التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ظاهرة التيكتوكرز الجزائريين الذين أعمتهم إغراأت الكسب السهل على حساب الامن القومي الجزائري

  منذ عدة سنوات ونحن نخوض حربا ضد المغرب، الذي يشن حربا من الجيل الرابع والخامس ضد بلدنا، مستخدما كل الوسائل الممكنة. ويدعم المغرب في هذا المسعى المشؤوم الإسرائيليون والإماراتيون الذين يزودون المغرب بموارد تقنية وبشرية كبيرة. في ظل هذه المعادلة غير المتوازنة، قامت الجزائر بتنظيم نفسها حول مؤسستها العسكرية وتعزيز الأمن السيبراني لأنظمة المعلومات الحساسة للدولة والتواصل على نطاق واسع مع شعبها لشرح طبيعة التهديد الذي نواجهه. وبفضل تعبئة الجيش الوطني الشعبي وحفنة من الناشطين المتطوعين على شبكات التواصل الاجتماعي، تمكنت الجزائر من تفادي الأسوأ من خلال كشف النوايا الحقيقية لأعدائنا، وإيقاظ ضمائر الجزائريين الذين آمنوا ببراءة بأخوة مفترضة مع الشعب المغربي الذي تم تلقينه منذ نعومة أظافره كراهية الجزائر (راجع المناهج الدراسية المغربية، ودعاية الدولة المغربية ضد الشعب الجزائري ومؤسساته).

بعد محاولاته الفاشلة لزعزعة استقرار الجزائر، أدرك المغرب أخيرًا أنه لا يمكنه محاربة الجزائر وجها لوجه. وتتمثل الإستراتيجية المغربية الجديدة في اختراق النسيج الاجتماعي الجزائري عن طريق تشجيع الزواج المختلط والهجرة الجماعية للمغاربة إلى الجزائر. وتتمثل خطة المغرب في تنصيب طابور خامس (1)  مغربي في الجزائر، حتى يتمكن من التأثير على القرارات السياسية في الجزائر من الداخل.

منذ سنتين، ونحن نشهد بفزع شديد ظهور مجموعة من التيكتوكرز الجزائريين الذين يتآخون مع العدو على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية، ويفتحون قنوات اتصال مع العدو في حين يتبادلون التافهة مع أشخاص يسبون شهداءنا وينكرون وجود الأمة الجزائرية قبل 1962. لقد نجح هؤلاء التيكتوكرز في تدمير عمل الوطنيين الجزائريين الذين عملوا بلا كلل أو ملل من أجل إيقاظ الضمائر الجزائرية وجعل جبهتنا الداخلية متماسكة قدر الإمكان. 

نود من خلال هذا المقال أن ننبه الرأي العام الوطني على خطورة مثل هذه التصرفات غير الوطنية التي تطمس الرسالة الموجهة للجزائريين العاديين. نحن لا نعرف الدوافع الحقيقية لهؤلاء التيكتوكرز الجزائريين، ولا الجهات التي تقف وراء هذه المجموعات التي يبدو أنها منظمة بشكل جيد للغاية وتتمتع بجمهور كبير بشكل غير طبيعي مقارنة بنوعية المحتوى الذي تقدمه. وبدون توجيه اتهامات غير مبررة لهؤلاء الأشخاص، فمن الواضح أن أجهزة الاستخبارات المغربية تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر قنوات التيكتوك الجزائرية هذه، حيث أنها تخدم المصالح المغربية من خلال تشجيع تغلغل المغاربة في النسيج الاجتماعي الجزائري.

ونذكّر من يريد أن يسمع ويفهم أن الأمن القومي والمصلحة العليا للوطن أهم بكثير من المشاهدات أو الهدايا على التيكتوك. إن خطاب الفصل بين الشعب المغربي ونظامه خطاب غبي وخطير. فالغالبية العظمى من المغاربة يؤيدون الأطروحات التوسعية للنظام المغربي، لأن هذه الأطروحات هي ركيزة أساسية من ركائز الوطنية المغربية. إن تجاهل هذه الحقيقة هو إظهار سذاجة كبيرة قد تكون قاتلة لمستقبل بلدنا.

من ناحية أخرى، من الواضح أننا ندرك أنه قد تكون هناك استثناأت بين الشعب المغربي، وأن التعميم ليس نهجًا صحيحًا من الناحية الأخلاقية. لكن في زمن الحرب، لا يمكننا أن نأخذ بعين الاعتبار مثل هذه المبادئ الأخلاقية، فالمهم هو الأمن القومي وضمان إبقاء أي خطر للتسلل أو التآخي مع العدو في أدنى حد ممكن.

نأمل أن يُمكّن هذا المقال هؤلاء التيكتوكرز من تدارك أنفسهم، و نتمنى ان يستغلوا شهرتهم في المساعدة على تقوية الجبهة الداخلية الجزائرية.


(1) "الطابور الخامس" هو مصطلح نشأ في السياق العسكري أو السياسي أو الاجتماعي، ويشير إلى مجموعة من الأشخاص أو العناصر التي تعمل بشكل سري أو تخريبي داخل كيان ما (مثل جيش أو حكومة أو شركة) بهدف تخريب أو إضعاف أو إسقاط ذلك الكيان من الداخل.
تاريخياً، استُخدم المصطلح لوصف شبكات من الجواسيس أو المتعاطفين الذين يعملون سراً داخل بلد أو منظمة ما لدعم عدو خارجي أو حركة معادية. وتعود أصول المصطلح إلى الحرب الأهلية الإسبانية، عندما استخدم القوميون الفاشيون في عهد فرانسيسكو فرانكو مصطلح "الطابور الخامس" (الطابور الخامس) لوصف المناصرين المختبئين في المدن الجمهورية.
واليوم، غالبًا ما يستخدم المصطلح مجازًا لوصف العناصر الداخلية التي تقوض أو تهدد منظمة أو حركة سياسية أو كيان آخر بطريقة تخريبية أو سرية.

تعليقات

  1. ،🇩🇿🙏🇩🇿♥️محق في كل كلمة قلتها خويا بلڨاسم

    ردحذف
  2. بعض الناس ممثل العطية عندما يخرجو من حياتك ،يجب أن تقول الحمد لله

    ردحذف
  3. مثل العطسة

    ردحذف
  4. Ce que j'aime dans tout ça, c'est que le Maroc officiel ne vous calcule même pas ... alors que tous les services de l'état Algérien sont en train d'agir et réagir sur les vidéos de nos tiktokeurs et youtubeurs.
    C'est très triste ce qu'est devenu l'Algérie de Tebboune et Chengriha.

    ردحذف
    الردود
    1. L'état marocain dépense chaque année 250 à 400 millions d'euros pour financer les centaines de chaines Youtube et autre journaux électroniques qui insultent à longueur de journée l'Algérie. Ce que vous dites est factuellement faux. Le Maroc met beaucoup de moyen dans cette guerre de 4ème génération.

      حذف
  5. Mon soutien et mon accord à cette importante missive à notre gouvernement pour l’intérêt des ALGÉRIENS et de notre cher pays
    . L'ALGÉRIE
    Les Marocains représentent,
    globalement un danger en ALGÉRIE

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هي المشاكل بين الجزائر والمغرب ؟ لماذا لن يتم استعادة العلاقات مع المغرب ؟ ولماذا لا تقبل الجزائر أي وساطة مع المغرب ؟

في 24 أغسطس 2021، اتخذت الجزائر قرارًا تاريخيًا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، الذي واصل القيام بأعمال عدائية وغير ودية وخبيثة ضد بلدنا منذ استقلال الجزائر. في هذا المقال لن نتطرق للخيانات المغربية العديدة والممتدة عبر الازمنة و كذلك التي طالت الجزائر قبل الاستقلال (-اختطاف طائرة جبهة التحرير الوطني - خيانة الأمير عبد القادر - قصف مآوي المجاهدين الجزائريين من قاعدة مراكش الجوية - مشاركة المغاربة في مجازر سطيف، قالمة وخراطة عام 1945. الخ)، لأن الموضوع يستحق عدة مقالات ولأن الأفعال الكيدية عديدة، ولا يتسع المجال لذكرها، ومنذ وصول السلالة العلوية عام 1666 في سلطنة مراكش وفاس وهو الاسم الحقيقي للمملكة، قبل أن يقرر الحسن الثاني تغيير اسمها الرسمي بالاستيلاء دون وجه حق، عام1957(بينما كانت الجزائر تحارب الاستدمار الفرنسي) على اسم منطقة شمال إفريقيا: "المغرب" والذي يشمل كل من تونس و ليبيا والجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية وسلطنة فاس ومراكش. 1ــ بماذا تتهم الجزائر المغرب؟ للإجابة على هذا السؤال ودون الخوض فى الخيانات المغربية العديدة قبل استقلال الجزائر، فإن الوثيقة الأكثر ا

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

 سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب.  لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ لماذا لا تفرض الدولة الجزائرية تأشيرة دخول على هذا البلد العدو لمراقبة التدفقات السكانية بشكل أفضل بين الجزائر والمغرب؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع الع

حرب الرمال 8 أكتوبر 1963 ... قصة "خيانة الأشقاء" المغاربة

لما أطفأت فوهات البنادق الجزائرية " نار الاستعمار الفرنسي ومعه حلف الناتو" صيف جويلية 1962 والتفت الجزائريون قيادة وشعبا لفرحة الاستقلال وما ينبغي صنعه في قابل السنوات لإعادة قيام الأمة الجزائرية ،كانت "عيون الخيانة الشقيقة" تراقب عن قرب ميلاد " دولة جزائرية جديدة "رأسمالها الحقيقي مليون ونصف مليون نفس جزائرية استأثرت الموت لحياة هذه الدولة والأمة من جديد ، لكن هذه "الحقيقة الصادحة" في المحافل الدولية والإنسانية كمصدر فخر لأحرار العالم وكافة الشعوب المناهضة للعبودية والاستعمار سرعان ما اصطدمت بـــ" غدر الأشقاء المغاربة " بعد عام وبضعة أشهر من الاستقلال فيما اصطلح على تسميته بحرب الرمال التي قدمت فيها الجزائر ثمانمائة شهيد في أول حرب حفاظا على وحدتها الترابية . بينما كانت الجزائر دولة وشعبا تلملم جراحاتها وتحصي شهداءها وأراملها وأيتامها وينتظر الأبناء آباءهم العائدون من جبهات الشرف والشهادة وغيابات السجون الفرنسية والمنفيين إلى ما وراء البحار علها تكون بلسما لجراحاتهم الغائرة والممتدة في مسافة قرن و32 سنة، فاجأهم " المغاربة كنظام