التخطي إلى المحتوى الرئيسي

منار سليمي: مسيلمة الكذاب

منذ عدة سنوات، يشنّ منار السليمي، الإعلامي المغربي المعروف، حملة ممنهجة تستهدف كل ما يرمز إلى الجزائر دولةً وشعبًا وثقافةً وتراثًا. حملته، التي لا تخلو من تحامل وعدائية مفضوحة، تمثل هجومًا بالوكالة يخدم أجندات استخباراتية داخلية وخارجية باتت مكشوفة للجميع.

السليمي، الذي يحاول الظهور كمفكر في خدمة خطاب سلطوي، لا يتوانى عن استخدام أساليب بعيدة عن أي التزام أكاديمي أو أخلاقي، من تضليل وتشويه للصور، إلى الخطاب المليء بالافتراءات والتجريح والتنمر.

هدفه المعلن أو المبطّن هو الانتقاص من شأن الجزائر، والتقليل من مكانتها، ومحاولة تقديمها للعالم بشكل مشوّه لا يعكس حقيقتها كدولة ذات سيادة وتاريخ عريق وطموح حضاري راسخ. ومع ذلك، تظل الجزائر، برصيدها الحضاري وموقعها الجغرافي وتماسك شعبها، عصية على التشويه والتقزيم.


غير أن هذه الدعاية المغربية الموجهة ضد الجزائر باءت بفشل ذريع، ويكمن أحد أبرز أسباب هذا الإخفاق في ضعف الحجج التي تستند إليها، إذ تنطبق في حقيقتها وبكل وضوح على الواقع المتردي في المغرب، لا على الجزائر.

فالانتقادات الموجهة، رغم ما تحاول إيهامه، تكشف عن حالة إسقاط نفسي وسياسي، حيث يتم إلصاق مشكلات داخلية مغربية ببلد آخر لا علاقة له بها. وهذا يثير تساؤلات جدية حول قدرة أصحاب هذه الخطابات على التمييز الموضوعي، حتى ليُخيّل للمرء أنهم يعانون نوعًا من “اللابؤرية السياسية” — ذلك الاضطراب الذي يشوش الرؤية، ويحول دون القدرة على إدراك الواقع القريب والبعيد بوضوح، ويخلّ بالقدرة على تقدير المسافات، سواء كانت جغرافية أو رمزية.


يبدو أن الأمور قد اختلطت عليهم، فهم إمّا عاجزون عن رؤية ما يجري أمام أعينهم وتحت أنوفهم، أو يتعمدون التغاضي عنه، بينما يبدون في المقابل نشاطاً غير محدود في تشويه الحقائق، وإسقاط واقع المغرب المأزوم على الجزائر.

وقد سبق لنا في مقاطع فيديو خاصة أن شخّصنا الحالة التي يعاني منها هؤلاء المحسوبون زوراً على التحليل السياسي في المغرب، وعلى رأسهم من يرعون خطاب منار السليمي. فغالبيتهم، إما يعانون من متلازمة الإسقاط النفسي، أو يوظفونها بوعي وبمكر كوسيلة لتخدير الرأي العام المغربي، وجعله يجد بعض الراحة في نسب عيوبه للغير، كما يقول المثل: ‘إذا عمت خفت’.

وإلى جانب ذلك، يسعون بكل ما أوتوا من حيلة لتشويه صورة الجزائر، بلد الشهداء والكبرياء، حتى لا تتحول إلى مصدر إلهام ومقارنة مؤلمة بالنسبة لشعب يرزح تحت قيود التهميش والتضليل.






في علم النفس والتحليل النفسي، يُعرف الإسقاط كآلية دفاعية لا واعية، يلجأ إليها الفرد عندما يعجز عن مواجهة مشاعر داخلية مؤلمة أو غير مقبولة، فيقوم بنسبها للآخرين. هو انعكاس لحالة من الإنكار العميق للذات، حيث يُسقط الشخص مشاعر النقص والدونية، والرغبات المكبوتة أو العيوب التي لا يستطيع تحملها، على الغير، هربًا من موقف نفسي لا يُحتمل، بدلًا من الاعتراف بها والسعي لمعالجتها.

“الآن وقد شُخّص الداء، يبقى السؤال مطروحًا: كيف نتعامل مع هذا النوع من الدعاية غير العقلانية؟ هل نرسل منار السليمي ومن يقفون خلفه ومَن يتبعونه إلى أخصائي نفسي؟ هل نستمر في الرد على الأكاذيب التي تُروَّج على الشبكات الاجتماعية وأحيانًا على شاشات التلفزيون؟ هل نأخذ هذه الحملة على محمل الجد؟ وهل لها تأثير فعلي على تماسكنا الداخلي؟

“بعد أشهر طويلة من التصدي المستمر لهؤلاء المضللين والدجالين، توصلت إلى قناعة راسخة: الصمت أحيانًا هو أبلغ رد على الحماقة. فقد بلغ الجزائريون من النضج والوعي السياسي ما يجعل مثل هذه الدعاية عبثية وعديمة الأثر، سوى في إثارة الضحك والسخرية والاستهزاء. فالمزاعم المطروحة لا تمتّ بصلة للواقع الذي يعيشه الجزائريون، ولا تنطلي على أحد.



ما يبعث على الأسف الحقيقي، هو أن المملكة المغربية، بدلاً من أن تعالج الأسباب الجذرية لمشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعددة، تواصل الاستثمار في باعة الأوهام، من أمثال منار السليمي، الذي تهدف حملته التضليلية إلى إقناع الشعب المغربي بأن أوضاعهم أفضل من أوضاع جيرانهم الجزائريين.

لكن في عصر الإنترنت والشبكات الاجتماعية، من يمكنه تصديق مزاعم كهذه؟ من يصدق اليوم أن مستوى معيشة الجزائريين أدنى من مستوى معيشة المغاربة؟ وحده المغرب، على ما يبدو، يعطي قيمة لكلام منار السليمي وأمثاله، متجاوزاً بذلك المؤشرات الدولية المعترف بها في مجال التنمية.

عند النظر إلى الأرقام، نجد الحقيقة واضحة جلية. الجزائر تتفوق على المغرب في معظم المجالات. فعلى سبيل المثال، تضم الجزائر 108 مؤسسة للتعليم العالي و300 مستشفى، مقابل 29 و149 فقط في المغرب. في قطاع النقل، يمتد الخط الحديدي في الجزائر على أكثر من 6100 كيلومتر، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف طول الخطوط في المغرب (2110 كلم). أما الطرق السريعة، فتبلغ 12,700 كلم في الجزائر، مقابل 1800 كلم فقط في المغرب.

ورغم العشرية السوداء وما خلفته من مآسٍ، حققت الجزائر تقدمًا ملموسًا. فالترامواي يُستخدم في 7 مدن جزائرية، مقابل اثنتين فقط في المغرب. ويضم الأسطول الجزائري نحو 7 ملايين مركبة، مقابل 2.8 مليون فقط في المملكة.

أما في التصنيفات الدولية، فتحتل الجزائر المرتبة 73 في مؤشر الفساد، مقابل المرتبة 105 للمغرب. وتبلغ نسبة الفقر في الجزائر 29%، بينما تصل في المغرب إلى 45%. وعدد المتسولين في الجزائر يقدّر بـ10,000 شخص، في حين يبلغ في المغرب 121,000 شخص. وكلما تعمقنا في المقارنة، اتضح أكثر مدى التباين الواضح لصالح الجزائر.

ويكفي الجزائر فخرًا أنها خالية من الديون الخارجية، في حين أن المغرب مثقل بديون تتجاوز 50 مليار دولار. بل إن الجزائر تستضيف أكثر من 1.2 مليون مهاجر مغربي غير شرعي، ما يشكل دليلاً إضافياً على الفجوة بين البلدين.

كل هذه المعطيات تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن المواطن الجزائري يتمتع بمستوى معيشة أفضل من نظيره المغربي. ومع ذلك، تمتلئ الشبكات الاجتماعية بمئات، بل آلاف القنوات المغربية التي تروّج عكس ذلك، في حملات تضليل ممنهجة. من منا لم يشهد تلك المهزلة حين سخر البعض من الجزائريين بإظهار الموز، وكأن الجزائر خالية منه؟

لكن السؤال الجوهري هو: لماذا هذا الإصرار على إيهام المغاربة بأنهم أفضل حالاً من الجزائريين، رغم أن الوقائع تقول غير ذلك؟ كيف يمكن للمواطن المغربي أن يرضى بوهم التفوق، وهو يعلم في قرارة نفسه أنه يفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم؟



للإجابة على هذه الأسئلة، لا بد أولًا من فهم الرواية الرسمية التي يروّج لها النظام المغربي، وعلى رأسها أسطورة ما يُسمّى بـ’المغرب الكبير’. هذه الرواية، التي تفتقد لأي أساس تاريخي موثوق، تدّعي زورًا أن المغرب كان إمبراطورية تمتد لأكثر من 12 قرنًا، وأن ثلث الأراضي الجزائرية كانت في الأصل تابعة له.

ما يُثير القلق هو أن هذه الادعاءات الكاذبة أُدرجت رسميًا في المقررات الدراسية المغربية، حيث تظهر خرائط مزيّفة تضم أجزاء واسعة من التراب الجزائري ضمن ما يُسمّى ‘المغرب التاريخي’. تخيّل، لوهلة، شابًا مغربيًا نشأ على هذه الأفكار المغلوطة، وتعلّم منذ طفولته أن الجزائر سلبت بلاده أراضيها، بينما الحقيقة التاريخية هي أن المغرب استغل ضعف الجزائر إبّان الاحتلال الفرنسي ليقتطع منها أراضي شرقية. من الطبيعي إذًا أن يتكوّن لدى هذا الشاب شعور سلبي تجاه الجزائر، نتيجة تربية قائمة على سردية خاطئة وتوسعية.”

وقد زاد دعم الجزائر للقضية الصحراوية وتضامنها مع الشعب الصحراوي من تعقيد العلاقات، حيث يعتبر النظام المغربي، منذ عام 1975، الجزائر خصمًا لوحدته الترابية المزعومة، ويعزف على وتر الوطنية في اللاوعي الجمعي المغربي، بتصوير الجزائر كعدو خارجي دائم. وهكذا، يصبح لدى المواطن المغربي شعور بالارتياح كلما اعتقد، حتى وهمًا، أن بلاده تتفوق على ‘العدو الجزائري’، في محاولة نفسية للهروب من واقع داخلي متردٍّ.

من هنا، نفهم أن منار السليمي ليس إلا صدى لصوت بلا وزن، وواجهة إعلامية لنظام يعيش لحظاته الأخيرة. فحين يصبح الكذب والتلاعب بالحقائق هو الأداة الوحيدة لمواجهة الجزائر، فهذا في حد ذاته اعتراف ضمني بأن الجزائر تسير في الاتجاه الصحيح، بينما خصومها يترنحون على حافة الانهيار.

لا يملك السليمي ومن على شاكلته أي تأثير فعلي على الجبهة الداخلية الجزائرية، لأن الواقع الذي يصفونه لا يمتّ بأي صلة إلى الحياة اليومية في الجزائر. والجزائريون الذين يتابعون هذه القنوات اليوتيوبية المغربية، يفعلون ذلك بدافع الفضول أو من أجل الترفيه، خاصة أن بعض المحتويات تصل إلى حد السخرية — مثل تحليلات الزغاريد في حفلات التخرج.

أما الدور الوحيد المتبقي لهذا ‘الزعيم’ المفترض للفكر العياشي، فهو مواصلة تخدير الشعب المغربي عبر أوهام التفوق الزائف على الجزائر، لإبقائه غافلًا عن وضعه الحقيقي، عالقًا في نشوة مصطنعة لا تعكس إلا بُعد النظام المغربي عن الواقع.



✍️ بلقاسم مرباح




“العياشة” : يُطلق هذا المصطلح على فئة من الأشخاص الذين يقدّمون الولاء المطلق لشخص ملك المغرب، ولو على حساب كرامتهم الشخصية. ويمثّل هؤلاء شريحة من المغاربة الذين يدافعون عن سياسات القصر الملكي بلا قيد أو شرط، إما بدافع الخوف من القمع والملاحقة، أو حرصًا على الحفاظ على الامتيازات والمصالح التي يوفرها لهم قربهم من السلطة.




















تعليقات

  1. يعطيك الصحة بلقاسم

    ردحذف
  2. السلام عليكم أخي الكريم قاهر العياشة أينما دهب

    ردحذف
  3. يعطيك الصحة خويا بلقاسم كنت نتمنى تعود وترجع ودافع عن وطنك

    ردحذف
    الردود
    1. طلبنا مرارًا وتكرارا الدعم الذي لم ياتي يا اخي…كنت ندير لايف مع ١٠٠ شخص كي المهبول الذي يتكلم وحده بينما اخرون كانوا يتكلمون مع اكثر من ٤٠٠ متابع…..فهمنا الرسالة.

      حذف
  4. الله يبارك خونا بلقاسم، ان شاء من نجاح إلى نجاح في عملك.
    السليبي هدا هدفه التقليل من الجزائر و تعظيم من شان المروك لان هده الزريبة كانت دائما تتخد الجزائر كمرجع لاي تقدم تطمح اليه و في شتى المجالات.

    ردحذف
  5. بارك الله فيك أخي الكريم ربي يحفظك

    ردحذف
  6. أحسنت أخي كلامك صحيح ولكن يجب التصدي لمثل هذا المدعو السليمي التافه بمزيد من الإطلاع على تاريخنا العظيم ومواجهة أكاذيبهم باستعمال سلاح الحقائق التاريخية الصحيحة مثل قناة الدكتور محمد دومير ومقالات قوية مثل الذي كتبتم لأننا بصراحة في حالة حرب ضد التزوير والتشكيك في هويتنا

    ردحذف
  7. بارك الله فيك أخي الكريم قاهر العياشة

    ردحذف
  8. العبيد سناغلة بوسبير عايشين في اوهام طاريخ طناش قرن كذبة

    ردحذف
  9. هذا السنغولي التافه ما هو إلا عبد مأمور...لك كل التقدير والاحترام والشكر بلقاسم يا قاهر تريكة السناغلة

    ردحذف
  10. القافلة تسير و الكلاب تنبح.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء ...

عبد العزيز رحابي يحلل اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي

 في مقابلة مع TSA Algérie ، تحدث عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير الجزائري السابق، عن توقيع اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي (EU)، ودور الدبلوماسية الجزائرية وتأثير الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. النقاط الرئيسية في المقابلة مشاكل اتفاقية الشراكة الجزائر-الاتحاد الأوروبي : انتقد رحابي اتفاقية الشراكة موضحًا أنها لم تحقق الأثر المتوقع للجزائر. وأعرب عن أسفه لعدم وجود حوار حقيقي بين الجزائر وأوروبا حول القضايا الحيوية مثل الأمن الإقليمي، الإرهاب، الهجرة والتهديدات الاقتصادية والاستراتيجية. شدد على أن الجزائر خسرت ما يقرب من 16 مليار دولار نتيجة التفكيك التدريجي للتعريفات الجمركية المنصوص عليه في الاتفاقية، في حين أن الاستثمارات الأوروبية في الجزائر ظلت ضعيفة. دور الحكم الرشيد والدبلوماسية : أكد رحابي على أهمية الحكم الرشيد لتجنب توقيع الجزائر على اتفاقيات تجارية غير مواتية. انتقد الإدارة الجزائرية لافتقارها للإصلاحات واعتمادها على اقتصاد الريع، مما يعرقل جهود التحديث والتكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية. مفاوضات الاتفاقية : أشار رحابي إلى أن فكرة التعاون الأورو...

الطموحات التوسعية للمغرب خلال حرب التحرير الوطني: تحليل وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي لعام 1957

 تكشف وثيقة من جهاز الاستخبارات الفرنسي، مؤرخة في 16 ديسمبر 1957، عن الطموحات التوسعية للمغرب تجاه الجزائر في خضم حرب الاستقلال. تلقي هذه الوثيقة ضوءًا جديدًا على العلاقات المعقدة بين البلدين وتتناقض جزئيًا مع السرد التاريخي الذي يتم تدريسه في الجزائر، والذي يشير إلى دعم غير مشروط من المغرب للثورة الجزائرية. في النسخة الرسمية لتاريخ حرب التحرير الوطني، كما يتم تقديمها في المدارس الجزائرية، يُصوَّر المغرب، تحت حكم الملك محمد الخامس، كحليف قوي في النضال من أجل استقلال الجزائر. يبرز هذا السرد وحدة الشعبين المغربي والجزائري في كفاحهما ضد الاستعمار الفرنسي. ومن الصحيح أن الثوار الجزائريين رأوا في بداية الأمر أن نضالهم جزء من حركة تحرير مغاربية أوسع (تونس – الجزائر – المغرب). على سبيل المثال، هجوم شمال قسنطينة في أغسطس 1955، الذي تم تنفيذه ردًا على نفي السلطان المغربي إلى مدغشقر، يوضح هذه التضامن الإقليمي. ومع ذلك، كانت سنة 1956 نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين الجزائر والمغرب. خلال هذه الفترة، حصل المغرب وتونس على استقلالهما بعد مفاوضات مباشرة مع فرنسا، تاركين الجزائر تواصل نضالها المسلح...