التخطي إلى المحتوى الرئيسي

زيارة الرئيس تبون إلى تيزي وزو: ضربة قوية ضد انفصاليين الماك الارهابية

 اجتمع الآلاف من الأشخاص على أرصفة مدينة تيزي وزو يوم أمس لاستقبال الرئيس عبد المجيد تبون بحرارة. هذه الزيارة، التي تميزت بافتتاح مشاريع هيكلية ولقاءات مع المجتمع المدني، بعثت برسالة قوية إلى الانفصاليين من حركة تقرير المصير في منطقة القبائل (الماك).

وصول الرئيس تبون إلى تيزي وزو كان بمثابة استعراض لدعم شعبي، مع شباب يرفعون الأعلام الوطنية وسكان يرتدون الملابس التقليدية القبائلية. هذا الدعم الواسع يتناقض بشدة مع محاولات الماك للتقسيم، مما يبرز الوحدة والتضامن بين سكان القبائل والدولة الجزائرية.

افتتاح مشاريع هيكلية

افتتح الرئيس تبون الملعب الجديد الذي يتسع لـ 50,000 مقعد في بوحلفة، والذي سمي باسم الحسين آيت أحمد، وهو شخصية تاريخية في النضال من أجل استقلال الجزائر. هذا المجمع الرياضي، الذي بني وفقًا للمعايير الدولية للفيفا، يهدف إلى تنشيط الحركة الرياضية المحلية والوطنية. جرت مراسم الافتتاح بحضور كبار المسؤولين، بمن فيهم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، وعدة وزراء.

إطلاق مركز استشفائي جامعي ثانٍ

من اللحظات البارزة في الزيارة كانت وضع حجر الأساس لمركز استشفائي جامعي ثانٍ في تيزي وزو، وهو مشروع يتسع لـ 500 سرير تم اعتماده مؤخرًا. هذا المشروع، الذي جمد في عام 2016 بسبب القيود المالية، يستأنف الآن بفضل التزام الرئيس تبون. هذه البنية التحتية تهدف إلى تحسين ظروف الرعاية الصحية في المنطقة وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

دعم شعبي وردود الفعل

الاستقبال الحماسي الذي حظي به الرئيس تبون، مع هتافات مثل "مرحبا ريس" و"تحيا الجزائر"، يدل على تعلق مواطني تيزي وزو بالوحدة الوطنية. هذا الاستعراض لدعم شعبي يعتبر ضربة قوية للماك، التي تجد دعواتها للتقسيم والحكم الذاتي صدى ضئيلاً بين السكان المحليين.

التزامات للتنمية المحلية

خلال لقائه مع ممثلي المجتمع المدني، أكد الرئيس تبون التزامه بالتنمية المحلية. وعد بتحسين إمدادات المياه الصالحة للشرب وتعزيز الوسائل المادية والبشرية للمستشفيات. بالإضافة إلى ذلك، أكد على أهمية الاستثمار العام والخاص لتحفيز الاقتصاد المحلي.


زيارة تبون إلى تيزي وزو تسبب قطيعة بين الرباط وحركة الماك الإرهابية

زيارة الرئيس تبون إلى ولاية تيزي وزو كانت لها تأثير عاصفة في المغرب، حيث قام رئيس المخابرات الخارجية المغربية، ياسين المنصوري، بتوبيخ زعيم حركة الماك، فرحات مهني، وأخبره بأن النظام في الرباط سيتوقف فوراً عن تقديم أي دعم مالي أو إعلامي أو دبلوماسي.

وفقًا لمصادر مقربة من الملف، فإن المخزن كان يعول على زيارة رئيس الدولة إلى منطقة القبائل، حيث تلقى القادة المغاربة تأكيدات بأن "العديد" من نشطاء الماك سيعترضون سير الزيارة ويتسببون في اشتباكات، لإثبات سيطرة هذه المنظمة المصنفة إرهابية على المنطقة.

استعد المغرب لهذا السيناريو باتخاذ سلسلة من الإجراءات لاستغلال ما وعده به فرحات مهني، معتقدًا أن استقبالاً عدائيًا للرئيس تبون يمكن أن يطلق عملية واسعة النطاق لتضخيم الحدث، خاصة في أروقة الأمم المتحدة. كان عمر هلال، ممثل محمد السادس في نيويورك، جاهزًا بخطابه ولم يكن ينتظر سوى الضوء الأخضر من الرباط لإلقاء خطاب لاذع ضد "نظام الجنرالات" الذي "يقمع الأقلية القبائلية الطامحة للاستقلال".

لكن خطاب الدبلوماسي المغربي، الذي أعيد إلى مكانه بانتظام من قبل عمار بنجاما، انتهى في سلة المهملات، وتلاشت مداخلة الرئيسة المزعومة لـ "رابطة حقوق الإنسان القبائلية" في الأمم المتحدة، التي كان من المفترض أن تتزامن مع زيارة تبون إلى مدينة جرجرة، حيث تم تفكيك جميع الحجج المعدة بتوجيه من المخابرات المغربية بفضل الاستقبال الوطني الذي حظي به رئيس الدولة.

بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال في 5 يوليو، نظم المواطنون في تيزي وزو مسيرة كبيرة شارك فيها العديد لإحياء هذه الذكرى الهامة في تاريخ الجزائر، حاملين العلم الوطني الثلاثي الألوان ومشيدين بآلاف الشهداء من المنطقة الذين سقطوا في سبيل أمة موحدة وغير قابلة للتجزئة.

قامت المخابرات المغربية بتفعيل رافدين قبل وأثناء وبعد زيارة الرئيس إلى تيزي وزو. حاول عملاء ياسين المنصوري، دون جدوى، تحريف الحقيقة من خلال نشر فيديوهات مزيفة حول حركات احتجاجية مزعومة، لكن الكذب كان كبيراً جداً ليُصدق. في الوقت نفسه، قام المخزن بتوجيه دميته في روبيه، هشام عبود، وأعوانه للتنبؤ بفشل الزيارة، حتى أنهم راهنوا على إلغائها. النتيجة العكسية لم تمنع هؤلاء المرتزقة من الاستمرار في نشر ترهاتهم لجمهور قليل من الأتباع، بينما تتولى DGED تضخيم أرقام المشاهدات على يوتيوب والشبكات الاجتماعية الأخرى بأساليب اصطناعية معروفة للجميع.

فشل هذه العملية أدى في النهاية إلى فقدان حركة الماك كل مصداقية لدى داعميها المغاربة والإسرائيليين والفرنسيين والإماراتيين.


رسالة واضحة للانفصاليين

زيارة الرئيس تبون إلى تيزي وزو تبعث برسالة واضحة: الدولة الجزائرية عازمة على الاستثمار في تنمية منطقة القبائل وتلبية احتياجات مواطنيها. بدعمهم الواسع لرئيسهم، أكد سكان تيزي وزو رفضهم لأيديولوجيات الانفصاليين من الماك وتعلقهم بالوحدة الوطنية.

هذه الزيارة، المليئة بالإعلانات والافتتاحات، تمثل نقطة تحول في ديناميكية تنمية المنطقة وتعزز التماسك الوطني في مواجهة محاولات التقسيم. أعاد الرئيس تبون تأكيد رغبته في العمل من أجل رفاهية جميع الجزائريين، مما يعزز الوحدة والتضامن داخل الأمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

الطموحات التوسعية للمغرب خلال حرب التحرير الوطني: تحليل وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي لعام 1957

 تكشف وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، مؤرخة في 16 ديسمبر 1957، عن الطموحات التوسعية للمغرب تجاه الجزائر في خضم حرب الاستقلال. تلقي هذه الوثيقة ضوءًا جديدًا على العلاقات المعقدة بين البلدين وتتناقض جزئيًا مع السرد التاريخي الذي يتم تدريسه في الجزائر، والذي يشير إلى دعم غير مشروط من المغرب للثورة الجزائرية. في النسخة الرسمية لتاريخ حرب التحرير الوطني، كما يتم تقديمها في المدارس الجزائرية، يُصوَّر المغرب، تحت حكم الملك محمد الخامس، كحليف قوي في النضال من أجل استقلال الجزائر. يبرز هذا السرد وحدة الشعبين المغربي والجزائري في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. ومن الصحيح أن الثوار الجزائريين رأوا في بداية الأمر أن نضالهم جزء من حركة تحرير مغاربية أوسع (تونس – الجزائر – المغرب). على سبيل المثال، هجوم شمال قسنطينة في أغسطس 1955، الذي تم تنفيذه ردًا على نفي السلطان المغربي إلى مدغشقر، يوضح هذه التضامن الإقليمي. ومع ذلك، كانت سنة 1956 نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الجزائر والمغرب. خلال هذه الفترة، حصل المغرب وتونس على استقلالهما بعد مفاوضات مباشرة مع فرنسا، تاركين الجزائر تواصل نضالها المسلح...