق بش