التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المغرب يحصل على قمر صناعي للتجسس من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية مقابل مليار دولار

 المغرب يستعد لاقتناء قمر صناعي للتجسس من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) بقيمة مليار دولار، حسبما كشفت وسائل الإعلام المغربية يوم الأربعاء. وقد أكدت IAI، وهي شركة حكومية إسرائيلية، يوم الثلاثاء أنها وقعت عقدًا بهذه القيمة لتوفير نظام لطرف "غير محدد".

وتشتهر IAI بطائراتها بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة، وقد أوضحت أن الاتفاق سيتم تنفيذه على مدى خمس سنوات.

وينص العقد على توفير القمر الصناعي للتجسس "أفق 13"، الذي سيحل محل قمرين صناعيين من إيرباص وتاليس اللذين سيخرجان قريبًا من الخدمة، وفقًا لموقعي الأخبار المغربيين "Le Desk" و"Le 360" نقلاً عن مصادر إسرائيلية في الرباط. ولم يرغب رئيس البعثة الإسرائيلية في الرباط ووزارة الخارجية المغربية في التعليق.



القدرات التقنية والعملياتية للقمر الصناعي أوفيك 13

التصوير عالي الدقة

  • الدقة البصرية: مزود بمستشعرات بصرية متقدمة، يوفر القمر الصناعي أوفيك 13، الذي تم تطويره بواسطة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، صورًا بدقة عالية تصل إلى 30 سم لكل بكسل. يمكن لهذه القدرة أن تميز التفاصيل الدقيقة على الأرض مثل المركبات والمنشآت العسكرية الصغيرة، مما يعزز فعالية مهام الاستطلاع (IAI، 2023).
  • التصوير متعدد الأطياف: يتميز أوفيك 13 بمستشعرات متعددة الأطياف قادرة على التقاط الصور عبر عدة أطوال موجية، من الأشعة تحت الحمراء إلى الطيف المرئي. هذه الميزة ضرورية للمراقبة الليلية وكشف التمويهات، مما يجعل القمر الصناعي متعدد الاستخدامات في مختلف ظروف المراقبة (ريتشيلسون، 2012).

المراقبة والاستخبارات

  • تغطية عالمية: بفضل مداره المنخفض حول الأرض، يوفر أوفيك 13 تغطية واسعة، مما يتيح مراقبة شبه مستمرة لمناطق معينة. هذه القدرة مفيدة بشكل خاص لتتبع التحركات العسكرية واكتشاف الأنشطة المشبوهة (دي، 2015).
  • نقل البيانات في الوقت الحقيقي: يستطيع القمر الصناعي نقل البيانات تقريبًا في الوقت الحقيقي إلى محطات التحكم الأرضية، مما يسهل الاستجابة السريعة والفعالة للتهديدات المحتملة (IAI، 2023).

المرونة والأمان

  • الحماية ضد التشويش: مصمم لمقاومة محاولات التشويش والقرصنة، يضمن أوفيك 13 استمرارية وموثوقية عملياته الاستطلاعية حتى في مواجهة التهديدات الإلكترونية (IAI، 2023).
  • ازدواجية الأنظمة: مزود بأنظمة احتياطية، يضمن القمر الصناعي عمله حتى في حالة حدوث فشل جزئي، مما يزيد من مرونته العملياتية (زيغارت، 2011).

قدرات أخرى

  • الاتصالات الآمنة: بالإضافة إلى قدراته الاستطلاعية، يمكن استخدام أوفيك 13 للاتصالات الآمنة بين القوات المسلحة ووكالات الاستخبارات، مما يعزز التنسيق الاستراتيجي (IAI، 2023).
  • الكشف عن الحرارة: يمكن الكشف عن التوقيعات الحرارية أن يحدد الأنشطة الليلية والبنية التحتية تحت الأرض، مما يزيد من قدرة المراقبة في جميع الظروف (دي، 2015).

التداعيات الاستراتيجية

تمثل اقتناء أوفيك 13 من قبل المغرب تقدمًا كبيرًا في قدراته الاستخبارية والاستطلاعية، مع عدة تداعيات استراتيجية رئيسية:

  • التفوق الاستخباراتي: بفضل أوفيك 13، يمكن للمغرب الحصول على معلومات مفصلة حول التحركات العسكرية والبنية التحتية الاستراتيجية للجزائر، مما يعزز موقفه الاستراتيجي (IAI، 2023).
  • الوقاية والاستجابة السريعة: تتيح قدرات المراقبة في الوقت الحقيقي للمغرب الاستجابة السريعة لأي تهديد ناشئ، مما يعزز دفاعه الوطني (ريتشيلسون، 2012).
  • توازن القوى: يمكن أن يُنظر إلى تحسين قدرات الاستخبارات المغربية كتهديد من قبل الجزائر، مما يزيد من التوترات وخطر الصراع الإقليمي (زيغارت، 2011).

رد الجزائر على اقتناء القمر الصناعي أوفيك 13

يمكن أن تشمل ردود الفعل الجزائرية على اقتناء المغرب للقمر الصناعي أوفيك 13 عدة تدابير استراتيجية وتقنية:

  1. تعزيز القدرات الاستخبارية والاستطلاعية

    • اقتناء تقنيات متقدمة: قد تسعى الجزائر لتعزيز قدراتها الاستطلاعية الخاصة من خلال اقتناء أقمار صناعية مشابهة أو بالتعاون مع دول تمتلك تقنيات متقدمة مثل روسيا والصين أو الاتحاد الأوروبي (بلانشارد، 2018).
    • تطوير القدرات المحلية: يمكن أن تستثمر الجزائر في تطوير تقنياتها الخاصة بالاستطلاع والاستخبارات، بما في ذلك تدريب مهندسيها وعلمائها والاستثمار في البحث والتطوير (IAI، 2023).
  2. تعزيز الدفاع والأمن

    • تحديث القوات المسلحة: للرد على هذا التهديد الجديد المحتمل، قد تكثف الجزائر تحديث قواتها المسلحة، بما في ذلك اقتناء أنظمة دفاع جوي وطائرات مسيرة للمراقبة (بلانشارد، 2018).
    • التعاون مع الحلفاء الاستراتيجيين: يمكن للجزائر تعزيز تحالفاتها العسكرية مع قوى مثل روسيا والصين لتحسين قدراتها الدفاعية وتلقي الدعم التقني والعسكري (دي، 2015).
  3. إجراءات الأمن الداخلي

    • تعزيز إجراءات الأمن الداخلي: يمكن للجزائر أن تعزز إجراءات الأمن الداخلي، بما في ذلك مكافحة التجسس وحماية البنية التحتية الحيوية (زيغارت، 2011).
    • مراقبة المجتمعات الأجنبية: في ظل تصاعد التوترات، قد تكثف الجزائر مراقبة المجتمعات المغربية على أراضيها لمنع أي نشاط مشبوه (بلانشارد، 2018).

خاتمة

يمثل القمر الصناعي أوفيك 13 تقدمًا تقنيًا كبيرًا للمغرب، مما يزيد بشكل كبير من قدراته الاستطلاعية والاستخبارية. ومع ذلك، قد يؤدي هذا التحسن إلى تفاقم التوترات الإقليمية مع الجزائر، مما يجعل الدبلوماسية والجهود المبذولة للتهدئة أكثر أهمية للحفاظ على الاستقرار في شمال أفريقيا.

قد تستجيب الجزائر لاقتناء القمر الصناعي بمزيج من التعزيز العسكري والتقني والمبادرات الدبلوماسية لتخفيف التوترات. تعكس استثمارات المغرب في القمر الصناعي أوفيك 13 نهجًا حديثًا للدفاع، يركز على التفوق المعلوماتي والقدرة على الاستجابة السريعة للتهديدات. هذه التدابير توازن القوى في مواجهة خصم قد يكون أكثر قوة، وتبرر اقتناء مثل هذه التقنيات من أجل الأمن الوطني والتنمية الاقتصادية للمغرب.

بلــڨاســم مربـــاح

المراجع

  • بلانشارد، ب. (2018). "سياسة الدفاع والأمن الجزائرية: التطورات التكنولوجية والشراكات الاستراتيجية." مجلة دراسات شمال أفريقيا.
  • دي، د. (2015). مراقبة الأقمار الصناعية: التاريخ والتطور. جامعة كامبريدج للنشر.
  • الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI). (2023). "المواصفات التقنية وقدرات أوفيك 13." تقارير IAI.
  • ريتشيلسون، ج. ت. (2012). سحرة لانجلي: داخل إدارة العلوم والتكنولوجيا في وكالة المخابرات المركزية. مطبعة ويستفيو.
  • زيغارت، أ. ب. (2011). العيون على الجواسيس: الكونغرس والمجتمع الاستخباراتي الأمريكي. مطبعة جامعة ستانفورد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب. لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع العلاقات القنصلية مع المغرب في أسرع وقت ممكن ، لأن الغالبية العظمى من الشعب المغربي يشتركون في نفس الأطروحات التوسعية مثل ن...

دعم فرنسي للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء الغربية

 أعربت الجزائر، يوم الخميس، عن "استنكارها الشديد" للقرار الفرنسي الأخير بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وقد وصف هذا الموقف بأنه "غير متوقع، وغير مناسب، وغير مجدي" من قبل وزارة الخارجية الجزائرية. وقد أكدت الحكومة الجزائرية بوضوح أنها ستستخلص جميع العواقب المترتبة عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة. وقد أثار الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي المغربية، التي تُعتبر إضفاءً للشرعية على السيادة المتنازع عليها للمغرب على الصحراء الغربية، رد فعل حاد في الجزائر. ونددت وزارة الخارجية الجزائرية بهذا القرار باعتباره عملاً داعماً "لفعل استعماري"، يتعارض مع مبادئ إنهاء الاستعمار التي تدعمها المجتمع الدولي. ويعتبر هذا الموقف أكثر إثارة للجدل بالنظر إلى أنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحترم ويعزز الشرعية الدولية. وتعتبر الجزائر هذا القرار عائقاً أمام الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد أدت إلى مأزق مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. وأعربت الوزارة عن أ...

لماذا الحديث عن "اتفاقية سلام" بين الجزائر والمغرب في حين لا توجد حرب؟

الإعلان الأخير بأن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص الأمريكي المعيَّن من قبل دونالد ترامب، يسعى إلى “إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب” أثار العديد من ردود الفعل والتساؤلات. ووفقًا لتصريحاته، يأمل في التوصل إلى «اتفاق سلام» بين البلدين خلال الشهرين المقبلين، مؤكّدًا في الوقت نفسه أنه يعمل بالتوازي على مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة. لكن هذه العبارة — «اتفاق سلام» — تطرح سؤالًا جوهريًا: عن أي حرب نتحدث؟ قراءة خاطئة للوضع الجزائر والمغرب ليسا في حالة حرب. لا يوجد نزاع مسلح ولا مواجهة مباشرة بين الدولتين. ما يفصل بينهما هو أزمة سياسية عميقة، ناتجة عن مواقف متناقضة حول قضايا السيادة والأمن الإقليمي والاحترام المتبادل. اختزال هذه الحقيقة المعقدة في مجرد “خلاف” يمكن تسويته بوساطة ظرفية يعكس إما سوء فهم لطبيعة النزاع، أو محاولة متعمدة لوضع البلدين على قدم المساواة أخلاقيًا ودبلوماسيًا، وهو ما ترفضه الجزائر رفضًا قاطعًا. الموقف الجزائري واضح وثابت شروط أي تطبيع مع المغرب معروفة، وقد جرى التأكيد عليها بقوة من قبل وزير الخارجية رمطان لعمامرة عند إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية في 24 أغس...