التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

تحليل شامل للقاء الدوري للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

 في لقائه الدوري مع الإعلام، الذي بُث مساء السبت عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية، تناول رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عدة قضايا داخلية ودولية، حيث استعرض المستجدات المتعلقة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى مواقفه بشأن القضايا الإقليمية والدولية. وقد شكل هذا اللقاء فرصة لتوضيح العديد من الملفات التي تهم الشأن العام الوطني والدولي. أولًا: القضايا المحلية 1. تعزيز الطابع الاجتماعي للدولة ورفع الأجور جدد الرئيس تبون التزامه بالحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة، معلنًا عن فتح حوار وطني شامل بحلول نهاية 2025 أو بداية 2026. وأكد استمرارية الزيادات التدريجية في الأجور ومنحة البطالة، مشيدًا بالوعي الوطني العالي لدى الشباب الجزائري، خاصة الفئة الجامعية القادرة على تحليل الأحداث السياسية والاجتماعية. 2. حرية التعبير بين الحماية والتنظيم شدد الرئيس على أن الدولة ستقف بالمرصاد ضد أي محاولات للمساس بالوحدة الوطنية تحت غطاء "حرية التعبير"، موضحًا أن هذه الأخيرة لا تعني "الشتم والتجريح"، بل يجب أن تظل ضمن إطار أخلاقي يحمي الاستقرار الوطني. ثانيًا: القضايا...

هوس إريك زمور بتاريخ الجزائر: محاولة لإعادة كتابة التاريخ

إريك زمور، الشخصية المثيرة للجدل في المشهد الإعلامي والسياسي الفرنسي، أظهر افتتانًا مستمرًا بتاريخ الجزائر. من خلال تصريحاته، يسعى إلى إنكار وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، متبنّيًا خطابًا أيديولوجيًا يتجاهل الحقائق التاريخية الأكثر رسوخًا. لماذا هذا الإصرار؟ وما الدوافع الكامنة وراء هذا الإنكار لحقيقة تاريخية لا جدال فيها؟ وُلد إريك زمور في فرنسا عام 1958، لكنه ينحدر من عائلة يهودية جزائرية. كان أجداده، الذين تعود أصولهم إلى منطقة قسنطينة، من بين اليهود الجزائريين الذين حصلوا على الجنسية الفرنسية بموجب مرسوم كريمو عام 1870 خلال الحقبة الاستعمارية. ومع ذلك، ورغم جذوره الجزائرية، يرفض زمور تمامًا أي ارتباط بالجزائر ويؤكد انتماءه الحصري لفرنسا. فهو من أشد المعارضين لمفهوم الجنسية المزدوجة والهوية المتعددة، ويطرح رؤية لفرنسا تقوم على مبدأ الاندماج الكامل، حيث يجب تمجيد الإرث الاستعماري بدلاً من التشكيك فيه. الجزائر.. دولة ذات سيادة قبل الاستعمار الفرنسي على عكس ما يزعمه زمور، لم تخلق فرنسا الجزائر عام 1830، فدولة الجزائر تمتد جذورها إلى فترات تاريخية موغلة في القدم، بدءًا من ...

العلاقات الفرنسية-الجزائرية: قطيعة تتحمل باريس مسؤوليتها بالكامل

 لا تزال فرنسا تصرّ على تكرار رغبتها في إقامة علاقات هادئة مع الجزائر، مدعية أنها ليست مسؤولة عن تدهورها. لكن كيف تجرؤ على التحدث بهذا الخطاب في الوقت الذي تقوّض فيه بشكل صارخ المصالح الحيوية للجزائر من خلال اعترافها بمغربية الصحراء الغربية؟ هذا القرار، الذي اتُّخذ في يوليو 2024 بدفع من إيمانويل ماكرون، شكّل نقطة تحول حاسمة في العلاقات الفرنسية-الجزائرية. ومع ذلك، لا تزال باريس تتظاهر بالدهشة إزاء التوتر الذي تسببت فيه! طعنة دبلوماسية في ظهر الجزائر لطالما كانت الجزائر ثابتة في موقفها من القضية الصحراوية، المستند إلى مبدأ أساسي: حق الشعوب في تقرير مصيرها. فقد دعمت الجزائر القضية الصحراوية دون تردد، تماشياً مع قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي. فكيف لفرنسا أن تزعم أن اعترافها الأحادي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ليس له تأثير على الجزائر؟ إن مثل هذا الادعاء ليس سوى نفاق صارخ واحتقار واضح لذكاء الجزائريين. تحتضن الجزائر، في ولاية تندوف، آلاف اللاجئين الصحراويين، مما يشكل مسؤولية إنسانية وأمنية كبرى للدولة الجزائرية. وبدلاً من المساعدة في إيجاد حل عادل، لا تفعل فرنسا س...

برونو ريتايو: أسوأ وزير داخلية فرنسي في التاريخ، جاهل بالقوانين والأعراف الدبلوماسية.

لا يكاد الجدل يهدأ بين الجزائر وباريس حتى يتجدد على وقع اتهامات متبادلة حول احترام الالتزامات الدولية، ليصبح المشهد أقرب إلى مسرحية سياسية تُعاد فصولها كلما حاولت فرنسا إلقاء مسؤولية إخفاقاتها على غيرها. آخر فصول هذه المواجهة الدبلوماسية اشتعل بعد أن نشرت الجزائر ردّها الرافض للقائمة الفرنسية الخاصة بالمواطنين الجزائريين الذين أصدرت فرنسا قرارات بإبعادهم، مما دفع وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، إلى مهاجمة الجزائر مجدداً عبر منصة "إكس"، متّهماً إياها بانتهاك التزاماتها الدولية. غير أن هذا الاتهام المتكرّر، وإن كان لا يكتسب شرعية بمجرد تكراره، يفرض تسليط الضوء على الحقائق الحاسمة التي تفنّد الادعاءات الفرنسية، وتضع النقاط على الحروف بشأن من يحترم التزاماته الدولية ومن ينتهكها. وفي هذا السياق، تبرز خمس نقاط رئيسية تسقط الورقة التي تحاول باريس التلويح بها. 1- رفض مشروع قائم على أساس قانوني هش كان الموقف الجزائري واضحاً عندما رفض التجاوب مع القائمة الفرنسية، إذ إن إرسال قوائم بأسماء المرحّلين لم يكن يوماً منصوصاً عليه في أي من الاتفاقيات الثنائية التي تربط البلدين، ولا حتى في...

"التاس" توجه صفعة قوية للمغرب في قضية اتحاد العاصمة ونهضة بركان

 أصدرت المحكمة الرياضية الدولية (TAS) قرارًا نهائيًا في القضية التي أثارت جدلًا كبيرًا بين اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان المغربي في منافسات كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) للموسم 2023/2024 . هذا القرار يمثل هزيمة مدوية للمغرب الذي حاول استغلال كرة القدم كأداة لتكريس احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية، لكنه فشل فشلًا ذريعًا بعد أن أكدت "التاس" عدم شرعية محاولاته السياسية داخل الملاعب الرياضية. محاولة مغربية لتسييس الرياضة وفرض أمر واقع غير قانوني في 21 أبريل 2024، كان من المقرر أن يواجه اتحاد العاصمة الجزائري نادي نهضة بركان المغربي ضمن ربع نهائي كأس الاتحاد الإفريقي. ولكن المفاجأة كانت عندما رفض الفريق الجزائري خوض المباراة بعد أن اكتشف أن القمصان الرسمية للفريق المغربي تحمل خريطة سياسية تتضمن الصحراء الغربية كجزء من المغرب. هذا التصرف كان محاولة واضحة من المغرب لاستخدام كرة القدم كأداة سياسية لفرض تصور غير شرعي يخالف القوانين الدولية. وعوضًا عن التدخل الفوري، أيدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF) موقف نهضة بركان وأعلنت خسارة اتحاد العاصمة الجزائري...

الجزائر - فرنسا: التجارة كآخر جسر في علاقة متوترة

تمر العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا بأزمة غير مسبوقة منذ عدة سنوات. فالتوترات التاريخية، الخلافات الجيوسياسية، والتصريحات السياسية القوية جعلت التواصل بين البلدين شبه متوقف. ومع ذلك، لا يزال هناك قطاع واحد يقاوم هذه التوترات وهو التجارة . في عام 2024 ، بلغت المبادلات التجارية بين البلدين 11.1 مليار يورو ، مقابل 11.6 مليار يورو في 2023 ، وفقًا للبيانات الصادرة عن الجمارك الفرنسية. ورغم هذا التراجع الطفيف، لا يزال التبادل التجاري بين الجزائر وفرنسا متينًا ، ما يعكس الترابط الاقتصادي القوي بين البلدين. لكن حتى هذا القطاع ليس في مأمن من التدهور. فقد حذر معهد التحليل الاقتصادي الفرنسي Xerfi من احتمال "صدمة اقتصادية" قد تؤدي إلى اندلاع حرب تجارية بين البلدين، مما سيؤثر سلبًا على كليهما. الغاز الجزائري: ورقة ضغط استراتيجية يُعتبر الغاز الطبيعي المسال (GNL) العنصر الرئيسي في صادرات الجزائر إلى فرنسا. ففي عام 2023 ، استوردت فرنسا 4.28 مليار متر مكعب من الغاز الجزائري ، أي ما يعادل 14% من إجمالي احتياجاتها من الغاز . وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 18% في عام 2024 ، مما يعكس ...

اقتناء الجزائر للمقاتلة سوخوي Su-35: تحول استراتيجي في ميزان القوى بشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط

يمثل اقتناء الجزائر لمقاتلة التفوق الجوي سوخوي Su-35 نقطة تحول استراتيجية في توازن القوى العسكرية في شمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. يتيح هذا الخيار التكنولوجي للجيش الوطني الشعبي (ANP) تحسين قدراته الجوية بشكل كبير، في مواجهة القوات الجوية المجاورة المجهزة بطائرات غربية. هذه الطفرة في القوة قد تعيد تعريف موازين القوى الإقليمية وتؤثر على العقائد العسكرية للدول المجاورة. 1. سوخوي Su-35: مقاتلة تفوق جوي قوية يعد Su-35 تطورًا عن Su-27 ، تم تطويره من قبل روسيا لمواجهة تحديات القتال الجوي الحديث. هذه المقاتلة من الجيل 4.5 مزودة بتقنيات متقدمة، من بينها: ✅ قدرة فائقة على المناورة بفضل محركات الدفع الموجه AL-41F1S. ✅ رادار قوي (Irbis-E) قادر على اكتشاف الأهداف على مدى يصل إلى 400 كلم. ✅ أنظمة حرب إلكترونية متطورة مع بصمة رادارية منخفضة (RCS بين 1 و3 م²). ✅ تشكيلة واسعة من الأسلحة : صواريخ جو-جو بعيدة المدى، صواريخ كروز، وقنابل موجهة. بفضل هذه الميزات، يمكن لـ Su-35 مواجهة الطائرات الغربية من الجيل نفسه، مثل رافال الفرنسية، F-16V وF-15 الأمريكيتين . 2. لماذا اختارت الجزائر...