التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ليلة السكاكين الفاصلة : معركة أمغالا الثانية

 ليلة السكاكين الفاصلة، التي وقعت في 14 نوفمبر 1976، كانت واحدة من أكثر الحوادث دموية في تاريخ النزاع بين الجزائر والمغرب. هذا الحدث المعروف أيضاً باسم "معركة أمغالا الثانية" شهد هجوماً مباغتاً للقوات الجزائرية الخاصة على القوات المغربية المتمركزة في أمغالا.

خلفية النزاع

بدأ النزاع حول الصحراء الغربية بعد انسحاب إسبانيا في 1975، حيث تقاسمتها المغرب وموريتانيا وسط رفض جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي طالبت بالاستقلال التام للصحراء. تصاعدت التوترات بين المغرب والجزائر نتيجة لدعم الجزائر للبوليساريو، مما أدى إلى اشتباكات مسلحة.

الأحداث في أمغالا

في 31 يناير 1975، قامت القوات المغربية بهجوم على قوات جزائرية كانت موجودة في أمغالا لتقديم الإمدادات لجبهة البوليساريو، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 جندي جزائري. هذا الهجوم أثار غضب الجزائر، وتوعدت برد عسكري قاسي.


الرد الجزائري

في 14 نوفمبر 1976، نفذت الجزائر عملية عسكرية نوعية حيث قامت بنقل أكثر من 300 جندي من القوات الخاصة إلى منطقة أمغالا. القوات الجزائرية شنت هجومًا ليليًا مفاجئًا باستخدام السكاكين والأسلحة البيضاء، مما أدى إلى مقتل 420 جندي مغربي وأسر 1613 آخرين. العملية استغرقت ساعة ونصف فقط، وأظهرت مدى كفاءة وتنظيم القوات الخاصة الجزائرية في تنفيذ الهجمات.

النتائج والتبعات

بعد الهجوم، تم نقل الأسرى إلى تندوف وأُسعف الجرحى منهم. لم يشهد النزاع أي تشويه لجثث القتلى، مما يظهر بعض التقدير الإنساني في ظل الظروف الحربية القاسية. في 2005، تحت ضغط دولي وأمريكي خاصة، قامت الجزائر بالإفراج عن الأسرى المغاربة.

التدخلات الدولية

القوى الدولية كانت متورطة بشكل كبير في النزاع. على سبيل المثال، السعودية، بقيادة الملك فهد، لعبت دورًا في الوساطة بين الطرفين. من جهة أخرى، ساعدت إسرائيل المغرب في بناء الجدار العازل في الصحراء الغربية، مما زاد من تعقيد النزاع وأطال أمده.

الخلاصة

النزاع حول الصحراء الغربية لا يزال قضية معقدة ومتشابكة حتى اليوم. ليلة السكاكين الفاصلة وأحداث أمغالا تظل شاهدة على التوترات العميقة بين الجزائر والمغرب، وعلى الدور الذي تلعبه القوى الدولية في تأجيج أو تهدئة النزاعات الإقل





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون

  سيدي الرئيس، أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة و أنتم بصحة جيدة. أكتب إليكم اليوم بقلب مثقل لأعبر عن قلقي العميق واستيائي لوجود أكثر من 1.2 مليون مغربي في أرض الجزائر الطاهرة. كمواطن مسؤول ومعني ، أشعر أنه من واجبي أن أوجه انتباهكم إلى هذا الأمر. أود أولاً أن ألفت انتباهكم إلى الروابط بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمغرب.  لقد تم الكشف أن الموساد يجند بشكل كبير في الجالية المغربية في فرنسا. هل لدينا ضمانة أن الكيان الصهيوني لا يفعل الشيء نفسه في الجزائر؟ هذه القضية مصدر كرب وإحباط لمواطني بلادنا الذين يفقدون الأمل في التمثيلية الوطنية التي يفترض أن تدافع عن المصلحة العليا للوطن. لماذا يجب أن نبقي على أرضنا رعايا دولة معادية؟ لماذا لا نعيد هؤلاء إلى وطنهم لتفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية لبلد يتآمر ضد مصالحنا ويغرق بلدنا بأطنان من المخدرات؟ لماذا يجب أن نتسامح مع وجود اليوتيوبرز المغاربة في الجزائر الذين يسخرون يوميا من الشعب الجزائري؟ لماذا لا تفرض الدولة الجزائرية تأشيرة دخول على هذا البلد العدو لمراقبة التدفقات السكانية بشكل أفضل بين الجزائر والمغرب؟ نعتقد أن الجزائر يجب أن تقطع ال

نداء لطرد المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني في الجزائر

وقع على العريضة إذا كنت توافق https://www.mesopinions.com/petition/politique/appel-solennel-expulsion-marocains-situation-irreguliere/232124   السيد الرئيس، أيها المواطنون الأعزاء، نحن نواجه وضعًا حرجًا يتطلب استجابة حازمة وحاسمة. إن وجود أكثر من 1.2 مليون من المواطنين المغاربة في وضع غير قانوني على أراضينا يشكل تهديدًا للأمن القومي، والاقتصاد، والتماسك الاجتماعي لبلدنا. يجب علينا أن نتحرك بعزم لحماية أمتنا وضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الجزائريين. الأمن القومي في خطر تم الكشف عن وجود علاقات بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمغرب. وتشير التقارير إلى أن الموساد يقوم بتجنيد واسع النطاق في الجالية المغربية، لا سيما في فرنسا. لا يمكننا استبعاد إمكانية حدوث أنشطة مشابهة على أرضنا، مما يهدد أمننا القومي. كدولة ذات سيادة، لا يمكننا التسامح مع وجود أفراد يمكن أن يعرضوا أمننا واستقرارنا للخطر. التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية تشكل تدفقات العملة الصعبة بشكل غير قانوني نحو تونس ليتم تحويلها إلى المغرب عبر البنوك المغربية هروبًا غير مقبول لرؤوس الأموال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تورط بعض أعضاء الجا

ما هي المشاكل بين الجزائر والمغرب ؟ لماذا لن يتم استعادة العلاقات مع المغرب ؟ ولماذا لا تقبل الجزائر أي وساطة مع المغرب ؟

في 24 أغسطس 2021، اتخذت الجزائر قرارًا تاريخيًا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، الذي واصل القيام بأعمال عدائية وغير ودية وخبيثة ضد بلدنا منذ استقلال الجزائر. في هذا المقال لن نتطرق للخيانات المغربية العديدة والممتدة عبر الازمنة و كذلك التي طالت الجزائر قبل الاستقلال (-اختطاف طائرة جبهة التحرير الوطني - خيانة الأمير عبد القادر - قصف مآوي المجاهدين الجزائريين من قاعدة مراكش الجوية - مشاركة المغاربة في مجازر سطيف، قالمة وخراطة عام 1945. الخ)، لأن الموضوع يستحق عدة مقالات ولأن الأفعال الكيدية عديدة، ولا يتسع المجال لذكرها، ومنذ وصول السلالة العلوية عام 1666 في سلطنة مراكش وفاس وهو الاسم الحقيقي للمملكة، قبل أن يقرر الحسن الثاني تغيير اسمها الرسمي بالاستيلاء دون وجه حق، عام1957(بينما كانت الجزائر تحارب الاستدمار الفرنسي) على اسم منطقة شمال إفريقيا: "المغرب" والذي يشمل كل من تونس و ليبيا والجزائر وموريتانيا والصحراء الغربية وسلطنة فاس ومراكش. 1ــ بماذا تتهم الجزائر المغرب؟ للإجابة على هذا السؤال ودون الخوض فى الخيانات المغربية العديدة قبل استقلال الجزائر، فإن الوثيقة الأكثر ا