التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الجزائر وإسبانيا: تقارب يؤكد قوة الجزائر وليس عزلتها

 على عكس ما تروج له بعض وسائل الإعلام المغربية، فإن التقارب الجزائري-الإسباني لا يعكس محاولة من الجزائر لكسر عزلة مزعومة، بل على العكس من ذلك، فإن الجزائر تعزز مكانتها كقوة إقليمية لا غنى عنها. في المقابل، إسبانيا هي التي تسعى إلى إعادة العلاقات مع شريكها الاستراتيجي بعد أن تكبدت خسائر اقتصادية فادحة نتيجة العقوبات الجزائرية. في هذا المقال، سنوضح، بالوقائع والمصادر، كيف أن الجزائر في موقع قوة في هذا التقارب، وأن الأطراف التي تواجه عزلة حقيقية هي خصوم الجزائر وليس العكس. 1. الجزائر: لاعب رئيسي في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا 1.1. مورد طاقة أساسي لأوروبا تملك الجزائر عاشر أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم ، وهي المصدر الأول للغاز في أفريقيا . ومع أزمة الطاقة التي تسببت فيها الحرب في أوكرانيا، ازدادت أهمية الجزائر كشريك استراتيجي لأوروبا. إيطاليا وقّعت في عام 2022 اتفاقية كبرى مع سوناطراك لزيادة وارداتها من الغاز الجزائري لتعويض انخفاض الإمدادات الروسية ( المصدر: رويترز، "إيطاليا تؤمن مزيدًا من الغاز الجزائري مع سعيها لتقليل الاعتماد على روسيا"، 2022 ). ألمانيا أبدت اه...

الجزائر: رؤية جيوستراتيجية ناجحة في عالم متغير

 لطالما وُصفت الجزائر بأنها لاعب هادئ لكنه مؤثر على الساحة الدولية، ويبدو اليوم أنها تجني ثمار دبلوماسية متبصرة قائمة على الاستقلالية الاستراتيجية و تنويع الشراكات . فبينما تواجه فرنسا عزلة متزايدة في أوروبا وإفريقيا، وتشهد منطقة الساحل تحولات جذرية، نجد أن الجزائر تثبت أنها قوة لا غنى عنها في المنطقة. تشير الأحداث الأخيرة، بما في ذلك عودة مالي إلى الحوار مع الجزائر بعد محاولات لجرها نحو معسكر آخر، وتراجع الدور الفرنسي بعد الاعتراف بـ"مغربية الصحراء الغربية"، إلى أن الجزائر قد اتخذت قرارات صائبة واستباقية ، مما عزز مكانتها في المعادلة الجيوسياسية العالمية. مالي تعود إلى الجزائر: انتصار دبلوماسي جديد إحدى أبرز الدلالات على نجاح الدبلوماسية الجزائرية هو القرار الأخير للسلطات المالية إعادة فتح قنوات التواصل مع الجزائر ، عبر إرسال سفير جديد إلى الجزائر العاصمة ، في خطوة تهدف إلى تخفيف التوترات التي نشأت خلال الأشهر الماضية. 🔹 محاولة لجر مالي بعيدًا عن الجزائر في الفترة الأخيرة، كان المغرب يحاول كسب ود مالي ، مدفوعًا برغبته في توسيع نفوذه داخل إفريقيا الغربية وخلق تواز...

إدخال الطائرات المسيّرة الهجومية: نقطة تحوّل استراتيجية في الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو

 يمكن أن يشهد الصراع الطويل بين المغرب وجبهة البوليساريو تصعيدًا جديدًا مع دخول الطائرات المسيّرة الهجومية إلى ترسانة الجيش الصحراوي. حتى الآن، كان للمغرب تفوق تكنولوجي واضح بفضل استخدامه للطائرات المسيّرة المسلحة، التي حصل عليها أساسًا من إسرائيل وتركيا. ومع ذلك، فإن التصريحات الأخيرة للدبلوماسي الصحراوي إبراهيم مختار تشير إلى أن البوليساريو تسعى أيضًا للحصول على هذه التكنولوجيا الحربية، مما قد يعيد رسم موازين القوى على الأرض. استخدام المغرب للطائرات المسيّرة: تفوق استراتيجي منذ استئناف القتال في نوفمبر 2020، كثّف المغرب استخدام الطائرات المسيّرة لضرب مواقع البوليساريو في الصحراء الغربية. وتعتبر طائرات Bayraktar TB2 التركية والطائرات الانتحارية الإسرائيلية Harop من بين الأسلحة الأكثر استخدامًا، حيث مكّنت القوات المغربية من تنفيذ ضربات دقيقة ضد المقاتلين الصحراويين، مما قلّل من الخسائر في صفوفها. أدى هذا التكتيك إلى إجبار البوليساريو على تعديل استراتيجياته، حيث بات يعتمد على التنقل بسرية وتجنب التجمّعات العسكرية المكشوفة. ومع ذلك، فإن عدم امتلاك وسائل فعالة لمكافحة الطائرات المس...

الاتحاد الإفريقي: الجزائر تنتصر، والمغرب يتعثر… ويبكي !

 آه، المغرب… ذلك البلد الذي ظل ينظر إلى نفسه في مرآة مشوهة حتى صدّق أنه يزن أكثر من حبة كسكس في ميزان السياسة الإفريقية. لكن الواقع عنيد، والانتخابات الأخيرة داخل الاتحاد الإفريقي جاءت بمثابة صفعة مدوية أعادت المملكة الشريفة إلى حجمها الطبيعي: مجرد كومبارس في قارة تفرض فيها الجزائر نفسها كقوة وازنة. زلزال دبلوماسي… وانهيار عصبي في الرباط الهزائم المدوية التي تلقاها المغرب في معركة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن تسببت في صدمة كبرى داخل المملكة. إلى درجة أن الفوضى وصلت إلى مستوى عبثي! تخيلوا أن وسيلة إعلامية مقربة من القصر الملكي نشرت خبر وفاة محمد السادس قبل أن تسحبه بسرعة تحت ضغط المخابرات! كنا نعلم أن الملك مختفٍ منذ أسابيع، لكن إعلان "وفاته" بهذه السرعة؟ هذا وحده كافٍ لإثبات أن القصر يعيش في حالة ارتباك غير مسبوقة. وبينما يتساءل الشعب عن مصير الملك "الشبح"، يعم الذعر داخل النظام، حيث كشفت الصفعة التي تلقاها المغرب في الاتحاد الإفريقي عن الفشل الذريع للثنائي ناصر بوريطة – ياسين المنصوري. الأول، وزير الخارجية، لا يتوقف عن "الحركة بلا بركة...

انتصار الجزائر في الاتحاد الإفريقي: انتصار الدبلوماسية النزيهة على الفساد المغربي

 لم تكن الانتخابات التي فازت بها السيدة سلمى مليكة حدادي لمنصب نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي مجرد انتصار انتخابي، بل كانت صفعة مدوية لدبلوماسية مغربية غارقة في الفساد والابتزاز والانحلال الأخلاقي . فبحصولها على 33 صوتًا كاسحًا ، انتصرت الجزائر بجدارة، فيما تعرض المغرب لهزيمة مذلة كشفت عن زيف نفوذه المزعوم . هذه الانتخابات تجسد تفوق الدبلوماسية النزيهة المخلصة لقيم الوحدة الإفريقية على السياسة المغربية القائمة على المؤامرات والمساومات القذرة . لم تعد إفريقيا ساذجة ، فقد أسقطت الأقنعة، وانكشفت حقيقة النظام المغربي الذي لم يتردد في استخدام أساليب غير أخلاقية لتحقيق مآربه . الجزائر: حصن الكرامة والوفاء للمبادئ الإفريقية فوز السيدة حدادي لم يكن صدفة. فمسيرتها الغنية بالمناصب الحساسة والمهام الدبلوماسية الكبرى تثبت قدرتها الفائقة والتزامها الثابت بمصلحة القارة ووحدتها. على عكس المرشحة المغربية التي كانت تراهن فقط على ألاعيب نظامها، تميزت السيدة حدادي بمؤهلاتها الرفيعة، ورؤيتها الواضحة، وإخلاصها لقيم إفريقيا الحقيقية . ومن أبرز ركائز برنامجها: إصلاح الاتحاد الإفريقي وتعزيز الشفاف...

التقارب الفرنسي-المغربي: خيار اضطراري أم استمرار للنهج النيو-استعماري؟

منذ وصول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى السلطة في 2019، دخلت العلاقات الجزائرية-الفرنسية مرحلة جديدة اتسمت بالتوتر والقطيعة التدريجية. هذه التطورات لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة قرار سيادي من الجزائر بفك الارتباط مع النفوذ الفرنسي، الذي ظل حاضرًا منذ الاستقلال. في مواجهة هذا التحول، وجدت باريس نفسها مجبرة على تعزيز تحالفها التقليدي مع المغرب. لكن هل كان هذا خيارًا استراتيجيًا، أم مجرد هروب إلى الأمام في إطار سياسة الضغط على الجزائر؟ 1. فرنسا وإفريقيا: نموذج نيو-استعماري في تراجع لطالما اعتمدت فرنسا في سياستها الإفريقية على مبدأ الهيمنة الاقتصادية والسياسية، فيما يُعرف بـ "فرانس-أفريك". هذا النموذج، القائم على نهب الموارد الطبيعية، دعم النخب الموالية، وحرمان الدول الإفريقية من التصنيع ونقل التكنولوجيا، مكّن باريس من الحفاظ على نفوذها لعقود بعد انتهاء الاستعمار. أ. هيمنة اقتصادية على حساب التنمية بخلاف قوى جديدة مثل الصين، روسيا، وتركيا، التي دخلت السوق الإفريقية بعروض تقوم على الشراكة والتنمية، فضّلت فرنسا مواصلة نهجها التقليدي: استغلال المواد الأولية كالنفط، الغاز، ...

مصر والجزائر: تحليل لتغير الموقف المصري داخل الاتحاد الإفريقي

 في خطوة غير متوقعة، أعلنت مصر ترشيح حنان مرسي لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، رغم أنها كانت قد تعهدت مسبقًا بدعم المرشحة الجزائرية مليكة حدادي . هذا التحول المفاجئ في الموقف المصري أثار العديد من التساؤلات حول أسبابه الحقيقية وتداعياته المحتملة على العلاقات بين البلدين وعلى التوازنات داخل الاتحاد الإفريقي. هل يعكس هذا التغيير توترًا خفيًا بين الجزائر ومصر؟ أم أنه جزء من استراتيجية مصرية جديدة لتعزيز النفوذ في إفريقيا؟ أم أن هناك ضغوطًا خارجية لعبت دورًا في هذا القرار؟ في هذا المقال، سنحاول تحليل الأسباب المحتملة لهذا التغيير وتأثيره على المشهد الدبلوماسي الإفريقي. 1. هل تسعى مصر إلى إعادة تموضعها في إفريقيا؟ أ. عودة مصر التدريجية إلى الساحة الإفريقية شهد الدور المصري في إفريقيا تراجعًا بعد أحداث 2011 والإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013. ولكن منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، بدأت القاهرة في استعادة دورها تدريجيًا، حيث ترأست الاتحاد الإفريقي في 2019 وكثفت جهودها لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية. في هذا السياق، قد يكون ترشيح مصر لحنان مرسي محاولة جديدة ...