التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دبابة VT-4 الصينية عالية التقنية تتفوق في التجارب في الجزائر

 الدبابة القتالية الرئيسية الصينية VT-4 أكملت بنجاح التقييمات في الجزائر، بما في ذلك تمارين إطلاق النار بعيدة المدى التي حققت فيها نسبة إصابة بلغت 100%، وتمارين اختبار قدراتها على القيادة المستمرة لمسافة 500 كيلومتر وقدرتها على الإطلاق في ظل مجموعة متنوعة من الظروف. يُقال إن أداء الدبابة لاقى استحساناً من قبل القوات المسلحة الجزائرية. يُعتبر الجيش الجزائري ثاني أو ثالث أكبر مشغل للدبابة القتالية الرئيسية T-90 بعد الهند، وربما روسيا، حسب عدد الدبابات التي تم تكليفها وفقدانها منذ فبراير 2022. وأفادت مصادر متعددة بأن روسيا لم تتمكن من تلبية الطلبات الجزائرية للحصول على المزيد من دبابات T-90 لأكثر من عامين، حيث تم تكليف دبابات T-90 المصنعة للتصدير في الجيش الروسي منذ عام 2022. وبالنظر إلى أن كوريا الشمالية تخضع لحظر الأسلحة من الأمم المتحدة، وبغض النظر عن أنها بدأت مؤخراً فقط في الإنتاج المتسلسل لدبابة Chonma 2 الحديثة، فقد ترك هذا الوضع الصين كالمورد الوحيد للدبابات القتالية الرئيسية المتوافقة. حاليًا، لدى الصين خمس فئات مختلفة من الدبابات قيد الإنتاج، بما في ذلك الدبابة Type 96 التي تم بيعها إلى السودان، الشريك الاستراتيجي القريب من الجزائر، ومشتقات Type 59 التي تم بيعها إلى العراق، والدبابة Type 99A التي تشكل نخبة القوات البرية الصينية.

تشترك VT-4 في العديد من التقنيات والميزات التصميمية مع الدبابة الخفيفة VT-5 التي دخلت الخدمة في الصين في نهاية العقد الأول من الألفية. تم تطوير هذه المركبة خصيصًا للتصدير، وقد بيعت لتايلاند وباكستان وبكميات صغيرة جدًا لنيجيريا. وتشير التقارير الباكستانية إلى أن الدبابة تتفوق في الأداء على دبابات T-80 التي قدمتها أوكرانيا، ومن المتوقع أن تتمتع بميزات كبيرة على دبابات T-90 الهندية. بالنسبة للجزائر، تمثل VT-4 واحدة من أكثر الخيارات جاذبية لتحديث وحدات الدبابات في البلاد والتنوع بعيداً عن الاعتماد الكبير على الدروع الروسية، خاصة بسبب قصور روسيا كمورد. دخول السوق الجزائرية، التي تعتبر الأكثر ربحية في إفريقيا، وخارج الخليج، في العالم العربي أيضًا، يضع الصناعة الصينية في موقف قوي لتسويق دباباتها القتالية الرئيسية من الجيل التالي. كان من المتوقع في السابق أن تسوق روسيا خليفتها لدبابة T-90، وهي الدبابة T-14 Armata التي تأخرت كثيراً، للجيش الجزائري.

تتميز VT-4 بمستويات عالية جدًا من الحركة، مع محرك ديزل بقوة 1300 حصان يضمن نسبة عالية من القوة إلى الوزن. تستفيد الدبابة من نظام تعليق على قضبان الالتواء، ونظام نقل هيدروليكي متكامل، ونظام نقل أوتوماتيكي للتوجيه والتسارع. وعلى غرار الدبابات الروسية، لكن بخلاف الدبابات الأمريكية والألمانية، تستخدم الدبابة محملًا آليًا مما يسمح بتقليل وزنها بشكل كبير وتقليل طاقمها من أربعة إلى ثلاثة أفراد فقط. تستخدم الدبابة مدفع رئيسي عيار 125 مم، وهو نفس العيار المستخدم في الدبابات الروسية والكورية الشمالية، في حين تستخدم الدبابات الغربية واليابانية والكورية الجنوبية مدافع عيار 120 مم. تستخدم الدبابة دروع مركبة ودروع متفجرة تفاعلية من نوع FY-4 للحماية، ويقال إنها توفر حماية مكافئة لحوالي 700 مم. يُقال إن الجزائر تقوم بتقييم نسخة أكثر تقدماً من الدبابة، وهي VT-4A1، التي تتميز بنظام حماية نشط صعب القتل، يعادل نظام Trophy الإسرائيلي المعروف، ويتضمن معدات رادار ذات صلة. تتضمن النسخة المحسنة من الدبابة أيضًا قاذفات قنابل وجهاز استقبال للتحذير بالليزر. يُذكر أن دبابات T-90 حتى أغسطس 2024 كانت تفتقر إلى أي نوع من أنظمة الحماية النشطة صعبة القتل، مع احتمال عدم قدرة روسيا على توفير مثل هذه الأنظمة لدبابات T-90 الجزائرية في المستقبل المنظور.

زادت القوات المسلحة الجزائرية اعتمادها على المعدات العسكرية الصينية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأعلنت في أغسطس عن اقتناء صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز YJ-12B، مكملة لاقتناء صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز CX-1 الصينية في عام 2018. وشملت الاقتناءات الأخرى البارزة الطائرات المسيرة CH-4 وWJ-700، وأنظمة المدفعية الصاروخية WM-80، ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع PLZ-45، وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات HJ-12، وأنظمة الحرب الإلكترونية CHL-906، وكورفيتات الشبح من فئة Adhafer، ووفقًا لبعض المصادر حتى أنظمة الدفاع الجوي HQ-9B. في 22 مايو، تأكد أن الجزائر تقدمت بطلب لتصبح شريكًا حواريًا في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين، وأُعلن في 1 سبتمبر أنها انضمت إلى بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة BRICS التي تقودها الصين. من المتوقع أن تؤدي التباينات المتزايدة بين الصين وروسيا كشركاء اقتصاديين واستراتيجيين ودفاعيين لصالح الصين إلى استمرار الجزائر في توسيع التعاون الدفاعي واقتناء الأسلحة. قامت الدولة الأفريقية بتكثيف استثماراتها في قدراتها العسكرية منذ هجوم الناتو على ليبيا المجاورة في عام 2011، واستمرت في إدراك تهديد كبير من الأنشطة العسكرية الغربية في منطقتها.

بلــڨاســم مربـــاح

تعليقات

  1. لماذا نفخ الريش بهذا الشكل.....
    الكل يعرف حقيقة الجزائر ،وأنت طبعا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب. لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع العلاقات القنصلية مع المغرب في أسرع وقت ممكن ، لأن الغالبية العظمى من الشعب المغربي يشتركون في نفس الأطروحات التوسعية مثل ن...

دعم فرنسي للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء الغربية

 أعربت الجزائر، يوم الخميس، عن "استنكارها الشديد" للقرار الفرنسي الأخير بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وقد وصف هذا الموقف بأنه "غير متوقع، وغير مناسب، وغير مجدي" من قبل وزارة الخارجية الجزائرية. وقد أكدت الحكومة الجزائرية بوضوح أنها ستستخلص جميع العواقب المترتبة عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة. وقد أثار الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي المغربية، التي تُعتبر إضفاءً للشرعية على السيادة المتنازع عليها للمغرب على الصحراء الغربية، رد فعل حاد في الجزائر. ونددت وزارة الخارجية الجزائرية بهذا القرار باعتباره عملاً داعماً "لفعل استعماري"، يتعارض مع مبادئ إنهاء الاستعمار التي تدعمها المجتمع الدولي. ويعتبر هذا الموقف أكثر إثارة للجدل بالنظر إلى أنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحترم ويعزز الشرعية الدولية. وتعتبر الجزائر هذا القرار عائقاً أمام الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد أدت إلى مأزق مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. وأعربت الوزارة عن أ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...