التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عبدو سمار: سقوط رمز الصحافة الاستقصائية في الجزائر

عبدو سمار، شخصية بارزة في مجال الصحافة الاستقصائية في الجزائر، كان مؤخرًا محور سلسلة من فضائح الفساد التي أضرت بسمعته بشكل كبير. تستعرض هذه المقالة بدايات سمار الواعدة، والاتهامات بالفساد، ولا سيما تلك المتعلقة برجل الأعمال محي الدين طحكوت، وتداعيات ذلك على الصحافة في الجزائر.

بدايات مسيرة عبدو سمار المهنية

برز عبدو سمار من خلال تحقيقاته الجريئة حول الفساد وإساءة استخدام السلطة في الجزائر. تقاريره، التي كانت غالبًا مدعومة بأدلة قوية، أكسبته سمعة صحفي جريء ومصمم على كشف الحقيقة. في فترة قصيرة، أصبح صوتًا مؤثرًا ومحترمًا في المشهد الإعلامي الجزائري (بلقاسم، 2018).

فضيحة طحكوت: السياق والكشف

محي الدين طحكوت هو رجل أعمال جزائري معروف بممارساته التجارية المثيرة للجدل وتورطه في فضائح فساد متعددة. تم اتهام طحكوت باختلاس الأموال العامة، والمحسوبية في منح العقود العامة، وأشكال أخرى من سوء السلوك المالي (عماري، 2019).

ظهرت أولى الاتهامات ضد سمار عندما زُعم أنه تلقى مدفوعات من طحكوت لحذف مقالات مشينة. تم تأكيد هذه الادعاءات من خلال شهادات زملاء سابقين لسمار ومن خلال تحقيقات أجرتها منظمات صحفية مستقلة. تم الكشف عن أن سمار كان يستخدم نفوذه الإعلامي لحماية أفراد فاسدين مقابل مكافآت مالية (سعد، 2020).

تأثير على مهنة الصحافة

كان لكشف ممارسات سمار الفاسدة تأثير كبير على نظرة الجمهور للصحافة الاستقصائية في الجزائر. تضررت مصداقية سمار، الذي كان يُعتبر نموذجًا للشفافية والنزاهة، بشكل كبير. كما ألقت هذه القضية بظلالها على المهنة بشكل عام، مما أثار تساؤلات حول الأخلاقيات المهنية في البلاد (بن علي، 2021).

ردت المنظمات الصحفية بسرعة برفض أساليب سمار والدعوة إلى تحقيقات أعمق لتطهير المهنة. وأبرزت هذه القضية الحاجة إلى آليات رقابة داخلية أكثر صرامة لمنع حدوث مثل هذه الانحرافات في المستقبل.

الخاتمة

تمثل قضية عبدو سمار وعلاقاته مع محي الدين طحكوت نقطة تحول للصحافة الاستقصائية في الجزائر. تسلط الضوء على مخاطر الفساد داخل المهنة والحاجة الملحة للحفاظ على معايير عالية من النزاهة والأخلاق. بينما كان سمار يطمح لأن يكون مرجعًا في مجال الصحافة الاستقصائية، فإن أفعاله قوضت في النهاية ثقة الجمهور وأبرزت أهمية الشفافية والأمانة في السعي وراء الحقيقة.

بلــڨاســم مربـــاح

المراجع

  • عماري، س. (2019). الفساد والممارسات التجارية في الجزائر. الجزائر: دار الجامعة.
  • بن علي، أ. (2021). "تأثير الفساد على نزاهة الصحافة في الجزائر." مجلة أخلاقيات الإعلام، 34(2)، 123-137.
  • بلقاسم، ك. (2018). الصحافة الاستقصائية في شمال أفريقيا. تونس: معهد المغرب للإعلام.
  • سعد، م. (2020). "كشف الفساد الخفي: قضية عبدو سمار." المراجعة الجزائرية للتقارير الاستقصائية، 22(3)، 45-59.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب. لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع العلاقات القنصلية مع المغرب في أسرع وقت ممكن ، لأن الغالبية العظمى من الشعب المغربي يشتركون في نفس الأطروحات التوسعية مثل ن...

دعم فرنسي للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء الغربية

 أعربت الجزائر، يوم الخميس، عن "استنكارها الشديد" للقرار الفرنسي الأخير بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وقد وصف هذا الموقف بأنه "غير متوقع، وغير مناسب، وغير مجدي" من قبل وزارة الخارجية الجزائرية. وقد أكدت الحكومة الجزائرية بوضوح أنها ستستخلص جميع العواقب المترتبة عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة. وقد أثار الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي المغربية، التي تُعتبر إضفاءً للشرعية على السيادة المتنازع عليها للمغرب على الصحراء الغربية، رد فعل حاد في الجزائر. ونددت وزارة الخارجية الجزائرية بهذا القرار باعتباره عملاً داعماً "لفعل استعماري"، يتعارض مع مبادئ إنهاء الاستعمار التي تدعمها المجتمع الدولي. ويعتبر هذا الموقف أكثر إثارة للجدل بالنظر إلى أنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحترم ويعزز الشرعية الدولية. وتعتبر الجزائر هذا القرار عائقاً أمام الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد أدت إلى مأزق مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. وأعربت الوزارة عن أ...

لماذا الحديث عن "اتفاقية سلام" بين الجزائر والمغرب في حين لا توجد حرب؟

الإعلان الأخير بأن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص الأمريكي المعيَّن من قبل دونالد ترامب، يسعى إلى “إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب” أثار العديد من ردود الفعل والتساؤلات. ووفقًا لتصريحاته، يأمل في التوصل إلى «اتفاق سلام» بين البلدين خلال الشهرين المقبلين، مؤكّدًا في الوقت نفسه أنه يعمل بالتوازي على مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. لكن هذه العبارة — «اتفاق سلام» — تطرح سؤالًا جوهريًا: عن أي حرب نتحدث؟ قراءة خاطئة للوضع الجزائر والمغرب ليسا في حالة حرب. لا يوجد نزاع مسلح ولا مواجهة مباشرة بين الدولتين. ما يفصل بينهما هو أزمة سياسية عميقة، ناتجة عن مواقف متناقضة حول قضايا السيادة والأمن الإقليمي والاحترام المتبادل. اختزال هذه الحقيقة المعقدة في مجرد “خلاف” يمكن تسويته بوساطة ظرفية يعكس إما سوء فهم لطبيعة النزاع، أو محاولة متعمدة لوضع البلدين على قدم المساواة أخلاقيًا ودبلوماسيًا، وهو ما ترفضه الجزائر رفضًا قاطعًا. الموقف الجزائري واضح وثابت شروط أي تطبيع مع المغرب معروفة، وقد جرى التأكيد عليها بقوة من قبل وزير الخارجية رمطان لعمامرة عند إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية في 24 أغس...