التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا يدعو الإخوان المسلمون إلى المصالحة مع المغرب؟

منذ استقلال الجزائر ، كنا دائمًا أكثر ملكية من الملك ، وكان هذا يضر أحيانًا بالمصالح العليا لأمتنا العريقة. انخرطت الجزائر في كل معارك الأمة العربية (المشاركة في جميع الحروب العربية الإسرائيلية منذ عام 1967) ، وهذا الحماس الزائد دفعنا حتى إلى قطع علاقاتنا الدبلوماسية مع الولايات المتحدة عام 1967 احتجاجًا على الدعم الأمريكي غير المشروط للإسرائيليين.

يمكننا أن نقول على وجه اليقين أن موقف الجزائر الراديكالي من القضية الفلسطينية كان مصدر كل مشاكلنا منذ 2 ديسمبر 1977. في الواقع ، بعد اتفاقيات كامب ديفيد ، كانت الجزائر وليبيا الشقيقة بمبادرة من إنشاء جبهة الصمود و التصدي ضد تطبيع مصر مع الكيان الصهيوني ، ضمت هذه الجبهة الدول التالية: ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وجمهورية اليمن الشعبية. توقفت هذه الجبهة عن الوجود بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في 22 سبتمبر 1980 ، والتي شجعتها الولايات المتحدة.

ومنذ ذلك الحين لم يدخر الكيان الصهيوني أي جهد في تدمير كل الدول التي شكلت جبهة المقاومة هذه. بعد 46 عامًا على إنشاء جبهة الشرف والمقاومة هذه ، يمكننا أن نلاحظ بمرارة كبيرة أن الكيان الصهيوني قد نجح في بعث  كل دول هذا التحالف الى العصر الحجري باستثناء الجزائر.

العشرية السوداء التي ضرب الجزائر في بداية التسعينيات كان سببها أزمة سياسية خطيرة للغاية ، لكن الانتقال إلى الكفاح المسلح شجعه وكالة المخابرات المركزية والموساد: كيف يمكن تفسير أن عشرات الآلاف من الجزائريون "الأفغان" استطاعوا العودة إلى الجزائر دون صعوبة؟ لقد كلفت العشرية السوداء أكثر من 200 ألف من الأبرياء في الجزائر.

يمكن أن نكتب عشرات الصفحات لوصف التضحيات التي تقدمها الجزائر لدعم القضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي. السؤال الذي أريد أن أطرحه في هذا المقال ما الذي ربحناه في المقابل؟ هل المنظمات التي تمثل الأمة العربية أو الإسلامية دعمت الجزائر عندما كنا في الحضيض؟ الجواب هو طبعا لا.

واليوم ، فإن دعوة المنظمة العالمية لعلماء المسلمين لدفن الأحقاد مع النظام المغربي ، تذكرنا للمرة الالف أن الأشخاص الذين قاتلنا من أجلهم يكرهوننا ويريدون تدميرنا. كيف نطالب بالمصالحة مع المساواة بين المعتدي والمظلوم؟ لماذا لم تتكلم هذه المنظمات عندما هدد الكيان الصهيوني الجزائر من العاصمة المغربية الرباط؟ لماذا لم تندد هذه المنظمات بمغرب الحسن الثاني الذي سمح للجماعة الإسلامية المسلحة باتخاذ المغرب قاعدة خلفية لقتل الشعب الجزائري المسلم؟

إن انتصار الإمبريالية الأمريكية الصهيونية على الدول العربية يعني أن كل المنظمات التي من المفترض أن تمثل العرب والمسلمين تخضع للوبي الصهيوني. لذلك من الطبيعي أن المنظمة التي يرأسها علي القره داغي تدعم المغرب الذي يتصدر الحركة الصهيونية العربية. لذلك لا ينبغي أن نتفاجأ أو نثور ضدهم. يجب علينا بالأحرى أن نفهم الوضع وأن نتخذ الإجراأت المناسبة. لماذا تمنح الجزائر المصداقية لهذه المنظمات الصهيونية من خلال السماح لعلمائنا بالمشاركة في اجتماعات شيوخ الناتو هؤلاء؟

في الختام ، لا خيار أمام الجزائر سوى التركيز على جبهتها الداخلية ، وعلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نوعي الجزائريين حول هذه الحقائق المريبة ، حتى نكون أقل سذاجة وأن  نفهم أن هذه المنظمات تعمل ضد مصالحنا. ولهذا من الضروري اتباع التيارات الدينية الجزائرية وعدم اتباع المناهج الدينية الأجنبية ، لأن التجربة أظهرت لنا أن أعداءنا يستخدمون الدين  لضرب بلادنا:  هذا ما حدث خلال العشرية السوداء. 



تعليقات

  1. تحشاتلنا باسم الخلافة الاموية، باسم الخلافة العباسية، باسم الخلافة العثمانية، باسم الجامعة العربية، باسم المؤتمر الاسلامي، باسم المغرب العربي، كله يخدم الا مصالح الغير و استنفاذا لطاقات البلاد. يجب ان نرجع الى العهد النوميدي و نخدم الا مصالحنا لا مروكية و لا تونسية و لا …

    ردحذف
  2. طبعا لمصالح المروك والجزائر طززززز فيها

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

الطموحات التوسعية للمغرب خلال حرب التحرير الوطني: تحليل وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي لعام 1957

 تكشف وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، مؤرخة في 16 ديسمبر 1957، عن الطموحات التوسعية للمغرب تجاه الجزائر في خضم حرب الاستقلال. تلقي هذه الوثيقة ضوءًا جديدًا على العلاقات المعقدة بين البلدين وتتناقض جزئيًا مع السرد التاريخي الذي يتم تدريسه في الجزائر، والذي يشير إلى دعم غير مشروط من المغرب للثورة الجزائرية. في النسخة الرسمية لتاريخ حرب التحرير الوطني، كما يتم تقديمها في المدارس الجزائرية، يُصوَّر المغرب، تحت حكم الملك محمد الخامس، كحليف قوي في النضال من أجل استقلال الجزائر. يبرز هذا السرد وحدة الشعبين المغربي والجزائري في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. ومن الصحيح أن الثوار الجزائريين رأوا في بداية الأمر أن نضالهم جزء من حركة تحرير مغاربية أوسع (تونس – الجزائر – المغرب). على سبيل المثال، هجوم شمال قسنطينة في أغسطس 1955، الذي تم تنفيذه ردًا على نفي السلطان المغربي إلى مدغشقر، يوضح هذه التضامن الإقليمي. ومع ذلك، كانت سنة 1956 نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الجزائر والمغرب. خلال هذه الفترة، حصل المغرب وتونس على استقلالهما بعد مفاوضات مباشرة مع فرنسا، تاركين الجزائر تواصل نضالها المسلح...