التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الهاجس المغربي من الجزائر في الصحافة المغربية: النزاع في الصحراء الغربية والأهداف التوسعية

 أبدت الصحافة المغربية منذ عدة سنوات اهتمامًا ملحوظًا بالجزائر، وهو هوس يتجلى في تغطية إعلامية متواصلة ومتحيزة وناقدة في كثير من الأحيان. 

يستكشف هذا المقال أسباب هذا التركيز على الجزائر وآثاره.



السياق التاريخي والسياسي

تاريخيًا، كانت العلاقات بين المغرب والجزائر متوترة بشكل رئيسي بسبب قضية الصحراء الغربية. الصراع الإقليمي والخلافات السياسية فاقمت التوترات بين البلدين الجارين، وهو ما ينعكس في وسائل الإعلام المغربية. تتناول مقالات الصحافة الجزائر من زاوية مقارنة، تسلط الضوء على النجاحات المزعومة للمغرب في مواجهة التحديات الجزائرية، مما يشير إلى عقدة نقص عميقة تجاه "الشقيق الأكبر" الجزائري.

نزاع الصحراء الغربية

يعتبر نزاع الصحراء الغربية أحد المصادر الرئيسية للتوتر بين المغرب والجزائر، ويغذي بشكل كبير هوس المغرب بالجزائر في وسائل الإعلام. الصحراء الغربية، وهي إقليم يقع جنوب المغرب، تطالب به كل من المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر وتدافع عن استقلال الإقليم.

دعم الجزائر لجبهة البوليساريو: تستضيف الجزائر وتدعم جبهة البوليساريو، وتقدم المساعدة العسكرية واللوجستية والدبلوماسية. يعتبر المغرب هذا الموقف تدخلاً مباشراً في شؤونه الداخلية وتهديداً لوحدته الترابية. غالباً ما تُبلغ وسائل الإعلام المغربية عن الإجراءات والتصريحات الجزائرية لصالح البوليساريو، وتصفها بأنها استفزازات مزعزعة للاستقرار.

الدبلوماسية والدعاية: تتهم وسائل الإعلام المغربية بانتظام الجزائر بقيادة حملة دعائية دولية ضد المغرب، لا سيما من خلال التدخلات في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية الأخرى. تهدف هذه الحملات إلى دعم الحق غير القابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير المصير وتعزيز قضية جبهة البوليساريو. تسلط الصحافة المغربية الضوء على كل مبادرة جزائرية في هذا المجال، مما يؤكد على إصرار وشدة الجهود الجزائرية لزعزعة استقرار المغرب.





الطموحات التوسعية للمغرب على الأراضي الجزائرية

حرب الرمال (1963): غالبًا ما تُذكر حرب الرمال، وهي نزاع مسلح بين المغرب والجزائر في عام 1963، في وسائل الإعلام المغربية لتذكير بادعاءات المغرب التاريخية الإقليمية على بعض المناطق الحدودية الجزائرية. ترك هذا الصراع آثاراً دائمة على العلاقات بين البلدين. تستخدم وسائل الإعلام المغربية هذا السياق التاريخي لتبرير المخاوف الجزائرية من احتمال عودة الطموحات الإقليمية المغربية.

المطالبة بالمناطق الاستراتيجية: تناقش الصحافة المغربية غالبًا المناطق الحدودية، ولا سيما تلك الغنية بالموارد الطبيعية. على سبيل المثال، أثار مشروع منجم غار جبيلات للحديد في الجزائر ردود فعل قوية في المغرب، حيث تتناول المقالات شرعية الادعاءات المغربية على هذه المنطقة. تؤكد وسائل الإعلام على الأهمية الاستراتيجية لهذه المناطق وتنتقد إدارة الجزائر للمشاريع الاقتصادية هناك.

الدعاية الإعلامية: وفقًا لوسائل الإعلام المغربية، تستخدم الجزائر مواردها الإعلامية لخلق خطاب مناهض للمغرب، يهدف إلى إضعاف صورة المغرب الدولية وتبرير دعمها لجبهة البوليساريو. تُعتبر هذه الحرب الدعائية امتدادًا للطموحات الجزائرية للسيطرة على منطقة المغرب العربي وإضعاف المغرب على الساحة الدولية.

الخاتمة

يجد هوس المغرب بالجزائر في وسائل الإعلام المغربية جذوره في النزاعات التاريخية، والخلافات الإقليمية، والتنافسات السياسية. تغذي قضية الصحراء الغربية والادعاءات الإقليمية المغربية التاريخية على الجزائر تغطية إعلامية مكثفة وغالبًا ما تكون ناقدة. يُفاقم هذا التركيز التوترات ويعقد إمكانية المصالحة بين البلدين. من خلال مراقبة كل تحرك للجزائر عن كثب، تساهم وسائل الإعلام المغربية في الحفاظ على جو من عدم الثقة والتنافس المستمر.

تعليقات

  1. طرد الحماركة من الجزائر مطلب شعبي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب. لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع العلاقات القنصلية مع المغرب في أسرع وقت ممكن ، لأن الغالبية العظمى من الشعب المغربي يشتركون في نفس الأطروحات التوسعية مثل ن...

دعم فرنسي للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء الغربية

 أعربت الجزائر، يوم الخميس، عن "استنكارها الشديد" للقرار الفرنسي الأخير بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية. وقد وصف هذا الموقف بأنه "غير متوقع، وغير مناسب، وغير مجدي" من قبل وزارة الخارجية الجزائرية. وقد أكدت الحكومة الجزائرية بوضوح أنها ستستخلص جميع العواقب المترتبة عن هذا القرار، محملة الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة. وقد أثار الاعتراف الفرنسي بخطة الحكم الذاتي المغربية، التي تُعتبر إضفاءً للشرعية على السيادة المتنازع عليها للمغرب على الصحراء الغربية، رد فعل حاد في الجزائر. ونددت وزارة الخارجية الجزائرية بهذا القرار باعتباره عملاً داعماً "لفعل استعماري"، يتعارض مع مبادئ إنهاء الاستعمار التي تدعمها المجتمع الدولي. ويعتبر هذا الموقف أكثر إثارة للجدل بالنظر إلى أنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحترم ويعزز الشرعية الدولية. وتعتبر الجزائر هذا القرار عائقاً أمام الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد أدت إلى مأزق مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. وأعربت الوزارة عن أ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...